التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,861
عدد  مرات الظهور : 162,368,044

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > الشاعر الكبير طلعت سقيرق فقيدنا( 16 تشرين الأول/أوكتوبر 2011) > الأقسام > في مناقب الراحل الكبير
في مناقب الراحل الكبير مقالات عن مناقب شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق وتميزه الإبداعي والإنساني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 04 / 2012, 58 : 08 PM   رقم المشاركة : [11]
غادة فطوم
شاعرة وروائية

 الصورة الرمزية غادة فطوم
 





غادة فطوم is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق

[align=justify]

حين نتحدث عن شاعر أنفق جل عمره في النضال من أجل قضية ساميه فإننا مهما تحدثنا وأعطينا إضاءات نكون مقلين في أن نجعله يتبوأ المكانة التي يستحقها فما بالكم إن كان الذي نتحدث عنه هو الشاعر طلعت سقيرق: حين يعانق القديس فضاءات الآلهة,وتندمج ذاته بالكثير من صفات القداسة تبقى ملهمة الشاعر تحلق في أماكن صعب الوصول لها ..ويجب أن تنأى عن صفات البشر .. فهي ليست كالبشر تأكل وتنام وتصحو هي تلك الروح والخيال والتي تحلق عاليا في فضاءات الشاعر وترتقي مع روحه إلى حدود المجرة ...


إذا فالقديس :ملهمته تكون أنثى إلهية تبتعد عن صفات البشر وتؤاخي الآلهة في صفاتها ..

- إن تجربة الشاعر طلعت سقيرق تجربة اتسمت بالسمو والثورة عن المألوف لكن بطابع فلسطيني محض ,فهو ابن فلسطين العاشق المأزوم والمشبع حزنا على ارض اغتصبت عنوة من قبل عدو سرق الاحلام والآمال ولم يترك بغزوه إلّا النكبات والآلام..وهي الحالة التي حفزت الشاعر لان يكون أو لايكون .. الشعر والكتابة أعطته استمرارا




تجربته الشعريه اندمجت مع تجربته الفنيه وشكلت طلعت العاشق للأرض.. للإنسان ..

- حتى في قصائد الحب والعشق كان خطابه الشعري موجها إلى كل فلسطين خصوصا وإلى كل عربي شريف عموما .. خطابه الشعري حماسيا يحمل نفحات الحب للوطن والارض ..

- كل شاعر لديه الحافز للتجديد ولكن ليس كل شاعر قادرا على تغيير أو تجديد بناءالقصيدة , لكن الشاعر طلعت استطاع أن يجدد في بنية القصيدة على الرغم من التمويه والتعتيم والتغييب وعدم الإضاءة فمن خلال قراءتنا لإنتاجه نجد أنه أجاد في تجديد بناء القصيدة التي تستمر مع كل الاجيال والأزمنه وتبقى خالدة بعده .

- القدس حاضرة لدى الشاعر حتى في قصائده .. الحب العشق كم أسلفت سابقا إن لهمة الشاعر هي خارج حدود الكون وكذا القدس بالنسبة له .. هي قريبة جدا منه وبعيدة لحد الالتصاق بالآلهة هي تلك اللؤلؤة التي تنتظر من يقطفها من مزرعتها ويتوج بها صدره ويملي عينيه بفتنتها وجمالها فهي القدس !


- وحين أراد أن يخرج الشاعر عن المألوف استطاع من خلال ذلك أن يؤسس لمدرسة واسمحوا لي ان أقول أنه أسس لمدرسة حتى لو خالفتموني الرأي فمن كتب الومضة التي تبحر بنا وترسخ في عقلنا وذاتنا ومن يدور بنا حتى التوهان في قصيدته المدورة ونحن نتابعه ونتوه مع كلماته .. يجعلنا نتأكد بأنه ذاك القائد الأوبرالي والذي يبحر بنا شعرا وقصصا تجعلنا نطلب المزيد ..


- صفة القديس لاتنطبق إلا على طلعت ..عندما نقول عنه قديس لا بد من أن يكون متصوفا يعانق القصيدة الصوفية لهذا هي له.. لأنه طلعت


- من خلال متابعاتي أجد أن المشهد الثقافي الفلسطيني حتى الآن لم يستفق إلى حجم الخسارة التي خسرها بغياب طلعت ..

قامة بحجم الشاعر خسارة كبيرة بالرغم من غنى تجربته والتي يجب أن نقف عندها وإن لم نقف نكون قد أجحفنا بحق الشاعر أولا وبحق مدرسة يجب أن تدرس في المدارس والجامعات وتحديدا القصيدة المدورة وقصيدة السطر الواحد
أعلم من خلاله رحمه الله أن هناك العديد من المشاريع المؤجلة والتي كانت تصب في صلب القضية الفلسطينية خصوصا من خلال البرامج التي كان يحضر لها لإطلاقها عبر الفضائيات ..
كان يحلم بإلغاء الهوة بين فلسطينيي الارض المحتله وفلسطينيي الشتات .. كانت أحلامه مؤجله وبقيت مؤجله رحمه الله
- عمله كان من أجل فلسطين لم يحلم يوما بالشهرة ولأنه صادق وينأى عن تلك الشهرة التي يستحقها بجدارة ,كان عمله بصمت .
وعشقه لفلسطين جعل تلك الاحلام خلف ظهره والقدس تتقدم كل طموحاته على الرغم من يقيننا بأنه يستحق مكانة تليق به كشاعر صادق يعانق اللغة فنا وشعرا ..
- لن أزيد إن الشاعر كان مغيبا تماما أما إذا عدنا للأسباب فإن حجم الهوة كبير بين فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الخارج أتمنى على المشهد الثقافي الفلسطيني ان يحاول ردم هذه الهوة وإغناءها إعلاميا سواء بالبرامج المسموعة أو المرئيه.. قد تكون المؤسسات الثقافية الفلسطينية محاربه على جميع الأطر والأصعدة لكن عليها أن تناضل كما الفدائي في فلسطين لتسمو بقامات قدمت ولازالت تقدم من أجل فلسطين أن تكون حرة عربية العتب على الساسة الفلسطينيين أن يكون الأدب مجاورا للبندقيه .. البندقيه لها عملها والأدب والشعر رديفا لها من أجل التحرير والنصر

- أعتقد أن الشاعر طلعت لو وجد في أي دولة أجنبيه لكان لايقل عن بريخت أو نيتشه أو بودلير أو أو أو لكن دائما لو لاتفي بما نتمناه أو نصبوا إليه ..

إنه ذاك القديس الذي ترك لنا الأرض ليجاور الافلاك في قيلوته الابديه أغنانا شعرا وحلقنا معه إلى درب التبان وأغدق في قصائده وقصصه على المشهد الثقافي في سوريا يكفينا أن صدقه حين كان يقرأ مخطوطات اتحاد الكتاب العرب كان السباق لانجاز مابين يديه والمثابر لابداء رأيه الصادق الصريح لاي تجربة إبداعيه جديدة كان شاعر بكل ماتحمل الكلمة من صفات وأديبا راقيا ساميا نبيلا كان يجعلنا نقف أمامه بكل وقار واحترام ..إلى جنات الخلد يامن جعلت الاحرف والكلمات طوع أصابعك ويديك
الشاعرة غادة فطوم



[/align]
غادة فطوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 04 / 2012, 41 : 09 PM   رقم المشاركة : [12]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق




الشاعرالفلسطيني طلعت سقيرق في حوار خاص لمؤسسة القدس للثقافة والتراث
أجريت المقابلة بتاريخ 7-5-2011 في منزل الشاعر الراحل
أديب يجول في أروقة الثقافة والأدب، يكتب بجميع الأجناس الفنية والأدبية ، من الشعر إلى المسرح والأغنية والرواية، كما كتب للأطفال .
وبين مطرقة الإلهام وسندان الإيحاء تولد الفكرة التي تجعل منه أديباً متقدماً عن باقي الأدباء في زمن أصبحت فيه الكتابة الأدبية الأصيلة من النوادر إن لم تكن من المستحيلات.
وفي ظل كل هذا تبقى المظلة الوطنية حاضرة ، والمرجعية برأيه واحدة ، هي فلسطين فقط .
وعلى الجميع أن يعمل منها ولأجلها ، وفلسطين هي كل فلسطين ، لا نقبلها منقوصة.....
تنفرد مؤسسة القدس للثقافة والتراث في حديث خاص مع الشاعر – كما يحب أن نسميه – الفلسطيني الأستاذ طلعت سقيرق ، تزامناً مع ذكرى نكبة فلسطين عام 1948 .
بداية نرحب بالأستاذ طلعت سقيرق في مؤسسة القدس للثقافة والتراث ونشكره على إتاحة الوقت لنا بلقائه


# ازدحمت الساحة الأدبية بالكثير من الأسماء وبالتالي الكثير من النتاجات الأدبية ، كيف تقيم هذه الحركة ، وهل هي بحاجة إلى موجه لها؟
بالطبع إن كل مرحلة تستدعي أسماء جديدة ووجوهاً جديدة أيضاً، بحسب الظروف التي تستجد، نحن أبناء قضية متحركة دائماً ويجب أن تتقدم نحو الأمام ونحو بوصلة تحدد فلسطين بشكل كامل والتي يجب أن توجد من خلال الشعب المتطور الحي أسماء جديدة ، فهناك توجهات وأشكال فلسطينية جديدة وكذلك أساليب أدبية جديدة .
فلو قسمنا الأدب الفلسطيني إلى مراحل فسنجد أن هناك أدب قبل النكبة عام 1948، وأدب النكبة ، وأدب الداخل ، وأدب ما بعد النكبة ، كل ذلك شكل أشياء من الممكن أن نصنفها في العديد من المحاور وكلها يقبل التقييم .
وأقول إن التقانة المتطورة جرت الناس بعيداً عن القراءة والثقافة ، فالتلفزيون مثلاً وانتشار الفضائيات والانترنت الذي أخذ الناس نحو ثقافة جديدة أنتجت ( أدباء انترنت ) وبالتالي لا نستطيع إلغاء العديد من الأسماء التي صعدت عبر الانترنت ، وأصبحت أشهر من الذين صعدوا عبر المنشورات الورقية .
ضمن المتاح أنا راض عما يقدمه الشباب الفلسطيني اليوم ، لأن الكاتب الفلسطيني الشاب مظلوم ومتروك من دون موجه ،و دون مساعدة من أحد ، وبالتالي الجميع يتحمل مسؤولية ذلك من أدباء ومؤسسات ومنظمات أدبية وكل واحد من الشعب الفلسطيني يجب أن يتحمل المسؤولية تجاه رعاية واحتضان هؤلاء الشباب .
لأن الشاب الذي يكتب أفضل بكثير من الشاب الذي يتلهى هنا وهناك ، لماذا نترك الشباب يلهثون وراء من يطبع لهم كتبهم، لذلك علينا احتضانهم وعدم تركهم لأنهم إن تركوا سيذهبون للمجهول بعيداً عن الاتجاه الصحيح ، لأننا أخذنا فرصتنا كاملة واليوم يجب إعطاؤها لهم .


الصحفي عبدالله قنديل بحواره مع الشاعر طلعت سقيرق
# كتبت والمقاومة حاضرة في معظم ما تكتب ، كيف ترى العلاقة المتبادلة بين الأدب والمقاومة ؟
لا أعتقد أن هناك أدباً فلسطينياً من دون مقاومة ، حتى عندما نكتب عن الحب هناك مقاومة ، وليس هناك انفصال بين الأدب الفلسطيني والمقاومة .
الأديب الفلسطيني أديب مقاوم شاء أم أبى ، لأنه يتجه دائماً إلى فلسطين ، فهو يعيش بأي مكان من الأرض عيشاً غير مستقر ، لذلك هو يبحث عن وطنه وذلك يستدعي المقاومة والوطن لا يعود إلا بالمقاومة .
أما بالنسبة لي لا وجود لشيء اسمه سلام ، لأن السلام يقوم بين طرفين والطرف الثاني هنا هو احتلال وأنا أنفي الاحتلال .
لأنني أريد فلسطين من الشمال إلى الجنوب ، وهذا الموجود على أرضي استيطان غريب وسرطان نريد التخلص منه .
أنا أعبر عن ضمير الشعب وللسياسي ما أراد ، فموقفنا مخالف تماماً لأي موقف ينادي بالتسوية .
#هنا أريد أن نسألك كيف يساهم المثقف في بناء وعي الشباب تجاه القضايا الوطنية ؟
إننا نرفض رفضاً تاماً أي سلام مع الاحتلال الصهيوني ، لأنني أقول احتلال ، وأنا عندما أكتب أضع دائماً قبلها سيئة الصيت وأضعها بين قوسين ، لأنها كلمة غريبة .
هناك فلسطين مسلمة ومسيحية ولجميع الأديان لكنها عربية ، ولا نقبل وجود هذا الكيان الغاشم بين هذه الدول العربية الأصيلة .لا ننسى أن ( إسرائيل) قامت على الدين وليس ثمة دولة قامت على الدين ، فهل من المنطقي أن نقول على جميع المسلمين أن يعودوا إلى السعودية ، هل من المنطقي أن يعود اليهود إلى فلسطين .
وبالرغم من المحاولات لزرع أيديولوجيا جديدة تنادي بالتطبيع والتسوية وإنهاء الصراع ؟
هنا تقول زرع ، والزرع اصطناعي وليس حقيقياً لأنه ليس له جذور ، ودور المثقف هنا أن يشير دائماً إلى البوصلة الحقيقية باتجاه فلسطين ، فلسطين عربية ولا يمكن أن تكون إلا عربية ومن الواجب أن تكون عربية .










