[رشيد الميموني]

و الله يا أستاذي العزيز مازن .. طلتك البهية وحدها كافية لأن أشعر بشيء غير قليل من الزهو .. شرف كبير لي أن أحظى باهتمام صرح كبير من صروح منتديات نور الأدب .. أغتنم الفرصة لأعبر لك عن شغفي بكل ما تكتبه .. وامتناني الكبير لمرورك البهي .
تحية إعزاز و تقدير
بكل الحب

[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم الحليب و التمر للضيف الكريم الأستاذ رشيد حسن
منذ كم سنة وأنتم في السلك التربوي و كيف تجدون الطلبة في هذا العصر ؟
كيف هو إقبالهم على طلب العلم ؟
و كيف تتعاملون مع طلبتكم هل بينكم صداقة ؟ أم هناك عناصر لا تنفع مصاحبتها ؟

لدي عودة أستاذي الفاضل بإذن الله عز وجل .
[/frame]

[رشيد الميموني]

أختي العزيزة ميساء .. أسعدك الله و ووفقك .
أمر مباشرة إلى الأجوبة :

*كيف توفق اخي وانت العضو النشيط جدا في هذا المنتدى ( ماشاء الله عليك )

بين نشاطك هنا وبين عملك كمدرس وبين الكتابة ونتاجك الأدبي بشكل عام ؟
بصراحة يا أختي ميساء هناك ضغط كبير مرده عامل الوقت و تراكم المهمات ( في مجال التدريس ) التي تتوزع بين التدريس نفسه وإعداد البرامج الثقافية لتلامذتي ( مسابقات ثقافية - مراسلات مع زملائهم بفرنسا - إعداد مجلة القسم ) .. ثم بعض الالتزامات بالمعهد الفرنسي .. ويكون هذا على حساب كتاباتي الأدبية التي لا تعرف نشاطا مكثفا إلا عند انتهاء السنة الدراسية وبداية العطلة الصيفية .. فيغزرالإنتاج و يغطي الخصاص الذي يستمرتقريبا طيلة الموسم الدراسي .. وأنا أعتبر هذه العملية كعملية اختمارلكل الأفكار التي تظل حبيسة طوال هذه الفترة ، فتنساب بكل غزارة لدى أول جلسة قبالة البحرعند شروق الشمس أو عند الغروب أو على قمة جبل .. حتى إني في بعض الأحيان أكتب أربع قصص في الأسبوع الواحد .
أما تواجدي في المنتدى فيكون يوميا .. أجد كل المتعة في نقل قصصي و خواطري إليه و التعليق على القصص و الخواطر وما إلى ذلك من الموضوعات .. دون أن أحس بمرور الوقت أو بأي ملل أو تعب .. أكتب وأعلق متخيلا الأخ أو الأخت الذي أتناول موضوعه بالنقد ، قبالتي .. أحدثه و يحدثني .. أرى ابتسامته و هو يشكرني ويثني على تعليقي ..

*اذا شعرت ببعض الضيق فهل تفضل الخروج بنزهة على البحر

ام جلسة مع صديق أم مطالعة كتاباتك السابقة ؟
ربما لا حظت أن قسما من الجواب قد ورد في ردي على السؤال الأول .. البحر بالنسبة لي ملاذا و ملجأ أرتاح إليه سواء حين أشعر بالضيق أو التعب أو فقط طلبا للهدوء والسكينة بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخبها .. أجد راحتي قبالة البحر وأحبذ قربه من الجبل لأستمتع بالإثنين .. أهوى قمم الجبال و السير بين الأودية في جميع الفصول .. وهناك أستمتع بالتأمل و السكون .. وربما حملت شيئا معي أقرأه .. قد تكون بعص قصصي أو غيرها .. أما مجالسة الأصدقاء فأعترف أنها نادرة جدا .. لي أصدقاء .. لكن لقاءنا لا يتعدى مقر العمل إذا كنا زملاء.. أو صدفة .. وعلى العموم جلهم من مرحلة الطفولة الثانية .. أي المراهقة .. لأن رحيلنا وأنا في الخامسة من عمري عن مسقط رأسي لم يتح لي الفرصة كي أعمق صداقاتي .. ثم بعد خمس سنوات من هذا الرحيل .. رأيت نفسي أشد الرحال إلى مدينة أخرى حيث أقيم لحد الآن ..
شكرا وإلى لقاء في القريب العاجل إن شاء الله

