التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,842
عدد  مرات الظهور : 162,297,623

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25 / 03 / 2009, 53 : 03 PM   رقم المشاركة : [11]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

رد: ( صور ... باللون الأحمر ) " المجموعة الثانية "

الأخت الفاضلة .. الأستاذة الأديبة / ميساء البشيتي حفظها الله ورعاها
كل الشكر وكل التقدير والإحترام لكلماتكم الأخوية الصادقة المعبرة .. النابعة من القلب والوجدان ..
والتي تدل على مدي الذوق الرفيع والأدب الجم .. والأخوة الصادقة بكل معانيها .
أشعر بالفخر عندما تتوج كل أعمالي الأدبية المتواضعة بتاج توقيعكم الكريم عليها .. فأعتبره شهادة واعتزاز لي بشكل كبير .
ارجو ان اكون عند حسن ظنك دائماً .. بدوري أفعل المستحيل من أجل ذلك .
كل التحية وكل الاحترام والتقدير لأخت فاضلة وأديبة مرموقة .
على أمل اللقاء المتجدد
أخوكم
سليم عوض علاونه
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 03 / 2009, 13 : 06 PM   رقم المشاركة : [12]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

( صور .. باللون الأحمر ) المجموعة الثالثة

[align=center][table1="width:95%;background-color:orange;"][cell="filter:;"][align=center]
( صور .. باللون الأحمر ) " المجموعة الثالثة "

( الصورة الأولى )

كان هذا اليوم هو أسعد يوم في حياته على الإطلاق .. ففي هذا اليوم سوف تتحقق بعضاً من أمانيه وأحلام يقظته .. اليوم ستضع زوجته مولودها الأول .. ففي الصباح الباكر .. كان قد أوصلها بنفسه للمستشفى لوضع المولودة ..
كان يترقب اللحظات .. يعد الساعات .. الدقائق والثواني .. ليرى ابنته المولودة .. البكر .. ليكحل عينيه بمرآها .. أعد لها كل ما تحتاجه .. جهز لها السرير .. الألعاب .. الملابس .. وكل ما يلزم لمثل هذه الأمور .
هذه أمنية .. أما الأخرى .. فكانت مناسبة تخرجه من الدورة التي التحق بها .. والتي سيقام لها حفل عظيم للخريجين من أقرانه .. توزع عليهم فيها الشهادات ... الرتب ... والأوسمة .
كانت هذه الأمنية هي الأمنية الأخرى التي كان يحلم بها طويلاً .. ينتظر اللحظة التي يضع فيها الشهادة بيده .. ويضع النجوم البراقة اللامعة على كتفه .
في خضم الاستعداد للاحتفال المهيب .. برقت السماء بوميض غريب .. عربدت الأجواء عربدة مخيفة .. فما كان من الأرض إلا أن ردت عليها بصخب جهنم .. ونيران الجحيم .
تناثرت الجثث .. الأشلاء .. الدماء .. في كل الأرجاء .. لم يدر ما الذي حدث ؟؟!! لم يستوعب الأمر .. كان يحلم بالأشياء .. بتحقيق الأماني .. فإذا بها تتلاشى تماماً كما تلاشت الجثث والأشلاء المتناثرة .. ومع صوت الانفجارات الرهيبة المتتالية على المكان .. وفي كل مكان .. كانت آلام المخاض تتوالى على الزوجة بشكل عنيف ..
وسط الجثث المتفحمة المتراصة .. والأشلاء الآدمية المتناثرة .. كانت تدور بعينيها هنا وهناك .. تتحرك في كل الأرجاء .. تحمل بين يديها الطفلة الوليدة .. تتشاركان الصراخ والبكاء ..
أخيراً ... وجدت جثته بين الجثث المتراصة في ردهات المستشفى الكبير .. وسط ضجيج وصراخ القوم من حولها في كل ناحية .. اقتربت منه .. كفت عن الصراخ ... نظرت نحوه بعيون مرهقة .. وجدته جثة هامدة بلا حراك .. محترقة .. هتفت به بصوت متحشرج تخنقه العبرات المتحجرة في المآقي :
- ها هي .. الطفلة .. الوليدة... أسميناها .. أمل ..
فتح عينيه بصعوبة .. طيف ابتسامة على محياه المحترق .. مد يده ببطء ناحية الطفلة الوليدة .. أمسك بيدها .. قبض عليها بما تبقى به من قوة .. ابتسم ابتسامة عريضة .. أغمض عينيه .. شبح ابتسامة ما زال يغطي الوجه ... وما زالت اليد المحترقة تقبض بقوة على اليد الرقيقة .
+++++++++++++++++++++++


( الصورة الثانية )

