التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,822
عدد  مرات الظهور : 162,212,015

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > الفعاليات والمسابقات الأدبية... > الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب
الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب مسابقات الرابطة والنشاطات التي تنظمها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05 / 07 / 2013, 03 : 01 AM   رقم المشاركة : [11]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة ميكروباص
لم يكن سائق الميكروباص رحيما بي عندما دفع بتلك السيدة ذات الجمال الأخاذ إلى جواري ، بل أنه لم يتح لي فرصة الاعتراض أو التبرم ، لتشاركنا السيدة الكرسي ذاته ، ورغم أن هذا الكرسي معد أساسا لثلاثة أشخاص إلا أن تحايل السائقين بإضافة مقعد صغير جعله جاهزا لاستقبال أربعة ركاب ليس من بينهم بدينا .. جلست تلك الأنيقة التي يزكم عطرها الأنوف والتي تخفي عينيها خلف نظارة بنية اللون إلى يميني بينما جلس رجلان إلى يساري أحدهما بدينا .. شعرت بحرارة تطغى على حرارة الجو في ظهيرة يوم حار من أخريات شهر أغسطس .. تقدمت إلى الأمام بالقدر الذي يسمح به طول رجلي ، كما انحرفت إلى اليسار متشبثا بالكرسي الذي أمامي ، مفسحا لها قدر استطاعتي ..
أدار السائق محرك السيارة وقبل أن ينطلق أكد على أن الأجرة مائة قرش للفرد ثم ما لبث أن تحرك مخترقا الزحام .. بدأ الركاب يجمعون الأجرة فيما بينهم ،غير أن راكبا تمسك بدفع خمسة وسبعون قرشا فقط وهي التعريفة المقررة من الجهات المختصة ..أوقف السائق الميكروباص بعصبية وهو يتمتم بعبارات غاضبة لم أتبين منها سوى لعنات متناثرة هنا وهناك لم تسلم منها السيارة وقائدها .. ثم عاد واستغفر ربه ، وألقى باللائمة على الركاب معاتبا :
أنا أكدت عليكم يا جماعة .. حصل ولا لأ ؟
حاول البعض إقناع الراكب ، لكنه تمسك برأيه ، أردت أن أنهي الموقف سريعا ، فالنار التي لا يشعر بها غيري والتي تكوي شقي الأيمن بدأت تسري في جسدي وتدغدغ ماردا حبيسا بداخلي ..عرضت دفع الفرق ، لكن الراكب رمقني باحتقار فأنا كما قال لست بأفضل منه حتى أدفع عنه .. سحبت كلامي سريعا معتذرا وأنا الملم كرامتي .. وتحت رجاءات واستعطافات وتبرم الركاب دفع صاحبنا الأجرة كاملة مرددا : برغبتي وليس رغما عني ..
تحركت السيارة مرة أخرى ، تخطت حدود المدينة وعبرت ذلك الكوبري المتهالك صوب الطريق الزراعي الذي بالكاد يتسع لسيارتين متجاورتين ، لم تمنع سوء حالة الطريق السائق من السير بسرعة هائلة .. و مع انعطافات ومطبات الطريق رحنا نتمايل يمينا ويسارا ونرتفع ثم نهبط ، وفي كل مرة أحاول عبثا ألا أمسها ، لكن هدوءها الذي مازالت عليه يعطيني الانطباع أنها تدرك مدى الجهد الذي أبذله تفاديا لملامستها .. كنت أشعر بعيون الركاب تلاحقني.. منهم من يحقد علي ، ومنهم من يرثى لحالي ، وآخرون يعدونني آثما لأني قبلت بهذا الوضع .. نظرات الريبة لدى السائق عبر المرآة تقتلني ، بدأ العرق يتسرب إلى جسدي حتى ظهرت آثاره في مواطن عدة من قميصي الأبيض .. وددت لو شمرت عن ساعدي و فتحت رابطة العنق قليلا .. لكن لا مجال للحركة .. آثرت الانتظار ساكنا منكمشا في مكاني..
في إحدى المحطات نزل أحد ركاب الكرسي الأمامي الذي أتشبث به ، والذي يتسع بالأساس لأربعة أشخاص ، كدت أتنفس الصعداء ، غير أني سيدة في الأربعين من عمرها سبقتني و ألقت بنفسها مكانه وهي تحمل سلة وضعتها على رجليها وانطلقت السيارة من جديد ..
مضت اللحظات بطيئة ثقيلة وأنا في انتظار محطتي القادمة .. كنت أحاول مستميتا أن أقف حائلا دون وصول النار التي تغزوني إلى ذلك المارد القابع ساكنا بداخلي منذ وعيته ، منذ عشر سنوات ونيف .. كنت خلالها أسمع قصص العشق وأقصها وكأنها قصتي .. كان حيائي يمنعني أن أتحدث إلى النساء .. ولو حدث يتصصب العرق مني ولا استطيع أن أجمع كلمتين على بعضهما .. رحت اكتم أنفاسي المتسارعة واثبت قدمي التي أصيبت بالرعاش.. رحت أشغل نفسي بالموت والقبور وأشياء أخرى علها تخرجني بعيدا .. أشعل الراكب البدين نارا أخرى إلى جواري ..عندما أشعل سيجارا .. ورغم أني أكره الدخان إلا أني استحييت أن أطلب منه أن يطفأ السيجارة .. تلاقت رغباتنا .. خرجت عن صمتها .. التفتت نحوي في كبرياء وهي تخاطبه ، تراجعت قليلا وكأني أفسح الطريق لكلماتها لتصل إلى هدفها ، وبوقار مازالت محتفظة به : ممكن تطفئ السيجارة لو سمحت؟
ظلت على وضعها وكأنها في انتظار الرد وأنا أرمقها من طرف خفي ..إلى أن جاءها الرد على مضض : أوي أوي.. ثم أطفأ السيجارة .. لكن كلماتها أشعلت جدلا واسعا بين الركاب حول حرمة السجائر لم تتح لي الفرصة لمعرفة منتهاه ..توقفت السيارة ، استأذنتها بأدب جم .. لم يكن أمامها بد من النزول حتى تفسح لي الطريق .. نزلت وتوقفت إلى جوار الباب .. وبمجرد أن حطت أقدامي الأرض وجدت نفسي أمامها وجها لوجه .. وكأن الزمن قد توقف للحظة ، ثم ما لبثت أن دلفت إلى الميكروباص الذي انطلق من جديد ، مخلفا وراءه دخانا كثيفا ..
-------------------------

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة من الناحية الفنية جيدة جداً.. ويعود ذلك في رأيي إلى نجاح مؤلفها في جعلها قصة موقف واحد يتحرك حدثياً، في إطار زمني محدد ومكان محدد، يعالج حالة خاصة يمكن أن تعرض لأي كان، ولكن بردود فعل مختلفة، حسب التربية والسلوك والخلق.
ومع أن موضوع القصة عادي، كما قد يبدو في رأي البعض، إلا أن أسلوب عرضه، وطريقة سرد حدثه، وتصوير الشخصيات وردود أفعالها، ورسم ملامحها دون إفاضة لا لزوم لها، ودون إخلال يحرمها من الوضوح، كل هذا جعل من ذلك الموضوع العادي بشخوصه وتطور حركية حدثه، قصة جميلة قادرة على الجذب فنياً، بغض النظر عن الفائدة التي يمكن أن يجنيها قارئها.. إلى ذلك، حبذا لو تلافى مؤلفها الأخطاء النحوية والإملائية التي أشرت لها باللون الأصفر.
[/align]
[/cell][/table1][/align][/align]
[/cell][/table1][/align]
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 07 / 2013, 27 : 01 AM   رقم المشاركة : [12]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

شجون الزمن الضائع:
شجن آس بلغة حالمة: توق إلى الماضي والحلم بالعيش من جديد بدقائق تفاصيل أيامه، رغم شدة قسوة الحاضر وتنكر الزوجة والأولاد لجمال ألق ذكرياته الفائتة.
صراع نفسي مضن،ما بين ما نحلم به، ونعيش على أمل تحقيقه واقعاً معاشاً نرجو تكراره بدقائق حياتنا..والإقرار أن غافي حلم الأمس، صعب تحقيقه واقعاً معاشاً يتجاوز حدود الذكرى !
فهل هو صراع الجديد والقديم ؟ والموروث والحديث؟ والتقاليد وسطوة الأعراف وقلق أرق رحابة عوالم الحداثة؟
قصة رقيقة حالمة، تتكلم بلا كلام، وتشير من بعيد ،فيتكاثف خيال أبعادها لوحة ممتعة مشرقة.

توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 07 / 2013, 43 : 01 AM   رقم المشاركة : [13]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة الراقص في العاصمة