[رشيد الميموني]

السلام عليكم .. أعود من جديد لأتابع الرد على اسئلة أختي ميساء :

*رتب لي الدول التالية حسب قربها لقلبك ولماذا ؟

المغرب

فلسطين

لبنان
مصر

السعودية
اسبانيا

فرنسا
أعتبرأن لكل من المغرب وفلسطين و السعودية ولبنان و مصر في قلبي حب بطعم خاص .. فمكانة المغرب كمسقط رأسي مكانة متميزة .. ومكانة فلسطين كوطن لنا جميعا نهفو لرؤيته حرا مستقلا لها نكهة خاصة .. أما لبنان فقربه من فلسطين و عبقه المتوسطي الجميل تجعله يحتل نفس المكانة .. وتمثل مصر بالنسبة لي رمزا للعراقة والأصالة ولدي حنين لجوها خاصة حين أقرأ في القرآن الكريم عن طور سيناء وقصة سيدنا يوسف عليه السلام .. ثم شغفي بقصص نجيب محفوظ .. و تأتي مكانة السعودية رفيعة أيضا بشرف احتضانها لأطهر بقعة على وجه الأرض وموطن سيد الخلق أجمعين .. وهكذا ترين ياأختي أن التمييز مستحيل بين هذه الأقطار الحبيبة إلى القلب .
بالنسبة لإسبانيا .. أنا أفضلها - عاطفيا - على فرنسا .. إنها الأقرب جغرافيا .. وأحن إلى تاريخها المجيد .. تاريخنا نحن العرب المسلمون .. لي حنين خاص إلى تربتها .. وكانت لي زيارة خاطفة ( أسبوع ) لإقليم الأندلس .. عدت منها مبهورا و كأنني كنت في إحدى مناطق المغرب .
أما فرنسا فقد شغفت بكتابات أدبائها .. ولي ميل خاص لأقاليمها الجنوبية La province حيث الجو الحميمي والتشابه الجغرافي مع بلدان البحر المتوسط

[رشيد الميموني]

كما ترين ميساء .. أضطر إلى تسجيل ما أكتبه خوفا من عطب ما .. فيضيع ماكتبته سدى . و ألان إلى السؤال الموالي :

*وانت في سنك هذا هل حققت كل أحلامك وماذا تبقى لديك من طموحات ؟
بصراحة .. كلا .. أحلامي وطموحاتي تتمثل في المضي شأوا بعيدا في التحصيل العلمي / الأدبي .. يستهويني التاريخ و الجغرافيا خاصة مجال الفلك و المجرات .. أحلم بالتعمق في دراسة الظواهرالطبيعية وورودها في كتاب الله عز وجل .. وهذا كله لم يتأت لي لظروف إما صحية أو عائلية .. لكن هذا لا يعني أني تنازلت عن طموحي .. وربما ستكون السنة المقبلة إن شاء الله بداية للتخطيط لمرحلة جديدة لدراسة ما كنت أحلم به .

لو ربحت جائزة مليون دولار ماذا تفعل بها ؟
بغض النظر عن المبلغ ..ربما أول ما يتبادر إلى الذهن مساعدة من هو محتاج .. لكن تبقى الأحلام و المشاريع قائمة .. ومنها ما أحلم به من تأسيس مدرسة نموذجية تكون في نفس الوقت ناديا أو منتدى ثقافي وفضاء للترفيه بالنسبة للأطفال أي مدرسة تختلف عن المدارس الحالية سواء في طريقة التدريس أو الأنشطة الثقافية .