# بوصفكم أدباء ومثقفين فلسطينيين كيف تشاركون بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أحداث يومية في الداخل ؟
من خلال التصوير اليومي لمعاناة الشعب الفلسطيني من قتل ممنهج واستيطان وتصوير الحنين الفلسطيني من الخارج وكذلك تصوير عذابات الشعب الفلسطيني في الداخل ، وتصوير ما تقوم به ( إسرائيل ) من تثبيت أن لها الحق ، والسؤال من أين لها هذا الحق ؟ .
ومعظم قصصي كتبت عن الانتفاضة الأولى والثانية وكتبت عن محمد الدرة وعن الكثير ، لا يمكن أن يمر العلم الفلسطيني أو الطفل الفلسطيني أمام ناظريك دون أن تكتب شيئاً .
# ما دور الأديب الفلسطيني المبعد في رسم الصورة الحقيقية للوطن الأم فلسطين ؟
السياسة لها أن تصمت ، ونحن من يعبر عن الضمير الفلسطيني الحي ، كل سياسي يقول إن فلسطين جزء منها لنا وجزء منها للآخرين ، يجب أن يصمت فهو يعبر عن نفسه فقط .
نحن نعبر عن الضمير الشعبي الحي ولا يمكن أن يذهب أي دم لشهيد فلسطيني وعربي قدم لاسترجاع فلسطين هباء .فعلينا جميعاً أن نعود لفلسطين وحتى أبي الذي مات خارج فلسطين ، علينا استعادة عظامه ودفنها هناك في فلسطين .
الحق لا أحد يتخلى عنه ، فلسطين لنا وكاملة لنا وستبقى لنا .
وإن طال الزمن لا بأس سننتظر ، ولكن يجب أن تعود ، فأنا من حيفا لا أرضى غير حيفا وطناً بديلاً ، دفعنا الكثير وسندفع أيضاً الكثير لأن الوطن غالٍ والعودة مكلفة ولا بأس في ذلك .
# من خلال تجربتك الطويلة في العمل الأدبي والإعلامي خارج فلسطين كيف تقيّم لنا الحركة الثقافية والأدبية الفلسطينية في الشتات ؟
هي معبرة عن وجود كل فلسطيني في مكان ما وجميع هذه الجداول تصب في مجرى واحد يتجه نحو عودة فلسطين ونحو حق العودة ، نحو شمولية فلسطين .
الصوت الفلسطيني في سورية له خصوصية ، والصوت من مصر له خصوصية أخرى ، ومن لبنان له خصوصية أخرى ، وكلها جداول تلتقي في نهر واحد يصب في البحر الفلسطيني .
وبرأيي هذا التعدد يفيد الأدب الفلسطيني ولا يضره ، وأنا قمت بدراسات عديدة للأدب الفلسطيني ، لذلك أقول إن هناك نكهة وخصوصية لكن بلد ، والأديب الفلسطيني لا يستطيع إلا أن يتأثر ويؤثر في المكان الموجود فيه .
والنتيجة المهمة أن أدبه فلسطيني .

# إلى أي مدرسة أدبية ينتمي طلعت سقيرق، كما يشعر بنفسه ؟
لا أحب أن أنتمي إلى أي مدرسة ، على نحو عام أنا أنتمي إلى الأدب الفلسطيني ، لأن كل قصة أو مسرحية أو قصيدة
من الممكن أن أميل فيها إلى الانطباعية لكونها تحمل المشاعر ، والانطباعية حتى في الدراسة تحمل بصمة المشاعر .
تحمل الاحساسات وتحمل شعوري نحو شيء ما .
ما زلت متحرراً من جميع المدارس لأن المدارس قيد ، ولكل قصة لها حالة منفردة وبالتالي فهي ترفض القولبة والتأطير ، مع العلم أن جميع المدارس مستوردة ولم تولد عندنا لذلك أقرب شيء لنا المدرسة الانطباعية .
مع العلم أن الأدب الفلسطيني هو مدرسة بحد ذاته ، لأن هناك أدباً في المهجر وفي الداخل ،
فنياً أفاد الأدب الفلسطيني من كل المدارس ولكن وظفها لكي تكون ضمن بوتقة واحدة هي البوتقة الفلسطينية .التي تحمل الطعم الفلسطيني .مستفيدة من جميع الفنون من دون استثناء .
فأقول إنه ممكن أن يكون أدبي مائلاً نحو الانطباعية ، كونها تابعة للعواطف وقابليتها بالتأثر من كل شيء .
#هل تسيطر المشاعر على قلم طلعت سقيرق ؟
بالتأكيد لأن الشعر عندي قبل أي جنس أدبي آخر ، إذا سألتني ماذا تحب أن أناديك أقول لك: الشاعر طلعت سقيرق
وحتى القصة التي كتبتها استفادت من الشعر .
# ما تأثير الحركة السياسية على الحالة الأدبية الفلسطينية ؟
دائماً الحركة السياسية فكرت عندما كانت المنظمات كبيرة ، وعندما كانت المنظمات هي التي تخرج الأديب وليس الأديب من يخرج المنظمات ، وأسماء مثل محمود درويش ، غسان كنفاني ، معين بسيسو ، هذه أسماء كبيرة لا يمكن لأي منظمة أن تجذب هؤلاء الأدباء لتكتب وفقاً لصفّها .
بالمقابل هناك أسماء كثيرة لم يعد أحد يتذكرها ، والسبب في ذلك أن التنظيم أنشأها لتكتب له وتزول بزوال المنظمات عن الساحة الفلسطينية .
فمن الخطأ أن نصنع أديباً ، لأن الأديب إن صنع سوف ينتهي بتاريخ الصلاحية ، الكثيرون لم أعد أسمع صوتهم ولم يعاودوا الكتابة ، وأسأل أين هم ؟
الأديب هو أديب بالأصل ، والمنظمات والمؤسسات وغيرها تساعد على ذيوع صيت الأديب لكنها لا تصنعه.





# كيف تراقب الحالة الثقافية الفلسطينية ؟
من خلال اختصاصي كوني خريج أدب ، ولي أربعة كتب جميعها في النقد الأدبي الفلسطيني ، ومتابع لمعظم ما يصدر من الأدب الفلسطيني في الداخل والشتات .
ومن خلال عملي الحالي في الببليوغرافية ، أستطيع أن أقوم بمتابعة ما يصدر في الأدب الفلسطيني.
#هل تشعر بفوارق بين ما يكتب اليوم ، وما كان يكتب في الماضي حول القضية ؟
نعم هناك فوارق واضحة ، الالتزام في صعود وهبوط ، فمثلاً هناك فترات ازدهرت بها الأغنيات الفلسطينية وعلو صوتها ، واليوم غابت وأسأل لماذا ؟ وأين هي ؟
والسبب برأي هو انعكاس للحالة السياسية العامة وللظروف المتموجة للقضية الفلسطينية ،وانعكاس للتراجعات والهزائم والتراخي ولأشياء أخرى ، وهنا أدين الجميع من جهات ومؤسسات التي صنعت من الإنسان الفلسطيني إنساناً يعمل من أجل فلسطين وتركته وحيداُ بالفراغ .
# ماذا يريد طلعت سقيرق ممن يكتب اليوم ؟
أن يكتب بشكل مبدع ، بشكل متميز ، أن يعبر عن الإبداع الفلسطيني بشكل متميز بكل شيء ، وهو يتميز عن العديد من الفنون الأدبية الغربية ، فعندما يكثر الشعر كيف ستقنع المستمع العربي بأن يسمع الشعر ؟ لذلك لابد من الإبداع لتفادي حالة التردي لا سمح الله في مستوى الكتابة في الأدب الفلسطيني .
وهناك أيادٍ تلعب وهي مستفيدة من إنتاج واقع أدبي متردٍ ، فالسياسي الذي يريد التسوية يهمه كثيراً ألا يكون هناك مبدع كبير لأن هذا المبدع يشير دائماً لفلسطين ، والدليل لماذا اغتالت (إسرائيل ) ناجي العلي ، وغسان كنفاني وأخرين ؟

# من خلال قراءتي لبعض ما كتبت ، استوقفت عند كتاب أغنيات فلسطينية ( شعر محكي ) ، ما قصة الكتاب ؟
أنا كاتب فلسطيني لا أنتمي لأي منظمة أو حزب أو تيار سياسي محدد ، لذلك طلب مني أن أكتب أغنيات من قبل كل الفصائل والمنظمات الفلسطينية كوني مستقلاً ، ولكني منتمٍ لفلسطين التي هي أكبر من كل انتماء جزئي .
الكتاب أخذ جائزة في رومانيا ، والسبب وراء كتابته وجمعه في هذا الشكل يعود إلى أن هناك من أصبح يستخدم هذه الأغنيات دون الإشارة لمن كتبها ، وهذا مزعج جداً لكل إنسان يعمل ويضيع مجهوده.
تصور أن لي أغنية ( أمي يا حباً أهواه ) ، قاموا بغنائها بالسعودية والكويت وعدة تلفزيونات عربية ولم يذكروا فيها اسمي مطلقاً ، مع العلم أني كتبتها وأنا في السادسة عشرة من عمري .
# حبذا لو تحدثنا عن تجربتك الجديدة في ببليوغرافية أدباء فلسطين ؟
لي كتاب اسمه أدباء فلسطين في القرن العشرين ، صدر عام 1998 عن دار الفرقد ، ضم حوالي 890 اسم أديب وكاتب فلسطيني ، ثم قررت أن يتحول إلى موسوعة أعلام فلسطين في القرن العشرين ، فقمت بمراسلة الكتاب والأدباء في الخارج والمهجر ، وحقيقة أن الشعب الفلسطيني غني جداً بالأدباء والكتاب والإبداعات المتميزة ، لذلك لابد من الحفاظ عليه كما نحافظ على التراث الفلسطيني من الضياع .
لكن من واقع التجربة للأسف هناك محاولات من البعض يقوم بتقليد البعض الأخر وبالتالي لا إضافة جديدة وهذه مشكلة أدبية كبيرة ، يقومون بتكرير بعضهم البعض دون محاولة استكمال لما قام به السلف ، وهناك أجيال تفنى وتأخذ معها ما أنتجته ، وللتاريخ إن من أفضل من يقوم بالتوثيق العلمي الصحيح هو الباحث الفلسطيني محمد توفيق السهلي ، فهو متابع جيد للتوثيق ، ومثله الباحث نمر سرحان .
اليوم تحوي الموسوعة الجديدة التي أقوم بكتابتها حوالي 3000 أسم كاتب وشاعر وباحث فلسطيني ، وستعتبر من أهم المراجع في مجال الببليوغرافية إن شاء الله .
واليوم مشروع آخر بدأت العمل به وهو أنطولوجيا القصة والرواية والشعر الفلسطيني ، وهو عمل أدبي ضخم ، وبحاجة إلى وقت ومجهود كبيرين.
من أجل ذلك أدعو جميع المؤسسات والمنظمات التي تعمل في مجال الأدب والتراث الفلسطيني أن توجه مجهودها نحو أعمال بهذا الحجم للحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية ، لأن التواصل عند الشعب الفلسطيني هو تواصل شفوي ، ومعظمهم يعتمد على الذاكرة الشفوية ، لذلك لابد من الحفاظ على التراث الفلسطيني .
وأتساءل عن دور المؤسسات من الذاكرة الفلسطينية التي تموت أمام أعيننا ؟ ماذا يفعل كتّاب التراث الفلسطيني ؟
والجميل في عمل الببليوغرافية أنها من الممكن أن تعتمد على المقابلة الحية والمباشرة ، فبدلاً من أن يقتبس أحدهم من كتاب طلعت سقيرق لماذا لا يتواصل مع الأديب نفسه ، حقيقة هذه مشكلتنا بالتكرار.
ففي عملي هذا أنا أكملت عملاً قام به الكاتب الشهيد غسان كنفاني ،و قدمت 50 شاعراً جديداً لم يقدمهم غسان كنفاني ،
قديماً كان الجميع يعيش على التراث الذي قدمه غسان كنفاني ، من محمود درويش ، توفيق زياد ، سميح القاسم .....
لقد اضطررت ولمدة عشر سنوات أن أذهب لمؤسسة الأرض وأن أكتب بخط يدي حتى استطعت أن أصل إلى كتابي( الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثالث ) ، والذي قدمته ليصبح مرجعاً في الأدب الفلسطيني .
# هل أنت مع المعاصرة أم الأصالة أم الجمع بينهما ؟
إذا كنت أكتب من دون معاصرة فكتاباتي ناقصة ، وإذا كنت أكتب من دون أصالة فأيضاً هي ناقصة ، لابد من الجمع والاستفادة من كل شيء .
يجب أن تستفيد حتى من قصص الأطفال ، لا تترك شيئاً ، فترك الأشياء يجعلها غير مكتملة ، إذا أنا لا أؤمن بالشيء هذا لا يعني ألّا أقرأه .
هذا لا يعني أن نلغي الأصالة نهائيا ً بدمجها في التجديد أبداً ، هناك أصالة أدبية عربية كبيرة وجميلة جداُ .
كما لا أستطيع أن أنفرد بنوع واحد من الكتابة كالشعر العامودي مثلا ً ، ما المانع من أن أكتب بكل الأشكال ....
كل ما يخدم الأدب يجب أن أنطلق منه ، مادام يقدم وظيفة جمالية، وظيفة قومية، وظيفة تخدم الإنسان ، فهو جيد.
لا داعي لإلغاء أي نوع جديد إذا كان مفيداً .
# من أحب الشعراء أو الأدباء الفلسطينيين إليك ؟
محمود درويش ، شاعر عالمي ، وهو كبير جداً جداً ، وكل شاعر متميز يترك بصمة جميلة ، ويكتب قناعاته ، فأنا لا ألغي أحداً بشكل مطلق ، كما أنني لست أفضل من أحد بشكل مطلق .
# ما أحب أعمال طلعت سقيرق إليك ؟
القصيدة الصوفية 1999 ، التي تناولت السطر المدور ، وقصيدة وطنية إنسانية ، وهي أول قصيدة تكتب كاملة بالسطر المدور ، وحكي عنها كثيراً لذلك هي قريبة إلي كثيراً ، ولم يبق وقتها في الأسواق أي نسخة مطبوعة بوقت قصير جداً .
الديوان المفتوح زمنياً، وهو عبارة عن بطاقات الذي صدر تقريباً خلال خمس سنوات ، ما يقارب 18 بطاقة سنوياً،
هذا الديوان انتشر بشكل كبير جداً وخاصة بين طلاب الجامعات ....