إنها زيارتي الثانية لعاصمتنا الاقتصادية، في الزيارة الأولى لم أتعرف على الدار البيضاء كما يجب، فقد اقتصرت زيارتي على مكتبة "آل سعود" الرائعة بتجهيزاتها الحديثة وضخامة خزانتها، خلفت تلك الزيارة في ذهني صورة جميلة عن الدار البيضاء، لكنها لم تكن كافية.كان الطريق على متن الحافلة طويلا، ثم بدأت العاصمة تلوح في الأفق، وبدأت علاماتها تبرز على جانبي الطريق الوطنية، وبعد أن شرعنا الدخول في مجالها الحضاري، أصبح الجو ممطرا جدا، فأحسست وأنا داخل الحافلة بدفء داخلي جميل عجزت معه عن التقاط قنينة ماء، سقطت بسبب توقف الحافلة في أول إشارة مرور عند مدخل المدينة.بعد أن مررت يدي ماسحا زجاج النافذة من بلل أنفاسي الدافئة، رأيته هناك؟ كان طفلا في العاشرة أو الثانية عشرة من عمره، يلف رأسه بقطعة من البلاستيك يحميه من المطر المتهاطل بشدة، واقفا تحت شجرة كثيفة الأوراق، أغصانها متناسقة النهايات بفعل التشذيب المنتظم، كانت تقيه معظم تلك الأمطار، لكن رغم ذلك فقد أصابه البلل في غالب جسده النحيل الملتصق بجذعها في ارتعاش واضطراب، يضع أنامل يمناه داخل يسراه مشكلا دائرة مزدوجة بين شفتيه، نافخا فيهما أنفاسا تخرج من أعماقه محاولا في يأس شديد منحهما بصيصا من الدفء، لا يزيد لباسه عن قميص بالي الأطراف وسروال ترسبت عليه ألوان وصور من واقع العاصمة، يهز بفعل قسوة الرصيف البارد قدمه اليمنى لترتاح على حساب يسراه ثم يعكس وضعه، فبدا كراقص على الجمر.كان ذالك الطفل شاحب الوجه، كئيبا محياه، لكن عندما وقع بصره على الحافلة الأنيقة التي كنت أتطلع منها، بدأ يلوح بيديه ويرسل قبلات عبر المطر وهو يبتسم، أصابتني بعض الدهشة وأنا أتفحص تعابيره السعيدة، هل يظن نفسه نجما أم يظننا نجوما ! ما زال يلوح حتى انطلقت الحافلة مع انطلاق الإشارة الخضراء.طفل غريب الأطوار !! كيف يضحك وهو يعيش في أشد لحظات الحقيقة مرارة ؟ لماذا يفرح مشرد ويلوح بيديه لمجرد رؤية ركاب في حافلة عصرية أنيقة؟ ربما كان يفكر حينها في أحلامه المقتولة !؟ أو ربما هي سخرية أطفال ببساطة... !بعدما دخلت قلب العاصمة، وتجولت في كثير من أنحائها طيلة أسبوع، وبعد أن تعرضت في أحد أسواقها المرموقة للسرقة والضرب، وبعد أن مكثت في إحدى المستشفيات العمومية لست ساعات من أجل حضور ممرض لترقيع بعض الجراح التي خلفتها مجموعة من مفرزات العاصمة الاقتصادية، وبعيد انطلاق حافلة العودة إلى أقصى الشمال، وبينما أنا جالس في المقعد الأمامي للحافلة ضاما حقيبتي إلى صدري، أتفحص الوجوه القريبة والبعيدة حذرا من مفرزات جديدة. بين كل هذا عادت إلي صورة الطفل الراقص تحت المطر، هناك عند مدخل المدينة حيث رأيته، أراجع صورته في ذهني الحائر لضحكاته، ثم أضحك حتى تبدت الحيرة والريبة على المسافر الجالس بقربي.لقد عرفت الآن أن الطفل كان يضحك علي، لم أكن في نظره سوى مغفل يدخل إلى متاهة الإنسان، لقد عرف الحقيقة منذ البداية، لهذا رأيته سعيدا هناك وهو يلوح بساعديه في المطر.لن أتجول في العاصمة بعد الآن، لكني سأعود في يوم ما، ربما للقاء ذاك الراقص تحت الشجرة في مدخل المدينة !! أو ربما لألتقط له صورة أحتفظ بها تحت اسم "عند مدخل المدينة" أو أكتب قصة بعنوان: "الراقص تحت المطر" أو "رقصة الحقيقة".أو ربما أفضل لعن واقع العاصمة القاسي، وأبكي لحال صديقي الراقص...

***

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]قصة لافتة من ناحية الموضوع الذي تعالجه.. وكذلك من ناحية الأسلوب الفني الذي اختار القاص معالجة هذا الموضع به.. فالموضوع على بساطته، يقدم لنا صورتين متناقضتين للواقع الواحد نفسه، صورة افتراضية تصنعها أحلامنا ورغباتنا لأي واقع قبل أن ندخل فيه ونعايشه مادياً عن كثب، وصورة حقيقية هي تلك التي نخرج بها بعد انتهاء تجربتنا لمعايشة الواقع نفسه.. ولا عجب في أن تبدو الصورتان متناقضتين، تماماً كما ظهرتا في القصة، فتناقضهما بحد ذاته واقعي أيضاً، لكن اللافت في القصة إلى ذلك، صورة ذلك الصبي الراقص تحت المطر الذي نجح القاص في استخدامه حاملاً لرؤيته الافتراضية ثم للنتيجة الواقعية التي خرج بها حين المغادرة.. إنه شخصية تحتمل الكثير من التفسيرات، وإن كنت أتوهم بأن أقربها إلي، أن صاحبها يمثل صورة القدر الساخر من توقعاتنا للمستقبل.. ربما لا تكون كذلك بالنسبة للقاص، ولا لغيري من القراء الذين قد يجدون في هذه الشخصية غير ما وجدت، وهذا رائع بحد ذاته لأنه يعني أن القصة غنية بالدلالات وأن رموزها غنية بالافتراضات والاحتمالات... وختاماً، لا يفوتني أن أشير إلى أن أسلوب القصة، على بساطته، استطاع أن يكون ناقلاً ممتازاً لفكرة القاص، وللكثير من مشاعره. أو هكذا تراءى لي الأمر..
[/align]
[/cell][/table1][/align][/align]
[/cell][/table1][/align]
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 07 / 2013, 51 : 01 AM   رقم المشاركة : [14]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
قصة شتاء ربيعيّ
أفلت الشمس عن نافذتها كما أفل حبه عن قلبها منذ شهور ؛ تداركت عماها بعد أن استفحلت فيها همسات الورود ولمسات الوسائد المخملية. خلعت الشال القرمزي عن عنقها لتستنشق آخر أشعة الشمس الباردة (الاستنشاق لا يكون للأشعة، حتى من باب المجاز) التي امتزجت بدرجات اللون الأحمر المتراصة حول قرص الشمس الآفل ؛ تاركاً قلبها يتجمد من حب كان في حضور الثلج يلهبها.
ألقت رأسها بثقل أفكاره على وسادة الريش فغاصت أفكارها إلى أحلامها المخملية ، لتنسج لها كوابيس كانت يوماً ما تعيش لأجلها.
هو من كانت ذراعاه مفتوحتان لها ليل نهار ، وصدره ممهد لها دوماً ، لكنه ألقى الأشواك في طريقها إلى قلبه وحوّل الطريق أمامها أرضاً وعرة ، إن اقتربت منها افترستها الوحوش الضارية ؛ ظناً منه أنها ستدخل معركة ضروس للوصول إلى أقفال حبه ليخضرّ العود من الجديد . ربما لم يكن إلا كذباً ، ربما كان وهماً أو زيفاً ، لكنها لم تشعر بذلك قط ، كان بالنسبة لها حقيقة أكثر من أي شيء بل كان عين الحقيقة .
أقبل إليها يبتسم وعيناه تلمعان بعشق لم تلحظه من قبل ، ما إن دنا منها أكثر أخذت ملامحه تتبدل إلى ملامح شر دفين ؛ لكنه ما يزال يبتسم! تتخبط بين صورته الحنون والصورة أمامها في فكرها المشوش ؛ لم تتعرف على أيّ منهما . غرس يديه في صدرها وانتشل قلبها بيديه ؛ وقال :
- ما حاجتك إلى كتلة تافهة كهذه ! هذا هو معذبنا ، هذا هو جلادنا ؛ سأريحك منه .
لم تصرخ ، لم تشعر بشيء أبداً ؛ فقد كانت جثة هامدة . كتلة باردة من المشاعر المتجمدة في حانات الحياة ، والمتراكمة من هول الماضي وهروب الحاضر . لم يزدها وجوده شيئاً ولم يقلل من موجة البرد التي تعتريها .
تواجده في حلمها كابوساً يوماً بعد يوم كعدم تواجده في واقعها يوماً بعد يوم ؛ هذا في الماضي . اليوم يمحي مطر شتاء قلبها ما تبقى من صورته وقسماته في مخيلتها ، يزيل آثار بصماته الملتصقة عبثاً على نبضها ؛ فتعود إلى قرص الشمس في أوج إشراقه تغرف منه دفئاً خاصمها ، و تعود إلى الأرض الخضراء تقبل رائحة ورد لم تلحظها منذ الشتاء

****

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]هذه القصة أقرب إلى الخاطرة الذاتية، فهي على الرغم من أسلوبها الجميل ولغتها الشفافة الحارة والعذبة، تفتقر إلى الحدث المتحرك بالشخصية أو الذي تصنعه الشخصية وتحركه عبر الزمان والمكان.. لكن لا يعني هذا أن المؤلف أو المؤلفة لا يملك موهبة، بل هناك موهبة ينقصها الصقل والتجربة.. حبذا لو كان هذا الأسلوب الجميل في صياغة قصة ذات حدث متكامل يفيض إثارة وتشويقاً.. كما أرجو التخلص من الأخطاء النحوية والإملائية التي أشرت إليها باللون الأصفر، لأنها تسيء للنص كثيراً...[/align][/cell][/table1][/align]
[/align]
[/cell][/table1][/align]
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05 / 07 / 2013, 07 : 02 AM   رقم المشاركة : [15]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
تيه الكاتب