* ما رأيك بتعليم فن كتابة القصة أو الأدب بشكل عام في

المدارس اسوة بباقي الفنون والرياضة ؟

فكرة رائعة لو وجدت طريقها إلى التحقيق .. ولكني أحبذ تدريسها بطريقة مختلفة عما يحدث الآن .. بحيث نرى كثيرا من الطلاب يشتكون من اللغة العربية وقواعدها .. علينا في البداية أن نعلم الناشئة تذوق اللغة وليس تلقينها إياهم بطريقة تنفرهم منها .. و أنا ألاحظ حين أقوم بمسابقة ثقافية في النحو أو الصرف كيف يقبل التلاميذ على الأسئلة لحماس و ينصتون إلى القواعد باهتمام يفسر خطأ نظرتهم للغة .. أما مسابقة القصة فتعرف نجاحا منقطع النظير .

[رشيد الميموني]

*من هو الملهم او الملهمة في كتاباتك ؟
كتاباتي جلها من مستلهمة من حب الطبيعة التي أثرت في طفولتي و تركت أثرا لا ينمحي .. وكذلك من معاناتي من تجارب عاطفية في الماضي وإحساسي بمعاناة الآخرين ، و أخص بالذكرمنهم تلامذتي الذين أكن لهم حبا غير محدود .. ربما تجدين ذلك في قصص عديدة ومنها الصبار .. من الناحية اللغوية أنا مدين كليا لكتاب الله تعالى .. أقتبس منه الكثيرمن التعابير والصور ..

*هل تتمنى لو انك تمتلك وسيلة تعبير أخرى غير الكتابة

كالرسم أو الموسيقى ؟

نعم أنا أهوى الموسيقى وأتمنى لو أضفتها كوسيلة أخرى للتعبير .. أنا أعزف قليلا على القيثار لكن مستواي دون المتوسط .. قمت بالتسجيل في معهد المدينة الموسيقي في مرحلة المراهقة.. لكن ذلك لم يدم طويلا بسبب المرض . أما الرسم فيستهويني لكن بدرجة أقل ..

*هل أنت من هواة الطرب القديم أم تواءم بين النوعين القديم والحديث ؟
مما لا نقاش فيه هو أنني من عشاق الطرب القديم .. أعشقه وأهيم به .. ربما إذا ذكرت لك الفنانين والفنانات الذين أستمع إليهم وأرتاح إليهم ، قد يأخذ ذلك حيزا كبيرا من هذا الرد ، وربما أغفل عن بعضهم .. لكن يكفي أن أقول إن مثلث لبنان - سوريا - مصر يشكل حصة الأسد . وأذكربالخصوص مسرحيات فيروز الغنائية التي تأخذ بلبي .. أما أغنية "سكن الليل" فهي أروع ما سمعت .
الكلام عن الحديث صعب .. أي حديث نقصد ؟.. هناك أغاني قدمت في التسعينيات لكنها تحمل بصمة القديم لجودتها .. أما ما يقدم حاليا فأنا لا أكلف نفسي عناء الاستماع إليه .

[رشيد الميموني]

*هل تشعر بالأحباط في حال عدم نجاح اي عمل أدبي

لك كنت تحلم له بنجاح معين ؟
لحد الآن لم أنشر عملا يمكنني اشعر بنجاحه أو فشله .. وأعني بالنشر مجموعة قصصية .. نشرت في مجلات وجرائد .. وفازت إحدى القصص بمسابقة .. و هذا في حد ذاته نجاحا بالنظر إلى مكانة بعض المجلات كالآداب اللبنانية و القصة المصرية .. نعم أشعر بنوع من الإحباط حين أنشر في مجلات ذائعة الصيت خارج المغرب ، بينما لا يكلف محررمجلة مغربية نفسه عناء رد بسيط يعتذر فيه عن عدم إمكانية النشر .. أنشر في جرائد محلية تصدر بالمدينة ، وأعتبر قراءة ما أكتب من لدن أعضاء منتدى نور الأدب نجاحا وقفزة نوعية .. خاصة وقد استطاعت هذه الكتابات الوصول سريعا إلى تلامذتي و أهلي و زملائي .