طفل هو بكل المقاييس ... طفل غض بريء .. له أحلام كبار .. كأحلام الرجال ..بل لعلها أكبر بكثير ..
كان يحلم بأن يرى قريته .. التي طالما حدثه عنها والده .. يحلم بأن يرى زيتون كرمهم الكبير الواقع في أطراف القرية والممتد حتى حدود القرية المجاورة ... كان يحلم بأن يرى بيارتهم الكبيرة .. التي كان والده يزهو بها ويفتخر ويتولى أمر الزراعة فيها والإشراف عليها والعناية بها بنفسه . كان يحلم بأن يرى الأشجار .. الأطيار .. الأنهار .. الأزهار .. كان يحلم بأن يرى كل شيء في الوجود .
كان يحلم بأن يرى نفسه شاباً يافعاً .. رجلاً قوياً.. يحمل الشهادة العليا في الطب .. يخدم وطنه .. أهله .. طبيب ماهر .. ذائع الصيت .. طبيب متخصص في علاج العيون .. كان يحلم أن يرى نفسه بالزيّ الأبيض المميز للأطباء .. النظارة المميزة .. الشخصية المميزة .. كل ما هو مميز
قذيفة حمقاء غادرة تحط على المنزل .. تحطمه تماماً .. وتحطم الأحلام الطفولية البريئة .. تفقأ عينيه ؟؟!! ..تقتل أحلامه العريضة .. تئد براءته ..
تحدث لمن حوله وهو على سرير المرض بروح عالية .. بنفسية رائعة .. راح يسرد لمن حوله أحلامه التي لا تنتهي .. أحلام القرية .. البيارة .. الأشجار .. الأطيار .. الأنهار .. الأزهار .. راح يؤكد للجميع بأنه يراها .. ليس حلماً .. بل واقعاً.. فهي مرسومة ... محفورة .. منحوتة .. في أرجاء نفسه وقلبه ..
مد يده ناحية عينيه اللتين كانتا مغطاتين القطن والأقمشة ... راح يسأل بإلحاح غريب :
-لماذا هم فعلوا ذلك ؟؟؟!! لماذا هم فعلوا ذلك ؟؟؟؟!!!
+++++++++++++++++++++++

( الصورة الثالثة )

المهمة صعبة .. الأحداث تتسارع .. النداءات تتوالى .. وعليه أن يلبي كل نداء ، وأن يكون في ميدان الحدث بدون تأخير ، ليقوم بمهمة نقل المصابين .. المرضى .. الشهداء .. تكرر النداء بإلحاح غريب ، كان أثناءه يقوم بالمهمة .. مهمة نقل بعض المصابين للمستشفى .. أوصل الجرحى للمستشفى .. قاد سيارة الإسعاف بسرعة ليلبي النداء المتكرر المتلاحق من جديد ..
وصل إلى المكان .. أصابته الدهشة .. الغرابة .. إنه منزل شقيقه .. شقيقه الذي يسكن هنا مع زوجته وأطفاله .. ترجل من السيارة بسرعة .. تناسى أمر ما كان بينه وبين شقيقه من قطيعة .. حيث أن الخصام كان قد دب بينهما منذ سنوات طويلة .. تناسى الأمر برمته .. فالأمر أقوى من أن يدع مثل تلك الأمور لتظهر على السطح .
اندفع يساعد المسعفين والمنقذين بإخراج الجثث من بين الركام .. أخرجوا جثث الأطفال المتفحمة .. ثم جثة الأم .. وأخيراً .. جثة شقيقه ..
ما كادوا يصلون إلى جثة شقيقه .. حتى كان القصف المزمجر المعربد يغطي المكان من جديد .. أصيب السائق وكل المتواجدين بإصابات خطيرة .. واستشهد بعضهم ..
نقلوا السائق إلى إحدى سيارات الإسعاف .. ووضعوه بها .. في اللحظات التالية تماماً .. كانوا يأتون بالمصابين الآخرين .. يضعونهم إلى جانب بعضهم البعض ..
فتح السائق عينيه ببطء .. اصطدم بصره بشقيقه المسجى إلى جانبه .. تلاقت نظرات الأشقاء .. ظهرت الابتسامات على الوجوه المحترقة .. الملطخة بالدماء ..
في نفس الوقت ... في نفس اللحظة .. كان كل منهما يمد يده المحترقة المشوهة .. المضرجة بالدماء .. ناحية شقيقه الآخر .. يصافحه ... يضغط على يده بقوة وحرارة .. ولم يتفوه أحد منهما بحرف .
+++++++++++++++++

( الصورة الرابعة )

سيارة الدفاع المدني تصل إلى المكان .. كل شيء يحترق .. المنزل مدمر تماماً .. أصبح ركاماً وحطاماً .. أصوات متنافرة تملأ المكان ضجيجاً.. سيارات الإسعاف .. سيارات الدفاع المدني .. الصراخ المدوي بالتكبير والتهليل من الجميع وهم يتدافعون نحو الركام . هرع إلى المكان .. أخذ يساعد الجميع بالإغاثة .. وبعد جهد جهيد .. ووقت طويل استطاعوا الوصول إلى مكان الشهداء بين الأنقاض .. ساعدهم في حمل الجثة الأولى ووضعوها في سيارة الإسعاف .. ثم الجثة الثانية .. الثالثة .. الرابعة .. الخامسة.. السادسة ..
لم يتبق أحد .. لم يجدوا أحداً آخر .. أمروا سيارات الإسعاف بالتحرك نحو المستشفى .. فلقد أدى الجميع المهمة وعليهم أن ينتقلوا إلى مكان آخر لنفس الأمر ... نفس المهمة .
صرخ سائق سيارة الدفاع المدني بحدة وبصوت مجلجل :
-انتظروا .. انتظروا ... لقد تبقى تحت الأنقاض جثة أخرى .
توقف الجميع .. عادوا إلى المكان .. نظروا ناحية الرجل بتعجب وغرابة .. سأله أحدهم بدهشة:
-وكيف عرفت ذلك ؟؟
صرخ سائق السيارة بصوت متحشرج يختنق بالبكاء :
-لأن هذا المنزل ... هو منزلي ..
+++++++++++++++++++++

