رد: السنة والشيعة بين الأمس واليوم- الباحث: عدنان أبوشعر
[align=justify]أختي الأديبة المتميزة ميساء
لا يداخلني أدنى شك بأن المجتمع السوري الذي ترعرعت فيه رافض بأعماقه لهذه المؤامرة التي دُبِّرت بليل. ويروي لنا والدي- رحمه الله - أن بعض إخواننا الشراكسة والأرمن قاموا- أثناء الحرب العالمية الثانية- بالإغارة على محلة الميدان في دمشق ليؤدبوا ثوارها، وعاثوا فيها فساداً، وكان ذلك أسوأ استغلال من الاستعمار الفرنسي لتحطيم اللحمة الاجتماعية للتركيبة الفريدة للمجتمع السوري.
واندحر الفرنسيون وخاب فألهم. فما لبث المجتمع الدمشقي أن غفر خطايا الشركس والأرمن، وهاأنذا واحد ممن ترجموا عودة اللحمة بزواجي من شركسية.
كذلك احتضن أهل الميدان العديد من العائلات المسيحية والدرزية والنصيرية إبَّان أحداث عام 1860 المروعة فكانوا لهم الملاذ الآمن والحضن الرؤوم، وتروي المستشرقة الفرنسية الدكتورة بريجيت مارينو (Brigitte Marino), في كتابها القيِّم الصادر عام 2000 تحت عنوان (حي الميدان في العصر العثماني) تفاصيل مذهلة عن فسيفساء ميدان الحصى الإثنية والأنثروبولوجية، تصل بك إلى قناعة ثابتة أن هذا البلد هو سُرَّة الدنيا ومجمع الأعراق والديانات.
ستعود بلادي كما كانت ثابثة القدمين، شامخة الرأس، وداراً للأحباب.
ودام عزك
عدنان[/align]
|