لأول مرة يحدث معي هذا فقد تمردت علىّ القصة الجديدة التي أحاول أن أكتبها و لم تكتف بذلك بل حرضت بطلها على عصياني وعدم طاعتي فهددتها بعدم كتابتها وحتى لو كتبتها لن اجعلها ترى النور؛فأنا لن أرسلها إلى أي مجلة أو صحيفة أو حتى أضمها لكتابي الجديد الذي سيصدر قريباً عن إحدى دور النشر الكبيرة في القاهرة ...تآمر معها البطل حتى يدخلاني في دوامة لا مخرج لي منها من شد الأعصاب و التوتر والإرهاق و التشتت ...حاولت أن استميل بطلي لكي يقف بجواري و محاولة تذكيره بأنه لم يعرفها إلا من دقائق معدودة بينما يعرفني أنا على مدى العشرات و العشرات من القصص التي لبيت له فيها كل ما طلبه منى ولم أبخل عليه بشيء...وجدته ينظر لي نظرة استحقار واشمئزاز وتركني تنهشنى الهلاوس (الهلوسات، جمع أفضل لأن القياس في العربية أن يُجمع غير العاقل جمع مؤنث سالم بِغضِّ النظر عن جنسه مذكراً كان أم مؤنثاً) و الأفكار الشريرة وحتى محاولتي المستميتة والأخيرة لإعادته مرة أخرى لسجن الكلمات و الورق في كتابي الأخير-حيث أنني أعلم تماماً كم يكره الحبس وخاصة لو كان انفرادياً في كتاب طويل عريض- باءت هذه المحاولة بالفشل الذريع حين هرب مرة أخرى من خلال فتحة صغيرة توجد أسفل صورتي التي تملأ خلفية الغلاف حيث يتركها الناشر حتى تكون لكتبه علامة مميزة يعرفها بها القارئ .هكذا كان يقول له عقله الذي حبيّ على سلم التعليم حتى وصل إلى السنة الثانية من المرحلة الابتدائية و سقط بعدها صريعاً غير مأسوف عليه. بعد أن هرب لم يجد شيئاً يفعله سوى التسكع على "زهرة البستان " و "الحرية "و "المنظر الجميل" يتسول من أصدقائي الأدباء ثمن لقمته وكوب الشاي لكنهم أعرضوا عنه عندما علموا بما فعله معي ...لم يجد بداً من البحث عنى ؛ فبحث عنى في كل مكان توقع أن يجدني فيه،لكنه لم يجدني ...لم يتسرب اليأس إلى قلبه؛ فمازال هناك مكان واحد فقط لم يذهب إليه لكي يجدني حتى يعود لأيام العز والنعيم معي والتي كنت أكافئه فيها كلما ساعدني على إنجاز قصة جديدة ...في "الجريون" ... وجدته أمامي بملابس رثة ووجه متسخ و أظافر طويلة لم يعتن بها منذ أن هرب منى ...لم أعره أدنى اهتمام، لكنه كعادته السمجة أخذ يتطفل علىَ وطلب لنفسه زجاجة بيرة على حسابي الخاص وبينما هو يشرب بنهم أخذ يعدد لي الحجج والأعذار حتى يقنعني بما فعله معي أو حتى لماذا فعل هذا كل كلامه كان يقف عند الحافة الخارجية لأذني التي تلفظه لكي يتناثر في الهواء المختنق بدخان رواد (الجريون) الذين لا يكفون عن التدخين... ظل يراوغني ويراوغني وأنا ثابت على موقفي منه لا أتزحزح مطلقاً حتى نفد صبره وعلا صوته وعندما هم برفع يده في الهواء لكي يهوي بها على خدي التف حولنا رواد (الجريون) في محاولة لتهدئه الموقف ... صعبت علىّ نفسي جداً وأخذت من بين دموعي التي اغرورقت بها عيناي أعدد خيراتي عليه وبركاتي التي لا تحصى وطلباته الكثيرة التي لا تنتهي ... فعندما طلب منى أن يحب لم أتوان عن تنفيذ طلبه فجعلته يحب بإرادته حتى غرق في بحر من العسل والأحلام ولكني اعترف بأنني قسوت عليه قليلاً حيث أنني جعلت من يحبها لا تحبه لكن لم يكن قصدي من ذلك تعذيبي له أو زيادة أحزانه التي حرقت قلبه ومقلتيه بل كان ظناً منى أن الحب الحقيقي لا يكون إلا إذا اكتوى المحبوب بنار الحب المقدسة واحترق بها دون أن تشعر به المحبوبة وأيضاً حتى لا تحبه البطلة وتنتهي القصة بالنهاية التقليدية التي سأم منها الناس كثيراً فحاولت من خلال ذلك أن أكسر حلقات الملل التي ما أن يخرج الناس منها حتى يدخلوا في غيرها في سلسلة لانهائية من الحلقات وكذلك لأني لا أميل إلى مناصرة بطلات أعمالي فدائماً أحب أن أراهن في محنة بل أزيد المحنة أحكاماً عليهن وأوقعن في مورطات كثيرة وأتلذذ بضغط الظروف والحياة عليهن وأتلذذ أكثر وأكثر حين يصرخن ويولولن ويحاولن الاستنجاد بي للخلاص مما هن فيه لكني دائماً انتشي لهذا الإحساس الرائع أن تستنجد أنثى بي وتحاول أن تلوذ بحضن دافئ لكنى أخذلها والحقيقة أنا لا أعرف لهذا الإحساس تفسيراً محدداً ... هل من قسوة أمي الكثيرة عليّ وربطها الدائم لي في رجل الترابيزة وسقوطها فوقى بجسدها الضخم وتفجر الدماء من فخذي أثر قرصها المتوالي لي ... لا أعرف ؟!! أم من مدرسة العلوم التي كانت تدرس لي في السنة الثانية من المرحلة الإعدادية وكانت إلى جانب جمالها الملفت للنظر تصر كل يوم على طبع شفاهها الساخنة على خدي المتورم حتى ولو لم يكن في جدولنا أي حصة لها في هذا اليوم وقد تركتني فجأة وماتت دون أن تستأذن منى أو حتى تعطيني قبلة أخيرة أحيا على ذكراها ما تبقى من عمري بدلاً من ذلك الهوس الذي أصابني عندما كنت أحاول أن أقيس شفا يفي على أثار شفا يفها المتناثرة في كل مكان على خدودي ... لا أعرف ؟!! أم من البنت الوحيدة التي أحببتها بكل مشاعري البكر التي تولدت مع بداية التحاقي بالجامعة وباعتها هي بثمن بخس جداً لعدوي اللدود الذي لا أحبه ولا يحبني ؟!! لا أعرف !! أم تلك المرأة الساقطة التي اصطحبني لها صديق لي كان يرغب أن يصبح قساً حتى يتأكد من رجولتي التي ضجر من كثرة حديثي له عنها وكانت تمارس معنا الجنس بكل عنفوانه وآهاته في الطابق الأول لمنزلها بينما كان زوجها ينام في الطابق الثاني ... فقد كنت احتقرها كثيراً وخاصة بعد أن عملت أنها احترفت المهنة وتوسعت في نشاطها بعد أن مات زوجها مقهوراً منها ومن أفعالها .
- أريد أن أمارس رجولتي ؟
ذكرته أيضاً بتلك المقولة التي صعقتني حينما قالها لي فأنا كنت أتصور أنه رجل محافظ ومتدين فقد حاولت إغراؤه كثيراً في قصصي السابقة لكنه لم يكن يريد أن يفعل شئ وكان يتعفف على ويترفع على السقوط في مستنقع الرذيلة وكان يعايرني كثيراً بأنه مازال يحافظ على نفسه طاهراً بكراً بينما أنا غارق في بحيرة عميقة جداً ممتلئة بماء كثير من الساقطات التي عرفتهن في حياتي ،وحتى عندما حاولت أن أوقعه في الشر بإحدى حيلي القصصية حتى يكف عن معايرتي فقد جعلته ينفرد بإحدى الجميلات التي يذهب بياضهن بنور العيون مع العقول وتركته معها في حجره نومي الخاصة وهي عارية تماماً خاليه من أي شعر في أي منطقة من جسدها حتى رأسها جعلتها تحسرها بغطاء جميل حتى تكون اكثر جمالاً وإغراء إلا أن الذي فعله أذهلني حقاً فقد كنت أتمني أن تنجح حيلتي لكنه وضع ذيل جلبابه في فمه وفر هارباً وظل مختفياً عني مده طويلة حتى أخرجته في قصة أخري حيث كان خادماً لراهب ورع يحب الله كثيراً
(قصتي سبط الراهب)
- أريد أن أمارس رجولتي واختبار فحولتي.
ذكرته أيضاً بتكراره لطلبه الغريب هذا وإلحاحه الشديد عليُ الذي اضطرني تحت ضغطه الشديد أن ألبي له الطلب فأخذته من يده وذهبت به إلى تلك المرأة المحترفة التي عرفني بها صديقي ذلك الذي كان يريد أن يصبح قساً ... تركته معها حتى تعلمه فنون الكار وتدربه علي أساليب المعاملة الخاصة للمرأة فألقته لإحدى تلميذاتها بينما تفرغت هي في محاولة يائسة منها لاستعاده الماضي الجميل كما كانت تقول أو حتى استعادة بعضه لكن كل محاولاتها ذهبت سدي عندما تأكدت أنني لن أستطيع أن أشبعها كما كنت افعل سابقاً....
فرغ من سكب ما تبقي من الزجاجة التي طلبها منذ قليل في جوفه ثم تجشأ في وجهي برائحة كريهة ولمعت عينيه ببريق غريب وقال لي:-
- اطلب لي زجاجه أخري.
طلبتها له دون مناقشة وبعد أن أخذها من النادل شرب جرعة طويلة ثم عاد يقول لي:-
- لا تعرف وقتها أو حتى بعدها روعة الإحساس الذي شعرت به... فوقتها عرفت وعن يقين بالغ بأنني رجل وليس كذلك بل من الممكن أن تتمناه أي أنثى ... فأنت دائماً كنت تحبسني في قصص الحب والرومانسية والأحلام والتهويمات والخيال والعالم الروحي ... يا آه ... كم كنت قاسياً على يا إلهي الخاص. بالفعل كان عتابه في محله فقد كنت اعتقد أن الفن يجب أن يبتعد عن الغرائز وأثارتها ويجب أن يسمو بالإنسان إلى أعلى مراتب الشفافية والنقاء والطهر أيقظني من نوبة التيه التي تهاجمني كل فترة وضحك ضحكة عاليةً أثارت فضول رواد (الجريون) واخذ يعدد إلى هو الأخر خيراته علىُ وبركاته التي لا تحصى وطلباتي الكثيرة التي لا تنتهي ... فقد ذكرني بالفترة التي أعقبت تجربته لرجولته وفحولته فقد كانت من أخصب فترات حياتي الإبداعية وكان طيعاً لي فيها جداً فكتبت العديد من القصص التي حصدت الكثير من إعجاب النقاد على مختلف مشاربهم وحصدت أيضاً الكثير من الجوائز التي حركت قليلاً الجمود المادي الذي كنت أعاني منه في هذه الفترة وكذلك أعادت لي الثقة التي افتقدتها لكفري بالكتابة وجدواها في مجتمع يغرق في مستنقع الأمية الموحش .. لكزته في كتفه الأيسر حتى يفيق ويسمعني جيداً :
- أنت لا تستحق أن تكون بطلي بعد اليوم وسوف أقتلك في أقرب قصة سأكتبها ولن أقيمك مرة أخرى ولتذهب إلى الجحيم.
جحظت عيناه وتابع كلامي باهتمام شديد فحياته أصبحت مهددة وتقف على حافة سن قلمي... أن شئت أن أفعل ما هددته به... هو يعلم تماماً بأني أستطيع أن أفعل ذلك بل و أكثر من ذلك أيضا أستطيع أن أفعله.
- أن تقارن نفسك بي وأن تضعني معك على كفة ميزان واحد فهذا المستحيل بعينه من أنت ؟
- أنا منك .... جزء منك .... من تكوينك ... من وجودك.
- لكني لست دنساً ... وأنت دنست نفسك
- أفق ... وتذكر ما قلته لك منذ قليل.
- لقد تبت إلى الله وعدت إلى تعاليمه وأنا واثق أنه سيقبل توبتي.
- وأنا أيضاً سوف أتوب إليك وأرجو أن تقبل توبتي ... فلا تنسى أنك أنت الذي فعلت بي ذلك.
- كانت رغبتك وكان إلحاحك الغبي
- لكنك تعلم أكثر منى، وأنا مهما فعلت لن أفعل إلا ما تأمرني به وتريده لي أليست مقاديري في يدك أني مُصير لك ولست مخيراً، فأنت ربي وإلهي.
وقعت كلماته الأخيرة في أذني كأنها قنابل عنقودية أخذت تتفجر داخلي حتى حولتني إلى شظايا متناثرة لا تصلح لتشكيل إنسان مرة أخرى ... لا أعرف لماذا بعد أن طلبت منه أن يشرب جرعة أخرى من زجاجة البيرة المركونة أمامه شعرت بالذنب ؟ فما كان يجب على أن أطاوعه في رغباته الجامحة وكان على أن أوجهه وأقومه وأعود به إلى الطريق القويم بعد أن شط عنه ... وحاولت أن أكفر عن خطيئتي العظيمة هذه . قفزت إلى ذهني فجأة فكرة أن أزوجه وأجعله يعيش في الحلال بدلاً من حياة الليل التي أدمنها هذه وبالفعل في أقرب فكرة قصة ألحت علىّ جعلته فيها يتقرب من إحدى الفتيات الجميلات التي أحبته كثيراً وتمنت أن يكون فارسها المغوار زوج المستقبل لكني لم أعرف حقيقة مشاعره ناحيتها؟! ولم أرد أن أعير هذا الشأن اهتماماً وقلت أن حاله سوف (ينصلح) بعد الزواج فعجلت بإتمام مراسم الزفاف حتى تهدأ ثورة شهوته التي أشعلت جسده كله في إطار شرعي حلله الله ويهدأ أيضاً وخز ضميري الحامي الذي كان يؤنبني باستمرار لأني أورده هذا المورد من التهلكة والضياع في الدنيا والآخرة ... أثرت بعد ذلك أن أبتعد عنه حتى ينعم بحياته الجديدة ولكني كنت بين فترة وأخرى أطل عليه من كوة وجودي المطلة عليه حتى أطمئن على سعادته وراحته وظللت بعيداً عنه حتى أنني لم أشاركه احتفاله الخاص عندما أنجب أبنته الجميلة "مريم" حتى لا أعكر صفو حياته التي أتمنى أن يحياها في أمن وسلام؟ لكني لا أعرف لماذا تبدلت خصاله وأصبحت سيئة جداً ؟ فكان فظاً وقاسياً مع زوجته، وفي كل مرة كانت تأتيني تشكو منه ومن سوء معاملته لها كنت ألقي بالمسئولية عليها وأنها يجب أن تفهمه وتحتمل من أجل حبها حتى لا ينهار فوق رأسها ... لم تكن تعلم موقفي القديم من النساء ولكنها كانت تتعجب كثيراً حينما ترى انه بيدي خلاصها مما هي فيه وجعلها تنعم معه بحياة هادئة تربو إليها وتتمناها ولكنى لا أفعل ... امتلأ خزان وجدانها بالكثير من الإهانات والإساءات عن أخره حتى فاض ولم يعد في قلبها أدني حب له وقررت الهروب حيث وجدت جثتها هي وابنتها الجميلة "مريم" عائمة فوق صفحة النيل أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون .شرب جرعة جديدة من زجاجة البيرة المركونة أمامه ...حدجنى بنظرة قاسية :-
- أريد أن أحب وأريد أن أكون محبوباً ؟ لماذا تضعني دائماً في موقف المهزوم ولا تكمل لي قصة ؟ فمن أحبها ...
لماذا تفعل معي ذلك ؟ حتى من زوجتني إياها لم أشعر معها بطعم الحب والسعادة حتى رحلت هي وابنتها وكل ما تغرقني فيه من مشاعر وأحاسيس زيف في زيف ... لماذا كل هذا ؟
بعد هذه الجملة الحوارية الطويلة والتي لا أستطيع أن اكتبها في أي قصة من قصصي حتى لا يهاجمني النقاد الذين كثيراً ما هاجموني أو يمل منى القراء ونادراً ما حدث منهم هذا قلت له :
- وماذا تريد منى الآن ؟
- لقد وقعت أنت على صيد ثمين أجعله لي.
- أتسميه صيداً ؟
- أنها أنثى بارعة الجمال وملفوفة القوام و.....
- هل هذا كل ما يعجبك في الأنثى جمالها وقوامها ؟
- لا .......
- وماذا يعجبك أيضاً ؟
- طموحها وأخلاقها وتدينها وفوق كل هذا قلب أبيض كبير يحتويني.
- ما كل هذه الرومانسية وهذا الإحساس المرهف هل أترك لك القلم واجلس أن في بيتنــا ؟
- العفو لم أقصد ذلك.
- هل فكرت مرة أن نبدل أدوارنا بمعنى أن تكون أنت المؤلف وأكون أنا البطل ؟
- ولما أفكر في ذلك وأنا راضى عن نفسي تماماً فأنا بطلك المفضل وأنت تعطيني كل شئ . .. كل شئ ... فلماذا التعب والإرهاق والدخول في دوامات الأفكار التي لا تنتهي ؟
- أتعجب كثيراً من تلك الحكمة الرائعة التي هبطت عليك فجأة ... ومن هذه الفتاة التي أشعلت جذوة الحب في قلبك ؟
- أنا لم أقل لك أنني أحبها .
- لا تغضب يا سيدي ... من هي هذه الفتاة التي حركت مشاعرك بهذا الشكل ؟
- أنت تعرفها جيداً ... ألم أقل لك أنك وقعت على صيد ثمين ؟
- مــن ؟
قبل أن يجيب شرب جرعة أخرى من زجاجة البيرة التي قاربت على
الانتهاء ثم قـــال:-
- أنها زميلتك في العمل .
باستعجال وتلهف :-
- من تقصد تحديداً ؟ قل بسرعة .
- رانيــا.
أفلتت الكلمة مني رغما عني:-
- يا ابن الكلاب.
- الله يسامحك.
- ماذا تقول ؟
- ما سمعته هو الذي قلته.
- سوف اعتبر نفسي أنني لم أسمع شيئا.ً
- لكنك سمعت وغضبت مني لأجلها .
- إنها مخطوبة وسوف تتزوج قريباً ... هل تريد أن أهدم حياتها من أجلك ومن أجل نزواتك المرضية هذه ؟
- إنها لا تحب خطيبها .
- أنا أعلم منك بها ... فعلى الرغم من أنها لا تحب خطيبها لكنها رتبت نفسها على الحياة معه وسوف تواصل معه رحلة عمرها بحلوها ومرها.
- طالما أن الأمر هكذا ... لماذا كنت تحكي لي عنها بأنها تعيش في جحيم من جراء تجاربها العاطفية الكثيرة والفاشلة أيضاً .. وكنت دائماً تقول لي أنه من المستحيل أن تعيش مع خطيبها هذا الذي لا تحبه وتعود الآن تقول لي أنها رتبت نفسها على الحياة معه.
- هكذا ببساطة تفشي السر ولا تستطيع أن تحتفظ به حتى لنفسك ... إياك أن تكون قد تحدثت مع أي أحد بشأنها وبشأن حكايتها .
- لا.
- سوف تجعلني أعود إلى قراري القديم وأقتلك وارتاح منك ومن سماجتك التي زادت عن حدها كثيراً أو أضعف الإيمان أتبرأ منك وأودعك أحد الملاجئ .
- لماذا كل هذه الثورة ... هدأ من روعك ... هل تحبها ؟
- أحب ... أحب ماذا ؟ وأحب من ؟
- تحبها هي .... لقد لاحظت في إحدى مرات جلوسك معها بريق الحب يلمع في عينيك .
- هذا وهم ولكي أؤكد لك أن ذلك الإحساس إحساسا واهماً سوف أجعلك تجلس معها بمفردك لكني لا أعدك بأنني سوف أجعلها تحبك فهي ليست من أبطال قصصي كما أنها خارج حدود طاقتي الإبداعية .
- أفعل ذلك واترك الباقي علىّ .
أخرجت من حقيبتي ورقة وقلم وشردت قليلاً حتى عثرت على فكرة الموقف الذي من الممكن أن يكوناً معاً فيه دون أن يشك أحد من حولهما في طبيعة العلاقة بينهما حتى لا تحرج هي من زملائها في المدرسة ،وعندما شرعت في كتابة الموقف كان هو – بطلي – انتهى من إيداع أخر قطرة من زجاجة البيرة في فمه الواسع اكتشفت وقتها أنني انتهيت لتوى من كتابة قصتي الجديدة.