( الصورة الخامسة )

أخذ يتلوى من شدة الألم .. مغص كلوي حاد أصابه فجأة كالعادة.. قرر أن يقود سيارته الخاصة ليذهب إلى المستشفى .. حاولت زوجته ومعها الأطفال أن تثنيه عن عزمه .. اقترحوا الاستعانة بسيارة من سيارات الإسعاف ... رفض ذلك لأنه يعلم الدور العظيم الذي تقوم به سيارات الإسعاف في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الجميع .. اقترحوا مرافقته في الذهاب للمستشفى في سيارته الخاصة .. رفض ذلك بشدة .. وأفهمهم أن في تواجدهم معه في السيارة خطورة عظيمة عليهم .. فالخطر يحدق بأية سيارة تتواجد على الطريق .. فهي تكون معرضة بالتأكيد للقصف .. وهو لا يريد أن يعرضهم للخطر .. ألح عليهم بضرورة بقائهم في المنزل .. حيث الأمان التام .
وافقت الزوجة ووافق الأبناء والأطفال على قبول الأمر على مضض .. قاد سيارته الخاصة إلى المستشفى وحيداً .. وهو يقاسي ويعاني الآلام المبرحة.
عالجه الأطباء في المستشفى بما تيسر من إمكانيات .. ثم عاد إلى المنزل وقد خفت حدة الآلام بعض الشيء .. حتى وصل .
استولت عليه بعض الأفكار في البداية بأنه قد ضل الطريق .. ولكن تلك الأفكار تلاشت تماماً ... عندما وصل إلى المكان .. المنزل المتهدم تماماً .. بينما الطواقم المختلفة تقوم بإخراج الشهداء والأشلاء من تحت الركام .. وأكوام الأنقاض .. عرف بأن المنزل هو منزله فعلاً .. وبأنه لم يضل الطريق .. عرف ذلك عندما تمتم طفل شبه متفحم :
-أبي .. هل وصلت ؟؟ .. هل شفيت ؟؟ .. الحمد لله على سلامتك يا أبي .
+++++++++++++++++++++++++

( الصورة السادسة )

" انتظريني يا طفلتي الحبيبة قليلاً ... فسوف أعود إليك ثانية .. سأحضر لك الحلوى .. والأشياء الأخرى التي تحبينها .. فقط .. عليك أن تنتظريني قليلاً... "
قالت ذلك وهو تودع طفلتها الوحيدة .. بعد أن رفضت مصاحبة الأم إلى المنزل .. وتمسكت بالبقاء في منزل جدها وجدتها .. غادرتها لسويعات قليلة .. كي تذهب إلى منزلها .. بيت الزوجية .. لتعد الطعام لوجبة الإفطار .. حيث اقترب موعد آذان المغرب وكانت قد نوت وزوجها الصيام نافلة لوجه الله تعالى .
وصلت المنزل .. توجهت فوراً إلى المطبخ لإعداد وجبة الإفطار بعد يوم الصيام ... يوم طويل حافل بالأحداث الجسام التي يمر بها الوطن .. لم يكن زوجها قد حضر من الخارج بعد .. اقترب موعد آذان المغرب .. كانت قد أنهت إعداد الطعام أو أشرفت على ذلك .. سمعت صوت بوق السيارة في الخارج ... كان زوجها قد وصل بالفعل إلى المنزل برفقة شقيقه ... وابن شقيقه .. وابن عمه .. وبعض أقاربه .. توجه الجميع للوضوء استعداداً لصلاة المغرب جماعة .. فبعد لحظات قليلة سوف ينطلق صوت المؤذن ..
جهزت المائدة بشكل تام .. انطلق صوت المؤذن عالياً كالرعد المدوي .. ثمة رعد أسود مدوٍ بجنون.. صاحب الصوت الملائكي .. تزلزلت الأرض .. تناثر الطعام.. تناثرت الجدران.. وتناثرت الجثث والأشلاء ..
عمل الجميع كل جهدهم على إخراج الجثث من تحت الركام .. من تحت الأنقاض .. فهذه جثة شهيد .. وهذه أخرى .. وأخرى ... وأخرى .. وأخرى .. و..
عندما كانوا يخرجون جثتها من تحت الأنقاض .. كانت ما تزال تهمس بصوت متحشرج :
" انتظريني يا طفلتي الحبيبة قليلاً ... فسوف أعود إليك ثانية .. سأحضر لك الحلوى .. والأشياء الأخرى التي تحبينها .. فقط .. عليك أن تنتظريني قليلاً ... "
[/align][/cell][/table1][/align]
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 03 / 2009, 42 : 07 PM   رقم المشاركة : [13]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: ( صور .. باللون الأحمر )

