رد: أنبياء ورسل الله تعالى
الأربعاء 10 رمضان 1440
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام
يعقوب هو ابن إسحاق بن إبراهيم وأحد الأنبياء المذكورين في التوراة والقرآن
قصة يعقوب عليه السلام
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأمّه هي رفقة بنت بتوئيل بن ناصور بن آزر، أيّ بنت ابن عمه، وهو المسمّى بإسرائيل؛ لانتساب بني إسرائيل إليه، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم بقول الله تعالى: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)، وقد امتدحه الله -سبحانه- في القرآن الكريم فقال فيه: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّن الصَّالِحِينَ*وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ)، وكذلك امتدحه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله: (الكريمُ، ابنُ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السَّلام).
ورد أنّ يعقوب -عليه السلام- شبّ وكبُر مع والده إسحاق -عليه السلام- في فلسطين، أرض الكنعانيين، وقد أمرته أمّه رفقة أن يسافر إلى أرض حرّان، حيث خاله لابان؛ ليقيم عنده بعد أن خافت عليه من أخيه العيص، الذي حصل بينه وبين أخيه خلاف، فتوعّده وهدّده، وبالفعل انطلق يعقوب إلى حيث أمرته والدته، فمكث عند خاله وتزوّج إحدى ابنتيه، ثمّ بعد وفاتها تزوّج أختها، فقد ثبت أنّه لم يجمع بين الأختين بالرغم من أنّ ذلك كان جائزاً في شريعتهم، وذُكر أنّ زوجته تسمّى راحيل هي التي أنجبت ولديه يوسف -عليه السلام- وبنيامين.
صبر يعقوب على الابتلاء
كان يوسف -عليه السلام- ابن يعقوب -عليه السلام- أحبّ أولاده إليه، وأعلاهم منزلةً في قلبه، فأراد الله -تعالى- أن يبتلي صبره بفراق ولده مدّةً طويلةً من الزمن، حيث كان إخوة يوسف الأحدعشر يشعرون بالغيرة من أخيهم، ويرون أنّه قد شغل قلب أبيهم عنهم، فأرادوا أن يتخلّصوا منه؛ حتى يصفى لهم وجه أبيهم، فدبّروا لذلك مكيدةً وحيلةً، فأخذوا يوسف -عليه السلام- بحجّة التنزّه واللعب، ثمّ ألقوه في بئرٍ عميقةٍ، وأخذوا قميصه بعد أن لوّثوه بدمٍ كذب؛ حتى يقتنع والدهم بصدق روايتهم، وعندما أصبح يوسف -عليه السلام- عزيز مصر، وجاء إخوته يستطعمونه عرفهم يوسف، فأراد أن يأتي بوالده وشقيقه إليه، فأحجم عن إعطائهم نصيبهم من الطعام حتى يأتوا بأخيهم الأخير، فلمّا أحضر الإخوة ببنيامين شقيق يوسف، أبقاه يوسف -عليه السلام- عنده بالحيلة، ففقد الأب ولديه الاثنين، إلّا أنّ غياب بنيامين لم يطُل؛ لأنّ يوسف أخبر إخوته بحقيقة أمره، إلّا أنّ غياب يوسف -عليه السلام- نفسه عن أبيه بسبب كلّ الظروف ظلّ ما يقارب أربعين سنة، وقيل في روايةٍ أخرى: ثمانين سنة، وقيل غير ذلك، وكان الأب يعقوب -عليه السلام- في كلّ السنوات صابراً محتسباً، فلم يفقد الأمل بعودة ولده، ولم يقنط من رحمة الله تعالى.
توفي يعقوب عليه السلام فى مصر وقام ابنه يوسف بنقله إلى الخليل (فلسطين) تنفيذاً لوصيته ودفن مع زوجته ليا
|