أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
وأخيرا حضر القاص ابن الطبيعة والمتيّم بها دون منازع الجار الأغلى والحبيب رشيد..حياة شهد ما قاله أخي رشيد ليس أمرا اعتباطيا أو جزافا!!! إنها عين عارف...مودتي ..
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
[align=justify]عودتي من رحلة قصيرة بضواحي المدينة حيث الروابي والحقول المخضرة جعلتني أنتشي بهذا المساء الحالم و أمني نفسي بليل هادئ أهرب إليه لأتأمل .. أي شيء جميل ,,
ولم أكن اتوقع أن أجد في انتظاري هذه المفاجأة .. هو فعلا عشاء دسم لكنه لن يصيبني قطعا بالتخمة ..
الرائعة حياة .. ربما كان إخوتي هنا يجمعون على عدم التعليق مرة واحدة ويجزئون هذا التعليق حسب أجزاء روايتك ..
وأنا طبعا لن أخرج عن الإجماع .. لأن تعليقي مرة واحدة سيكون حيفا سيلحق بنصك ..
اسمحي لي أولا أن أسقط على روايتك هذه اسمين يمكنهما اختزال الوصف الذي يمكنه أن يطول ..
حياة .. هذا الوصف الأول .. لأن الرواية تعج بالحياة و تنبض بها رغم أن الأحداث لم تتجاوز المونولوج في ذلك المقهى الليلي .
شهد .. وهو الوصف الثاني .. لأن نصك يقطر عذوبة مثل عذوبة الشهد ..
أمني نفسي بأجزاء أخرى تمتعني وتزيد في نشوتي عند قراءتي لكامل الأجزاء إن شاء الله ..
حياة شهد .. لست ناقدا و لا أدعيه ، وربما كان هنا بالمنتدى من له باع طويل في النقد .. لكني وبكل تواضع أقول لك : ما شاء الله .. إن لم تكوني روائية الآن ، فستكونين حتما ذلك بإذن الله .. وأتحمل مسؤولية هذا الكلام ..
موفقة إن شاء الله ..
تحية إعجاب دون تحفظ ,,
ولك المودة كلها . [/align]
.........................
أخي الكريم رشيد ..
كنت أمنّي نفسي برؤية توقيعك يزيّن صفحتي ..
و كنت بحاجة ماسّة لهكذا تواجد و هكذا كلمات ..
أقلّ ما يمكن أن تفعله هنا هو أن تشعل رغبة المواصلة بقلمي ..
و تشجعني و ها قد وجدتك ..
لمستك هنا أخي الفاضل جد غالية و أعتز بها جدا ..
شكرا جزيل الشكر .. على التواجد و على ما كتبته هنا ..
تقبل تقديري و عميق امتناني ..
[align=justify]غير أنّ نزعتي التي تميل للوطنية جعلتني أكتفي بحدود وطني العربي أُشَرِّح على جسده المنهك فصول ذاكرتي المعذّبة و هوس أفكاري الأرستقراطي و جنوني ذي الأصول الرّيفية في قمّة ازدهارها ... دون سائر اللّغات .... ذات أمسية شعرية حضرتها لوحدي و لي وحدي و لشاعر هو أنا، جلست أتفقّد اللّيل الكئيب و كأنّ نيسان بادل أيلول عزفه و شكله و شحوب ملامحه ... فبدا الطقس نيسانيا بملامح خريفية تبدّدها أحيانا شتائل الزهر المنتشرة و عطور الياسمين المتضوعة و الأشجار المكسوّة بحلّة العيد الفاخرة، قد تسمع من أعلى أغصانها فحيح أفعى مستعدة للاحتضار على جسدك المسكون بخوف فطري ... ملامحها قد يجبرها العهد الممضي بين أيلول و نيسان آن تتخلّى عن بعض أوراقها لتصنع ليلا أيلوليا منافقا ... جلست أفكّر و أسترجع من الذكريات ما عجز شال تلك المرأة عن محوها ... ذاكرة حرف العين المغلّقة على مصراعيها و كأنّ تشنّجات هذا الحرف الناري زرعت حواف الذكرى بأشواك مكهربة قد تمزّق خيوط ذلك الشال الوغد .. بعد سلسلة صعقات تَتْرُك للعزاء منطق القبول .. !! حرف مكرّر بتفاصيل غاية في الغرابة و الغواية البوليسية .... و النشاط الحزبي السرّي .. كأنّني وجدت في المصطلحات السياسية غايتي .. قد تكون أكثر تعبيرا من غيرها في وصف شرعية الحكم الأنثوي في حياتي .... وفي تفاصيل الانقلابات الشعرية و دستور كلماتي المقنّن بطريقة تسمو فيها القاعدة الشعرية المطرّزة بأزهار الياسمين على قوانين العشق المؤقتة العابرة لحدود العطر فقط .... و لأنّني أحب زهر الياسمين فقد أشهدته على قصص عشقي المنحوتة لوقت تعدّى الأشهر .... حتى أنّي اضطررت لتجميد الياسمين بقطع ثلج في مزهرية صُنِعت من زجاج و ألصقته بعد أن أدمن البرودة على باب غرفتي كي لا يكتسحه ذبول مفاجئ .. و يكون الصيف فلا أجد غير بقايا أزهار داستها أقدام شمس حارقة ترفض كأنثى أن تتخلّى عن شعاراتها و طقوسها .............................. حرف العين كما قلّبته مواجعي انتقاما من قسوة تلك المرأة .... تجسّد في أنثى ... وكأنّ الحرف في مملكتي زير نساء ... العين قد يكون أوّل نبض و أوّل تنهيدة طرحتها أنفاسي . حقيبة شوق تختلف عن جلّ حقائب السفر نحو مدينة العشّاق و لأنّ المراهقة لها أحكامها الشرعية أيضا فقد دوّنتها شعرا يتعقّب كل مخالفة راسخة لمبادئ الحب في حياتي ... أوّل قانون دوّنت قواعده و رسمت حدوده على الصفحات بعد أن عشت لسنوات الحب العرفي .... بمخاطرة الإنكار .. و العبث بمشاعر طفولية بجسد قد يتشّبه برجل .. قد يرتدي بذلة أنيقة و ربطة عنق فارهة الرجولة من انسكاب العطر العشوائي على حوافها و كأنّ التمرّد يوّلد سنوات من القحط .. لحظتها أدركت أنّ العطر المسكون بهوس الانصياع الكاذب لا يمكنه أن يقهر التعطّش لنشوة الحقيقة .. النّفاق الرشيق لا يحتاج لقياس خاص و لا للحظة تخثّر حتى يداري هفواته . كنت بعد في المرحلة الثانوية و لأنّ التقاليد في مدينتي القروية كما أشاء تسميتها .. قرية اعتنقت التحضّر بطريقة ما .. كان العين أنثى من طراز قروي متمدّن .. بحروف كلاسيكية و مذاهب عصرية غاية في الجرأة .. كما لم أعهدها قبلا .. صفوة خاطر لم تعهدها ثقافة الحروف لأنّها كانت أنثى، أنثى من طراز خاص .. الغروب فقط من يصلب أنوثتها و يتحرّش بحمرة شفتيها المنتشلة و كأنّه وشم من صديد .. كنت أرمقها و هي تتهادى فوق أجنحة ليلة ماضية و أنا أرتشف من فنجان قهوتي الصباحية و أرمق قدّها المرسوم ببراعة رسام مجنون على واجهة ذاكرتي للفرجة النسائية .. لكل أنثى حبلت من أفكاري و مرّت في لحظة عشق من هناك .. حرف العين طار بي من عالم ساذج، من عالم الرّسم بالكلمات . الحسّ السطحي المكّهرب على صفحات الدفاتر إلى التجربة الميدانية القاسية و الهادفة أيضا .. و المنطلقة .. و المحفوفة بخطر الاجتياحات العسكرية المفاجئة .. بزي مدني ساذج .. بأنفة مبتذلة . و كأنّها فترة تربّص خضتها قبل دخولي العاصمة ... حتى أنطلق فكريا و جسديا و أنهل من عبق الحروف المرَّصعة بقطع التجارب الحيّة البلورية .. وصولا للماس الأصلي .. قد تكون تلك التجربة، أوّل تجربة شاعرية في حياتي .. صرخت من بين أحضانها بصوت رجل، بعد أن ضمّتني طفولتي لأجيال قروية .. !! رجلا يشعر لأوّل مرة بميل نحو أنثى ... كان ذلك يكفي لأشعر معه أنّي تجاوزت سنّ الطفولة .. العين ... أنثى قدمت من ناحية أخرى من القرى المتحضرة أيضا و قد تكون أكثر من ذلك بقليل ... لتمكث لدى شقيقتها المتزوجة بمدينتي ... و لأنّها واربت طفولتها ... و تنّصلت من تقاليد الأسر الجزائرية التي تزّج ببناتها في البيوت حتى لا يقذفهن القدر بشتيمة ما .... فقد خرجت لتتصفّح دفاتر أنوثتها خارجا و تستعرض رقصاتها الجنونية على مرأى من العالم الخارجي، المحروم من إطلالة أنثى .. بانحناءات جسدها المكشوف و فواصل التعقّب .. !! قريتي صغيرة و كانت هي أيضا جميلة لحدود الهذيان ... وزّعت جمالها قطعة، قطعة على شباب القرية لتشتري قلوب الكثيرين ... غير أنّها التفتت نحوي و أشعلت لفافتها من دخان احتراق طفولتي، حاصرتني بقذائفها و خططها المحبوكة ... و كنت فتى جلّ ما يميّزني خجلي و عوالم طفولة قاربت على السبات .. غير أنّ وسامتي تجاوزت بطشها فانقادت لي و طوَّقتني بعد أن شعرت بوخز من رجولة متوارية .. و قطرات مطر تفزع في غطرستها غيوم الشتاء .. كانت أوّل تجربة نسائية تعبر ممري المقفل لسنوات و تتجاوز نفقي المظلم ليلا دون أن يردعها الظلام الدامس و لعبة مغارة الخوف التي اصطنعتها لنفسي قبل زمن .. و كأنّه بعدها قد ولّى زمن الخوف .. كانت رشيقة، فاتنة .. تحيك خطاها بسحر يجعلك تتعثر بخيوط مِشْيتها .. فتتبعثر فوق أرصفة خالية إلا من ظلالها و لا تكاد تلملم نفسك حتى تستوقفك مناهضة تحدي أنثى .. كانت نقطة تميّزني عن كل شباب القرية .... و علامة استفهام تُرْسم على جبيني و أنا الذي كنت غريبا عن عالم النساء .. العين أوّل سُلّم امتطيته نحو الكتابة و إحاكة القصيدة المشحونة بمشاعر فتية لم أعرف وقتذاك كنهها و لا تفاصيلها .. كانت أول تصميم لأنثى أضعه .. بعد أن كانت تصميماتي مجرّد خربشات على أوراق شجر برّي جاف .. يفتقد لمداعبة عطر موسمي ساحر .. مجرّد نزلات برد طائفية .. و حشرجات صوت رياح على إيقاع هفوة ربيعية تصادمت و شجن خريفي عند نقطة التقاء عاشقين .
