أشكرك العزيز علاء على فتح هذا الملف الهام لرفده بأخبار العدوان الإسرائيلي
على قطاع غزة , ولا شك بأننا جميعاً نتابع هذه الأحداث المؤلمة , ولا نملك إلا
الدعاء لله عز وجل أن يقف معكم ويمدكم بالقوة والصبر والإرادة التي قد تعودتم
عليها , وأن يرحم الله شهداءنا الذين سقطوا في هذا العدوان الغاشم .
وهنا أنقل لكم تصريح الدكتور أشرف القدرة عن الوضع الصحي المتردي مع استمرار
التصعيد العسكري الإسرائيلي .
حذر الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بغزة ، السبت 10-3-2012، من استمرار مسلسل التصعيد الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في كافة محافظات قطاع غزة المحاصر، والذي يتسبب باستنزاف مستمر في الرصيد الدوائي، سيما مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي المتزامن مع التناقص اليومي لمخزون السولار في مولدات الكهرباء البديلة في كافة المستشفيات و مراكز الرعاية الصحية.
أعرب القدرة، في بيان وصل "فلسطين أون لاين" نسخة منه، عن تخوف الطواقم الطبية من الوصول إلى درجة كارثية تتعذر معها تقديم الخدمات الصحية لنحو مليون و سبعمائة ألف مواطن يتعرضون إلى استهداف مباشر من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، و يتجرعون مرارة الحصار الظالم و المطبق عليهم في قطاع غزة منذ العام 2006م كعقاب جماعي على خيارهم الديمقراطي .
وأكد القدرة أن المحتل تحدى كل المعاهدات و الاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية حقوق المدنيين المعيشية و الصحية بالإضافة إلى ضمان استمرار الرعاية الصحية للمرضى و الجرحى و تحييدهم في أوقات الحرب و الاستهداف .
وأشار القدرة إلى أن المرضى و الجرحى من المدنيين العزل في قطاع غزة المحاصر، هم الأكثر تضرراً جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي، إضافة إلى الحصار المستمر حتى اللحظة و الذي يمهن الاحتلال من خلاله في تقويض النظام الصحي ليكون عاجزاً عن تأدية واجبه الأخلاقي و الإنساني والوظيفي مع عشرات المصابين و المرضى المنومين في المستشفيات و يجعلهم يعيشون في ظلمات ثلاث تحدق بهم.
وفسر كلامه قائلاً:"بدءاً بظلمة غياب أكثر من ثلث الأدوية الأساسية و المستهلكات الطبية و الذي دخل مرحلة قاسية جدا بعد نفاذ 186صنفاً من الأدوية الأساسية و 200صنفاً من المستهلكات الطبية و استمرار النزف في المخزون الدوائي يومياً و الذي سيشتد خلال الأشهر الثلاثة القادمة، بالإضافة إلى ما يقاسونه من ظلمة الانقطاع الحالي للتيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة يومياً بسبب عدم إدخال الوقود اللازم لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة و الذي يدخل الخدمات الصحية و المرتبطة بشكل أساسي بالتيار الكهربائي في مرحلة حرجة في ظل العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة خاصة في أقسام الاستقبال و الطوارئ و الحضانة و غسيل الكلى و القلب المفتوح و قسطرة القلب و العمليات الجراحية و القيصرية بالإضافة إلى أقسام الأشعة التشخيصية و مختبرات التحاليل الطبية".
وبين، أن هذا الأمر سيزج بمئات المرضى و المصابين في ظلمة ثالثة سيتعذر معها تقديم العديد من البرامج العلاجية اللازمة لهم في ظل التناقص المستمر للسولار داخل خزانات المولدات الكهربائية البديلة في المستشفيات و مراكز الرعاية الأولية و مختبرات الصحة العامة و بنوك الدم.
و أكد القدرة أن هذه الظلمات الثلاث التي ما زالت تتلقف مئات المرضى و المصابين من كل جانب , تفاقم من وضعهم الصحي يوماً بعد يوم و تعرض حياتهم للخطر، في ظل الصمت الغير مبرر من المجتمع الدولي إزاء الممارسات الإجرامية و التعسفية للاحتلال الصهيوني بحق المرضى و المصابين المدنيين من الأطفال و النساء و كبار السن و الشبان.
و ناشد القدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر و منظمة الصحة العالمية و كافة المؤسسات الإنسانية و الاغاثية إلى التحرك العاجل من اجل ضمان استقرار النظام الصحي و دعم صموده امام الهجمات الإسرائيلية التي تخلف العشرات من الشهداء والجرحى و إنهاء معاناة مرضى قطاع غزة المحاصر، و حماية حقوقهم العلاجية بما في ذلك تخليص مخصصاتهم السنوية من الأدوية و المستهلكات الطبية المحتجزة في مستودعات الصحة برام الله .
كما جدد القدرة مناشدته للقيادة المصرية بالسماح لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من إمداد قطاع غزة بالسولار اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء و منع كارثة صحية محدقة بالمرضى و المصابين في ظل الاستهداف المستمر على قطاع غزة
و من جهة أخرى دعا القدرة فصائل العمل الوطني و لجان المصالحة الوطنية المنبثقة عن اتفاق القاهرة إلى حماية المنظومة الصحية في فلسطين و اتخاذ موقفاً وطنياً من سياسة التنقيط في إرسال مخصصات مرضى قطاع غزة و التي مازال ينتهجها بعضاً من (المتنفذين في الصحة برام الله) و المستفيدين من حالة الانقسام الوطني الذي يتجرع مرارته الكل الفلسطيني بلا استثناء .
كما دعا أيضاً كافة المؤسسات الحقوقية و الإعلامية إلى تكثيف جهودها الداعمة لمرضى قطاع غزة و المساندة للقطاع الصحي على كافة الأصعدة و في المحافل المختلفة بكل الطرق المشروعة.
المصدر: فلسطين أون لاين