****

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]موضوع القصة من النوع غير المألوف، وهو لافت كثيراً للانتباه، ويذكرني بمسـرحية (ست شخصيات تبحث عن مؤلف)... وقد كان من الممكن أن تكون هذه القصة في منتهى الروعة والجدة لولا انحراف مؤلفها بها إلى زيادات غير لازمة وغير ضرورية أصابَتْها بالترهل فنياً ومضمونياً.. فما الفائدة من حديث المؤلف عن أسباب موقفه من المرأة في الحياة وعلى صفحات قصصه؟ ثم ما الفائدة من هذا الانزلاق غير الوظيفي إلى الحديث عن الجنس وإن كان خاصاً ببطل القصة؟ لا يعني هذا أنني ضد استخدام الجنس في الكتابة القصصية إذا كان مفيداً لبنيتها أو موضوعها، ولكنني ضد استخدام أي موضوع، استخداماً يُشكل عبئاً على جسم القصة وبنيتها الفنية..

كان من الممكن أن تبلغ روعة هذه القصة مداها، لو حافظ مؤلفها على صراعه الافتراضي الشيق مع بطل قصته، بل مع قصته نفسها التي أنسنها ببراعة في البداية ثم ما لبث أن نسيها.. وكان أروع ما في القصة صراع مؤلفها مع بطلها على خلفية توحي وكأن المؤلف بات يغار من بطله الذي هو من صنعه، وما أعظم ما كانت وصلت إليه القصة، حتى على المستوى العاطفي لو تشارك المؤلف والبطل حب أنثى من صنع المؤلف أو أنثى حقيقية.. أياً كانت نهاية الصراع بينهما عليها.. كل هذه اللفتات أهملها القاص وهدرها دون موجب.. سامحه الله، فمع السطور الأولى داعبني حلم بقراءة قصة مبدعة ومختلفة، لكنني لم أكد أتجاوز السطور الأولى حتى أحزنني تهلهل القصة دون موجب.. وزادت الأخطاء النحوية والإملائية واللغوية الأمر سوءاً فسامح الله المؤلف..
[/align]
[/cell][/table1][/align][/align]
[/cell][/table1][/align]
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 07 / 2013, 01 : 10 PM   رقم المشاركة : [16]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
نبل... و.... تضحية
أثقلَ كاهلَهم شظفُ العيشِ ولم يعدْ يكفيهم ما يسدُّ رمقَهم من عملِ ابنِها في أحدِ مكاتبِ بيعِ وشراءِ العملةِ مساءً بعد أن فقدتْ زوجَها اثرَ ذبحةٍ أصابتهُ في قلبِهِ فاردتهُ ولم يتركْ لهم سوى بيتٍ متواضعٍ بحاجةٍ إلى ترميماتٍ كثيرةٍ لم يستطعْ الأبُ أن ينجزَها في حياتِهِ وراتبٍ تقاعدي لا يكفي لسدِ نصفِ حاجياتِهم الضروريةِ مما دفعَ ابنها للعملِ رغمَ مهمةِ الدراسةِ الجامعيةِ والتي تتطلبُ جهداً فكرياً ومادياً وهو في سنتِهِ الأخيرةِ ليتخرجَ مهندساً معمارياً... هذه الرغبة التي راودتهُ وهو في مراحلِ الإعدادية.