# ماذا يحب أن يقول طلعت سقيرق من خلال مؤسسة القدس للثقافة والتراث ؟
علينا أن نؤمن دائما بأن فلسطين هي فلسطين العربية ولا يمكن أن تكون إلا عربية ، فلسطين كاملة من الشمال إلى الجنوب ، ولن نترك حبة رمل واحدة مهما حصل .



حوار : عبد الله قنديل
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 04 / 2012, 12 : 10 PM   رقم المشاركة : [13]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق

[align=justify]
الأستاذ الغالي مازن شما
الشاعرة الأستاذة غادة فطوم
الأديبة الأستاذة ميساء البشيتي

كل الشكر والتقدير لإضاءاتكم القيمة


لم يتوقف الابتكار عند الأديب الموسوعي الشاعر الكبير طلعت سقيرق عند القصيدة المدورة والومضات
واسمحوا لي هنا أن أسلط الضوء على جانب آخر من أساليبه المذهلة في الابتكار والتجديد الذي لم يسبقه إليه أحد

داخل الشاعر طلعت سقيرق في قصيدته " صرت في الخمسين " بين فاعلاتن ومتفاعلن في قصيدة واحدة، والعجب أن فاعلاتن متداخلة بشكل ما مع متفاعلن، حين انتبه إلى هذا التشابه فشابك بين بحرين في قصيدة واحدة وقد كان دائم التجديد والشعور بالجمال يملأ كيانه


صرتُ في الخمسينَ
فاتئدي قليلا ...
صار قلبي فضة ً
ودمي نخيلا ..
كلما يممتُ نحوك
عدت من شوق قتيلا
تطلبين الوجدَ خيلا
أيّ ُخيل ٍ !!
تلك نار العمر ِ
قد مدّتْ على سكك ِالهوى
من قبل أن ألقى النوى
في كلّ ثانية ٍ صهيلا
مرّت الأيام ُ
وانكسرتْ وسالتْ!!..
ها أنا أمشي إليك ِ
ولست أدري أيّنا
ضلّ السبيلا
أرتدي كفيك في برد الشتاء ِ
وأمتطي في ليلة الحنّاء ِ
من مطر ٍ ذهولا ..
***
كلما ذاب السؤالُ
يشدّني همس ٌ
فأضحك من نهاراتي وليلي
أرتجي حدّ الجواب ِ
فتهطل الدنيا
على سقف الأصابع عريها
وتمرّ في البال الظلالُ
وأنحني فوق الرصيف لعلّ َ
دقات الخطى تبني على حرف ِ
الشبابيك انتظارات ٍ
تطول إذا مررتُ
وتضحك الدنيا قليلا
آه كم تاهتْ خطايَ
وما وجدتُ بطول هذا العمر ِ
في برٍّ وصولا
***
خبئيني
حاولي أن تعبري ضلعين مني
واحضنيني
واسكني جلدي ولحمي
وانتباهاتي وعريي
واصهلي بين الكريات
انتشاءً مستحيلا
ربما من ثلج هذا العمر ِ
من شك ٍ وآه ٍ
أرتدي بعض اليقين ِ
فخبئيني
خبئي وجدا جميلا
***
صرت في الخمسينَ
والأيام ما عادت بكفّي
صرت في الخمسين َ
أصرخ من جراح الروح ِ
من أعماق قلبي
هل ترى أبقى الزمان
لشعلة الشعر البهيّ
لبسمتي
بعض الذي في العمر يكفي؟؟!!..
صرت في الخمسين
فاقتربي طويلا
أو ..طويلا
كي أحسّ بنبضة ٍ
تجتاح حرفي ...
ترجع الزمن الذي ولّى
قليلا...


أتمنى من النقاد والشعراء الكرام التوقف معي قليلاً عند هذا التشابك وإبداء الرأي به لو أمكن
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 04 / 2012, 05 : 11 PM   رقم المشاركة : [14]
فتحي صالح
فنان وناقد تشكيلي وصحفي

 الصورة الرمزية فتحي صالح
 




فتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond reputeفتحي صالح has a reputation beyond repute

رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق

[frame="13 98"]
رؤية تشكيلية في الديوان المفتوح زمنياً
ومضــــــــــــــــــات - بطاقات
للشاعر الأديب طلعت سقيرق

بقلم : فتحي صـــالح


[align=justify]حين كان الشعر قد دخل روحي خلسة دون أن أشعر ، و قد بلغت الرغبة حد البوح في عالم يراك فيه الآخرون غريب الأطوار فلا بد من الكتابة ، و لأن المشهد السياسي و الاجتماعي و بوجود موهبة أخرى دفعتني بقوة أكثر نحو التعبير اللوني – عالم الفن التشكيلي – كان لابد من التعويض ، و من المصادفات الطريفة أن يأتي هذا التعويض من خلال مبدع آخر يحتاج إلى تعويض من نوع مكمل ، فالشاعر الذي عشق الرسم و لم يتقنه وجد في الفنان التشكيلي ذلك الجزء المتمم ..هكذا في العام 1991 كانت بداية التماهي الروحي بيني و بين الشاعر طلعت سقيرق . و هنا لا نية لي في استعراض كنه الصداقة المثالية بيننا ، و إنما التلويح بالعلاقة التشكيلية الأدبية بنموذجها الشعري لدى صديقي الذي كانت لنا تجربة هي الأولى من نوعها على المستويين العربي و العالمي . ديوان شعري مفتوح زمنياً يمكن الإضافة إليه في أي وقت تحت عنوان – ومضات - ، الديوان ليس له دفتين تجمعانه في صفحات متسلسلة كما هو معروف ، و إنما هو بطاقات بريدية يجتمع فيها الشعر و الرسم على وجه واحد ضمن تكوين فني متناسق ، و يمكن تداولها بشكل منفرد ...
اتفقنا أن تكون المرحلة الأولى على خمس سنوات ، كل عام نضيف مجموعة مكونة من ثماني عشرة بطاقة و حدث ذلك منذ العام 1996 إلى العام 2000 ضمناً حيث صدر من الديوان خلال هذه الفترة ( 88 ) ثمان و ثمانون بطاقة مطبوعة أتبعناها بـ ( 25 ) خمس و عشرين أخرى لم يتسن لنا طباعتها ..
و كنا قد اتفقنا قبل رحيله بأسابيع أن نستأنف تجربتنا ببطاقات كاملة الألوان – البطاقات السابقة كانت بلون و لونين ..
هذه المقدمة تمهيد لكي أتحدث عن الجوانب التشكيلية في النصوص الشعرية لهذا الديوان ، لا بصفتي شريكاً و إنما بصفتي ناقداً تشكيلياً ...

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


سألته ذات لقاء : هل حاولت أن ترسم ؟!!
أجاب : ( مع أنك فنان تشكيلي يا صديقي فما توقعت منك هذا السؤال .. كنت دائماً أحب الرسم ، و أكاد أقول أعشقه ، لكنني ما استطعت أن أرسم .. أنت تستعمل الريشة و الألوان و تستطيع أن تجيد .. أما أنا فألجأ إلى الكلمات ، أستطيع من خلالها و بها أن أرسم و أجيد ... الشعر رسم .. أو هو أقرب الفنون إلى الرسم .. )
طالما سألت نفسي كفنان ، كيف أقرأ القصيدة لأترجمها بصريا ؟!! .. يأتيني الجواب من داخلي : كيفما تشاء .. و استحضرت رؤية الناقد البلغاري بوغوميل راينوف ( بأن التعامل مع الفن أمر مشيئي ، كل عنصر من عناصر الطبيعة قد يحطم عفوية التلقي ، أما القواعد فهي دائماً شكل للطبيعة الذهنية .... و المهم في النهاية هو ليس كيف ننظر بل ماذا نرى ..) ..
و أول ما نراه في ومضات الشاعر طلعت سقيرق هو جمالية التصوير و جمالية التصور الذهني للمفردات التي تعكس صوراً تشكيلية تمثل نموذجا نظرياً أو قاعدة للتمثيل البصري ، فالصور الذهنية المتلاحقة هي مشاهد يمكن اختزالها في صور بصرية ملونة بصيغ تعبيرية رمزية ، أو سريالية خيلائية ، أو حتى واقعية .. في النموذج التالي توصيف بصري مقترح لإحدى قصائد الديوان
: [/align]


[table=99%][tr=tcat][td]القصيدة / بعنوان – المحبة -[/td][td]توصيف بصري مقترح[/td][/tr][tr=alt1][td]روحي المحبّةُ و الصّفا[/td][td]طائر أبيض منقى بالثلج و البرد[/td][/tr][tr=alt2][td]لا وقت عندي للعتابْ[/td][td]يطير بعيدا عن أسراب طيور سوداء[/td][/tr][tr=alt1][td]ما أجملَ العمرَ الذي فيه المودة و الشّبابْ[/td][td]الطائر يتجه نحو الأفق الرحب يصفق بجناحيه القويين فيبرز الألق و العنفوان[/td][/tr][/table]