أخي الكريم سليم عوض ..
أعود إلى هذه الصفحة المشرقة فقط لأعلن عن انتهائي من ترجمة "صور باللون الأحمر" - 1
وهذا هو رابطها :عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
أرجو أن تنال إعجابك و رضا الجميع .
مع مودتي
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 03 / 2009, 58 : 07 PM   رقم المشاركة : [14]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

رد: ( صور .. باللون الأحمر )

الأخ الفاضل الأستاذ الأديب / رشيد الميموني حفظه الله ورعاه
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
لك مني جزيل الشكر .. وبالغ التقدير .. وعظيم الاحترام ..
لقد سعدت جداً وتشرفت بالتعرف إليك أستاذي الفاضل ..
وأنا ممتن لكم عظيم الامتنا لاهتمامكم الزائد بعملي الأدبي المتواضع ( صور .. باللون الأحمر )
وتكلفكم مشقة العناء بالقيام بترجمة المجموعة الأولى مشكوراً ..
وهذا جهد - وأيم الحق - يستحق كل الثناء والتقدير ..
ليس مني شخصياً فحسب ..
بل من جميع شخوص وأبطال وشهداء المحلمة البطولية التي نحاول أن نحييها سوية في نفوس وضمائر العالم الحر .. وأصحاب الفكر النزيه في شتى أصقاع الأرض ..
إن جهودكم الجبارة - وجهود الأخوة الأدباء والكتاب الآخرين - في هذا المضمار .. لتستحق كل الثناء والتقدير .. والعرفان بالجميل تجاه أمة مغلوبة على أمرها .. ووطن صابر .. وشعب مكافح ..
إن لسيادتكم عندي المكانة الأخوية المميزة والصادقة .. وإنني أحترم شخصكم الكريم كل الاحترام .. وأكن لكم كل التقدير والثقة ..
جهودكم هذه - في ميزان حسناتكم - بإذن الله تعالى ..
ولنا لقاءات أخرى قادمة متجددة بإذن الله ..
معاً وسوياً على الدرب الطويل الشاق الشائك ..
أخوكم المحب
سليم عوض علاونه
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 03 / 2009, 24 : 09 AM   رقم المشاركة : [15]
شريف سمحان
كاتب نور أدبي
 





شريف سمحان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين - رام الله

رد: ( صور .. باللون الأحمر ) المجموعة الثالثة

الأخ الكاتب الفاضل سليم علاونة

تصاوير مؤلمة .. لكنك استطعت أن تجعل جماليات النص يطغى على الألم.
نعم : ما حدث في غزة هاشم أكبر من محيط الاستيعاب.

أتمنى أن أقرأ لك المزيد.

دمت بود
شريف سمحان
توقيع شريف سمحان
 
إلى وطن يعيش فينا ولا زال عصيَّـاً عليهم !!
شريف سمحان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 03 / 2009, 10 : 11 AM   رقم المشاركة : [16]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: ( صور ... باللون الأحمر ) " المجموعة الثانية "

لازلت مشدودا إلى هذه الصوررغم فظاعتها .. لكن متعتها تكمن في حبكتها و سلاسة أسلوبها الرصين .. وكأني أمام قصيدة شعرية تنتهي دائما بلازمة .. وهي لازمة رهيبة صرت متعودا ، قبل أن أقرأها ، على سماع دوي طائرة مجنونة تقترب لتلقي بحممها على كل شيء فتدمر وتقتل البشروالحجر .
صور كفيلة بفضح كل ماجرى وكل ما يجري لإخفائه .. لكن .. لم يعد هناك ما يخبأ .. وظهرجيدا هذا الجيش الذي لا يقهر .. وهذه "الديموقراطية" الوحيدة كواحة وسط "صحراء من الدكتاتوريات" .. وغيرها من الأوصاف التي أعمت بصائر العالم عن الحقيقة ..
حياك الله أخي سليم وأدام عليك إبداعك الهادف ..
ودمت بكل الحب .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 03 / 2009, 35 : 01 PM   رقم المشاركة : [17]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

رد: ( صور .. باللون الأحمر ) المجموعة الثالثة

الأخ الفاضل الأستاذ / شريف أبو سمحان
كل التحية والشكر والتقدير لمروركم الكريم على عملي الأدبي المتواضع ..
سعيد بالتعرف عليكم في موقعنا الحبيب ( نور الأدب ) وسعيد أن التقي بحلو كلماتكم الأخوية الصادقة ..
إن الشكر كل الشكر لأبطال وشخوص ( صور ... باللون الأحمر ) الحقيقيين الذين ضحوا بدمائهم رخيصة من أجل الوطن .. وحرية الوطن ..
ولا فضل لي - ككاتب - على هذه الأعمال سوى الصياغة الأدبية فحسب .. والفضل كل الفضل لعمالقة التضحية والفداء من شهداء .. مصابين وجرحي .. أرامل وثكالى .. الذين أمدوني بالمادة الخصبة لعملي الأدبي المتواضع .
ولنا لقاءات قادمة بإذن الله .
كل الشكر والتقدير والاحترام
أخوكم
سليم عوض علاونه
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 03 / 2009, 46 : 01 PM   رقم المشاركة : [18]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