اضطرتِ الاُم أن تعملَ خياطةً للملابسِ النسائيةِ والولاديةِ في بيتِها لتعينَ ولدَها وابنتيها اللتين لم تبلغا العقدَ الأولَ من عمريهما، وتكملَ مشوارَ زوجِها الذي تركَه على عاتقِها.

(تركتنا على عجلٍ يا أبا سعد وشددتَ أمتعةَ الرحيلِ ولم تبلغ الأربعينَ من عمرِك وها أنا أحملُ على كاهلي مسؤوليةً جسيمةً في تربيةِ أبنائِك وفي ظروفٍ معيشيةٍ صعبة) هذا ما يخطرُ في بالِها كلما كانت لوحدِها وهي تعملُ على ماكنةِ الخياطةِ أوفي المطبخِ لتعدَّ ما تيسرَ من وجبةِ غداءٍ أو عشاءٍ فتارةً تبكي مع نفسِها وتارةً تتنهد.

- يا أمي متى تشترينَ لنا لحماً؟... لم نأكلِ اللحمَ منذ أيام.... فاجأتْ البنتُ الصغيرةُ الاُمَ بسؤالِها فانتبهتْ الاُمُّ وهي تمسحُ دمعتَها قبل أنْ تلتفتَ لإبنتِها وهي تعدُّ الحساءَ في المطبخ:

- بعد يومين أو ثلاثة يا ابنتي حال ما يستلمُ أخوك أُجورَ عملهِ نهاية الأسبوع.....

- ولكنّ صديقتي إبنة جارِنا تقولُ... نحن نأكلُ اللحمَ كلّ يوم.... التفتتِ الاُمُّ إلى إبنتِها وأخذتْها بين يديها لتحتضنَها:

- قريباً سيتخرجُ أخوكِ ويصبحُ مهندساً وقتها نستطيعُ أن نأكلَ اللحمَ كلّ يوم.... وصارت تقبلُ إبنتها وتمسحُ بيدها على رأسِها وهي تبتسمُ في وجهِها وتخفي حزنَها لكي لا تحس الإبنة الصغيرةَ بما كانت عليه اُمّها قبل أن تدخلَ عليها.... ربتتْ على كتفِ ابنتِها وقالت:

- إذهبي ونادي اُختَك لكي نكملَ عملَنا في إعدادِ الطعامِ ريثما يأتي أخوكِ من عملِه.

- حاضر يا اُمي..

كان سعد شاباً مجتهداً مثابراً في دراستهِ وعملهِ وجاداً في قطعِ هذه المسيرةِ الشاقةِ ليحصدَ ثمرَ جهدهِ ويقدمَهُ هديةً ثمينةً لوالدتهِ المكافحةِ التي سهرتْ الليالي من أجلهِ وطالما كانتْ تحلمُ بولدِها لتجدَهُ في ما يصبو إليه من مستقبلٍ زاهرِ ليخففَ عنها بعض معاناتِها وثقلَ المسؤولية..

- ألا تجدُ نفسكَ بأنّكَ تحملها أكثرَ من طاقتِها بين الدراسةِ والعمل! وكيف توفقُ بينهما؟

كانت ناهدُ زميلتُهُ في نفسِ الكليةِ تجمعُهما في بعضِ الأحيانِ فتراتُ الاستراحةِ في الكافتيريا أو متنزهاتِ الكليةِ ليترافقا بعض الوقتِ ويدورَ بينهما الحديثُ تارةً عن الدراسةِ وتارةً ما يتعلقُ بالحياةِ الاجتماعيةِ الآنيةِ لكليهِما وغيرها من المواضيعِ العامة.

- رغمَ صعوبةِ الحالةِ ولكنّ هذا ما كُتبَ عليّ أن أفعلَه وأن اُجاهدَ في سبيلِ والدتي واُختَيّ... سكتَ قليلاً وهو ينظرُ إليها ليرى ما في عينيها من جوابٍ ثمّ أردفَ: - بقي القليلُ لأصلَ مبتغاي إن شاء الله.

- أتمنى وأدعو لك بذلك إن شاء الله.

(إنه شابٌ جادٌ ومتحمسٌ وفيه كثيرٌ من الأمل لاجتياز الصعابِ بكلِّ ثقةٍ إضافة إلى ذلك فهو يتحلى بأخلاقٍ عاليةٍ وصادقٌ مع نفسهِ وزملائهِ وأساتذتهِ ومحلّ احترامِ الجميعِ لا تشوبُهُ شائبةٌ لتضعَ عليه علامة استفهام....) كانتْ هكذا تفكرُ فيه ناهد وتسرحُ مع نفسها حينما تكونُ لوحدِها... بدأ يشغلـُها سعد ويغرقُها في دوامةِ أحاسيسِها ومشاعرِها تجاهَه. كانت ناهد شابةً جميلةً لم تتجاوز العقدَ الثاني من عمرِها ذات عينين واسعتين ووجه دائري حنطي اللون وشعر اسود بانت خصلة ٌمنه فوق جبينِها الوضاء تحت غطاءِ رأسِها، لا ينقصُها من الجمال شيء، وكانتْ أنيقة ً في مظهرها محتشمة ً بزيِّها متزنة ً بسلوكِها ومن بيتٍ محافظ، وكأنها ملاكٌ بما فيها من خُلقٍ وتربيةٍ حسنة، يتمناها كلُّ شابٍّ أن تكونَ شريكة َ حياته.

لم تكنْ وحدها ناهدُ تفكرُ بسعدٍ هكذا.... زميلاتٌ اُخر كنّ يفكرنَ بهذا الشابِ المميزِ بإعجابٍ ويتبادلنَ الحديثَ أحياناً بخصوصهِ لِما رأينَ منه من جدٍّ وعزيمةٍ وحزمٍ لتجاوزِ

محنتهِ وما عليه من مسؤوليةٍ جسيمةٍ عليه أن يجتازَها إلى بَرِ السعادةِ والرفاهِ والعيشِ الرخي.... ولكنّ ناهدَ كانتْ غيرهنّ... لقد ملكَ عليها قلبَها وعقلـَها وانجذبتْ إليه دون أن يشعرَ فيها أولَ وهلةٍ حتى كانت المفاجأةُ ومن غير أيةِ مقدمات:

- إني اُحبكَ يا سعد...

- ماذا؟.... ماذا قلتِ يا ناهد؟..

- قلتُ لك إني اُحبكَ يا سعد اُحبك، ألم تسمعني؟...

- ولكن......

- ولكن ماذا.. هل أرتكبُ جريمة ً لو أحببتـُك؟..

راحَ يسرحُ مع نفسهِ وقد أذهلتْهُ المفاجأةُ رغم أنّهُ لا ينكرُ على نفسهِ ما يحسُّ بمشاعره اتجاهَها دون غيرها من زميلاتهِ، وأصابه الارتباكُ.. ولم ينبسْ بكلمةٍ غير أنه بانتْ في عينيهِ علاماتُ السعادةِ رغم المفاجأة التي لم يتوقعْها. لم يكنْ قلبُ سعدٍ خالي الوفاضِ من حبهِ لناهد لكنّه كان قد أجلَ التفكيرَ في هذا الموضوع بمفاتحتِها على أملِ أن ينهيَ دراستـَهُ هذه السنة ويستوي على قدميهِ ليكونَ قد هيأ نفسَه للإفصاحِ عمّا في قلبِه، بَيْدَ أنه لم يمنعْهُ من لقاءاتِهِ بناهد في الكلية، وعلى غرار تلك المبادرةِ الجريئةِ من ناهد أخذتْ لقاءاتُهم تأخذُ منحىً آخر من حياتيْهِما فأضحى كل واحدٍ منهما يبثُ لواعجَهُ ووجدَه للآخر، ويفكرانِ بجديةٍ عمّا يرسمانُه لمستقبلِهما.

غمرتْ السعادةُ قلبَ الأمِّ وهي ترى ابنها أصبحَ مهندساً يتقاضى راتباً شهرياً وهو فرِحٌ سعيدٌ أخذ يغدقُ من ثمرِ وظيفتِهِ على اُمهِ واُختيهِ من مأكلٍ ومشربٍ وملبسٍ وبشكلٍ يختلفُ عمّا كان عليه سابقاً من الكفافِ وعسرِ الحالِ ولم يمضِ عام حتى كانَ سعد قد أعدّ كلّ شئٍ لفرحتهِ الكبيرة بحبيبتهِ ناهد.

- سأتقدمُ لأهلكِ وأطلبُ يدَكِ منهم.

- سأكونُ سعيدةً جداً يا حبيبي.

حدثَ ما لم يكنْ بحسبانهِ عندما أخبرتهُ ناهد بأن ابن عمِّها ناهض يريدُها لأخيهِ نبيل، ولكنّها رفضت الرضوخَ لهذا الأمر وواجهت الموقفَ بعدم القبول بما يعارضُ اختيارها لمستقبلِها الذي ترضاه لنفسِها.

