أخي الغالي الأديب والقاص والمترجم الأدبي والتربوي مربي الأجيال أستاذ رشيد
ألف تحية وسلام لك ولعشرتنا وأخوتنا الطويلة الصادقة الباقية على العهد ما بقينا..
إثنا عشرة سنة من الأخوة واللقاء اليومي في رحاب نور الأدب رفيقا حرف ودرب الأدب ، ليس عبثاً بسيطاً ولا كلمات تقال .. معنى إنساني عميق جداً تعجز عن وصفه الكلمات...
أذكر نهى وسلمى طفلتان تدخلان لتعانقا نور الأدب معك ، وها هما اليوم - حفظهما الله - كل منهما زوجة استقلّت بحياتها وبيتها الخاص وإحداهما أماً ..
كم من السنوات مرّت وكم من الأشخاص الأوفياء غادروناً بكأس الموت وما زالوا غصة في قلب نور الأدب ..
ما زلت أذكر يا رشيد أول تواصل بيننا في " أوراق99 " الذي كان أنشأه طلعت وتوأمه " العنقاء " الذي أنشأه صديق عمره الأستاذ محمد توفيق الصواف ، وكأنه اليوم .. ما زلت أذكر كل ما مر ومن مروا بنا ونحن هنا نستقبل ونودع بين الحين والآخر أحبة على قلوبنا..
أتذكر كيف كنّا في حيويتنا نصل الليل بالنهار أحياناً فلا نكل ولا نمل .. كيف كنا نحول كل شيء إلى فرحة وضحكة وكل حديث إلى طرفة ..
نحتاج كثيراً أن نعود إلى صفحات الذكريات التي يحفظها لنا أرشيف نور الأدب .. كل تلك السنوات ليست عبثاً بسيطاً ولا مجرد أرقام.. هذه الارقام أعمارنا والكثير جداً من بصمات أنفاسنا في هذه الحياة - فتح باب الذكريات بحلاوتها - فكرة سننفذها .. أرجو أن أقدم لها الليلة أو غداً ..
كم عبر هذه السنوات تنقلنا في حدائق الإبداع الغنّاء .. كم عصفت بنا الرياح واقتلعت من بيننا أشجاراً أو أزهاراً..
ماذا أقول لك يا أخي ورفيق الدرب الطويل في نور الأدب؟!
على مدى هذه السنوات فكر البعض أن يفرق ما بيننا ، ربما لأنهم ظنوا أن نور الأدب موقع للكتابة والأرشفة ، ولم يستطيعوا أن يفهموا أنه عالم كامل عشنا فيه وأن ما بيننا في رحابه أقوى وأعمق ، لا يفرقه سوى مفرق الجماعات .. ليتهم استطاعوا يوماً أن يدخلوا قلب نور الأدب ويتمكنوا من التعرف على روحه ليفهموا معنى الأواصر العميقة التي جمعت بيننا !..
هل قلت لك يوماً أم شدة القرب تجعلنا ننسى أن نقول؟؟!
عزيز علي جداً أنت يا رشيد وعلى الدهر أخي .. أخي .. أخ وصديق عمر
كن بخير دائماً .. دائماً يا أخي وصديقي أنت
صديقتك وأختك هدى