[align=justify]التعبيرية في التشكيل هي أن تبالغ في التوصيف من خلال تضخيم و توسيع فسحة المشاعر و الانفعالات المنعكسة في الصورة البصرية و ويظهر ذلك أكثر من خلال الألوان المعبرة عن تلك الحالات و من خلال الخطوط التي تشتد قوتها ...
في الديوان – ومضات - تعبيرية الصورة الذهنية في أحيان كثيرة مركبة و متداخلة في تصورات يخلقها برهافة ، نموذجها في القصيدة التالية بعنوان ( غريب ) :
غريبٌ أنا و ارتحالُ السنينْ
يقصُّ جناحي و لا يستكينْ
يبعثرُ ريشَ المنى هازئاً
و عمري على كلِّ سطرٍ أنينْ
تعبتُ و نصلُ الهوى قاتلٌ
يجرُّ بقايا فؤادي الحزينْ
الغربة و الارتحال ، قص الجناح ، عدم الاستكانة ، بعثرة الريش ، الهزء ، الأنين ، التعب ، القتل ، الجر ، الفؤاد الحزين : في الترجمة البصرية كل هذه التوصيفات صور تعبيرية يمكن إسقاطها من خلال التعبير باللون و الخط كحالات انفعالية شديدة الـتأثير النفسي في المتلقي البصري ..
الرمزية في التشكيل هي أن ترسم عنصرا ما لتستعير صفته و تسقطها على عنصر آخر تضمره في نفسك بصفته عرفاً أو خلقاً ابتكارياً ، فالشمس عرفاً في الثقافة العربية و حتى العالمية هي رمز للحرية ، و الحمامة البيضاء رمز للسلام ، و الأسلاك الشائكة رمز للأسر ..... الخ ، حينما أرسم شخصاً تحت طاولة مسئول قد أرمز به لشخص بعينه أو أرمز لظاهرة متفشية – التبعية و تمسيح الجوخ مثلاً ... – و قد يتداخل المعنيان في انتقال من الخاص إلى العام و هذا ترميز ابتكاري ..
ابتكارية الرمز لدى الشاعر طلعت سقيرق تطغى لأنه مبدع استثنائي سآخذ نموذجها عبارات من قصائد مختلفة :
( شبابيك التمني ، تاج الغرام ، مفاتيح روحي ، خطوتي أكبر من كل الأرصفة ، شفتاي قيثارة و نغم ، تفاح الصباح ، شعلة نفسي ، أذوب على جمر همي ..... ) .. و هنا سأترك الاحتمالات مفتوحة على التأويل ، فلكل منا تفسيراته الخاضعة لطبيعة ثقافته و مدركاته ، يهمني هنا توصيف المدرك السمعي كتأويل بصري قابل للترجمة التشكيلية ...
الواقعية في التشكيل هي أن تجسد فكرتك باستخدام عناصر واقعية منطقية ، و للواقعية هنا أنماط منها ، الواقعية الكلاسيكية و الواقعية الفوتوغرافية ، و الواقعية التعبيرية ، و الواقعية المبسطة .. و لست هنا بصدد الشرح التفصيلي ، و إنما عمومية الفكرة حيث نجد في قصائد صديقنا الشاعر طلعت أن الواقعية بصيغتها الواضحة قليلة ( صدمني أحد المارة و مضى ، كانت الوجوه أكثر ألفة ، مد يده و صافحني ، فرد العصفور جناحيه .... ) . و القلة هنا أمر طبيعي لأنه مبدع حقيقي و هو يرى ما وراء الواقع من إذهال و سحر و هذا يقودني بشكل أو بآخر إلى الصورة السريالية الخيلائية في تجربته الشعرية عامة ، و في ديوانه – ومضات – المفتوح زمنياً خاصة ..
السريالية في التشكيل بوصفها المبسط هي أن ترسم عناصر واقعية و تركبها تركيباً خيلائياً كما في الأحلام و أحلام اليقظة ، أن تحلق بخيالك في اتجاه الابتكار بعيدا عن كل الضوابط ، و ما أكثر هذه الصور لدى صديقنا بصيغ أشد تعقيداً و تداخلاً ( غيبت وجهي بين صدرك و السماء ، كنت بينك و المرايا زهرة في كوب ماء ، يداك من ذهب الربيع ، الشارع معلق على حبل المطر ، فواصل الوقت تستريح ، من شطحة الحلم البعيد ، أدخل لحم المسافات ، سلة الحزن استفاضت ....... )
الزمان و المكان في البطاقات مبنيان على الانفتاح المطلق فلا حدود لزمان ، و لا أرض محددة يقع فيها الفعل و الحدث ، الأفق رحب و ممتد و واسع وسع الروح و وسع الخيال الجانح للمدى ، دليل كونية المحتوى .. كونية العلاقة الإنسانية ، في البطاقات شعور بالدفء و التحليق ، شعور بالآخر القابع في أي مكان من الكون ...
التناص بين اللوحة و القصيدة :
تارة أرسم اللوحة و هو ينظم القصيدة بناء عليها ، و تارة هو ينظم القصيدة ثم أرسم أنا اللوحة و هنا مجازاً أطلقت على هذه العملية اسم التناص مستعيراً ذلك من التناص في الشعر و الأدب و أنا لا أدعي أن التناص متطابقاً كلية في البطاقات بين اللوحة و القصيدة لأنني من جهتي كنت أستلهم القصيدة و أبني عليها تداعيات أجسدها في هيئة ألوان ، و يمكن أن أدعي أن صديقي كان يفعل ذلك و هذا ما أعتبره تناصاً إلهامياً تكون فيه القصيدة محرضاً و سبباً في خلق اللوحة و كذلك اللوحة محرضاً و سبباً في خلق القصيدة ، و من ثم يتماها الخلقان في شكل بطاقة ...
لحظة تأمل خيلائي في الديوان الزمني :
تقول النظرية: إن النقطة لا أبعاد لها ، فإذا تحركت في مسار شكلت خطاً ، و الخط إذا انسحب شكل مساحة ، و المساحة أذا انسحبت شكلت حجماً أو كتلة ، أما الكتلة إذا انسحبت فهي تتحرك من مكان لآخر و هذا الانسحاب يحتاج لزمن ...
النقطة بلا أبعاد ، الخط له بعد واحد نطلق علية البعد الأول .. المساحة لها بعدان العرض و الارتفاع و نطلق على الارتفاع البعد الثاني .. الكتلة لها ثلاثة أبعاد العرض و الارتفاع و العمق و نطلق على العمق البعد الثالث .. أما الزمن فهو البعد الرابع و هو بعد مستمر عداده لا يتوقف عند حدود ...
يتساءل واحد من أصدقاء الشاعر إلام ترمي ؟!! و ما علاقة هذا بصديقنا و ديوانه ؟!! ..
أجيبه : تأمّل في هذا التحليل :
[/align]


[table=99%][tr=tcat][td]البعد[/td][td]المعادل الشعري[/td][td]التوصيف العلمي[/td][td]التوصيف الأدبي[/td][/tr][tr=alt1][td]بلا أبعاد[/td][td]يداكِ[/td][td]نقطة[/td][td]كلمة[/td][/tr][tr=alt2][td]البعد الأول[/td][td]يداكِ من ذهبِ الربيعْ[/td][td]مستقيم[/td][td]شطر[/td][/tr][tr=alt1][td]البعدان : الأول و الثاني[/td][td]يداكِ من ذهبِ الربيعْ
تنقِّطان شمساً على صدري
أستقلُّ الدروبَ و أمضي
خطوتي أكبرُ من كلّ الأرصفهْ
عينايَ شجرتانِ تضحكانْ ..
شفتايَ قيثارةٌ و نغمْ ...
كمْ أنتَ جميلٌ أيُّها العالمْ
و كم في القلبِ من تفّاحِ الصباحْ[/td][td]سطح[/td][td]قصيدة[/td][/tr][tr=alt2][td]الأبعاد : الأول و الثاني و الثالث[/td][td]المجموعة الأولى عام 1996[/td][td]حجم[/td][td]مجموعة[/td][/tr][tr=alt1][td]كافة الأبعاد :[/td][td]كافة المجموعات و هي خمس منذ العام 1996 حتى العام 2000
و مازال الديوان مفتوحاً[/td][td]زمن[/td][td]ديوان لا ينتهي من العطاء[/td][/tr][/table][/frame]
توقيع فتحي صالح
 
معرض الفنان التشكيلي فتحي صالح:
http://www.nooreladab.com/vb/forumdisplay.php?f=477
معرض صور شاعرنا الغالي طلعت سقيرق ( للفنان فتحي صالح)
http://www.nooreladab.com/vb/forumdisplay.php?f=476
فتحي صالح غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 04 / 2012, 47 : 11 PM   رقم المشاركة : [15]
لبنى ياسين
كاتبة صحفية تكتب القصة-المقال-الرواية، عضو اتحاد الكتاب العرب عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات( مشرفة سابقاً)

 الصورة الرمزية لبنى ياسين
 





لبنى ياسين has a reputation beyond reputeلبنى ياسين has a reputation beyond reputeلبنى ياسين has a reputation beyond reputeلبنى ياسين has a reputation beyond reputeلبنى ياسين has a reputation beyond reputeلبنى ياسين has a reputation beyond reputeلبنى ياسين has a reputation beyond reputeلبنى ياسين has a reputation beyond reputeلبنى ياسين has a reputation beyond reputeلبنى ياسين has a reputation beyond reputeلبنى ياسين has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق

[align=justify]في مثل هذا اليوم، الذي يكمل فيه غياب مبدع حقيقي مثل الراحل المرحوم طلعت سقيرق ستة شهور، مبدع ترك وراءه إرثاً أدبياً وثقافياً ووطنياً وإنسانيا لا يمكن اغفال أهميته في الساحة الأدبية ، أريد أن أنقل صورة عما يعتمل في خاطري تجاه إرثه الأدبي والإنساني، الذي حتى اللحظة لميساعدني وقتي ولا حظي في قراءته كاملاً، نظراً لغزارته، وتنوعه، وتفرده.
للصديق الراحل طلعت سقيرق خصوصية غير خفية في تعاطيه مع إبداعه وربما مع الحياة بأكملها، فهو ينتقل بسلاسة غريبة من الشعر للقصة، إلى الرواية، إلى النقد، وفي كل مجال منها يبرز قلمه كقلم مبدع متميز في أدائه، كما ينتقل بالسهولة ذاتها من الساخر إلى الجاد، ومن الوطني إلى العاطفي، وكأنه يثبت أن الابداع لا حد له ولا حواجز في ملكاته.
الوطن حاضر بقوة، والمشاعر الوطنية التي تلتهب في قصائده سواء المغناة او غير المغناة، تنفث بريقها في صدر القارئ، وتمنحه دفء وطن.
فيما تحضر المرأة بشفافية غريبة في شعره، وفي القصة، وفي سائر كتاباته.
أتساءل أحياناً، كيف استطاع أن يخلف لنا المبدع الراحل زخماً كبيراً مثل الذي خلفه؟ ومتى استطاع كتابة كل ما كتبه؟ هل كان يعرف أنه رحيله سيكون
مبكراً فآثر أن يكرس وقته لعطاء يتركه لنا بعد أن يرحل؟وللحقيقة يؤسفني أن الشاعر الراحل لم يأخذ حقه فقد كان يستحق أن يتبوأ مكاناً يتربع فيه على عرش الابداع، فقد كان مجدداً بقصيدته الصوفية، وبكتاباته، وبرسائله الأدبية المطبوعة ككتاب يستحق الوقوف عنده لوقت طويل، تلك التي تركها ورحل.
هذا الصديق المبدع، المخلص، الراقي، ترك فراغاً ورحل، فقد كان إنساناً نبيلاً فريداً، وصديقاً لا يمكن تعويضه، لا يتوانى في السؤال والتفقد،
يملك حيزاً من الطيب والرقي والنبل يجعل الحواجز تسقط تلقائياً في حضرة رقيه ونبله.
للراحل كل الرحمة، ولعائلته وللمبدعة الرائعة هدى الخطيب محبتي واحترامي.

لبنى ياسين[/align]
توقيع لبنى ياسين
 لبنى ياسين
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات

المدونة:
http://lubnayaseen-lubnayaseen.blogspot.com/

http://www.youtube.com/watch?v=i1GbCApw6vs النار يا أمي
http://www.youtube.com/watch?v=CDSVoeU60BY طقوس احتضار

http://www.youtube.com/watch?v=J60QKfB-HWo رحيل آخر القراء

http://www.youtube.com/watch?v=PeyM0boH03A نصوص غير مكتملة


لبنى ياسين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 04 / 2012, 58 : 11 PM   رقم المشاركة : [16]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق

مساء الخير
قبل أن أعرف موقع نور الأدب، وصلتني بعض قصائد الشاعر طلعت سقيرق كالكثير من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل، وذلك في ظل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية " انتفاضة الأقصى " ، لكن مع الأسف الشديد لم يكن ينسب العمل إلى صاحبه!

من الواضح أن الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق هو شاعر وأديب أحب عمله لدرجة أصبح هو وعمله كياناً واحدا لا ينفصلان عن بعضهما...
بمعنى أن أدب طلعت سقيرق كان يمثل رؤيته ومشاعره واتجاهاته وقيمه وميوله ونظرته لكل ما يدور حوله من أحداث أو أشياء، كانت أعماله تعبر عن فلسفته الخاصة بالاضافة الى القيم الانسانية المفقودة، وكانت أعماله أيضاً وسيلة مهمة لنقل رسالة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لكل من يعنيه هذا الأمر....لقد كان دفاعه مستميتاً عن الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني، وكان جريئاً عند حق شعبه في المقاومة والصمود بشكل لا يقبل الحلول الوسط!
والجميل أنه كان يحاور بالمنطق ويدافع بالمنطق، ومثال ذلك المقدمة التي أوردها الأستاذ مازن شما من الكتاب الفلسطيني والتي فيها تفنيد لحق إسرائيل في الوجود على أرضنا...