*****
أحداث وطني العربي تقطع تسلسل مساري الشعري و تعيق خطوة ترتيب حلقات العقد الممزّق .. رغم أنّ بعض الحلقات مفقودة .. مبعثرة في مكان ما من ذاكرتي المثخنة بالجراح .. الظلام محيط و رحلة الثورات لا زالت مستمرة، هذه المرة بفتيل مزدوج .. الوضع في ليبيا لا زال متدهورا .. و سوريا تتجهز لاستقبال العتاد الثوري .. الموت بوجه خريفي و بسيف ذو بريق شرقي مزدوج، يقلع يوما بعد يوم أوراق أشجار عربية ... و رصيد الشباب العربي في تنازل مستمر ... لوحات متفحمة و أخرى بألوان قرمزية متحجرة تحاصر جدران المتحف العربي و تصادر اللّوحات العالمية المقتبسة النادرة .. لا شيء يضاهي براعة التصوير الحي و ضربات خنجر تاريخي على قطعة خشب تلملم شظايا الألوان الحرة المتناثرة .. تلك هي لمسات غروب مبكّر ترك حمرته إرثا تتقاسمه أجيال الثورات و اختفى .. الموت يعزف ألحانه الصمّاء في العراء .. حيث لا وجود لكاتم التنهيدات و لا حتى قطعة قماش تلملم بين خيوطها المتهرّئة ابتسامة شاحبة خلفّتها قذيفة مباغتة .. تلك الرسائل المشفّرة التي كانت تتعقّب الشفق أضاعت حروفها .. في كل يوم تصبح مهمة لملمة الحروف المبعثرة صعبة لحدود المستحيل .. لذلك كان الموت سيّدا لا يُقهر و كأنّه يمارس هواياته في ظل الغموض الكلّي الذي يحيط بلافتة تائهة .. لا تنتمي لغير المجهول .. انتهى الحوار المسكون بلهفة الدماء .. انهار التمثال الذي كانت تحرّكه الخيوط تماما كالدمى المتحرّكة .. ليبيا تتخلّص من عقدة الانتساب الكاذب و تقوم بقدم مبتورة، عرجاء تزحف فوق أعشاب تلفت على وقع شجار موسمي بين فصلين الربيع و الخريف العربي ...
[/align]
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة شهد
* الجزء الثاني *
كنت أكتب و نافذتي مفتوحة ... و قطرات المطر الهاطلة في تنسيق و تنظيم شديدين تُبَعْثر الدخان المتجمع فتغفو كل محاولة لإطلالة أنثوية من شرفة أحلامي المنكسرة ...
تفاصيل مشوَّهة تلك التي كانت تتراقص من الحين للآخر على واجهتي الزجاجية ... و كنت أحطّم كل قطعة زجاج ترفض الانصياع لأوامري .. و كانت النتيجة أني حطّمت ليلتها كل زجاج نوافذ غرفتي .. حتى الكؤوس مارست شعوذتها و وشايتها و هواية تصوير النساء و استباحت جنونها على فكري المتعب فتحطمت ..
لأول مرة قررت ان أستعبد القصيدة و لا أتركها تطوِّعني ...
منذ أن أتممت دراساتي الجامعية في الحقوق و أنا منزوٍ داخل الصفحات أداعب حرفا أجَّج نيران الاعتراف بداخلي و رغباتي في أن أملك أنثى بتفاصيلها الجريئة و البريئة و بملامح عشقية كنت قد رسمتها أنا قبل الآن و سطرتها ضمن قصائدي البيضاء،
و أعاتب حرفا مدّ أصابع النهاية لتفتَّك مني خاتمة أفلامي الجميلة .. و تسلبني رغباتي في امتلاك أحرف أخرى أكثر إثارة لكتابة قصيدة ...
لا أنكر .. أنِّي خضت علاقات مع نساء، بحثا منّي عن امرأتي المختفية في جسد أنثى أخرى لا أعرف تفاصيلها .. لكنِّي فشلت في رصد خطاها ... و تعثَّرت كثيرا في حبال الشكل المخادع بمجرد محاولتي التصّنت على همس أعماقها خِفْية و بذكائي كشاعر و روائي ..
كنت أعرف تماما لعبة التخفي بالكلمات و لعبة التوغل في نفوس النساء من تجاربي الكثيرة بين السطور و من محاولاتي الكثيرة لتشريح أنثى على صفحاتي حتى أنِّي توصلت في نهاية لصنع أنثى على طريقتي ... و على طريقة رغباتي و ميولي الفنية و الشكلية و حتى الشاعرية .... غير أنّي كثيرا ما اصطدمت بعيوب تشوِّه فنية اللَّوحات فأمزقها و أنثر رفات ألوانها على سطح بحر دموعي حتى تغْرَقَ بين ملوحة الأمواج و انسياب دموعي المتواصل كأنَّه شلال عذري .. فأكون بذلك قد أغرقت و قتلت امرأة على حدود قلبي الملغوم ... و أنهض لأعيش قصة حبي الملتهبة في دفاتري و بين أحرفي ...
حتى أني شعرت حينها أن الكتابة فقط من تتفهم غرابة مطالبي وكأنها أنثى صُنِعت على مقياس رجولتي و تسلُّط ريشتي و ألواني ..... أنثى تفضل الانتحار قبل أن تمتد لها الكلمات لتقتلها ..