*هل تعزي الفشل الى سوء في كتابة العمل أم سوء

في ذوق القاريء؟
اعتبر كل كتابة نابعة عن معاناة أو إحساس صادق عملا ناجحا مهما كانت ردة فعل القارئ .. لكنني لا أتهم هذا الأخير بسوء ذوقه .. إنما هناك عملية تجانس بين نوع العمل و المتلقي .. فربما كانت كتاباتي لا تعجب نوعا من القراء .. لكنها تستهوي طبقة أخرى منهم .. لأن طبيعة وذوق القراء يتفاوتان كما تتفاوت نوعية الكتابات .

[رشيد الميموني]

*هل تؤمن بأن الكتابة موهبة فقط أم ان الموهبة لا تكفي بل

تحتاج الى مجهود كبير من القراءة والمتابعة ؟
نعم .. الكتابة موهبة من الله تعالى .. كيف أعرف مثلا أن الكتابة موهبة ؟ .. حين أرى نفسي منساقا رغما عني إلى كتابة شيء .. و لا أتنفس الصعداء إلا حين أراني و قد أنجزت ماكان علي أن أنجزه وكأن عبئا ثقيلا انزاح عن كاهلي .. والموهبة في نظري لا بد لها من صقل و إلا استنفذت قواها وزخمها .. وصقلها يكمن في تنقيحها بالدرس والتحصيل .. وهذا ينطبق على جميع المجالات دون استثناء ..
أرجو -ميساء ألا أكون قصرت في الإجابة عن بعض أسئلتك الرائعة .. وفي انتظار أسئلتك الصباحية أستودعك الله و أتمنى لك ليلة طيبة مباركة ..
أشكرك كذلك على قهوتك
وإلى اللقاء

[رشيد الميموني]

بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن أخلد إلى النوم في هذه الساعة المتأخرة من الليل ، أبيت إلا أن أجيب دعوة أختي وفاء وأتقبل منها التمر و الحليب شاكرا إياها على هذا الترحيب .. و أضرب موعدا مع أسئلتها غدا إن شاء الله .
دمتم في رعاية الله والسلام عليكم

[رشيد الميموني]

السلام عليكم ورحمة الله
بعد ارتشافي من الحليب الطازج و تذوقي لتمرة حلوة .. أبدأ بالرد على أسئلة أختي وفاء :
منذ كم سنة وأنتم في السلك التربوي و كيف تجدون الطلبة في هذا العصر ؟
أنا أدرس منذ ست وعشرين سنة .. بدأت في موسم 1982/1983 ..
أجد اختلافا كبيرا بين تلامذة الأمس وزملائهم في الوقت الحاضر .. في الماضي كانت الامكانيات قليلة ووسائل التدريس تقليدية ، ومع ذلك كانت الغالبية العظمى تدرس وتجد غيرمبالية بالظروف المادية أوالمعنوية و العراقيل التي تقف حاجزا بينها وبين المعرفة .. بينما في الوقت الحاضر .. تيسرت وسائل التدريس وصار في المتناول اكتساب المعارف بأسهل الطرق .. وسائل الإعلام .. الأنترنيت وغيرهما .. إلا أن غزو القنوات الفضائية و اقتحام الأنترنيت الحياة الاجتماعية اصاب العديد من الطلبة بالكسل الذهني .. وصاروا قراءا سلبيين .. أي أنهم يتلقون المعارف بأدنى مجهود فكري .. ناهيك عن الاستعمال الخاطئ للأنترنيت الذي صار عند السواد الأعظم من الشباب وسيلة للدردشة التافهة . ثم إن الامكانات المادية جعلت هذا الشباب يغالي في طلباته دون يعطي للكسب والجد قيمة .