لقد تعامل مع الأدب بروحه الحقيقية، فهو وسيلة الاتصال الأسمى وهو وسيلة راقية من وسائل الاتصال الإنساني.، وقد وظفه بكل ما أوتي من قوة كي يحقق الغرض الأساسي وكي يؤثر في الملتقى أعظم تأثير...

ومن نقاشكم وكلامكم حول محاولاته الإبداعية لصنع قوالب أدبية جديدة لأول مرة ، أدركت أنه كان يحاول أن يبحث ويبتكر أساليب جديد تلبي طموح ثورته الإبداعية ومشاعره الجياشة وأفكاره التي تتوالد كأنها سلسلة من الإنفجارات المتسلسلة التي لا تتوقف عن الإبداع والتنوع وتغطية مجالات أدبية كبيرة وعديدة، ولربما إن أعطيت تجاربه حقها وأعماله لاقت ما تستحقه من اهتمام سنكتشف مناجم من الإبداع قد تؤسس لمدرسة أدبية إبداعية في المستقبل وتحتاج لمستكشف جريء يكمل الطريق ويبني على القواعد التي أسس لها شاعرنا الرائع حتى تؤتي هذه الجهود أكلها وتضيف شيئاً جديدا للواقع الأدبي العربي ...

ولابد لي أيضاً أن أتطرق إلى سؤال الأستاذة هدى حول تقصير المؤسسات الفلسطينية الرسمية في شاعرنا سقيرق، أؤكد على هذا الكلام ، وأقول لك أستاذة هدى أن حمى التعصب الأعمى قد أصابت معظم النخبة الحاكمة على طرفي الحكم في الضفة وغزة، كل يغني على ليلاه ، والحزبية أصبحت كالمرض!
ورب ضارة نافعة، لأن طلعت سقيرق لم يكن حزبياً فهو لم يرى الأمور بمنظور الرجل الحزبي!
فالإنسان الحزبي حينما يكتب تجد أن ميوله واتجاهاته تأخذه باتجاه تبرير الأخطاء والدفاع عنها طالما أن من ارتكبها هم أهل حزبه ونخبتهم الحاكمة..
وللأسف تجد هذا الحزبي فيما بعد يناقض نفسه حينما يلوم غيره على هذا العمل الذي مدحه فيما سبق!
وأنا سعيد بأني هنا أمام أديب فلسطيني له وجهة نظره المستقلة ورؤيته الاستبصارية التي تسبق الكثير من أقرانه بعشرات السنين الضوئية، فالحزبي يا أستاذة هدى لا يرى أبعد من نانومتر واحد!
ومع الأسف منذ استشهاد عرفات وياسين رحمهما الله ، شعرنا بتفشي هذا المرض....
بالطبع لقد نأى شاعرنا بنفسه عن تبني توجه أي حزب، وكان يمجد الصواب ويبين الخطأ أياً كان مصدره وكم أحوجنا إلى الكثير من أمثاله في مثل هذه الظروف التي انقسم فيها الوطن وأبناؤه على سلطة تحت احتلال!


أما بخصوص أدب المقاومة، فهذا الرجل صادق وأي إنسان يستقبل أشعاره وكتاباته سيعرفه أنه صادق، وسيشعر بدفقة مشاعر إنسانية ووطنية ستدخل قلبه دونما استئذان، وبالتالي هو بالنسبة لي مقاوم ومناضل لا يقل نضالاً ومقاومةً عن العسكري في الميدان...
بل إنه كان يدعو باللتي هي أحسن، ينتقد بأدب وأخلاق
وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويغار على وطنه وشعبه بشكل قلما نجد له نظير
ويخاف على مستقبلنا يحذرنا يوجهنا ويفعل كل ما يستطيع من أجل قضيته....

رحم الله شاعرنا القدير...
واعتذر فأنا لست ناقداً حتى أطرح رأيي بشكل علمي متخصص
لكني هنا تكلمت كإنسان وصلته رسالة الأديب طلعت عبر نصوصه الأدبية

شكراً لكم فرداً فرداً
وسأهتم بقراءة كل ما يكتب هنا حرفاً حرفاً
وكم سررت بالنص الني أوردته أختي العزيزة هدى قبل قليل
والذي أعجبني كثيراً نصاً ومحتوى وشعوراً وكانت موسيقاه عذبة رائعة وأنا أقرؤه بصوت مرتفع...
تحياتي لكم
توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 04 / 2012, 17 : 12 AM   رقم المشاركة : [17]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب
[align=justify]
الأستاذ الغالي مازن شما
الشاعرة الأستاذة غادة فطوم
الأديبة الأستاذة ميساء البشيتي

كل الشكر والتقدير لإضاءاتكم القيمة


لم يتوقف الابتكار عند الأديب الموسوعي الشاعر الكبير طلعت سقيرق عند القصيدة المدورة والومضات
واسمحوا لي هنا أن أسلط الضوء على جانب آخر من أساليبه المذهلة في الابتكار والتجديد الذي لم يسبقه إليه أحد

داخل الشاعر طلعت سقيرق في قصيدته " صرت في الخمسين " بين فاعلاتن ومتفاعلن في قصيدة واحدة، والعجب أن فاعلاتن متداخلة بشكل ما مع متفاعلن، حين انتبه إلى هذا التشابه فشابك بين بحرين في قصيدة واحدة وقد كان دائم التجديد والشعور بالجمال يملأ كيانه


صرتُ في الخمسينَ
فاتئدي قليلا ...
صار قلبي فضة ً
ودمي نخيلا ..
كلما يممتُ نحوك
عدت من شوق قتيلا
تطلبين الوجدَ خيلا
أيّ ُخيل ٍ !!
تلك نار العمر ِ
قد مدّتْ على سكك ِالهوى
من قبل أن ألقى النوى
في كلّ ثانية ٍ صهيلا
مرّت الأيام ُ
وانكسرتْ وسالتْ!!..
ها أنا أمشي إليك ِ
ولست أدري أيّنا
ضلّ السبيلا
أرتدي كفيك في برد الشتاء ِ
وأمتطي في ليلة الحنّاء ِ
من مطر ٍ ذهولا ..
***
كلما ذاب السؤالُ
يشدّني همس ٌ
فأضحك من نهاراتي وليلي
أرتجي حدّ الجواب ِ
فتهطل الدنيا
على سقف الأصابع عريها
وتمرّ في البال الظلالُ
وأنحني فوق الرصيف لعلّ َ
دقات الخطى تبني على حرف ِ
الشبابيك انتظارات ٍ
تطول إذا مررتُ
وتضحك الدنيا قليلا
آه كم تاهتْ خطايَ
وما وجدتُ بطول هذا العمر ِ
في برٍّ وصولا
***
خبئيني
حاولي أن تعبري ضلعين مني
واحضنيني
واسكني جلدي ولحمي
وانتباهاتي وعريي
واصهلي بين الكريات
انتشاءً مستحيلا
ربما من ثلج هذا العمر ِ
من شك ٍ وآه ٍ
أرتدي بعض اليقين ِ
فخبئيني
خبئي وجدا جميلا
***
صرت في الخمسينَ
والأيام ما عادت بكفّي
صرت في الخمسين َ
أصرخ من جراح الروح ِ
من أعماق قلبي
هل ترى أبقى الزمان
لشعلة الشعر البهيّ
لبسمتي
بعض الذي في العمر يكفي؟؟!!..
صرت في الخمسين
فاقتربي طويلا
أو ..طويلا
كي أحسّ بنبضة ٍ
تجتاح حرفي ...
ترجع الزمن الذي ولّى
قليلا...


أتمنى من النقاد والشعراء الكرام التوقف معي قليلاً عند هذا التشابك وإبداء الرأي به لو أمكن
[/align]

...وبعد محاولات كثيرة تمكّنتُ من الدخول..فوجدتُ ما تفضّلتش به..وفي هذا الشأن سأورد مساهمتي المتواضعة وقراءتي الخاصة إجابة عن تساؤلكم :
[gdwl] لقد تعمّد الفقيد طلعت تنوع التفعيلات على مستوى هذه القصيدة دون أن يُفقد قصيدته وحدة الشعور أو وحدة الخيال أوتجانس الإيقاع! فمثل هذه المحاولة تذكرنا بمحاولة السياب في ركوب البحور الممتزجة تبعا لمعادلة تحقّق الفرضية التي يقوم عليها الإطار الموسيقي للقصيدة فرضية ممكنة صحيحة ! لأننا حين نقرأ القصيدة في وحدتها، ونستأنس بقراءتها إلى آخرها، نكون قد قرأناها في إطارها التشكيلي الموسيقي لأنّ صورتها العروضية هي:
فاعلاتن فاعلاتُ مفاعلاتن *** فاعلاتن فاعلاتُ مفاعلاتن
13 حرفا متحركا + 8 أحرف ساكنة = 13 حرفا متحركا + 8 أحرف ساكنة (في كل مقطع شعري)
كما نلاحظ إمكانية قراءة التفعيلات على نحو آخر:
فاعلنْ مُتْفاعلن مُتَفاعلاتن فاعلن متْفاعلن متْفاعلات
وهكذا مع هذا الإيقاع النغمي :
21 حرفا بين متحرّك وساكن في كل (شطر)
وكأنّ الشاعر كيميائي يحضّر محلولا جديدا يمكن تناوله بطريقة أسهل وألذّ!!! ولا شك أن الشاعركذلك تعمّد الهرمونية الشعرية فمازج بين تفعيلات متجانسة متقاربة ، مما أكسبها إيقاعا متميزا، لأنه لجأ أصلا إلى مبدإ التنويع لأنّ لذلك علاقة مباشرة بأوجه الدلالة...فحقّق التناظر والتناغم والتناسب وذلك يحسبُ له كلمسة إيقاعية فيها جمالية مقنعة!!![/gdwl]
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 04 / 2012, 38 : 12 AM   رقم المشاركة : [18]
د.هبة راشد العلي
أديبة

 الصورة الرمزية د.هبة راشد العلي
 




د.هبة راشد العلي is on a distinguished road

رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق

خسرناك يا مذهل الإبداع وخسارتنا فادحة
لو كان الشاعر طلعت سقيرق في بلد أجنبي بكل هذا الإبداع المذهل لكان الجميع حوله مبهورين ..
لكن للأسف كل شيء عندنا يتبع للسياسة ومن فلسطينه هي الانتماء يجري طمس مكانته عن قصد!!
يكفي طلعت سقيرق بالاضافة لشعره المذهل أنه لم يتوقف فقط عند الشعر وهذا ما يجعله أكبر من كل الشعراء الذين سلطت الأحزب عليهم الأضواء، فهم اكتفوا بالشعر وتفرغوا له وهو خاض وأبدع وتميز في كل الأجناس الأدبية وكان ضمير فلسطين وقرب بين فلسطينيي الشتات والداخل
نذر حياته لهذا الأوار المتوهج ولتلك الثورة الجامحة التي اجتاحت أرض فلسطين المحتلة عام (1987)م، والتي أطلق عليها اسم (الانتفاضة) أو (ثورة الحجارة) والتي كان وقودها أطفال بعمر الزهور، حملتهم أجنحة ملائكة، وتهاووا بأجنحتهم الغضة تلك كما يتهاوى الفراش على اللهب المقدس، لهب النار الخالدة التي سيظل شعبنا وقودها إلى أن تتحرر الأرض، وتعود لها حريتها المقدسة، وشعبها الأبي المشرد، صاحب الحق، مهما تكالبت عليه قوى الشر والطغيان.


سأتوقف عند دراسته: " الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني "

تقع الدراسة في (189) صفحة من الحجم الكبير. وتكلمت بوعي وصدق عن الشعر الفلسطيني المقاوم، الذي ارتفعت أصواته بعد عام 1967م.

بعد أن عمَّ الخطب واحتلت أرض فلسطين بكاملها، ووقع ما تبقى من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة في براثن الصهاينة، إضافة إلى أولئك الذين كانوا قد وقعوا في غيابة الأسر منذ عام 1948م. لقد استثنى الشاعر (طلعت سقيرق) الحديث عن الجيل الأول من شعراء المقاومة كمحمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد، وحنا أبو حنا، وسالم جبران وغيرهم. لأن أولئك الشعراء لقوا حفاوة كبيرة سواء من الناشرين في البلاد العربية، أو من الدارسين والنقاد، فذاعت شهرتهم وعلا صيتهم في كل مكان من أنحاء الوطن العربي الكبير، وأصبح شعرهم مألوفاً لدى القراء من جميع الأعمار.