كنت رجلا أستعمل الحروف حتى في واقعي البعيد عن الأوراق .... فقد رمزت لكل أنثى استطاعت أن تمتطي صهوة أشعاري و لو لبعض الوقت كمداعبة لقدر هو لي .. بمجرد حروف .. فتعرّفت على حرف الألف و الياء و العين و القاف و و و و و هناك من الحروف من يتكرّر و كأنّ دخان احتراقه قد خلّف نارا أخرى ..
من وحي الرماد تشبُّ عواصف نارية تؤرّخ لمواجع باهتة .. وحدها النار الأصيلة تتأجّج بحكمة و حنكة فلا يطفئها شتاء و لا تخبو لمجرد الاحتكاك بمطر، تصرخ باشتعالها المشبوه بكراهية الصمت .. إذا حدث و انطفأت فإنّ رمادها يستنجد برياح دخيلة تبعثره، و مع لهفة جمع شتاته تضيع السنين و يغترب العمر و تبقى المواجع خالدة تحفر بقسوةٍ و بفؤوس حادة بأعماق الرّوح .. لذلك الحروف عندي فوارق ..
في سنوات دراستي، حاصرت الحروف و هاجمتها بصواعق متتالية و تحرّرت من الصفحات رغم أنّي كنت أفرش من الحين للآخر ركنا من جبل نائي أقضي فيه بعضا من قيلولتي الشعرية و أفضي له بنوازع نفسي الفتية و كنت أتصبّب عرقا كلّما دوّت قصيدة شعرية بأعماقي، حتى أصاب بحمى لا أشفى منها حتى يطارح قلمي الصفحات .. و حتى أصلب طول شجني بقدٍ يضاهي نخيل صحراء الألم .. كنت حزينا بدرجات شاهقة ..
كان الحب بحياتي حينذاك يعصف بوتيرة هادئة، كأمواج صبية لتوّها تعلّمت الحبو، على بحر لم يتعلّم فنون العمق المخادع .. سرعان ما يُسرِّحني و يفارقني بمجرد أن أمزّقه و أفتّت أزهاره شعرا و أرصد له قيمة شعرية قد لا تتعدّى الهوامش و أحيانا تُصاب بصدأ شديد إن حدث و تجاوزت سطور المراهقة محاولة منها لغزو شباب مبكر ..
الواقع أنّ المرأة التي كنت أبحث عنها لم تأت .. و لم تلوِّح بمنديلها و لم تسلّط قامة مكانتها بأعماقي حتى أحتاج لاقتناء المزيد من الدفاتر .. و أقلام الحبر الفاخرة .. و ليلة أرصُدها لسدّ فجوات الألم بلمحة طفولة منها و جسد أنثى، و ظلّ أنثى .. و رعونة جفاء تُداخلها لحظات كبرياء متقطّعة من تلك التي يعزفها العفاف و الحياء .. و استنكار لكل ما هو شاذ و دخيل على مجتمع مسلم ..
في تلك اللّيلة المشؤومة تفطّنت لأشياء لم تخطر على بال نزعتي الشعرية .. كنت بحاجة ماسة لمن يواسيني .. لمن يُسرّح مجرى تنّفسي المسدود بقطعة قماش حقيرة .. لمن ينتزع شوكة وردة ذابلة أدمتني كما لم تفعل أية وردة في عنفوان شبابها قبل الآن .... كما كان يقول المثل الشعبي الجزائري ( العود اللّي تحقرو يعميك ) فيما معناه أن قطعة الخشب أو الوتد الذي تستصغره هو من يفقدك البصر، في وقت تهرب من الأشياء التي تراها كبيرة، تفاجأت بلغتي و بألفاظي، لم يسبق لي أن استعنت قبل الآن بمصطلحات سوقية ووضعتها على قدر المساواة مع حروف متكبّرة .. متعالية حين تنسكب يُفْرَش لها السجّاد الأحمر تماما كما الحكّام و المُلاك .. و تعزف لها مقطوعة كانت تُحَفّز فيها لغة الأنوثة ..
و كأنّ الواقع الذي صدمني ليلتها قد أمات عمرا بحاله .. و استنكر لرحلة بحرية ضمّت أجود الأنفاس المتحرّرة في لحظة شجن .. شغفي بملء نموذجي المصمّم قد حاصرته نكبات عصيان شامل ... و كأنّ قلبي ليلتها قد انبطح أرضا لتنكل به أيادٍ متسخة .
خارطتي ارتمت على حدود وطن عربي أصابتها حمى الثورات ... أوردتي تحترق، شراييني تقصف من كل جانب .. و سجادة دمي الحمراء تفقد أنوثتها ..
لأول مرة تمنيت لو تتاح لي فرصة لقاء خاص مع بوعزيزي تونس، ذلك الرجل الذي نقم يوما على ظروفه و استبدّ به السخط حتى قرر أن ينتقم من لواعج نفسه و من سؤدد الحياة التعيسة فأشعل برباطة جأش فانوسا عبر من خلاله حاجز الدنيا المزيّف ليصل إلى مرتعه الأخير ... وضع حدا لحياة تجلَّت له كاذبة ... أحرق نفسه على مرأى من العالم .. أي شجاعة تلك التي تحملك على متابعة تفاصيل موتك، أي منظر ذاك .. حتى في احتراقاتي المتكرّرة لم أشهد احتراقا كذاك الذي أبكى شعوبا بحالها .... و أنا في كامل قواي الشجنية و الهستيرية تذكرته فخفّف عنّي بعضا من وطأة القهر الذي اعتراني منذ لحظة تغيير ما في حياتي .... أنا عربي فهل هي عدوى التغيير لكل ما هو عربي ...