رد: ( صور ... باللون الأحمر ) " المجموعة الثانية "

الأخ الفاضل الأستاذ الأديب / رشيد الميموني حفظه الله
لا يسعني سوى التقدم بجزيل الشكر ووافر الامتنان لسيادتكم لمروركم الدائم على أعمالي الأدبية المتواضعة.
ولاهتمامك الزائد بهذه الأعمال الأدبية التي لم تعد ملكاً لي بأي حال من الأحوال .. بل هي لشخوصها وأبطالها الحقيقيين الذين سطروا أروع آيات البطولة والفداء بدمائهم الزكية الطاهرة على ثرى الوطن الغالي .
بدوري .. لم يكن لي أي فضل على تلك الصور سوى في الصياغة الأدبية فحسب .. فهي وقائع وحقيقية بكل المقاييس .. أبطالها وشخوصها .. منهم من كان يحيا بيننا واستشهد .. ومنهم من ما زال يعيش بيننا مصاباً .. جريحاً ..
لقد أسعدني جداً تكرمكم بالقيام بترجمة هذه الأعمال إلى اللغة الفرنسية ... وهذه بادرة أخوية طيبة صادقة .. تنم عن الوفاء والالتزام الأدبي المطلق .. ولن أوفيكم حقكم بالشكر والتقدير حتى لو استعملت كل المصطلحات الأدبية المعبرة وبكل لغات العالم عن الشكر والامتنان والتقدير .
بدوري مرة اخرى .. فأنا أضع جميع هذه الأعمال - السابقة والحالية والقادمة - تحت تصرف الأخوة الأدباء والكتاب والنقاد والقراء والمهتمين .. للتصرف بها بالترجمة والنشر بأي يكفية يرتأونها مناسبة .. وهذا تفويض مني بذلك للجميع بلا استثناء ..

اقبلوا تحياتي وشكري وامتناني وتقديري لشخصكم الكريم .
أخوكم المحب
سليم عوض علاونه
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 03 / 2009, 12 : 04 PM   رقم المشاركة : [19]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: ( صور .. باللون الأحمر ) المجموعة الثالثة

أخي الكريم واستاذي الفاضل

سليم عوض علاونة

في كل مرة اقرا فيها هذه الصور يقشعر بدني وكأنني أراها ولا أقول أقرأها للمرة الأولى

ما زالت دماؤها لم تجف ورائحة الموت تنبعث من كل صوب

ورائحة عجزنا أيضا ً ما زالت تنبعث

كيف نغفر ونسامح وننسى ونلهو عن هذه المجازر

كيف لم تشقع لنا هذه القصص الرهيبة من مواجهة جبنا وعجزنا ولو لمرة واحدة

يبدو أننا نحن من فقئت عينه وبصيرته وذاكرته

كان الله في عون غزة على ما ألم بها وعلى ما اختزنته في الذاكرة

الف شكري استاذي سليم وبارك الله فيك وجزاك كل الخير .
توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 03 / 2009, 19 : 11 PM   رقم المشاركة : [20]
سليم عوض علاونة
أديب وقاص، عضو مؤسس -اتحاد الكتاب الفلسطينيين - غزة، عضو دائم في منتديات نور الأدب

 الصورة الرمزية سليم عوض علاونة
 





سليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond reputeسليم عوض علاونة has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: من مواليد حيفا- فلسطين

( صور .. باللون الأحمر ) ’’ المجموعة الرابعة ’’