ولذا قصر الشاعر دراسته على الجيل الثاني من الشعراء الذي جاؤوا في أعقاب أولئك، ونموا في ظلهم واتكؤوا عليهم، حتى أصبحوا بمثابة الرواد الأوائل لشعر المقاومة، واستطاعوا من جراء الأضواء المسلطة عليهم من حجب شعراء الجيل الثاني، وتركهم في الظل إلى أمدٍ ليس بالقصير.

وهذا ما شعر به الشعراء الأوائل أنفسهم، فجعل (محمود درويش) يصرخ بملء فمه: "أنقذونا من هذا الحب القاسي". أو يقول: "لسنا أهلاً للتقديس في زمان لا يجوز فيه التقديس. "أو قوله: "إن وتيرة الحب قد أوصلت بعض المراقبين في العالم العربي إلى محاولة وضع شعرائنا ليس في مكان أوسع منهم فقط، وإنما إلى محاولة وضعهم على امتداد مساحة الشعر العربي المعاصر بحيث يغطونها كلها".

وجاء (طلعت سقيرق) ليرى أن الشعر المقاوم يحتل مساحة أكبر من أن تكون وقفاً على عدد معين من الشعراء، ولذا كانت هذه الدراسة الشاملة، التي أعادت الحق إلى ذويه، من شعراء الجيل الثاني، الذين كادت شهرة روادهم أن تطمسهم إلى الأبد.

ولذا فقد بذل مؤلف الكتاب جهداً كبيراً بحق، وظل طيلة عشر سنوات يتابع هذا الشعر في مظانه.. إذ بدأت رحلته مع هذا الشعر منذ عام 1979م. حيث تعرف في ذلك العام إلى أصوات شعرية، لم يكن على معرفة بها من قبل. وهذا ما جعله شديد الميل إلى متابعة ذلك الموضوع للتعرف على المزيد. واكتشفت فيما بعد أن هناك أسماء كثيرة تساهم في مسيرة الشعر الفلسطيني، وإن كنا لا نعرف عنها شيئاً.

يقول (طلعت سقيرق): "منذ عام 1979م. بدأت ومن خلال زيارات متعددة ومتواصلة لمؤسسة الأرض الفلسطينية بدمشق، أعمل على نقل كل قصيدة كنت أقرؤها في صحيفة (الاتحاد) أو في مجلة (الجديد) الصادرتين في مدينة (حيفا) المحتلة، وكنت أتعامل مع كل قصيدة بفرح وشوق لأنها تحمل الجدة والإضافة بهذا الشكل أو ذاك.. كنت أنقل بخط يدي دون كلل أو ملل وكانت الأوراق تزداد شيئاً فشيئاً، بعدها أخذت ومن خلال معايشة كل قصيدة، في التعرف إلى هذا الشاعر أو ذاك، وشعرت أنني أقيم صداقة خاصة مع كل واحد منهم، كانت القصيدة يداً تستطيع أن تمتد لتصافح وتقول بعمق التواصل، وكانت المفردات قلباً يستطيع أن ينبض ليعبر بصدق عن مشاعر صاحبه، ولشدة إحساسي بالقرب من هؤلاء الشعراء، آلمني كثيراً موت الشاعر "هايل عساقلة" إثر مرض عضال، وكأنني أعرفه معرفة شخصية حميمة.

لم تكن العلاقة علاقة دارس شعراء يتعرف شعرهم من خلال قراءة الصحف والمجلات، وكانت علاقة تحمل الكثير من المعاني النابضة بحب الوطن "واستمر (طلعت) على جهده ذاك، حتى تجمع لديه عدد كبير من القصائد، التي صاغ حولها مقالات كثيرة، الواحدة تلو الأخرى، وهداه تفكيره أخيراً إلى جمع كل ذلك في كتاب ليستريح جميع أولئك الشعراء في ظلاله إلى الأبد، فكان هذا الكتاب.

رتب المؤلف كتابه في ثلاثة أبواب:

1-الباب الأول: وهو بعنوان "أقانيم الثبات" تحدث المؤلف في فصوله الثلاثة عن موضوعة الأرض ومستويات التداخل، ثم عن الشخصية الفلسطينية وملامحها في القصيدة، ثم عن الدخول في مسافة الحلم.

2-الباب الثاني: وجعله بعنوان "الانتفاضة وانعكاساتها" وقد تحدث فيه عن تعامل هؤلاء الشعراء عن موضوعة الفعل المتوهج عطاءً في الوطن المحتل، وقسمه إلى فصلين:

أولهما: الانتفاضة وصورة التوهج، وثانيهما: الانتفاضة والشخصية القصصية في الشعر، وهو ما شكل كما –يقول المؤلف –ملمحاً هاماً من ملامح القصيدة عند شعراء الجيل الثاني.

3-الباب الثالث: وجعله تحت عنوان "ملامح فنية" وتحدّث في فصلين عن المعجم الشعري ومستويات المفردة، والرسم بألوان الطبيعة ودفء المشاعر، وهو ما شكل برأي المؤلف دراسة حاولت أن تنظر إلى الملامح الفنية بعيداً عن أية صورة تقليدية سابقة. كما ألحق بالدراسة ملحقين هامين:

قدم في الملحق الأول تعريفاً بالأسماء الواردة في فصول الكتاب، بقدر ما توافر له من معلومات، فكان الملحق معجماً مستقلاً ضمّ أكثر من أربعين ترجمة قصيرة لشعراء الجيل الثاني من شعراء المقاومة.

أما الملحق الثاني فخصّصه المؤلف لنماذج شعرية لبعض أولئك الشعراء الذين دارت الدراسة حولهم.

تقع الدراسة في (189) صفحة من الحجم الكبير. وتكلمت بوعي وصدق عن الشعر الفلسطيني المقاوم، الذي ارتفعت أصواته بعد عام 1967م.

سأتوقف مع ما كتبه الشاعر خليل خلايلي عن هذه الدراسة:

(( بعد أن عمَّ الخطب واحتلت أرض فلسطين بكاملها، ووقع ما تبقى من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة في براثن الصهاينة، إضافة إلى أولئك الذين كانوا قد وقعوا في غيابة الأسر منذ عام 1948م. لقد استثنى الشاعر (طلعت سقيرق) الحديث عن الجيل الأول من شعراء المقاومة كمحمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد، وحنا أبو حنا، وسالم جبران وغيرهم. لأن أولئك الشعراء لقوا حفاوة كبيرة سواء من الناشرين في البلاد العربية، أو من الدارسين والنقاد، فذاعت شهرتهم وعلا صيتهم في كل مكان من أنحاء الوطن العربي الكبير، وأصبح شعرهم مألوفاً لدى القراء من جميع الأعمار.

ولذا قصر الشاعر دراسته على الجيل الثاني من الشعراء الذي جاؤوا في أعقاب أولئك، ونموا في ظلهم واتكؤوا عليهم، حتى أصبحوا بمثابة الرواد الأوائل لشعر المقاومة، واستطاعوا من جراء الأضواء المسلطة عليهم من حجب شعراء الجيل الثاني، وتركهم في الظل إلى أمدٍ ليس بالقصير.

وهذا ما شعر به الشعراء الأوائل أنفسهم، فجعل (محمود درويش) يصرخ بملء فمه: "أنقذونا من هذا الحب القاسي". أو يقول: "لسنا أهلاً للتقديس في زمان لا يجوز فيه التقديس. "أو قوله: "إن وتيرة الحب قد أوصلت بعض المراقبين في العالم العربي إلى محاولة وضع شعرائنا ليس في مكان أوسع منهم فقط، وإنما إلى محاولة وضعهم على امتداد مساحة الشعر العربي المعاصر بحيث يغطونها كلها".

وجاء (طلعت سقيرق) ليرى أن الشعر المقاوم يحتل مساحة أكبر من أن تكون وقفاً على عدد معين من الشعراء، ولذا كانت هذه الدراسة الشاملة، التي أعادت الحق إلى ذويه، من شعراء الجيل الثاني، الذين كادت شهرة روادهم أن تطمسهم إلى الأبد.

ولذا فقد بذل مؤلف الكتاب جهداً كبيراً بحق، وظل طيلة عشر سنوات يتابع هذا الشعر في مظانه.. إذ بدأت رحلته مع هذا الشعر منذ عام 1979م. حيث تعرف في ذلك العام إلى أصوات شعرية، لم يكن على معرفة بها من قبل. وهذا ما جعله شديد الميل إلى متابعة ذلك الموضوع للتعرف على المزيد. واكتشفت فيما بعد أن هناك أسماء كثيرة تساهم في مسيرة الشعر الفلسطيني، وإن كنا لا نعرف عنها شيئاً.

يقول (طلعت سقيرق): "منذ عام 1979م. بدأت ومن خلال زيارات متعددة ومتواصلة لمؤسسة الأرض الفلسطينية بدمشق، أعمل على نقل كل قصيدة كنت أقرؤها في صحيفة (الاتحاد) أو في مجلة (الجديد) الصادرتين في مدينة (حيفا) المحتلة، وكنت أتعامل مع كل قصيدة بفرح وشوق لأنها تحمل الجدة والإضافة بهذا الشكل أو ذاك.. كنت أنقل بخط يدي دون كلل أو ملل وكانت الأوراق تزداد شيئاً فشيئاً، بعدها أخذت ومن خلال معايشة كل قصيدة، في التعرف إلى هذا الشاعر أو ذاك، وشعرت أنني أقيم صداقة خاصة مع كل واحد منهم، كانت القصيدة يداً تستطيع أن تمتد لتصافح وتقول بعمق التواصل، وكانت المفردات قلباً يستطيع أن ينبض ليعبر بصدق عن مشاعر صاحبه، ولشدة إحساسي بالقرب من هؤلاء الشعراء، آلمني كثيراً موت الشاعر "هايل عساقلة" إثر مرض عضال، وكأنني أعرفه معرفة شخصية حميمة.

لم تكن العلاقة علاقة دارس شعراء يتعرف شعرهم من خلال قراءة الصحف والمجلات، وكانت علاقة تحمل الكثير من المعاني النابضة بحب الوطن "واستمر (طلعت) على جهده ذاك، حتى تجمع لديه عدد كبير من القصائد، التي صاغ حولها مقالات كثيرة، الواحدة تلو الأخرى، وهداه تفكيره أخيراً إلى جمع كل ذلك في كتاب ليستريح جميع أولئك الشعراء في ظلاله إلى الأبد، فكان هذا الكتاب.

رتب المؤلف كتابه في ثلاثة أبواب:

1-الباب الأول: وهو بعنوان "أقانيم الثبات" تحدث المؤلف في فصوله الثلاثة عن موضوعة الأرض ومستويات التداخل، ثم عن الشخصية الفلسطينية وملامحها في القصيدة، ثم عن الدخول في مسافة الحلم.

2-الباب الثاني: وجعله بعنوان "الانتفاضة وانعكاساتها" وقد تحدث فيه عن تعامل هؤلاء الشعراء عن موضوعة الفعل المتوهج عطاءً في الوطن المحتل، وقسمه إلى فصلين:

أولهما: الانتفاضة وصورة التوهج، وثانيهما: الانتفاضة والشخصية القصصية في الشعر، وهو ما شكل كما –يقول المؤلف –ملمحاً هاماً من ملامح القصيدة عند شعراء الجيل الثاني.

3-الباب الثالث: وجعله تحت عنوان "ملامح فنية" وتحدّث في فصلين عن المعجم الشعري ومستويات المفردة، والرسم بألوان الطبيعة ودفء المشاعر، وهو ما شكل برأي المؤلف دراسة حاولت أن تنظر إلى الملامح الفنية بعيداً عن أية صورة تقليدية سابقة. كما ألحق بالدراسة ملحقين هامين:

قدم في الملحق الأول تعريفاً بالأسماء الواردة في فصول الكتاب، بقدر ما توافر له من معلومات، فكان الملحق معجماً مستقلاً ضمّ أكثر من أربعين ترجمة قصيرة لشعراء الجيل الثاني من شعراء المقاومة.

أما الملحق الثاني فخصّصه المؤلف لنماذج شعرية لبعض أولئك الشعراء الذين دارت الدراسة حولهم.