تمنّيت لو ألتقيه كي أسأله عن طعم الاحتراق الإرادي ؟؟ و درجة الانتماء إلى جسد تبرأ منه في لحظة غفلة ؟؟ و انتمى إلى عود كبريت بجبروته و سلطته الحارقة .. و عن مقدار الرجولة المتبقي بعد تفحّم الجسد .... ؟؟ هل تصلح لإعارة شخصية .. ؟؟ في وقت انقرضت فيه كل معالم الرجولة .. و عن فصيلة الدم الجديدة التي تنتمي إليها دماء شرايين محترقة .. و هل يمكن التبرّع بدماء شابها اسوداد جريء .. ؟؟
الفارق بيننا أنه أشعل باحتراقه ثورة بلد بكامله بل بلدان بكاملها .... و أنا مجرد قطعة قماش أضرمت النيران في دفاتري .. في ذاكرتي .. في ماض اعتقدته هو الأصوب ...حتى مبادئي تناثرت كأنّ قنبلة ما انتحرت على ضفافها .. و نتيجة ذلك كتمان ..
البوعزيزي التونسي لقّن العالم نشيد الاحتراق ليحيا الوطن .. فكان التصفيق عميقا لدرجة الموت اليومي على حدود العروبة .... بعود كبريت واحد تنصّلت الأقطار العربية من أفكارها الرجعية، تجرّدت من ثيابها الرثة المتهرّئة و لبست ثياب التغيير ... و كأنّه أحرق التاريخ باحتراقه و أتلف كل وثيقة قد تبقيه حيا بعد موته ... !! و أنا .. فتيلة ( أنثى ) فاقدة الصلاحية تلاعبت بتاريخي الحربي و ذخيرتي من أنواع المتفجرات .. أصبحت كمجرد فرقعات كتلك التي يلهو بها الأطفال ليلة المولد النبوي الشريف ..
سقط النظام في تونس بعد أيام فقط من حادثة الانتحار و انتصبت تونس واقفة ترمّم ما هدّمته سنوات ما قبل البوعزيزي ... و أيام ما بعده ..
أي نظام سيسقط بعد سلسلة الحرائق التي شبّت بداخلي .. ؟ أي تصميم سأضحي به من بين تصاميم النساء التي أمتلك ؟ ، أي فنجان قهوة سأسكب محتواه المر .. ؟ و قد تشابهت فناجيني كلّها تلك اللّيلة في علقم قهوتها .. أي كتاب سأحرقه .. ؟ نذرا على احتراق حروف أبجديتي الذهنية، أي عاصفة من عواصف الانحراف .. ؟ سأتكئ عليها قبل أن أحاول النهوض مقصَّفا من جديد لأرمّم انكساراتي .. بعد فضيحة الشّلل الوقتي .. و العربدة المجنونة بشوارع الجنون ..
تداعت جدران الكلمات .. و صدئت أعمدة الكهرباء التي كانت تقهر عتمتي حين يغيب القمر عني لليال .. تنّكر لي مصباح ورثته عن وطن لا يشبه في وفائه لأي مصباح علّقته المدينة حديثا .. تلك المصابيح التي تقصد الإنارة في أشدّ مواطن الظلمة النفسية الخافتة من وطأة الحقارة ..
تساءلت :
- هل بإمكاني أن أغيّر تاريخ تلك الليلة .. ؟ و ماذا سأحرق كعربون صداقة .. ؟ و الاحتراق لا يعترف بفوارق النفوس .. فقط يعترف بالأشياء القابلة للتلف بسرعة شديدة ..
تلك التي تمجّد طقوس الاشتعال الطوعي .. رغبةً و هفوةً و ضياعاً .. و انقيادا مستحيلا ..
- هل يجب أن أدمّر ذلك الرصيف المحموم الذي قادني إليها ... ؟؟؟
- هل أحطّم كؤوس ذلك الملهى المشؤوم .. ؟ و حُجّتي الزجاج و طيفها المرسوم بضربات رملية شفافة .. ؟؟
- أم تراني يجب أن احرق جثتها .. ؟ التي تملّكت مقبرة أشجاني و رفضت بأنانية مطلقة أي مشروع ردم لرفات الذكرى ..
في تلك اللّيلة تشّعبت أفكاري و تعكّر مزاج شاعريّتي لدرجة فكّرت معها أن أمهّد لفكرة انتحار صفة الشاعر بداخلي .. و أحرق قصائدي و دفاتري و بقايا ورود تركتها للشجن، تنفيس خاطر ...
كنت أطارد و أنا أمارس هواية اصطياد النساء أشباه مالكتي المرسومة .. قد أجدها في تدقّقات شعرها المهووس .. قد أجدها في ابتسامتها الماكرة .. قد أجدها في حدّة ذكائها المصبوغ ببراءة فطرية و نزعة تجبّر تجلد كل يد تحاول التطاول لتمتلكها ..
تفاصيل تلك اللّيلة غيّرت تاريخا كان يُؤويني بين صفحاته، في أحيان كثيرة كنت أمزّق تماسكي و أنثره فوق رمال شواطئ شباط الكئيبة فيهيج البحر و يرفع سطوة أمواجه حتى يعتلي أفق شجني ... طيور النورس تبارك تعاويذ غضبي .. و تحاورني .. في استنكار شديد الوطأة .. و نزعة تملّك .. كأنّها تطردني من مناطقها المأهولة بالصراخ الدائم .. و كنت في صمتي أردع لغة الصراخ بداخلها و أسكن هفوة الأمواج المتلاطمة .. الباعثة على التداوي بصدفات البحر المنسحبة منه بوقار أنثى ..