[align=center][table1="width:95%;background-color:orange;"][cell="filter:;"][align=center]
(( صور .. باللون ألحمر ))
بقلم / سليم عوض علاونه
_________________
" المجموعة الرابعة "
( الصورة الأولى )
رفضت المرأة المسنة أن تغادر المنزل .. حاول الأبناء والأحفاد ثنيها عن ذلك دون جدوى .. راحوا يشرحون لها الأمر .. فإن المنزل معرض للقصف في كل لحظة .. وهم بصدد الانتقال إلى مكان آخر آمن .. ولكن المرأة المسنة رفضت مجرد الاستماع للحديث .
اقترح بعضهم أن يحملوا المرأة عنوة ..وإجبارها على مرافقتهم ومغادرة المكان .. فلما بدأوا بتطبيق ذلك على أرض الواقع .. كانت المرأة المسنة تصرخ وتولول بشدة .. وتتماسك بجدران المنزل وأبوابه .
فكر الأبناء والأحفاد في كل الحلول الممكنة لثني المرأة عن عزما فلم يستطيعوا شيئاً .. أكدت لهم بأن الموت حق .. وأنه ( يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) وأن لا مفر من أمر الله .
سمعوا أزيز الطائرات المخيف التي تحوم في المكان .. لم يكن هناك متسع من الوقت للتأخير أكثر .. هرول الجميع إلى الخارج .. وحاول بعضهم سحبها بقوة إلى الخارج لمرافقتهم دون جدوى.
فرشت " سجادة الصلاة " وبدأت بالصلاة .. بخشوع .
ركبوا في السيارة جميعاً .. قاد الأب السيارة مبتعداً عن المكان بأقصى سرعة ممكنه للنجاة من القصف المؤكد والمحتم .
طائرات الاستكشاف ما زالت تحلق في السماء بكثافة .. ترافقها الطائرات الأخرى من كل الأشكال والألوان .
بعد لحظات قليلة .. فعلاً .. كانت الطائرات تصب جام غضبها بقذائفها المتباينة المتتالية .. والتي أصابت هدفها بكل دقة .
كل من في السيارة احترق .. تفحم .. وما زالت المرأة العجوز تصلي .
+++++++++++++++
( الصورة الثانية )
فتاة رائعة هي .. رائعة الجمال .. الأخلاق .. الدين .. العلم والثقافة ..
تقدم لها " العرسان " الكثيرين .. فرفضت الزواج أو مجرد الارتباط قبل أن تتم تعلميها الجامعي .. فكان لها ما أرادت .
بعيد حصولها على الشهادة الجامعية العليا .. تقدم لخطبتها أحد الأطباء .. والذي كان يحاضر لها لبعض المواد العلمية الجامعية .. والذي أعجب بقوة شخصيتها .. ودماثة طبعها.. وحسن خلقها .. وتمسكها بأهداب الدين .
تمت " الخطوبة " في حفل عقد قران شهده الجميع .. وكان حفلاً مميزاً.. على أن يتم الزواج بعد أشهر قليلة .
وقد كان .. ليس أمر الزواج بالطبع ..ولكن الحرب المجنونة .. الغادرة .. المستعرة التي شنها العدو بحمق وجنون ..
أصاب الدمار كل الأمكنة .. كل شيء .. وأصاب الموت كل البشر .. وكل ما هو ينبض بالحياة ..
قام الجميع بزيارتها وهي ترقد في السرير الأبيض .. رددت بصوت تخنقه العبرات المتحجرة في المآقي :
-لست أدري ... هل سيقبل بي خطيبي الدكتور زوجة أم لا ؟؟ ..خاصة وأنني قد فقدت قدمي اليسرى.. ويدي اليمنى ؟؟؟ .
اقترب أحدهم منها .. تمتم بصوت متحشرج :
-لقد جئنا من طرف الدكتور .. من أجل هذا الأمر بالذات .. إنه في الحجرة الأخرى المجاورة لحجرتك هذه ..
إنه أرسلنا إليك .. لكي نسألك نفس السؤال ... هل تقبلين به زوجاً أم لا ؟؟؟ .. خاصة وأنه قد فقد كلتا قدميه ... وكلتا يديه ؟؟؟!!!!
+++++++++++++++++++++++++
( الصورة الثالثة )
بعد أن احتل جنود العدو المنزل وأقاموا فيه لبعض الوقت .. قاموا بنسفه على رؤوس من به من سكان آمنين ..
صرخ العجوز بصوت مدوٍ تخنقه العبرات وهو يخرج من بين الركام .. بعد أن عاد لمنزله المهدم .. والذي أصبح حطاماً .. وبعد أن أخرجت الجثث المتفحمة من تحت الركام .. صرخ العجوز :
-الله اكبر ... الله أكبر
رغم أن الجميع كانوا يصرخون بنفس العبارة .. إلا أن صراخ العجوز كان يغطي على كل الأصوات الهادرة..
التف القوم من حوله .. راحوا يرددون النداء بصوت مجلجل كالرعد :
-الله أكبر ... الله أكبر
اقترب منه أحد الجيران مواسياً :
-عوضك الله في منزلك ... عوضك الله خيراً .
صرخ العجوز بحدة :
-أنا لا أبكي لضياع البيت .. مطلقاً .
هتف آخر يحاول أن يهون الأمر على صاحب المنزل :
-لتحتسب زوجتك وأبناءك شهداء في الجنة .
هدر العجوز بحدة :
-أنا لا أبكي الشهداء .. فهم في رحاب الله .. في جنات الله ..
ردد ثالث :
-إذاً .. علام الصراخ والنحيب ؟؟!!
رفع العجوز بيديه نحو السماء .. وهو يصرخ هادراً مزمجراً :
-انظروا .. انظروا جميعا ..انظروا كيف لطخوا المصحف الشريف بالقاذورات .. كيف دنسوه بالأوساخ .. بالبراز .. هذا هو ما حرقني ... ما قتلني ... الله اكبر .. الله أكبر .
تردد التهليل والتكبير في جنبات الأرض مرافقاً للتكبير والتهليل المدوي .. الآتي من كل مكان .. من كل مآذن المدينة والمدن الأخرى .. فراحت تردده السماوات العلى .. بخشوع .