(ما هذا الذي يجري أخشى أن اخسرَ ناهد من معارضة ابن عمِّها الذي يريدُها أن تكونَ زوجة ً لأخيهِ الأصغر منه والموظفَ في مديريةِ التربية، الحمدُ لله ها أنا أقدمُ أوراقي للحصولِ على وظيفةٍ بعد أنْ حصلتُ على شهادةِ البكالوريوس، وما هي إلا أيام قليلةٍ وأكونُ مهندساً في وظيفتي الجديدة، وتكمل فرحة والدتي بهذه الوظيفة، أيعقلُ أن ينغصَ حياتي هذا الأمر وتتزوجَ ناهدُ بمن لا تحبُّ نصبَ عينيَّ وتضيعَ أحلامُنا وتضمحلَ أمانينا بهذه السهولة؟ يجبُ أن لا نستسلمَ بسرعة ولا نرضخ لهذا الفرضِ التي تمليهِ علينا الأعرافُ والتقاليدُ التي باتَ بعضُها ثقلاً على واقعِنا لا يستساغُ القبولُ به)

- نبيل اسمٌ على مسمى شابٌ ممتازٌ وأخلاقُه عالية ومحلُ احترامِ الجميعِ هو ابنُ عمي وأكنُّ له احتراماً مميزاً عكس أخيه ناهض الذي يختلفُ عنه ببونٍ شاسعٍ والاثنان أعتبرهما أخويّ بعد أن حرمتُ من الأخ.... كان سعد ينصتُ لحبيبتهِ ناهد وهو نصفُ غارقٍ بين الإنصاتِ وبين البحثِ عن حلٍّ لهذه المعضلة.... وهو في حالٍ صعب تكادُ تخرجُ روحَه من

جنبيه.... ففاجأتهُ ناهد بما يخففُ عنه بعضَ ألمِه:

- اصبر يا حبيبي لا تقلقْ سوف أشرحُ الموضوعَ لنبيل وأتوقعُ منه تفهمَ الأمر الواقع وأتأملُ منه خيراً... ثم أطرقتْ قليلاً وأردفتْ:

- يجب أن لا نيأسَ.. سوف اكلمُه كي أعرفَ ردودَ فعلهِ وأنا واثقةٌ للوصولِ معه إلى نتيجةٍ مرضية.

كانت ناهدُ تعرفُ ابنَ عمِّها ناهضا رجلاً متزمتاً ومستبداً برأيهِ لا يعيرُ أهميةً لعواقبِ الأمور يحبُّ أن يفرضَ رأيَه مغتراً بنفسِه، لا يردعُه رادعٌ ولا حياءٌ ولا يصغي اُذناً لناصح، يصلُ إلى غايتهِ بشتى الوسائلِ المشروعةِ و غير المشروعة، هكذا هو لا يصلحُ لما فيه الخير لأحد... متجهمَ الوجهِ عنيدَ الطبعِ يركبُهُ الغضبُ لأتفهِ الأسبابِ فيفقدُ توازنَه وكان أبوهُ يخشى سوءَ تصرفاتِ ولدهِ التي قد توقعُهم بما لا يُحمدُ عقباه.

(لا بد لنبيل أن يتفهمَ موقفي ولا تُبنى السعادةُ في الحب أن لم يكتملْ طرفا المعادلةِ بالرضا والقبولِ أنا أحبُّ ابنَ عمي كأخ وأحترمُه ولديّ الثقةَ بأنه سيقفُ من جانبي إذا ما اعترضَ ناهض ولكن هل سيقتنعُ ناهض؟ أم أن نبيل سيجدُ فرصة ً أكبرَ من صرامةِ ناهض وموقفهِ لأكونَ له... آه يا ربي ماذا سيكون؟ ترى ما هي النتائج؟ لا أدري وأنا في حيرةٍ من أمري) كانت هذه الوساوسُ والأفكارُ تشغلُ ناهد طولَ الوقتِ ويصلُ أسماعَها وعيدُ وتهديدُ ناهض وعربدتُه، حزمتْ أمرَها وجمعتْ قوى أفكارِها لتواجهَ نبيل بحقيقةِ مشاعرِها نحوه والتي ربما كان يحسُّ بها في زياراتِهم المتبادلةِ كونهم أبناء عمومة.

اِلتقتِ العيونُ وكادتِ النواظرُ تدخلُ في بعضِها وكلُّ واحدٍ منهما لديه الكثير لا يدري أيختصرُ أم يسهبُ وقبل أن تنبسَ شفة ُ ناهد بمكنونِ ما تحملـُه بادَرها نبيلُ وكأنه أمطرَها بنثيثٍ من الماءِ الباردِ الذي أطفأ سعيرَ لهفتِها:

- بما أني اُحبكِ وكنتُ أتمنى أن تكوني من نصيبي لكنني لا أقفُ في طريق سعادتِك ما دمتِ تحبينه ويحبُكِ بصدق وليس من شيمتي أن أُعكرَ صفوَ حياتِك، وسعد إنسانٌ يستحقُّ كلَّ الخير... لم تمتلكْ نفسَها لتمنعَ دموعَها وهي تفضحُها أمامَ نبيل:

- أكادُ لا اصدقُ هل أنا في حلمٍ أم حقيقةٍ رغم ثقتي بك... ولكن!

- ولكن ماذا؟ هل تشكّين في كلامي؟... وسأقفُ بجانبِك وأباركُ لكما.

زادتْ حيرتَها واستغرابَها وهي مرتبكةٌ نسيَتَْ أو بالأحرى تناست ما أعدتهُ من قول... ومسحتْ ما علقَ من دموعِها بعينيها بمنديلٍ ورقي أخرجتهُ من حقيبتِها والتفتتْ إلى نبيل:

- ولكنّ ناهض.... قاطعها نبيل:

- قلتُ لك سأقفُ بجانبِكِ... لا تقلقي...

كان نبيل يفكرُ بقلق مما سيواجهُهُ من أخيهِ المتزمتِ الذي لا يضعُ الأمورَ بموازينِها (تُرى كيف أقنعُهُ على أن لا يعارضَ زواجَ ناهد بمن تحب وقد اختارتْ شريكَ حياتِها بإرادتِها، ولماذا لا يقتنع؟ هل يريدُها لنفسِه؟ وهو متزوجٌ ولديهِ عائلة، أم يريدُ أن يبرزَ عضلاتَهُ ليفرضَ أعرافاً باتتْ تضمحلُ شيئاً فشيئا، لا أدري لم هذا التهور) ظلّ نبيل يدورُ ويحورُ بما يشغلـُهُ رغم تألمِهِ من داخل قرارةِ نفسهِ لخسارتهِ ابنة عمِّه ولكنّ عقلـَه انتصرَ على قلبهِ ليسجلَ له موقفاً اعتبارياً لا يُنسى، ولن ترضاهُ كرامته بأن يفرضَ نفسَه على من تعلقتْ بغيره. وهو يثمنُ شعورَها وأحاسيسَها وأضافَ لها أنه سيساعدها على تخطي هذه

المحنةِ من معارضةِ أخيه.

قامتْ قيامةُ ناهض ولم تقعدْ عندما نصحَهُ أخوه بعدمِ الوقوفِ بسبيلِ ابنةِ عمِّهم واختيارِها، وأوضحَ له أنه لا يرضى بمن اختارتْ غيرَهُ ولا تروقه طريقة أخيه واُسلوبهِ الغير حضاري بهذا الصدد.

- ولكنها ابنةُ عمِّك وكيف يأخذُها غريبٌ نصبَ أعينِنا؟.... قالها ناهضُ بتوترٍ شديدٍ وغضبٍ جارف.

- يا أخي أنا لا أُريدُها دعها ونصيبَها...... وبعد التي والتي وطول النقاش غير المجدي مع هذا الأخ... أخرجَ ناهض علبة َسكائرهِ من جيبهِ وقبل أن يوقدَ سيكارتـَهُ إلتفت إلى أخيه قائلاً:

- وليكنْ.... وخرجَ غاضباً لا يلوي وهو يدمدمُ مع نفسه لم يفهمْ منه ما يقولُ (هل رضي ناهضُ بالأمر الواقع؟.... هل اقتنعَ بكلامي؟.. ماذا كان يعني بكلمةِ وليكنْ؟؟ ربما غضّ النظرَ عن الموضوع بعد هذا النقاش) اتصلَ نبيل بناهد وأخبرها بأن يتوكلوا على بركة الله ظناً منه حسم الموضوع لصالحِ ناهد..

كمُلتْ سعادةُ الحبيبين بعد أنْ تزوجا وملأت الفرحةُ والسعادةُ أجواءَ بيتِ اُمِّ سعد وهي أكثر سرورا من ابنِها وزوجتِهِ حيثُ كانت تحلمُ بهذا اليومِ الذي تراه فيه موظفاً يدرُّ براتبهِ عليهم ومتزوجاً من الفتاة التي أحبّها وأحبته، كان سعد جديراً بالمسؤوليةِ فهو خلال سنةٍ من وظيفتهِ وعملهِ الذي لم يتركْهُ مساءً استطاعَ أن يجعلَ من ذلك البيتِ الذي كانَ بحاجةٍ إلى بعض الترميماتِ أن يعيدَ إليه رونقـَه ليبدوَ مميزاً بكثير عما سبقَ ويضيفَ إليه من الأثاث ما يناسبُه، وهو أيضاً لا يبخلُ على اُختيهِ واُمِّهِ ملبياً لطلباتِهم ورغباتِهم، (الحمد لك و الشكر يا ربي كم أنا مسرورةٌ وفرحةٌ لقد منّ اللهُ علينا بكرمِهِ وفتحَ لنا أبوابَ رحمتِهِ وعطفِه، وغيّرَ حالـَنا نحو الأفضل، رحمَك اللهُ يا أبا سعد كان الشقاءُ مكتوبا عليك في حياتك من ضنكِ العيشِ وإيراداتهِ ولم يكتبْ لك طولَ العمرِ لتفرحَ بولدِك وتسعدَ به رحلتَ بغير وقتِكَ ولكن لا مردّ لقضاءِ الله) لم تنس أمُّ سعدٍ زوجَها والذكرياتِ التي عاشتْها معه بحلوِها ومرِها رغم مُضي سنين على وفاتهِ وبقيتْ الزوجة َ وفية ًلإكمال المشوار الذي تركَهُ زوجُها، ربّتْ أبناءَها وأحسنتْ تربيتـَهم وهي تكابدُ شظفَ العيش بصبر وتؤدةٍ حتى بلوغ الغايةِ المرجوة.

مرتِ الأيامُ والأسابيعُ بشكلٍ طبيعي وأصبحَ نبيلُ الصديقَ الحميمَ للعائلةِ الجديدةِ إضافة لصلةِ الرحم التي تصلـُهُ بابنةِ عمِّه ناهد ولم يقطعْ علاقتَهُ ببيتِ عمِّه وزياراتِهِ لبيتِ سعد بعض الأحيان. كان كلامُ ناهد يحركُ بداخلِهِ روحَ الشهامةِ والوفاء (أنت أخي يا نبيل، حرمني اللهُ من الأخ ولكن عوضَني بك، نعم أنا أخوها وسأبقى عندَ حُسنِ ظنِّها ولا أتخلى عنها) هكذا كانتْ دواخلـُه تُملي عليه ويستجيبُ لها بصدقٍ وإخلاص.