فصل الشتاء لطالما شرَّدني بين شوارعه المظلمة و شواطئه المهجورة ... يشبهني تماما في حزنه الكلاسيكي و في ميوله نحو الانزواء ..كان قاسيا كما كانت إطلالتها تلك اللّيلة .. كان فادحا في جنون غَيْرَتِه ..
تجاوزت نفق تلك اللّيلة بصعوبة قاتلة .... بيني و بين نفسي أشياء لم استطع الإدلاء بها .. لكنّي فصلت نبضي الموصول بكهرباء الوهم و مضيت بنبض آلي حتى تختفي الصعقات .... و تخفت شرارة نيزكها الحارقة ..
********************
[align=justify]ليلي يسري في هدوء جميل .. ونشوتي بالتهام كل كلمة و كل حرف من حروف هذا الجزء الثاني لا توصف ..
إنها الحياة التي تتواصل بكل عنفوانها وتنتقل إلى مرحلة أخرى من مراحل هذا السرد العجيب .
وهو الشهد الذي يستمر بعذوبته .. إيقاع لا يفتر و لا يهن .
كنت سأبدي ملاحظة عند قراءتي للجزء الأول .. لكني تريثت لأن أمامي متسعا من الوقت ..
أنا أعرف أن المرأة تستطيع تقمص شخصية نظيرتها كيفما كان هذا الدور ..
لكن .. أن تلبس ثوب الأخر و تسبر غور نفسيته و أحاسيسه و تفكر بعقليته .. فإن هذا منتهى التألق و الإبداع ..
حياة شهد .. لازلت مواكبا لهذه الرحلة الممتعة .
مودتي وباقة ورد تليق بك .[/align]
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]حياة الساعة عندي متأخرة ومع ذلك أبيت إلا أن أترك هنا تعليقا ولو أوليا.أتمنى أن تتقبليه بصدر رحب.
أولا عندك نفس طويل في الكتابة و بناية الأحداث وهذا مشجع جدا لتستمري ويبدو أن لك رسما مسبقا للأحداث و تمازج العناصر وهذا أيضا جد إيجابي.
الأمور التي يجب أن تنتبهي لها:
*أنك تكتبين على لسان رجل /البطل و الرجل يفكر غير الأنثى وطريقة تفاعله مع مشاعره غيرها.
*أن لاتطيلي الوصف وتكثفيه بطريقة تجعل السرد قد يشبه مجموعة خواطر ما يبعث القارئ على العزوف وعدم المتابعة.
شيء آخر جميل الانتقال بين نبض الشارع وأحداثه ونبض البطل الذي يذكر برواية ذاكرة رواية الجسد طبعا و روايات أخرى.
لك تقديري وتحيتي وأتمنى استمرارك وكل متمنياتي لك بالتوفيق في كل أمر.[/align][/cell][/table1][/align]
أولا سأرد على أستاذي و أبتي محمد الصالح لأني لم أنتبه لرده ..
أستاذي أثق بك و أثق بالأستاذ رشيد و أثق بما يقوله كل واحد منكما ..
لذلك كلي ثقة أيضا أن حضوركما قمة الروعة و قمة الجمال ..
شكرا لأنك موجود دائما .. توقيعك هنا في كل مرة هو التصديق الذي يبقيني حية بين السطور ..
تقديري ...
******
أخي و أستاذي رشيد ..
لك امتناني الذي لا ينتهي .. و لك عرفاني و تقديري ..
لأنك كنت هنا مرتين .. بنبضات حية و بحضور قوي و جميل ..
يسرني انك هنا .. أثق بك و بما تقوله و قد زادني ثقة شهادة الأستاذ الرائع محمد الصالح تلك التي
لا يمكن أن تكون إلا الحقيقة ..
لذلك شكرا على رحابة صدرك و حضورك الراقي ..
تقديري ..
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]حياة الساعة عندي متأخرة ومع ذلك أبيت إلا أن أترك هنا تعليقا ولو أوليا.أتمنى أن تتقبليه بصدر رحب.
أولا عندك نفس طويل في الكتابة و بناية الأحداث وهذا مشجع جدا لتستمري ويبدو أن لك رسما مسبقا للأحداث و تمازج العناصر وهذا أيضا جد إيجابي.
الأمور التي يجب أن تنتبهي لها:
*أنك تكتبين على لسان رجل /البطل و الرجل يفكر غير الأنثى وطريقة تفاعله مع مشاعره غيرها.
*أن لاتطيلي الوصف وتكثفيه بطريقة تجعل السرد قد يشبه مجموعة خواطر ما يبعث القارئ على العزوف وعدم المتابعة.
شيء آخر جميل الانتقال بين نبض الشارع وأحداثه ونبض البطل الذي يذكر برواية ذاكرة رواية الجسد طبعا و روايات أخرى.
لك تقديري وتحيتي وأتمنى استمرارك وكل متمنياتي لك بالتوفيق في كل أمر.[/align][/cell][/table1][/align]
....................
سيدة الألق و اللّطافة أستاذة نصيرة ..
حضورك هدية من السماء تماما كقطرات مطر الرقيقة ..
كل ما قلته هنا أكيد سأتقبله برحابة صدر و سعادة أيضا ..
قضية الرجل أو المرأة لا أعتقد أن الأمر سيختلف جدا من حيث المشاعر ..
