رد: كل المسلسلات رمضانية.. لماذا؟!!
[frame="2 95"] [align=justify] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخت الغالية الأستاذة هدى الخطيب.
موضوع في غاية الأهمية وطرحه هنا لايعني وضعة للإستفتاء.. مع أو ضد!!..
إننا أمام ظاهرة علينا التصدي لها بكل الوسائل الممكنة.. قضية الإيمان لامساومة عليها.
وتفشي الرذيلة في بيئة معينة لايعني التعميم..
وماحصل مع الأقوام السابقة عبرة لنا..
{إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب } الزمر 21.
{وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} (55 سورة الذاريات)
{أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا} النور 50
{وما يدريك لعله يزكي، أو يذكر فتنفعه الذكرى} (4 سورة عبس)
{ فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها} (29 سورة الكهف)
من الآيات نتبين أن الذكرى تنفع المؤمنين، الذاكرين والمذكرين والمتذكرين، وأن النصح لا ينفع لمن سلك طريق الغواية وتنكب طريق الصلاح ولم يرد لنفسه الهداية، فأراد الله له الغواية، وأن الإيمان هو ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته.
رمضان هو نفحة من نفحات الله عز وجل التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتعرض لها واستثمارها،
هو فرصة للتغيير إلى الأفضل، ومجالات التغيير التي يجب أن يعنى بها العبد تنحصر في علاقته بربه، ونفسه، وأهله، والناس من حوله على اختلافهم.
شهر رمضان أيامه معدودات.. كل أيامه مباركة، صيام وتراويح.. قرآن وتسابيح.. صدقة ودعاء.. وبر وإحسان، وغيرها كثير مما يتقرب بها المسلمون إلى ربهم في هذا الشهر، لقد كثر المصلون، وهذا أمر طبيعي نشاهده في كل رمضان، وأقبلت الأسر على الشهر الفضيل لتتزود التقوى.
لكن ثمة أمر آخر يتناقض مع كل ما سبق ذكره، يقع أيضاً من الكثيرين في رمضان، وهذا الأمر بعكس الأمور السابقة وهو قضية ما يبث من سموم في التلفاز والسهر في مواضع اللهو في رمضان.
أيها المسلمون الصائمون: إن البرامج التلفزيونية كما هو ملاحظ.. أنها تنشط في رمضان بشكل عجيب، ويتضاعف جهود المحطات وقنوات البث. وهذا لا يتعارض مع حديث أبي هريرة المتفق عليه أن رسول الله قال: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين)). وفي رواية مسلم: ((وصفدت الشياطين)) لأن الذي يسلسل هو الشياطين من الجن كما جاء في رواية الترمذي وابن ماجه-ومردة الجن-، لكن الذي وراء هذه البرامج هم مردة شياطين الإنس.
وكأن هذا النشاط المكثف لأمر مقصود، وهو إزالة الأجر والثواب الذي حصل عليه العبد في نهار رمضان، فتأتي هذه البرامج وتقضي عليه بالليل، لكن هؤلاء الشياطين لم يدعوا الصائمين من جمع الحسنات حتى في النهار، فالتلفاز يعمل طوال ساعات الليل والنهار ،فانشغل الكثيرون حتى في نهار رمضان عن الذكر والاستغفار وقراءة القرآن، وجلسوا أمام هذا الجهاز، واكتفوا من الصيام بالإمساك عن الطعام فقط.
حرام علينا أن نضيع روحانية هذا الشهر بفنون شيطانيه بحجة خيم السهر ورمضان. رمضان في المساجد.. رمضان للتعبد والتزود من الخير وشكر الله والصلاة رمضان شهر نزل فيه القرآن الكريم وتزدحم فيه صنوف الخير والعبادة.
هل نحن مطالبون أن نأخذ الأمر بعفوية وطبيعية. حتى نكون في نظر البعض متعصرنين؟؟!!
أيها الصائمون: هل يتناسب كل ما ذكر مع رمضان، شهر جمع الحسنات، وشهر نزول الرحمات والبركات. كيف تنزل الرحمات على البيوت؟ ما هذه التناقضات التي نعيشها؟.. نمسك عن الطعام والشراب، ولا نمسك عن النظر والاستمتاع المحرم، هل الصيام فقط الامتناع عن الأكل والشرب؟
أين هدوء ليالي رمضان، رمضان له جوه الخاص ،وشفافيته الفياضة ،وروحانيته الخاصة ،بين قارئ لكتاب الله ،ومستغفر بالأسحار ،وقائم يصلي لصوته حلاوة المناجاة، الكل في هدوء وسكينة.
زد على ذلك أصحاب الفتاوى التى ماأنزل الله بها من سلطان يملؤن الفضائيات ويمطرون الناس بفتاوى لاأصل لها عند المسلمين وكل ما في الأمر أن المتكلم زاع صيته بين الناس أو راقصة تابت فانقلبت إلى عالمة مفتية فقيهة ولسنا ضد توبتها وتشجيعها ولكن للفتوى أهلها ولعلم الدين أهله وقد قال ابن سيرين((إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم) فلنتق الله أيها المسلمون ،ولنعرف لرمضان حقه وحرمته، ولنترك المعاصي والذنوب ،ونتوب إلى الله توبة صادقة في هذا الشهر فإنها والله فرصة، والمحروم من حرم ذلك.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾
الم ﴿1﴾ تلك آيات الكتاب الحكيم ﴿2﴾ هدى ورحمة للمحسنين ﴿3﴾ الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ﴿4﴾ أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ﴿5﴾ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ﴿6﴾ وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم ﴿7﴾ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم ﴿8﴾ خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم ﴿9﴾ خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ﴿10﴾ هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ﴿11﴾ ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد ﴿12﴾ وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ﴿13﴾ صدق الله العظيم.
المهم أخيرا أخي ألا يتوقف بعد رمضان حرصك على إصلاح نفسك وتهذيبها وتحسين علاقتها مع الله ومع الناس، بل يجب أن يستمر هذا بعد انقضاء شهر رمضان، فرب رمضان، هو رب شوال، وهو رب المحرم، وهو رب الشهور كلها، وما رمضان إلا نقطة انطلاق ومحطة وقود يتزود منها العبد لباقي الشهور، فلا تكن من عبَاد رمضان فقط، ولكن كن من عبَاد الله عز وجل، فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان شهر يولي وينقضي، ومن كان يعبد الله فإن الله حي باق لا يموت، وإليه سبحانه المرجع والمصير.
وفقنا الله وإياكم لطاعته وحسن عبادته.
[/align][/frame]
|