- علينا أن نذهبَ إلى البيت يا ناهد فالوقت قاربَ الحادية عشر مساءً... فلننه السهرة يا عمّي ونرجو أنْ تسمحوا لنا بالمغادرة.. استأذنَ سعد من أهل ناهد وهمُّوا بالخروج.. وطلبَ أبو ناهد من ابن أخيه نبيل أن يبقى عندهم هذه الليلة فاعتذرَ واستأذنَ بالذهابِ هو الآخر، وعند خروجِهم وفي بابِ الدار ولحظةِ توديعِهم من قِبَلِ عائلةِ ناهد إنقطع التيارُ الكهربائي وتعثرتْ رجلُ سعد بحجرٍ كادَ يهوي به إلى الأرض لولا تمسكُّه بزوجتهِ التي كانت بجانبِه،

وإذا بدوي طلقٍ ناري لم يكنْ بعيداً وسقوطِ أحدهِم وهو يصيح:

- آه لقد اُصِبتْ أصابتني هذهِ الإطلاقة.

ضجّ المكانُ بالصياحِ وناهد تولولُ بأعلى صوتِها وخرجَ الناس يهرعونَ من بيوتِهم إلى مكانِ الحادثِ وأسرعوا بنقلِ نبيل إلى المشفى حيث كان هو المصاب، ولم يصلوا به حتى فاضتْ روحُه في الطريق إلى بارئها.

كانتْ الرصاصةُ قد اخترقتْ صدرَهُ وأصابتْ رئتَهُ اليسرى من جانبِ القلبِ وفتّتْها هذا ما أكدّهُ التقريرُ الطبي بعد ذلك ولم يطلْ الأمرُ حتى وصلَ الخبرُ إلى بيت أهل نبيل، فوقعتِ الاُمُّ مغشياً عليها وصاح الأب من غير وعي:

- واهِ عليك يا ولدي.... كيف حصلَ هذا؟ ومتى؟

- قبلَ ساعةٍ يا أبا ناهض، كان خارجاً من بيتِ عمِّهِ انطلقتْ رصاصة ٌطائشة ٌكان هدفاً لها،... وقبل أنْ يعرفوا تفاصيلَ الخبر أبهتهُم صياحُ ناهض وهو يدوي بأعلى صوتِه:

- يا إلهي.. يا إلهي.. لقد قتلتُ أخي بيدي... يا للمصيبة... يا للكارثة... علي اللعنة.. ماذا فعلت.

كانتْ كلمةُ ناهض لأخيهِ نبيل (وليكن) مبيتة ًعلى سوءٍ نية لاغتيال سعد بمخططٍ رسمَهُ وكان يتحينَ الفرصة َلتنفيذِه، فكانتْ تلك الليلة التي علم بوجودِهِ مع زوجتِهِ في بيتِ عمِّهِ وغابَ عنه وجودَ أخيه هناك، وعلى اثر انقطاع التيار الكهربائي وتعثرِّ سعد وانحنائِهِ انطلقتِ الرصاصةُ من مسدسهِ لتـُصيبَ أخاه نبيل الذي كان في تلك اللحظة خلفَ سعد وتطلبَ أجلَهُ قبل أن يصلَ المشفى، وفرار ناهض الذي لم يعلمْ بأنه أصابَ أخاه ظناً منه في تحقيق بغيتِه.

بعد مرور سنةٍ مَنّ الله على سعد وناهد ورزق ـَ هما بولدٍ وما زالتْ ذكرى نبيل عالقة ً في ذهنيهِما ذلك الشاب الذي ضحى بحبِّهِ لابنةِ عمِّهِ وتركَ لها الخيار فيمنْ تحب وضحى بدمِهِ ليثمرَ زواجُها بسعد عن ولدٍ قرّرَ الوالدان أنْ يسمياهُ نبيل ودعوا الله أنْ يكونَ نبيلاً وشهماً مثل خالِهِ نبيل وليس مثل ناهض الذي أودى به سوءُ عملِهِ إلى السجن.

***

[/align]
[/cell][/table1][/align]

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]قصة عادية في موضوعها، وتقليدية في أسلوب معالجتها وطرحها لهذا الموضوع. والتقليدية تتبدى في أسلوب السرد، وفي حكائية القصة وحبكتها وشخوصها التي تُذكرنا بنمط القصص التي عرفها منتصف القرن الماضي.. ولا يعني هذا أن القصة ضعيفة، بل هي، وعلى الرغم من تقليدية أسلوبها ومعالجته الفنية، استطاعت أن تكون مؤثرة سواء من ناحية قدرتها على جذب القارئ أو من ناحية قدرتها على التأثير فيه عاطفياً ووجدانياً، مما يجيز القول إن تقليدية أي عمل فني لا تعني أنه رديء، كما أن حداثته لا تعني أنه جيد بالضرورة. بل هي قدرة المؤلف الفنية، في الحالين، وإتقانه لاستخدام أدواته الفنية التي اختار أن يعالج بها موضوعه.
[/align]
[/cell][/table1][/align]
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 07 / 2013, 07 : 10 PM   رقم المشاركة : [17]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
في الحصار


لم تعد أصوات الانفجارات تهز فرائصي كما من قبل , ولكني مسحت أرض البيت الذي هر التراب من سقفه ومن الحيطان فشملتني طمأنينة ما ,والتقت عيوني بعيون الاطفال حائرة مفزوعة كعيون جراء هرتنا في الموقد المهجور , لقد كفوا عن الصراخ وظلوا ((يبرزقون)) عن الخطر .كانت زوجتي عند الباب تشد صدغيها بكفيها و تصلي .

هرتنا ولدت منذ شهرين في الموقد المهجور و ظلت تحمي اولادها هنا ,لم يجرؤ أحد على الاقتراب منهم , لا الاولاد ولا الكلاب و لا القطط , ظلوا مع ذلك يبرزقون كلما أحسوا بالخطر الى ان سرحوا خلفها في الساحة بأمان .

مسكينة زوجتي الان ....وأنا ما عساي أصنع من أجلها و من أجل الاولاد !.......

هذه الانفجارات لا تقاوم , و هرتنا و اولادها سرحوا الى الشارع ...لم يعد لهم مكان هنا .ترى هل كانت هرتنا تصلي لأجل اولادها كما تفعل زوجتي الان؟

****
[/align]
[/cell][/table1][/align]

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة قصيرة بالفعل، من حيثم الحجم طبعاً، ولكنها طويلة جداً فيما تصوره، وهي فيما اختزلته عباراتها ولم تقله أطول بكثير مما قالته سطورها القليلة.. على أي حال، القصة بسيطة المبنى، واضحة المضمون، عادية الموضوع، واقعية في طرحها وتصويرها وسردها للحدث.. والمقارنة بين حال الأسرة المحاصَرَة وحال القطة وأولادها مقارنة موفقة، على الأقل في الدلالات الإنسانية التي تنساب من تفاصيل هذه المقارنة.[/align][/cell][/table1][/align]
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 07 / 2013, 11 : 10 PM   رقم المشاركة : [18]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
جمعية سرية
كنت رئيس نادي ثقافي رياضي اجتماعي , وكان حسون عضوا نشيطا, وفي زحمة العمل ومرور الايام افترقنا حيث عين مدرسا بوزارة التعليم .
ذات يوم كنت في طريقي مكلفا من وزارة التموين للكشف على معمل البان واجبان في الريف , الطريق مملؤة بالحفر والاخاديد والسماء ماطرة بغزارة والبرق يتبعه قصف الرعد, اقود سيارتي بعنايه وتمهل
واذ بي اشاهد شخصا ملوحا بكلتا يديه محاولا قطع الطريق, اه ؛ يا الهي... حسون ما به ؟ اوقفت السياره بمحاذاته هاشا باشا . صعد معاتبا يارجل ناطرك والله على احر من الجمر . تعجبت قائلا : لي انا؟
قال:بالتاكيد نعم. لقد اخترناك رئيسا فخريا لجمعيتنا السريه . قلت : وما اسم هذه الجمعيه ؟ قال: لايجوز يا استاذ ان ابوح فهي سريّه. الا تفهم .
ظننته ممازحا , قلت بلا مزاح الوقت لايحتمل , قال: ومن يمزح؟ انا؟
لا لا اسمح بإهانتي . توقعت بسرعه ان حسون غير الذي اعرف . عدت الى الملاطفه قائلا: وما اهداف هذه الجمعية ؟ قال: منع التعريه التامه للمستحمين داخل بيوتهم خشية من الله . قلت: حسنا وما شعار هذه الجمعية ؟ قال: الحرباء واكمل قبل ان اسأل, الحرباء؛ تستطيع تغيير لونها وتتكيف مع المكان المتواجده فيه ولذلك فهي تفي بالمطلوب وتحقق غايتنا, واردف متسائلا بنبره عالية .لم تجبني هل وافقت على ان تكون رئيس الجمعية؟. قلت : طبعا طبعا وأين مقر الجمعية ؟ قال: سنذهب معا حين اجد المقر اليس كذلك؟ .
تاكدت ان حسون كان له عقلا ولكنه طار . لذلك توقفت الى يمين الطريق تحت الجسر وقلت له يجب ان يبقى الامر سرا بيننا انزل هنا
واكتب لي بالحبر السري دائما وسأوافيك بردي, كذلك لنراقب الافكارالهدامة بسريه تامه .