أنا لم ادرس نفسية الرجل إنما حاولت أن امارس نوعا من التلصص على أفكار قد تكون مشتركة على الأقل بين عدد لا بأس به من الرجال
من حيث الانثى التي يتمناها كل رجل .. الغيرة .. الانانية .. الغرور .. الحب
التجارب التي يمكن أن يخوضها و هي مسموحة بالنسبة للرجال اكثر من النساء في مجتمعاتنا العربية لذلك كان من الصعب جدا عليّ أن اتكلم بصوت الأنثى ..
و قد جعلت الانثى هنا ليس فقط المرأة إنما بالوصف العام الشامل .. حتى أني أعطيته وصف الوطن .. الهوية .. و و و
و قد ربطت بين الاحداث العربية و الاحداث العاطفية التي يعيشها البطل ..
بشكل أردت من خلاله أن أصف مدى تأثره بكل الاحداث خصوصا أنها جاءت متزامنة و في توقيت زمني واحد ..
بحيث أنه لا يمكنه أن يتكلم عن كل حدث على حدا نظرا للتداخل الشديد بطريقة جعلت التأثير عميق جدا ..
قضية الخواطر و التكثيف أردت منها ان أجعل للرواية جوا شعريا شاعريا يستمتع به القارئ ..
رواية ذاكرة الجسد من أجمل ما قرأت و قد أعجبني الأسلوب جدا و هو قريب جدا من أسلوبي لذلك أردت ان أستخدمه في الرواية أيضا بعد ان طوّرت أسلوبي قليلا ..
و استفدت من الآراء و الاقتراحات .. و الفضل أولا للأب الغالي محمد الصالح ..
عزيزتي شكرا لك .. لانك تواجدت و تأكدي اني دوما في انتظارك ..
تقبلي تحياتي و مودتي ...
[align=justify]المعروف عن قوانين الطبيعة أنّها تتنكّر لكل عواصفها الساكنة حتى تتقمّص فيما بعد دور الزوابع الناسفة .. لا تعترف بشرعية هادئة .. لذلك جاء الشتاء بعد الخريف مباشرة .. و كأنّ الخريف يفرش بلاطه ليستقبل الشتاء .. فوق أرضية تصلح لأن تستقبل النكبات .. تماما كما هو العقل البشري الذي لا يمكنه أن يستوعب الجنون إلا بجرعات .. تزيد كلّما كان التركيز عميقا .. كلّما كان الشدّ قويا على الاعصاب .. كل ثانية تلي سابقتها تكون ألعن و أجدر .. كل يوم يلي سابقه يكون أقدر على التصويب و على ممارسة طقوس الانتساب لشمس غربت قبل ساعات حتى قبل أن تشرق و كأنّها ستشرق فوق الجنون .. الشتاء القاهر يختفي بعد ذلك خلف قطعة ربيعية مجحفة حتى لا تطاله لعنات جمهورية النكبات فيفقد " طاغية " لزمته طيلة عقود من الزمن هي العواصف الشديدة و الأمطار الغبيّة التي حادت عن مسلكها كي تدمّر و تشرّد الأكواخ الأثرية .. ! و الجماجم و الصور المنقوشة فوق الصخور لأنّها تشبهها في حقارة السكون .. الشتاء أذكى مما تظن الطبيعة لذلك جاء منهَكًا .. و منهِكًا ! حتى الموت في لغة الأرقام يرفض أن يقف عند رقم واحد .. دون أن تداهمه عظمة التملّك أكثر و أكثر .. كل ثورة عربية كانت تشتعل بشروط موثّقة .. و أرقام خيالية للموتى و طرق جريئة للنسف و الحرق .. تشتعل بميزة الاختلاف .. و كأنّها منافسة دولية شرعية تحكمها مواثيق دولية مصادق عليها من سماء مزيّفة .. مسلسل الموت منذ بداية الثورات العربية يأخذ شكل هرم سيُضَم يوما لقائمة عجائب الدنيا .. و سيُلحق حتما بأهرامات مصر الشهيرة نظرا للشكل الهرمي المقلوب .. أوضاع سوريا تفنّد مزاعم النهاية الوشيكة لعرض تلفزيوني دام أكثر من عمر الزمن .. ذلك الذي نسب نفسه لسنة مجنونة ... تبقى الرهانات و يبقى التكهّن ... إلى ما بعد شتاء جديد .. 05/03/2012 .. كل شيء مسكون برهبة السكون حتى الحب .. لا شيء يتحمّل الإهانة حتى الكلمة .. تلك التي ترفض أن تموت ساكنة فوق سطر دون أن تتحرك بين الشفاه تغزّلا بجمالها .. حرف العين أوّل حرف عزف سيمفونية الحب في حياتي بطرازه الكلاسيكي، بشقوق تستقبل عفوية الشتاء البارد فتتجمّد جذوره و تنكسر بسرعة عند أوّل إطلالة شمس دافئة .. و هو ما حدث فعلا .. و كأنّه تغيير موسمي لجلد أفعى .. تلك الأنثى كانت أول تصميم واه في حياتي تحطّم عند أوّل انعطاف لي و القدر الذي علّمني شيئا فشيئا معاني الأنوثة الحقَّة بنقائها و ذكائها الموهوب ... بكيفية تصنع معها رجلا منفصلا عن قوانين جسده الرجعية .... أنوثة غير تلك التي ترسمها الظلال بانعراجات و تقوّسات و انحرافات خطيرة .. تشتّتت شظايا الواجهة الزجاجية المحطّمة لأول حرف في حياتي و لم تخلّف غير بركة صديد علت ذاكرتي لتُذكّرني من مرحلة إلى أخرى، بأوّل أنثى نامت على كتفيها كلماتي و اكتشفت عمق موهبتي الشّعرية على يديها .. أوّل فصل من مسرحيتي " تصاميم أنثى " انتهى بدرجة تصفيق عالية و أصوات ملتهبة اكتسحت المسرح .... غير أنّ التصفيق تزامن مع لحظة التحطّم الأسطوري لتصميمٍ وُلِدَ فاشلا ... نما وسط أحراش بدرجة رطوبة عالية أتلفته ..