عندما وصلتني الدراسة وضمتها يداي، رحت أمشي أدراجي عائداً إلى منزلي، وأنا أشعر بأن يديّ تمسكان بكنز حقيقي، كنز طال شوقي إليه، فالشعر هنا ليس كأي شعر، بل هو الشعر الذي نبت في حواكير الجليل، وعلى مطلات الكرمل ومنحنيات الجرمق، وفي سهول فلسطين الفواحة، وفي تلك البقع المقدسة التي غادرتها صبياً يافعاً منذ سبع وأربعين سنة، ومازلت أراها في أحلامي ليلة إثر ليلة، والتي ما داهمني خطب أو تكالبت على المصائب إلا ووجدت في حناياها موئلاً وملاذاً ولو في الأحلام. إنها أرضي التي هي ليست إلا صدر أمي الحنون التي كثيراً ما كنت آوي إلى حضنها متعباً أو خائفاً أو جائعاً، فأغتدي مما تجود به من خيرات ومحقق لي ما أبتغي من طمأنينة وراحة نفس، وترفع هامتي بالكبرياء، تلك الكبرياء التي افتقدتها عندما عشت على تراب الغربة.

وصلت المنزل وأخذت بالقراءة، وغصت في أعماق الكتاب فإذا بي أقع في لجة طهور، فجعلت أغتسل بها وأتطهر، فقد أعادتني إلى أحلام طفولتي المتوهجة بالحب والحنان والبراءة والطمأنينة.

أنا الآن أدرج على أرضٍ أعرفها تماماً، فهي ما زالت تعيش في ذاكرتي ومخيلتي وهيهات أن تنمحي من ذاكرتي.. وهيهات لي أن أنسى لذاذاتها وأنا مازلت أتمتع برحلتي الخيالية إليها آناً بعد آن.

هاهو ذا الجليل بجلاله وعظمته وروعته، وذاك هو الجرمق بجبروته وكبريائه وتلك هي الأرض المقدسة التي درجت عليها صبياً تتراءى لي وكأنها جنان الخلد، تلك هي (حيفا) وشاطئها الفضي، وتلك هي (عكا) قاهرة الغزاة وداحرة (نابليون) وتلك هي (جسكالا) تتألق كنرجسة برية، وهاهي ذي القرى تتراءى كالنجوم الزاهرة على مدى البصر، تتلألأ بضياء لا أحلى ولا أجمل.

وهأنذا أشتمُّ عبير النفل وأريج الأقحوان والحبق والخزامى، فأرتمي على الأرض أشم صدرها الحبيب، وأشتمُّ تربها العجيب، فتفيض الدموع في عيني، وتسيل على خدّي حارّة حارّة.

وأعود إلى حلمي فأرى شعراء المقاومة الذين أقرأ عنهم يتجمعّون ويعدون حفلاً خاصاً لاستقبالي، وأنا العائد إليهم بعد غياب قسري طويل، قسري لأنه كان فوق طاقتي ودون إرادتي.

كانت وجوههم تشيح عني تتهمني بالهرب، وكان لهم الحق في ذلك، ولكنهم ليتهم عرفوا مقدار ما عانيت من آلام ومشاق خلال غيابي عنهم، ولكانوا غفروا لي خطيئتي ونسوا آثامي وتجاوزوا عن ذنبي.

وكان أول من سارع إلى استقبالي ومعانقتي الشاعر (سليمان دغش) مواطني في الجليل، وابن قرية "المغار" الصامدة كقلعة صخرية.

كان ما يزال على عهده يرتدي ملابسنا الوطنية التي كنا نرتديها أيام كنا صغاراً ندرج على أرض الجليل، هاهو ذا ينتحي ناحية من المرج ويستلقي على الأرض الخضراء وينشد بصوت جميل حنون:

مخدتي زهر

وفرشتي حشائش برية

والبدر قنديل السمر

وأنت لي أغنية

إن جعت آكل التراب

وأمضغ الحجر

وإن عطشت أوقف السحاب

وأنزل المطر

***

لي الأرض والكروم

ربيتها على يدي

إن شحت الغيوم

سقيتها عيني

***

أنا بهثت في ضميرها البذور

لتولد الأطفال والسنابل

أنا وفجرت الصخور

جداولاً.. جداول

***

أرضي أنا أعرفها

جبلت من ترابها الأصيل

من شامة في خدها الجميل

خضراء

اسمها الجليل

***

أصابعي شجر

ومهجتي صخرية

وأنت لي قدر

يا أرض والهوية

صفقت له بحرارة وهتفت من أعماقي: بوركت يا أخا العرب وبوركت أرضك ونعماً ثباتك وصمودك وجعلت أقترب من البقعة التي افترشها فمدّ لي يده مشيراً أن أقعد، فقعدت.

كان يتلفت حوله بين الحين والحين، فشعرت أنه على موعدٍ مع حبيبته أو مع بعض لصحاب، فاستأذنت وهممت بالنهوض، فإذا به يتشبث بي ويشدني، ويفهمني بأنه ينتظر عدداً من رفاق الدرب الطويل وكلهم من الشعراء، وقد حان موعد وصولهم.

وفي الحال تراءى لنا خيال شخص من بعيد، فأحدَّ نظره واضعاً كفه فوق عينه اليمنى وقال: هاهو قد جاء. قلت: من؟ قال: أحد أفراد خليتنا المقاومة والتي سيحضر رجالها كلهم في هذه اللحظة وستكون سهرتنا اليوم شعرية، نقول فيها ما يهدئ روعك، ويبل شوقك ويشفي غليلك، ويطمئن نفسك فأهلاً بك ومرحباً.
وكان أول الوافدين الشاعر (هايل عساقلة) ثم تلاه الشاعر (منيب فهد الحاج) و(عمر محاميد) و(خالد عوض) ثم (نزيه حسون).
كانت الشمس تميل إلى الغروب، وقد غمرت الأفق بحمرة قانية، ذكرتني بالدماء التي سفحت ظلماً وغدراً على تلك البطاح، وهبت نسمات بليلة آتية من الشمال، كانت جبال الجليل تموج بكبرياء، واصطفقت أشجارها بحنان، ورن صوت شبابة راع من بعيد، فزفت للغروب الحزين أعذب الألحان، في حين كانت صبية تلوح عن بعدٍ ممسكة منجلاً، وتحمل على رأسها حزمة من حشائش خضراء لخرافها الذين كانوا ينتظرون عودتها على شوق، كان صوتها الجميل ينطلق بين الحين والحين ببيت عتاباً فتنصت لها التلال والوهاد، ويحمل النسيم العليل تموجات صوتها العذب إلى آذاننا شهياً كسمفونية خالدة.
أنصت الجميع وكنت أكثرهم إنصاتاً، وبقينا في جلال صمتنا ذاك إلى أن توارت الصبية عن أنظارنا، وغابت في ظلال أشجار الزنزلخت التي تظل الطريق.
وقف (هايل عساقلة) وألقى كلمة ترحيبية مقتضبة، ثم أنشد بصوت حنون متوهج، كان يلتقط أنفاسه بين الحين والحين، وتظهر على محياه آثار التعب، لم كن أعرف أن السلطان كان يعيث في أحشائه.
ذي فلسطين التي نعبدها
سواها جنة لا نعبد
كل نجم في سماها قبلة
كل شبر في ثراها عسجد
بنيت من أضلعي ساحاتها
وعلى الصدر تعالى المسجد
وتخونه ذاكرته فإذا به ينتقل إلى أبيات أخرى فيقول:
وتنمو الدوالي على راحتي
وظل الدوالي على منكبي
وتشدو العصافير صبحاً وعصراً
ويعصف سهل الثرى المعشب
يصفق له الجميع بحرارة، ويثنون عليه بألفاظٍ مشجعة، مثل: أحسنت أبا الهول أحسنت وسلمت.
بعده وقف (منيب فهد الحاج) بقامته الفارعة، وأنشد بثقة في النفس كبيرة فقال:
هنا باقون لن نرحل
سنبقى فوق هذي الأرض
نحيا لا نفارقها
ففوق ترابها أجدادنا درجوا
وغذوها بدمهم
فهل نرحل؟
سنبقى فوق هذي الأرض نزرعها
ونحميها بأضلعنا
ونعشقها
لتبقى حبنا الأمثل
هنا باقون لن نرحل.
شعرت بالخزي في أعماقي، وأحسست بأنه يعنيني ويغمز من طرفي، أنا المذنب الذي رحل تاركاً خلفه جنته وأرضه، فشرقت بريقي وتوردت وجنتاي خجلاً، فصرخت من أعماقي: ليتني مت قبل ذاك الرحيل يا رفاق.
عاد (منيب) إلى الإنشاد:
صامد كالطود شعبي
صامد يأبى المذلّة والهوان
راسخ كالسنديان
مثل زيتون الجليل
ارتاحت نفسي لنغمته الحزينة، فشعرت بأن كل أشجار زيتون الجليل، ترحب بي وتحتفي بمقدمي، وتمد فروعها لتظللني وتحميني، فهدأت نفسي، وشعرت بأنني بين أهلي وإخواني، وغاضت شجون فعلتي الشنيعة في أعماق النسيان. وهنا جاء دور الشاعر (عمر محاميد) بن (أم الفحم) البار وجعل ينشد:
كان في الأرض سنابل
كان حقل يمتد حتى ابتعاد الشفق
كان في الحقل طيور
أشجار وشمس
كانت حول الشمس نجوم وأحلام
عروس، ودوال
عرفت الامتداد نحو الشمس والوطن المغنى
حالت بين الحلم والأرض الخصيبة
قبضة الريح وأسباب الرحيل
لم التفتّ إلى الزحافات الواردة في بعض أبياته، وغابت تلك الأغلاط في غمرة الحلم اللذيذ.
ثم وقف الشاعر (نزيه حسون) ليذكرنا بالليالي السود عندما أنشد قصيدته (تواقيع على قيثارة الأرض).
في زنازين اعتقالي
رغم سجاني وسجني
يزهر الزيتون في زندي المقيد
وعلى جدران قلبي
كل زيتون بلادي
كل زهر في رباها يتجدد
مهما يا سجان تقسو
سيذوب القلب عشقاً، وستبقى الأرض معبد.
عندما انفضت سهرتنا الرائعة تلك، كان القمر يعتلي قبة السماء بهدوء عجيب ويرسل أشعته نحونا بحنوٍ ومودة، إنه قمر فلسطين الذي لا يبدو كالأقمار العادية، بل يبدو كأم فلسطينية جميلة، تبدو عليها سيماء الحزن، فتعصب رأسها بمنديل أحمر في حين تتدلى خصلات شعرها الكستنائي على فوديها وتتراءى في نظراتها أسمى آيات الحنان والحزن، أي نعم، الحزن الذي يغمر الدهور. نهضنا بتؤدة، ومشينا على طريق ترابية، تجنباً لدوريات العدو المؤللة وتلافياً لطلقات رصاصهم الغادر، وما هي إلا ساعة أو بعض الساعة حتى كنا على أبواب قرية (المغار) قرية مضيفنا (هايل عساقلة). انتبهت من ذهولي فإذا بي أستيقظ من حلم يقظة مديد –عشت معه لحظة لا أحلى ولا أجمل. فحاولت العودة إلى الحلم، ولكن هيهات فقد أفلت مني متوارياً عن مخيلتي ولم يبق بين يدي إلا الكتاب كتاب (طلعت سقيرق)... الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني. الذي حقق لي كل تلك المتع البريئة وذلك الحلم اللذيذ.
أهمية الكتاب:
تتمحور أهمية الكتاب حول قضيتين مهمتين لا بُدَّ لكل كتاب مهم أن يتضمنها:
الأولى: هي مضمون الكتاب
والثانية: أسلوب الكتاب وصياغته.
1-أما من حيث المضمون: فالكتاب يدور حول المقاومة التي هي قدرنا نحن الفلسطينيين، والتي أصبحت صفة تلازمنا مادمنا أحياء، ومادامت المقاومة قدراً لنا، فلا بد والحالة هذه إلا أن نرفدها بكل طاقتنا وفعالياتنا وإبداعاتنا الفنية والشعرية. إضافة إلى دمائنا الزكية التي بذلناها بسخاء وسنظل نبذلها إلى ما شاء الله أن نبذل، حتى يتحرر وطننا ويعود إلى أصحابه الأصليين ولذا فليس عجيباً أن نرى أنّه ما أن يغلق ضريح على جثمان شهيد حتى يتمخض رحم عن طفل يرث عبء ما لم يستطيع الشهداء أن يفعلوه ليفعله هو والأجيال اللاحقة.
إذن المعركة مستمرة إلى النهاية ويخالها الناظر فيها سرمدية، وقودها الناس والحجارة إلى أن يتحقق النصر الأكيد في نهاية الدرب المديد، الدرب الذي لم يكن مفروشاً بالزهور، لأنه طريق حرية، ومن المؤكد أنه سيكون مفروشاً بالأشواك والألغام ولا بد لمن يسير عليه أن يكون مسلحاً بالوعي العلم والأثرة وحب الشهادة، التي أصبحت سمتنا منذ قرن من الزمان أو يزيد.
ومضمون الكتاب كان جديداً كل الجدة على القارئ العربي لأنه يدور حول إبداعات شعرية لشعراء كانوا –على الأقل –بالنسبة لنا مغمورين، لأنهم ولدوا وعاشوا وكبروا في ظل الاحتلال، الذي فرض حولهم ستاراً حديدياً جعل من الصعب على أدبهم أن يصل إلينا إلا في أضيق الحدود...
ولذا فقد طربنا له عندما وصلنا عبر تلك الحدود الضيقة لأنه جديد علينا وحبيب إلينا، وكيف لا وهو نتاج فلذات أكبادنا الذين عاشوا في ظل حكم بغيض مكروه من الأعماق لغطرسته وطغيانه وجبروته.. كان هذا الشعر الآتي من أرضنا التي طال شوقنا إليها، وطال عناؤنا ومعاناتنا كنسمات بليلة مضمخة بعبير الوطن، مما جعلنا نستقبله بأرواحنا قبل أن نستقبله بشفاهنا وألسنتنا.
آه أيها الأحباء، كم يعترينا الخجل، عندما نتذكر أننا تركناكم صغاراً بين أرجل خيل الصهاينة، دون أن نقدم لكم أية معونة، لأننا لم نكن قادرين على أن نفعل شيئاً، بعد الهزيمة المّرة التي طرحتنا خارج حدود الوطن الحبيب.
الأسلوب:
وإذا كان المضمون جديداً ومحبباً للنفس، فقد جاء الأسلوب رائعاً يخلب اللب ويبهر النفس، وبدا الأستاذ طلعت متمكناً لآخر حدود التمكن، فإضافة إلى الصياغة الجميلة المتضمنة روحاً وعبارة شاعريتين، فقد بدا أيضاً أن الأستاذ (طلعت) يملك عقلاً منظماً وواعياً يناقش ويحلل بذكاء وألمعية ولا يترك ثغرة أو فراغاً، بل يستنفذ القول في موضوعه بثقة ما بعدها ثقة، وهو يعالج موضوعه بحدب وحميمية صادقة وبحنو عجيب، ولا غرو في ذلك فأولئك الشعراء الذين كتب عنهم هم لداته، والذين كان من الممكن، أن يكونوا رفاق صباه، وأبناء حارته، وزملاء مدرسته، ورفاق جامعته وأصدقاء عمله لو مشت التقادير على غير المسار الذي سارته.
والحقيقة أن (طلعت) رغم أسلوبه العذب والسهل الممتنع والذي ينصب كشلال رائق من علو باتجاه الهدف، فإنه لا يرسل الكلام على عواهنه، بل يقيده بعقل راجح وبفكر منطقي وكثيراً –بل في كل الأحوال –يناقش الفكرة متكئاً على فكر متوهج ولا يركض وراء الأوهام والخيال.
لقد كان (طلعت سقيرق) أستاذاً كبيراً في فكره وأسلوبه معاً، وأشعرنا بجلال الموضوع وجماليته وحساسيته، حتى جعلنا نلاحق نتف المعلومات الصغيرة التي اقتنصها من هنا وهناك بشوق كبير. كم كنت أتمنى لو انفتحت مغاليق المعرفة عن هؤلاء الشعراء الذين احتلوا مكانة ساحرة في ذهني، وأصبحنا قادرين على معرفة كل شيء عنهم، ولكن ليس بيدنا ولا بيد المؤلف أية حيلة.
على أن المؤلف استطاع بحق أن يقدم لنا دراسة راقية ومهمة شكلاً ومضموناً، حتى أنني عندما انتهيت من قراءتها، تمنيت لها أن لا تنتهي لأنني أحسست بأنني لم أحصل من النبع إلا على وشل لا يروي ظمأ ولا ينقع غلة.
ويظل العمل رائعاً يهنأ المؤلف عليه، لأنه بذل جهداً حميداً مضنياً حتى أتحفنا بكتاب رائع جميل، عطر أشواقنا بأريج زهرات فاغيات نبتن هناك تحت سماء فلسطين.))