++++++++++++++++++
( الصورة الرابعة )
تكرر النداء بطلب النجدة والإسعاف لعدة مرات متتالية من الجيران المحيطين بالمنزل الذي تم استهدافه بالقصف المدمر .. لم تستطع سيارات الإسعاف الوصول إلى المكان .. لأن القصف المتوالي المعربد يطال المنطقة بالكامل .. ولأن المنزل يقع في مكان ناءٍ .
تكرر النداء لسائق الإسعاف بضرورة التوجه إلى ذلك المنزل الذي أصيب إصابة مباشرة بصاروخ طائرة " الأباتشي" اللعينة .
حاول سائق السيارة الوصول إلى المكان بشتى الطرق والوسائل دون جدوى .. فقوات العدو المدججة بالسلاح والآليات تحاصر المنطقة بالكامل .. وتمنع الدخول بشكل مطلق .. والقصف المتوالي ينزل بحمم جهنم على المكان .
بعد جهد جهيد ووقت طويل ... استطاع الوصول بسيارته إلى المكان .. وبصعوبة بالغة .. ومخاطرة جسيمة .
ترجل السائق من السيارة برفقة مساعده .. والطبيب المرافق .. إطلاق القذائف ما زال يحيط بهم من كل جانب .. وأخيراً وصلوا إلى المنزل الذي تم قصفه .. والذي ما زال يتصاعد منه الدخان .. (و) الغبار ..
دخلوا المنزل بصعوبة بالغة .. وصلوا الشقة التي أصيبت إصابة مباشرة بصاروخ الطائرة ... قبل أن يدخلوها .. ثمة امرأة مسنة كانت تجلس بين الأنقاض .. وسط رائحة الموت .. الدمار .. وأكوام الأشلاء ؟؟!!.
هتفت بهم بصوت واهٍ متحشرج وعيون متقدة كالجمر :
-لماذا تأخرتم في الحضور حتى الآن يا أبنائي ؟؟ .. على كل حال .. فأنا قمت بالمهمة ؟؟!!
مدت المرأة المسنة يدها ناحية أكوام الأشلاء المتراصة ... تمتمت :
-خذوا يا أبنائي .. هذا الرأس هو رأس ولدي أحمد .. وهذه يده .. وهذه قدمه .. فهذا كل ما تبقى منه .. فأنا أعرف معالم جسده جيداً .. .. فأنا أمه ..
وتلك أشلاء ولدي محمود .. فأنا أعرف كل أجزاء جسمه .. وهذه أشلاء ولدي ... وهذه أشلاء ولدي ... وهذه ..
كان السائق ومرافقه والطبيب يقفون مشدوهين .. بينما كانت المرأة المسنة تقوم بتسليمهم أكوام الأشلاء .. وتعدد أسماء أصحابها من الأبناء .
.. ما إن انتهت من عملية تسليم الأشلاء حتى هتفت بهم :
-وهذه التي هناك ... هي ابنتي الوحيدة .. لقد أصابتها الحروق الشديدة .. لقد سترها الله في الدنيا .. وسيسترها في الآخرة بإذنه تعالى.. فهي لم تتقطع إلى أشلاء .. لقد بقيت كما هي .. جثة .. متكاملة .. ولكنها .. محترقة .. متفحمة .
حمل الرجال الأشلاء .. والجثة المتفحمة .. ولم يلبث صوت المرأة المسنة أن طاردهم بوهن شديد ..وصت واهْ مختنق ..
-انتظروا .. انتظروا قليلاً .. فهناك ثمة أشلاء لم تتسلموها بعد .. فهذه قدمي .. وهذه يدي .. المبتورتين ؟؟؟!!!
++++++++++
( الصورة الخامسة )
لم تتناول الأسرة أي رغيف من الخبز الطازج طوال أسبوعين أو ما يزيد .. كانوا يتناولون فتات الخبز الجاف .. ذلك إذا تيسر لهم وجوده أصلاً .. كانوا يتناولون وجبة متواضعة فقط في اليوم .. فالمخابز قد توقفت عن العمل لنفاذ ما لديها من دقيق .. وعدم وجود البترول .. الكهرباء .. الغاز ..
استغل الأب فرصة الهدنة المزعومة لمدة ساعات قليلة .. قامت الزوجة بتجهيز بعض الدقيق .. على أن يقوم الزوج بنقله بسيارته الخاصة إلى المخبز البدائي الذي قام بصنعه صديق له في منزله .. والذي يستعمل له الكرتون والحطب والورق والأشياء الأخرى ..
ألح الأطفال بمرافقة الأب .. وكذلك الزوجة .. خاصة وأنهم خلال الأسبوعين المنصرمين لم يخرجوا من المنزل على الإطلاق .. لم يروا النور ... فأذعن الأب لمطلبهم بعد إلحاح شديد .
وصل الجميع حيث منزل الصديق .. وتم الحصول على الخبز الطازج ، سعد الأب والأطفال بذلك .. فهم اليوم سيحصلون على أول وجبة من الخبز الطازج منذ مدة طويلة .
وضعوا أرغفة الخبز بوعاء كبير فوق ظهر السيارة .. بعد أو وزع عليهم الأب رغيفاً من الخبز لكل طفل .. فأطبقوا على أرغفتهم بنهم شديد واستعدوا لقضم بعض الشيء منها .
صاروخ رهيب لطائرة حمقاء قصفت السيارة بجنون .. فأحرقتها تماماً ..
يؤكد جميع الذين قاموا بالإسعاف والنجدة .. بأن الأب الذي كان يقود السيارة قد تفحم تماماً وهو ما زال يمسك بقوة بمقود السيارة .. بينما انصهر جسد الأم في بوتقة متفحمة تحوي جثتها وجثث الأطفال الذين كانت تطوقهم بقوة .. محاولة إبعاد الخطر عنهم ؟؟!! ويؤكدون بأن الأرغفة ما زالت كاملة .. متفحمة بين أيدي الأطفال .. قريباً من أفواههم ؟؟!!
المصادر الإسرائيلية .. وبعد لحظات .. كانت تعلن عن قصف مجموعة من رجال المقاومة .. رصدتهم طائرة الاستطلاع .. وهم يستعملون الأطفال كدروع بشرية ؟؟؟!!... وهم يستقلون سيارة تحمل عدداً كبيراً من الألغام ؟؟!!
+++++++++++++++++++



