1- هل تعتقد أن المشروع الأدبي ينتهي عند إنجاز كتاب أو ديوان شعري ؟
بالطبع لا..فالديوان أو الكتاب مجرد خطوة من خطوات كثيرة في إطار المشروع الأدبي.
2- ما تصوركم الخاص كأديب للمشروع الأدبي و ما أبعاده ؟
المشروع الأدبي من وجهة نظري هو تكوين تجربة شعرية كاملة خاصة بالأديب بحيث أن تكون له شخصيته الأدبية الخاصة به وإمبراطوريته الخاصة التي تظهر من خلالها ذاته وتكوين ميراث حقيقي يتذكره به القارؤون ويؤثر فيهم.ومن وجهة نظري المتواضعة فالأديب بحق يظل مقتنعا أنه لم يكمل مشروعه الأدبي حتى آخر لحظات حياته فمادام حيا يبقى قلمه ناطقا بالشعر من أجل إعلاء قضية هو مؤمن بها تمام الإيمان.
- كما أن المشروع الأدبي لابد وأن تتوافر فيه مميزات عدة وعوامل تعمل على إنجاحه ومنها:-
* أن يكون الأديب مؤمن بكل كلمة يكتبها حتى يستطيع التعبير بكل وسائله الممكنة والمتاحة.
* ن تتوافر لدى الأديب المقومات الشعرية المناسبة والثقافات الملائمة للكتابة أيا كانت قصة أو شعر أوغيره.
* أن يتعايش الأديب مع كتاباته حتى ولو لم يستطع بشخصه فليكن بإحساسه.
* الإصرار على إظهار مشروعه للجميع والمواصلة من أجل الوصول.
* أن يكون المشروع الأدبي نفسه ملائما للظروف الحياتية التي يعيشها الكاتب والقاريء حتى يكون طريقه ممهدا لقلوب وعقول الجميع.
* ومن أهم العوامل والأبعاد التي تساعد في إنجاح المشروع الأدبي وللأسف هو ليس بيد المبدع (الإعلام) الذي أصبح أهم عامل لإنجاح أي عمل.
2- لكل شاعر مرجعياته الفكرية والثقافية والاجتماعية، ماهي مرجعياتك التي أسهمت في تشكيل وعيك وإنجاز مشروعك الأدبي الذي لم يكتمل بعد و لا أقصد ديوانك الشعري الذي تعده للطباعة ؟
أصبحنا الآن في زمن المؤثرات الكثيرة جدا من انترنت وتلفاز وراديو وصحف ونقلا عن الغير بالألسن .
للأسف أكثر مايضايقني فينا أننا كعرب نعتقد نفسنا نعرف في كل شيء
ولانعرف مثلا يقول :-
من قال لا أعرف فقد أفتى
لذا أحاول بقدر الإمكان تنقية مرجعياتي حتى لاتشوبها الشوائب التي تملأ خزانات أفكارنا .
فمرجعيتي الأولى هي القرآن الكريم وبالتأكيد مع سنة الحبيب صلى الله عليه والسلام فمثلما قال رسولنا الكريم(تركت فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلو بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) صدق رسول الله وبعد ذلك أومن أن لكل منا عقل ويجب علينا أن نقرأ ونتواصل مع الجميع نأخذ الجيد ونبتعد عن القبيح و المرجعية الأهم هي الحياة ، فالتجارب الحياتية ياسيدي هي التي تكون شخصية وذاتية للكاتب وتجعل منه يعبر عما يريد بأسلوب ملكه وحده ولاشك أن القراءات المتعددة للثقافات المختلفة تزيد من رجاحة العقل وتجعل من الكاتب أكثر وعيا وإدراكا للأمور.
أعتز جدا بوالدي ووالدتي وهم من أهم مرجعياتي الإجتماعية وآخذ رأيهما في كل كبيرة وصغيرة.
المرجعية لابد وأن تكون شاملة وعامة وأن يستفتي الكاتب عقله وقلبه ومرجعيته الدينية حتى يسير في الطريق الصحيح.
