رد: هنــــــــــادي
هنادي
هنادي
الفصل الخامس
أحست هنادي أن الوقت يكاد يغرب منها ، فراحت تقدح في بنات أفكارها ، علها تجد منفذا أو طريقا تستطيع من خلاله تحقيق مظ±ربها ، وكيف تصل إلى رغبتها ، وقد دق قلبها وتحركات وجدانها عليه ؟ . فهذا ما هو بالأمر السهل على هنادي ...! ؛حين كانت غارقة تضرب أخماسا في أسداس إذا جاءت إليها لهلوبه بنت تكاد تقترب من سن هنادي ، مرحة وبسيطة دائما ما تناديها الناس بلهلوبة ، فلديها نشاط وقوة وعزيمة ولا تكل طول يومها من أي عمل تكلف به أو تشكي تعب ، لقد وجدت هنادي ضالتها في لهلوبة ، هي أحسن من يقوم ويكلف بهذه المهمة ، فلهلوبه تجيد الحديث والكلام وزكية تعرف كيف تدخل في أي حوار وكيف تخرج منه ؟, هي التي ستفتح الطريق لهنادي ، ستوحي إلى خلف عن طريق لهلوبة بشعورها ورغبتها ، وهي السبيل الوحيد إلى ذلك ، فلم تعتاد هنادي على ذلك وليس لديها الجرأة والشجاعة كي تقف أمام خلف وتبيح بشعورها له مثل ما تفعل بعض البنات والنساء مع يعشقن ويحبين ، ستخوض هنادي التجربه.....
واشرقت شمس يوم الإثنين بعد أن قضى البدر ليلته مكتملا في السماء بضياءه المبهر ، وقضى العقيد كرم تلك الليلة ما بين الشرفة والفراش معلقا عيناه في البدر يراقبه ، كأنه يرى وجه هنادي فيه ،لم يمكث كرم على مقعده ولم ينم على سريره ، مؤرق قلق ، يأخذه الخيال والامل ، ويدعوا الله كلما رفع أجفاني عينيه ونظر إلى السماء ، كل ما يوده أن توافق هنادي على طلبه . رأى كرم في هنادي ما تفتقده الكثير من النسوة في ذلك الزمان ، رأى الفطرة السليمة ، الجدية الصلبة ، الأنوثة المتزنة العاقلة ، الطبيعة الهادئة ، امرأة من طراز فريد بالرغم من نقصان تعليمها وتحصيلها العلمي ، إلا أنها لو وضعت بين المتعلمات لرجحت كفتها بينهن..... لقد ملكت هنادي وجدان العقيد كرم ، بالرغم أن الكثير من النساء يرغبن الارتباط بشخصية أمنية مثل شخصيته ، وهو لا يعلم أن التي يلهث خلفها لا تعيره بالا وتخشاه ...
عاش العقيد كرم حياة مفعمه بالمشاكل ، دائما ما يحس أنه غير مرحب به في بيته
|