( الصورة السادسة )
كانا على طرفي نقيض .. حقاً بأنهما شقيقان .. ولكن كان لكل منهما خط سير مختلف تماماً .. فكانا على عدم وفاق مستمر .. وفي حالة خصام دائم.
انحرف أحدهما عن جادة السبيل .. بعد أن استولى عليه الشيطان .. فأمات ضميره ..وانصاع للشيطان ومغرياته .. يأتمر بأمره .. فاختار الدنيا ومغرياتها وآثامها الشيطانية .. وكان إسقاطه وبشكل شنيع في مهاوي الخيانة وأوحال العمالة .
أما الآخر .. فكان على النقيض من ذلك تماماً .. شاب اختار الآخرة على الدنيا .. وطلب الشهادة والاستشهاد في سبيل الله .. والوطن ..
استمر الخصام بينهما واشتد .. مما اضطر الشاب المناضل لردع شقيقه عدة مرات .. فلما وجد أن لا فائدة منه .. ترك له منزل العائلة كلياً .. وقرر أن يستأجر منزلاً آخر بعيداً عنه .
أحس الأول بأن الظروف العصيبة التي يمر بها الجميع هي فرصته الحقيقية للانتقام من شقيقه .. وأن الفرصة قد حانت له لرد الصاع صاعين ؟؟!! .
أكد البعض بأن المنزل قصف بالجو من طائرة حمقاء .. بينما أكد البعض بأن القصف كان من دبابة مجنونة .. والبعض أقسم بأنه كان من البحر من طراد غادر .. .. والآخرون .. أقسموا بأن القصف كان من كل ذلك .. ومن كل مكان ..
شعر الفاسق الخائن بالسعادة ؟؟!! .. قهقه كشياطين جهنم ..قرر أن يمتع ناظريه بمشهد منزل شقيقه المحترق ؟؟!! .. قرر أن يكحل عينيه بمشهد جسد شقيقه المتفحم ؟؟!! .. هرول ناحية منزل شقيقه .. مع من هرول والذين كانوا يتسابقون للإنقاذ والنجدة والإسعاف والمساعدة .. ولكن أي من هذا أو ذاك لم يكن هدفاً للشيطان بالطبع .
راح يراقب الجميع وهم يخرجون الجثث المحترقة من تحت الأنقاض والركام .. قهقه عالياً عندما رأى جثة زوجة شقيقه .. ودوت ضحكاته المجلجلة كشياطين جهنم عندما رأى جثة شقيقه .
لم يلبث الشيطان أن كف عن الضحك الشيطاني المجلجل .. عندما أخرجوا جثة أخرى .. بهت .. جحظ .. صرخ كالمجنون :
-من ؟؟!! .. جثة أبي ؟؟!! .. أوه .. وجثة من تلك أيضاً ؟؟!! .. جثة أمي ؟؟!! .. وجثة من هذه ؟؟؟!! .. أوه .. إنها جثة زوجتي .. وجثث من تلك ؟؟!! ... إنها جثث أولادي جميعاً .... ماذا أتى بكم إلى هنا الآن ؟؟!! في هذا الوقت بالذات ؟؟!! لماذا أتيتم الآن ... لماذا ؟؟؟؟!!!
[/align][/cell][/table1][/align]
سليم عوض علاونة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان ( ومضات - بطاقات ) المجموعة الخامسة عام 2000 فتحي صالح معرض صور شاعرنا الغالي ( للفنان فتحي صالح) 14 20 / 10 / 2015 03 : 10 PM
المجموعة الثانية من شهادات التقدير ( طلعت سقيرق للوفاء الإبداعي ) هدى نورالدين الخطيب شهادات تقدير مؤسسة نور الأدب 17 23 / 05 / 2012 38 : 07 PM
ديوان ( ومضات - بطاقات ) المجموعة الثالثة 1998 فتحي صالح معرض صور شاعرنا الغالي ( للفنان فتحي صالح) 9 28 / 12 / 2011 04 : 07 PM
ديوان ( ومضات - بطاقات ) المجموعة الثانية عام 1997 فتحي صالح معرض صور شاعرنا الغالي ( للفنان فتحي صالح) 9 25 / 12 / 2011 54 : 01 AM
( صور .. باللون الأحمر ) الصورة الثانية عشرة سليم عوض علاونة الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 30 / 04 / 2009 46 : 10 PM


الساعة الآن 06 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|