3- هل الشعر حالة إبداعية تسيطر عليك أم هو شكل من أشكال التواصل مع المتلقي؟ كيف تولد القصيدة لديك، ومتى تحس أن القصيدة التي أنجزتها قد أصبحت مكتملة؟
من اجل إنجاح القصيدة لابد من توافر هذين العاملين فالشعر بالتأكيد حالة إبداعية لابد وأن تأتي للشاعر كي يبدع ويكتب أجمل الكلمات التي توضح فكرته وصوره بأسلوب يليق بالمتلقي وبه كما أنه يجب التواصل مع المتلقي لأن الشاعر لايكتب لنفسه فقط .بينما يكتب لنفسه وللناس فإن قرر أن تكون حالة إبداعية خاصة به فمن الممكن يكتب قصيدة لايفهمها إلا هو ونقول وقتها هي تعبر عنه فقط وبالتالي لن يقرأها أحد ولن يوتواصل معها قاريء وإن كانت شكلا من أشكال التواصل فقط فسيكون الشاعر مجرد مؤدي لدور الكومبارس يكتب مايملى عليه فقط ولايعبر شعره عنه ولا عن وجهة نظره لذا باختصار الشعر مزيج من الإبداع والتواصل.
- أحس أني أنهيت القصيدة عندما أحس أني أوصلت فكرتي وصدقني أنا شخصيا عندما يأتيني الإحساس اني أوصلت الفكرة التي أريد للقاريء
يتوقف قلمي عن الكتابة ولااستطيع كتابة حرفا واحدا كزيادة عن القصيدة.
4- بم أحسست و أنت تكتب الشعر ؟ و أنت تنشر أول قصيدة ؟ .
وأنا أكتب الشعر أحس بأني مخلوق من كوكب آخر يكفي أني أستطيع التعبير عما بداخلي بصورة نقية جميلة يستسيغها القاريء.
أول شيء نشرته كان خاطرة ولم يكن قصيدة ووقتها ظننت أني كتبت إبداعا وصدقني لو قرأته الآن لضحكت عليه كثيرا
أما أول قصيدة موزونة نشرتها كنت سعيدا جدا جدا وأحسست وقتها أني حققت إنجازا يُحسب لي ولكني أيقنت أن المشوار طويل جدا
ويجب علي المواصلة.
5
-ما فائدة القصيدة و ما جدواها إذا سمعها أو قرأها المتلقي ثم كان مصيرها النسيان بعد لحظات ؟ .
إن لم تؤثر القصيدة في المتلقي فلافائدة من كتابة الشعر فالشعر فكرة ورسالة لابد وأن تصل وإن لم تصل مثلما يريد الشاعر فهو لم ينجح فيما كتب.
ستكون وكأنها أغنية سمعناها ومرت والشعر ليس كذلك.
6- هل توافق النقاد على أن يلقبوك بشاعر الجمال و ربما هذا اللقب سيرسم لك مسارا إبداعيا لا تمارس فيه حريتك مستقبلا كشاعر متحرر يحلق بالقصيدة في أجواء مختلفة الرؤى و الإبداع ؟ .
بالتأكيد أحمد فرحات كشاعر لايريد أن يقيد في إطار واحد فأنا أحب التحليق في شتى المجالات وجميع الأفكار ولكن فلنقل أنني سعدت جدا بهذا اللقب لأنه أعطاني دفعة معنوية كبيرة ولكني أتمناه لقبا من عدة ألقاب فأتمنى أن تلتحق بي أيضا ألقاب عديدة مثل هذا اللقب فالشاعر هو الذي يحدد مايكتب ولايؤثر فيه لقب أو غيره لأنني إن قيدت في إطار معين بالتأكيد سيكون مصير كلماتي النسيان أو على الأقل ستصل إلى فئة معينة وأنا اريدها تصل إلى قلوب وعقول الجميع
---------------------
محبتي وتقديري أيها الغالي وبانتظارك كثيرا