رحمك الله يا سيد العطاء والإبداع ولنا الله في خسارتنا لك
د.هبة راشد العلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 04 / 2012, 41 : 12 AM   رقم المشاركة : [19]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق

وبسرعة أنشر ما أرسلته سابقا خوفا من انقطاع النت...
سفر وامض في أنفاس أقدس الشعراء!!
...ما أثقل الأيام وأحزنها وهي تمضي في غياب الغائب الحاضر طلعت!! ما أثقل وقعها على القلوب وما أقسى عذاباتها في الوجدتن!! ستّة أشهر تمر على رحيل الراحل الحي دوما طلعت..ونبحث عن لغانا في ضادنا الغنية فتضيق... تتلاشى السياقات والتعابير..يتيه الحرف وتتعثّر المفردات !! نؤسّي أنفسنا بقراءة كل أشعاره..كل ما كتب نثرا..خاطرة..قصة..نقدا..سجالا..يعود إلينا رجع أصواتنا...الخواء نعيش..لا طعم للشعر على ألستنا..مجرّد همهمات مبهمات..نتجشّم ونقدم ونحاول أن نعيد قراءة بعض الذي كتب..ويعصرني الألم وأنا أقرأ بعضا من آخر ما كتب حيث يقول:
هدى لا تلومي دموعي فقلبي قتيل
وجرحي كهذا الزمان طويل طويل
وقهري من القهر شاخ
فآخٍ وآخ
أأصرخ!!.. ما عاد يجدي الصراخ
أنا متعبُ يا هدى
رأيتك في كندا تسألين
عن الناس في في وطنٍ من حنين
عن القدس والمسجد المستباح
وهذا البكاء الحزين!!
هدى كلّ شيء بخيرٍ فنامي!!..
غداً عندما تصبح فينا الجراح
بحجم البلادِ جميع البلاد
غداً تعرفين!!..
إذا لم نغيّر جلود الوجوهِ
ونبض القلوبِ
إذا لم نغيِّر
أحاسيس هذا الزمان الكئيب
غداً تعرفين
بأنا ذهبناورحنا وصرنا أقلّ وأدنى من الميتين
غداً تعرفين

..ولقدعرفنا جميعا أيهذا الراحل الحي..نعم عرفنا.. من تقاسيم وجهك عرفنا..من تموّجات صوتك ونبرتك الحزينة عرفنا..نعم عرفنا أنك لن ترحل كالآخرين.. عرفنا أنّ الآتي فيك أقرب من الوطن إلى قلبك..ف(آخٍ) عوّضت الآه المعتادة لدى الشعراء إذا أرادوا التعبير عن انفعال أو إحساس معيّن !! فعندما يبكي شاعر بصبر طلعت ورباطة جأشه ..ويطلب من البعيدة مكانا ، القريبة وجدانا أن لا تلومه..لأنّ قلبه أصبح قتيلا..نعلم أنّ عمر الشاعر بعض مسافة ..مسافة بين النداء والصدى !أو عندما يشيخ القهر والقهر ما شاخ في الوجود..القهر يظل يافعا في عالم من الأحزان..لكنّ القهر عند شاعرنا شاخ وضعف ! لأنّ الذات الشاعرة في الهزيع الأخير !
(
أنامتعب يا هدى).. ما كان ليصرّح بها بكل هذه المباشرة المبهرة الصارخة ، رغم عمق التصريح، لو لم يشعر فعلا بما صرّح..متعب من عالمنا..متعب من عالم الأحياء الأموات!! واحات الأمل والراحة ضاقت في ناظريه..كل المسافات تقلّصت..هو أقرب إلى الرحيل..إذ كيف نقرأ هذا البوح الصادق الصريح:
بأنا ذهبنا ورحنا وصرنا أقلّ وأدنى من الميتين !!!
لكن لِـمَ يصرّح بكل هذا لهدى ؟ هذا ما لم أعرفه أخي طلعت ..أيها الراحل الحي في الوجدان.. فكم أحببتُه أخيّتي هدى!! ..سأقول لك ما قاله :
غدا تعرفين..
ستعرفين وسنعرف جميعا أنّ شاعرا اسمه طلعت سقيرق ليس ككل الشعراء.. شاعر أحبّ وطنه بقلبه ومن قلبه..فكانت فلسطين في قلبه ..بل كانت قلبه الذي ينبض بالحب!! وليس سرّا أن تتكرّر لفظة القلب في أشعاره..نكرة أو معرفة أو مضافة إليه!! فالقلب عند الراحل الحي مصدر كل خير..منبع كل حب..فمن شرايين وأوردة القلوب يسافر الحب في كل الخلايا..من القلب صاغ سمفونية العودة وفتح أبوابها من الجهات الأربع ..حذفتُ ما أمكنني من أسطر وقطّعتُ ما استطعتُ من شرايين القصائد واحتفظتُ بالقلوب ..فعدوا معي هذه القلوب التي سخّرها للعودة:
1 ـ قناديل العودة
أمدّالقلبَ موالا وأغنية ًلعينيكِ
ارسمي قلبي
تعالي وافتحي الشباك
هل تدرين كم في القلب من ذكرى
لها الوطن الذي في القلبِ
يا أنت الفلسطينيّ
قلبي زهرةٌ أولى لها شعرٌ من الأمواج ِ
خذْ قلبي
وعلقْ فوق جدران الهوى عمري
وقل اللهُ يا اللهُ
كم في القلب من شوق وموال
وتنهيد
فصار المشط مشط القلب تفاحا
وجذرالقلب في أحقاب ماضيها
2 ـ زهور العودة
وقلتُ وكيف للقلب الذي يهوى
فهل في القلب
أو في الروح غير زمانها يأتي
رأتْ في القلب خفقة عاشق تمضي
فقلتُ أحبها قلبي
لها ميناء أفراح
هي النبض الذي في القلب
أزهارٌ
هي الحبّ الذي في القلب
في روحي وأمنحها مفاتيح الهوى قلبي
هي الحبّ الذي أشعلت في قلبي
3 ـ دروب العودة
على درب الرجوع إليكَ
خذ ْقلبي
ويافا غزة الأحرار نحو
جميع ما في القلبِ من مدن ٍ
من الأشواق يا قلبي
مفاتيح الهوى دقتْ
وقالت شوكة في القلب تؤلمني
وأعطتني حدود القلب
نبض القلب
شكل القلب
أو قمري
وهذا القلبُ حين أحبّ
مأخوذا إلى قلبي
على درب الرجوع
هناك معنى القلب
معنى الضحكة الموال والدنيا
4 ـ مواويل العودة
هل الزمنُ الذي أدمنتَ
من زيت ٍيشابه فيه ضوء القلب
قلتُ وقلبيَ المعجون بالأشواق
مشغولٌ بفتنة من ترامى
تشاغلُ قلبه الظمآن لا أدري
سوى موالك المعجون بالسحر
الذي في القلب
في نبضي
وفي قلبي وفي عمري;
فلسطين انتباه الوجد للحب
الذي في القلب أغنية
إذا ما شدت الآهاتُ
شوق القلب دهشتنا
إذا امتدت يد ٌ تمتصّ شكل الوعد
حين نحبّ نبض القلب قافية
وأرسم نبض هذا القلب
آمالا من الأشعار والفلّ
من الجزائر: الأستاذ: محمد الصالح شرفية (الجزائري)
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 04 / 2012, 04 : 01 AM   رقم المشاركة : [20]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: ندوة خاصة هذا اليوم بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل الشاعر طلعت سقيرق

[align=justify]
مداخلات قيمة
الأساتذة الكرام:
أستاذ فتحي صالح
أستاذة لبنى ياسين
أستاذ محمد الصالح شرفية
أستاذ علاء زايد فارس

بانتظار السيدات والسادة
الشاعرة فابيولا بدوي

عسى المانع خيرا غاليتي

الأستاذة بشرى شاكر
الأستاذ وسام الباش

بانتظاركم
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
هيئة, مرور, أشهر, اليوم, الشاعر, بمناسبة, خاصة, رحيل, سقيرق, طلعت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده هدى نورالدين الخطيب صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار المفتوح 78 19 / 03 / 2020 55 : 03 AM
إطلاق مسابقة: ما مات طلعت – سَلْ حرفاً وقافية – بمناسبة مرور عامين على رحيله هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب 17 12 / 11 / 2013 40 : 11 PM
ندوة أدبية نقدية يوم الاثنين بمناسبة مرور ستة أشهر على رحيل شاعرنا الأستاذ طلعت سقيرق هدى نورالدين الخطيب في مناقب الراحل الكبير 4 15 / 04 / 2012 11 : 06 PM
بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل الشاعر طلعت سقيرق تلاوة القرآن الكريم لروحه ناهد شما القرآن الكريم 33 14 / 12 / 2011 56 : 09 PM


الساعة الآن 39 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|