فكرة جيدة .. قررا موعد السفر.. احتارا في المكان.. كان الخيار بين مدينة ساحلية و مدينة في عمق الصحراء.. انتصرت الصحراء على حساب البحر.. مندهشا تنازل عادل لذوق ريما و هي المولعة بجمال البحر و سحره..
حجزا غرفة في الطابق العلوي في وحيد المنطقة؛ فندق أثث بذوق يجمع بين الأصالة و المعاصرة.
بعد سفر طويل أخذا قسطا من الراحة.. انعرجت الشمس.. تسللت ريما من الفراش لتزيح الستار عن النافدة.. فهي تعشق الغروب.. أذهلها المنظر.. امتد خيالها على امتداد فضاء الصحراء..
ساهمة الطرف.. عاودها الحلم كالوجع المتتالي قبل الولادة.. ركبت حلمها عبر أمواج الرمال الذهبية..
حلم يتربص بها في المنام كما في اليقظة لبسها على مقاس خوفها..
استفز عقلها كقنبلة موقوتة وأدت سعادة اللحظة.. و شوهت جمال المكان..
أخذت تقلب صفحات حلمها.. استوقفتها فقرة غابت عنها من قبل؛ على الكثبان الرملية وقف صديقها يستعطفها لتسامحه.. قسى قلبها.. كيف تسامحه و قد هجرها عن طواعية مع سبق الإصرار..
لاحظ شرارة كرهها المنبعثة من نظرات عينيها التي أصبحت بلا لون..
عينان واراهما شعر فوضوي بعثرت خصلاته رياح صحراوية.. هبت معها جوارحها المكسورة..
هاله موقفها.. لم تعد ريما التي يعرفها.. ريما المسامحة الرقيقة البشوشة..
أصبحت امرأة أخرى.. تحمل تعاريج الكثبان الرملية.. و منعطفات ذكرى مجروحة..
فاجأته موجة حزن جرفت معها طينة حنان يستحيل إعادة ترميمها..
أخذ يضمدها بجنون حبه متحديا خيبته لكسب الرهان.. رهان الانتصار على قسوتها..
لم تفلح عيناه المكحلة بلون العشق في استمالة قلبها..
لقد نسيت لغة العيون يوم الفطام.
جاء يفرغ خزان شوقه على جثة مشاعر أبادها.. جاء متأخرا بعد أن طال انتظارها.. و قد عرضت على مائدة فراغها أذواق مغرية..
رفضتها بإخلاص من تطمع أن يبزغ فجر حبها من ظلام ظلمه..
لكن حياته البديلة أحدثت كسوفا كليا لازم سماء قلبها..
جاءها بعد أن لملمت جراحها.. وعالجت نوتات أوتار قلبها الذي تغنى فيما مضى بسيمفونية حبه..
بعد فوات الأوان جاء يطالبها بحب اغتالته بسهم لا يخطئ.
- نفضت عمقي منك؛ قالت له.
بثت لمسة وبرية مداعبة خدها مجرى السعادة في محياها..
- ارتحت حبيبتي؛ قال زوجها الذي أفاق على حين غفلة منها
- حسنا تعالي نلقي نظرة على الفضاء
أخذها من يدها و تواريا خلف الكثبان الرملية
كما توارى حلمها المفزع في لحظة نسيان.