****
[/align]
[/cell][/table1][/align][align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=justify]في القصة نوع من الغرابة، ممزوجة ببعض فكاهة رمادية، ولا أقول سوداء، لأن القاص لم يمكنا من التعرف على كامل ملامح شخصياته وأسباب اتخاذهم لمواقفهم وأسباب تصرفاتهم على هذا النحو أو ذاك.. فنحن لا نعرف لماذا جُنَ حسون الذي كان معلماً.. أسلوب القص جيد، وكان من الممكن أن يكون حاملاً جيداً لمضمون أغنى لو لم يسارع القاص إلى بتر قصته على ذلك النحو.. ليس الأمر من نوع الغموض الإيجابي، بل هو غموض البتر غير المبرر.. كنت أتمنى لو أن القاص عرفنا على بطله وعلى حسون أكثر، ولو أنه ضخ في قصته بعداً من نوع ما، سواء كان اجتماعياً أو سياسياً أو أخلاقياً أو غير ذلك.. ومع كل ما سبق، فالقصة جيدة، ولكن ناقصة..[/align][/cell][/table1][/align]
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 07 / 2013, 50 : 10 PM   رقم المشاركة : [19]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=justify]
أفعال الشياطين

كان يسير بمحاذاة مطعم فاخر حين تلقى ركلة من حارس أمن أفقدته توازنه، متلقيا بعدها الشتائم من كل نوع، لهذا قرر التجوال منذ ذاك أمام المطاعم الشعبية فقط، فهناك أناس تجمعه بهم بعض صلة ولو من بعيد جدا، هناك يجد في فتات الخبز وبقايا الطعام طراوة وإن كانت لا تقارن بتلك التي كانت تعدها أمه وهو في الثامنة من عمره.كان معروفا ب"زيكو" لكن اسمه الحقيقي زكرياء، فالناس ترفض مناداته باسمه لكونه ابن حرام حسب ما يقولون، فابن الزنا لا يستحق اسما جميلا مثل اسمه، طويل الشعر مقطب الحاجبين معظم الوقت، غير مبال بما يقوله الناس، غرضه أن يقتات ما يبقيه حيا وهو حتى لا يعرف لما هو حي؟ حاول في البداية العمل، لكن سكان الحي رفضوا استخدام عديم الأصل هذا، فمثله نذير شؤم ونحس مرفوض، يسمع من الشتائم في اليوم الواحد ما لم تسمعه ليلى من قصائد الغرام، ينام ليله على حافة باب المسجد حين ينسحب الجميع إلى [mark=#ffff00]أفرشتهم[/mark]، ويطمئن أن أحدا لن يركله في ظهره بعد أن يتسرب النوم من بين ذكريات الماضي إلى عينيه.
في النهار يقضي معظم وقته خارج الحي، فذلك يجنبه انشغال البعض بشتمه وسبه كلما ظهر أمامهم.لقد كان يحرص عندما يصل يوم عيد الاستقلال، الصعود إلى التل المطل على المتنزه العمومي حيث يحتشد سكان الحي إضافة إلى الأحياء الأخرى، لمراقبة الألعاب النارية التي تضيء السماء بألوان زاهية ومشعة تلهب خيالات الأطفال، لكنه يكون غير مبال بتلك المفرقعات فكل نظره يكون مركزا على تلك الحشود، يبحث عن أم ضمت طفلها إلى حضنها، أو أخرى تلاحق أطفالها الذين تفرقوا في أرجاء المتنزه.يبتسم تارة ثم ترتسم على وجهه في لحظة علامات الشرود حيث يسبح بعيدا إلى سن الثامنة بالضبط، عندما كان يسأل أمه بإلحاح أن تأخذه للتفرج على المفرقعات، فكانت تمنعه بحجة كونها شريرة وأنها من فعل الشياطين، كانت أمه المسكينة تحرص على تجنيبه أقاويل سكان الحي ونظراتهم المتطرفة، لكنه لم يكن يفهم معنى ابن حرام وابن حلال، بل كان يعرف فقط أن الأطفال اجتمعوا ليتفرجوا على الألعاب النارية.تسقط من عينيه دمعة محملة [mark=#ffff00]بدفيء[/mark] مفقود منذ أمد، تتبعها أخريات ثم أخريات حتى تشكل حملا من الدموع الدافئة، ليس لوضعه ولا معاناته التي عرف أنها قدره، بل يبكي فقط ليحس بأنه ما زال على قيد الحياة.عاد إلى مضجعه عند باب المسجد وأسند رأسه إلى كومة خرق ليذهب بفعل قسوة الشتاء إلى مكان يجهله سكان الحي، ليرتاح أخيرا من قدر كان محتوما ويترك سكان الحي يتخاصمون، بين مقرر هدم المسجد النجس بجثة ابن الحرام، وبين قائل: يكفي صب الماء على موضع النجاسة.

****
[/align]
[/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة ذات مضمون عادي، بالإضافة إلى ضعف حبكتها.. أما شخصيتها الرئيسة فعلى الرغم من نجاح الكاتب في نقل جانب من معاناتها النفسية والإنسانية للقارئ، إلا أنها ظلت بحاجة إلى المزيد من الجهد لإظهار ملامحها الداخلية والخارجية على نحو يشد القارئ أكثر، للتفاعل مع محنتها، بالإضافة إلى أخطاء لغوية وإملائية ينبغي تداركها..[/align][/cell][/table1][/align]
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 07 / 2013, 01 : 11 PM   رقم المشاركة : [20]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: القراءة النقدية للنصوص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
في حينا زفاف
جالس فوق الكرسي الخشبي في مقهى الحي مع صديقه يتناولان خليطا غير متجانس من الحديث، تارة في ارتفاع الأسعار وتارة في أحوال الجيران وتارة أخرى في السياسة...
وهو يرتشف رشفة من كوب قهوة سوداء قاتمة لأمت الجو البارد المكفهر وضبطت مزاجه المعكر.
لم يكن حاله هكذا قبل أمس، فقد كان نشطا مفعما بالحياة والأمل وسعيدا بلحظته، وكيف لا وقد كانت ليلة زفافه.
لقد انتظر خمس سنوات هذه اللحظة، خمس سنوات وهو يدخر الدريهمات للحظته هاته، فقد أحب ابنة جيرانه حبا دراميا لم يعهده سكان الحي إلا في مسلسلات مثل "تكلفة الحب" و "سنوات الضياع" لم يثنه الأجر الزهيد الذي كان يتلقاه لقاء عمله نادلا في نفس المقهى الذي يجلس فيه الآن، من إصراره على إقامة حفل زفاف فاخر يتذكره أهل الحي كتذكرهم لليوم الذي زفت فيه أسلاك الكهرباء لحيهم، اهتم بنفسه بكل تفاصيل الاستعداد، رحب بجميع سكان الحي لزفافه، واستدعى مطربا شعبيا مشهورا في أوساط من لا يستطيعون دفع ثمن تذكرة السينما والمسرح.
ولم يفته أن يقيم الزفاف في المقهى الذي يعمل فيه، زخرفه بأنواع الزخارف واحتشد فيه الضيوف والمدعوون، كان مغمورا بالسعادة وأطفال الحي يرددون :
ـــ مولاي السلطان، مولاي العريس.
يسمعها وينتشي بها كونه اليوم نقطة التقاء عيون الكل بما في ذلك عدوه [mark=#ffff00]اللذوذ[/mark] (مول الزريعة) الذي كان ينافسه على خطيبته.
فجأة سمع صوت صفير سيارة تقترب من المقهى، فبدا على محياه غبار الاستفهام والتوتر، فلم يكن الصفير إلا صفير سيارة الشرطة وهي تخترق حشد الأطفال الذين [mark=#ffff00]تحولقوا [/mark]حولها مستكشفين لسبب حضورها، خرج من السيارة الضابط عبد الجبار الملقب في الحي بجبُّور، واتجه قاصدا مولاي السلطان الذي وضع يمناه فوق يسراه، ووقف في صمت منتظرا مصيبة تقع على طبلة أذنه من الضابط جبور، فلقد عهد السكان أن قدوم جبور يعني اعتقالا أو تهديدا أو حجزا... لم ينتظر وقوع المصيبة أكثر من برهة حتى نطق بها جبور:
ـــ مولاي السلطان (القهوجي) ، بأمر من السلطة يجب إيقاف الحفل والحجز على المقهى؟؟؟
تلعثم مولاي السلطان وانقضت لحظته التي لم تبدأ وهو يردد:
ـــ ل...كن لمـ...ــاذا؟؟؟
ـــ لماذا؟؟ لأن هذا تجمع لم نخبر به في مقهى غير مرخص له من طرف السلطات !!.
أطلق بعدها جبور صوته الخشن المعهود على الضيوف بالمغادرة وإخلاء المقهى.
لم يتمالك العريس نفسه من شدة الغضب وصار يردد:
ــــ تبا للـ... وتبا لـ... و...
لم يكمل وهو يحدق في وجه جبور، فأطلق جبور قهقهة عالية وصرخ:
ـــ أكمل يا عريس، لا تخف لن أعتقلك في ليلة عرسك، أو لنقل: العرس الذي لم يكن!.
وهو جالس فوق الكرسي الخشبي أطلق تنهيدة كان يبحث عنها منذ دخل المقهى وقال عازما:
ــ سأصبح مقدما للحي؟؟
ــ ماذا؟؟ هل أنت جاد في كلامك؟؟
ـــ أجل، ألم تسمع بمقدم الحي "حميدو" لقد أقام حفل زفافه في قاعة البلدية ولم يحضر [mark=#ffff00]الشاف[/mark] جبور لإزعاجه !!!
أكمل رشف قهوته السوداء واستأذن صديقه الانصراف متجها إلى عمله الجديد في ورشة البناء.
ومنتظرا 5 سنين أخرى لادخار أموال يرد بها قرض الزفاف الذي لم يكن... !؟

****

[/align]
[/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]القصة موضوعها عادي، أسلوبها يحتاج إلى الكثير من الجهد لجعله سلساً وناقلاً جيداً لفكرة القاص ومشاعره.. لأنها بأسلوبها الحالي غير قادرة على شدِّ القارئ، فضلاً عن إيصال فكرة مفيدة إليه، أو متعة يجنيها بعد الانتهاء من القراءة.. هذا فضلاً عن بعض الأخطاء اللغوية التي تعاني منها القصة، والتي أشرت إليها باللون الأصفر....[/align][/cell][/table1][/align]
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للنصوص الفائزة, مسابقة, القراءة النقدية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إطلاق مسابقة القراءة النقدية لعدد من نصوص شاعرنا الكبير طلعت سقيرق هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نورالأدب 12 30 / 09 / 2015 19 : 10 AM
النصوص المجازة في مسابقة القصة القصيرة جداً / نرجو القراءة والتصويت هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب 13 01 / 07 / 2015 18 : 12 PM
القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة وشهادات التقدير هنا هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نورالأدب 46 16 / 07 / 2013 12 : 05 AM
نتائج الاستطلاع الجماهيري للنصوص المشاركة في مسابقة القصة القصيرة هدى نورالدين الخطيب الفعاليات والمسابقات الأدبية... 1 05 / 07 / 2013 58 : 08 PM
سأبدأ منذ الليلة وحتى الغد بإعلان نتائج القصص الفائزة بمسابقة القصة القصيرة هدى نورالدين الخطيب الرابطة العالمية لأدباء نورالأدب 6 02 / 07 / 2013 30 : 04 PM


الساعة الآن 23 : 03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|