.......
نلت شهادة البكالوريا بتفوّق كما كانت عادتي دائما، بميزة جديدة اكتشفتها و أنا أجتاز آخر جسر يصلني بالجامعة و هو جاذبيتي كرجل يسترعي انتباه الفاتنات أيضا و كأنّ الجامعة ستتلّقفني بتفوّق آخر يضاف لقائمة تفوّقاتي الدراسية .. و كأنّ الرّجولة نجمة عسكرية نُقِشت بحدّة سيف على كتفيَّ و شُفِّرت بطريقة تمنع أرباب المهمَّات الصعبة من اقتناص فرصة المداد بذخيرة الحروف و طلاسم حصار أنثى .. سجلت في قسم آداب غير أنّي تراجعت و دخلت كلية الحقوق حتى أوثِّق ذاكرتي و أمنحها شرعية تغيير أغلفة المجلّدات البالية و حكايا السمر التي فقدت رونقها و بريقها على إثر إنارة فائقة جديدة . العاصمة و الجامعة ... نقطتا ارتقاء رهيبتان في حياتي توَّشحت فيهما ثوب ذكريات كثير الدسم حتى أنّني أصبت على إثرهما بتخمة عاطفية ألزمتني سرير الوهم لسنوات طويلة .. ولدت لأتربَّى بين أحضان العاصمة و لأنهل من كهوف الحياة العصرية المختلفة تماما عن تلك التي عشتها بين فؤوس قريتي .. عرفت عالما مجنونا جديدا تفوق أرصدته الثقافية و الفنيّة الكم الهائل من المعلومات التي استقيته من الكتب التي تعلَّمت منذ صباي أن أراجعها لأُسَّمى مثقفا و لأضاف لنخبة المثقفين القرويين المشهود لهم بالتفوّق، حتى أنّ معظمهم مع الوقت تقلَّد وظائف سياسية هامة في البلاد .. و مقاعد أدبية مرموقة ضمن رفوف الكتب التي قد تصيبك بأزمة ربو إن حاولت الدّنو منها و كأنّها تحوي مع كمية الغبار المزروعة جمرة خبيثة تصلح لتُقعد الرّئتين عن التنفّس أبد الدهر .. و لتضيف مسحة من تحضر .. و كأنّ الثقافة في قريتي تلك تقاس بكم الكتب المقتناة و لا يهم بعد ذلك كم سطر حضي بزيارة جادة .. طبعا كان ذلك في زمني القديم .. قبل أن تشرّد الأنترنيت و أنواع الهواتف المحمولة القيم و المبادئ المتراكمة على جدار مكتبة متهرئ ...آيل للانهيار و قد لا يخلّف ضحايا لأنّ رواده موزعين على مقاهي الأنترنيت محاولة منهم لاصطياد المعلومة بوسائل أكثر سرعة و ترفيه و انزواء عاطفي .... !!!!! تلك الحقبة التاريخية التي تزامنت و أوّل مراحل شبابي المنطلق، خلَّفت على جسدي و على فكري و على حقول ذاكرتي ندوبا صَعُب على تلك المرأة بشالها السحري أن تمحيها و لو داعبتني بقبعة التخفّي كما راودتني الفكرة حين كنت طفلا .. و الواقع أن عمر الطفولة الأوّل لم يكن يَبْعُدني بكثير لولا الكدمات التي تركتها على ذاكرتي رقصات الحياة العصرية .. و خريف تلك المرأة الماطر في جلّ مواقيت الغروب .. حروق في الذاكرة من الدرجة الثالثة ... و خربشات طفولية و تشوُّهات خُلُقية على مستوى الجزء من الجمجمة الذي خزنت فيه سنوات طيشي تصاميمها السرّية بين متاهاته الغامضة .. ................................................. جعلتني تلك المرأة أفكّ الحصار عن بقايا التصاميم النسائية بطريقة نسفت معها كلّ القطع الأثرية لنساء من عهد الحب الأوّل و لطّخت اللّوحات الممتدّة على الجدار الواقي للذاكرة و المرسومة بقلم فحم صنعته أوراق لَعِبي المحترقة .. برغم سلسلة الأعاصير التي ضربت عمق تقاليدي و صبغت بألوان جريئة شريط ماض غلب عليه الأبيض و الأسود،كنت رجلا بمبادئ، بأخلاقيات أرغمتني على امتطاء جسر الأنوثة دون أن أمسّ قداستها أو أحاول العبث بخيوطها المعلَّقة على جسر هاوٍ للارتقاء الكاذب . الهوّة عميقة جدا و التيار ضد كل انحناءة سُكر قد تجعل الجسر يترنّح ليلقي ما في جعبته من سُكارى خائنين لعهدة العقل البشري المكتمل .. لم أسكر و لم أترنّح يوما فوق قارعة طريق موحل ... لأنّي كنت أخشى المطر و ميوله نحو توريث الأرض المقدّسة انفعالاته و جنونه في جرف الأشياء المتلفة الجذور ... كان الوحل مثالا حيا لزوبعة تبناّها المطر أو طوفان قاتل يدمّر كلّ إطلالة فضول من فوق أبنية شاهقة .. و كنت أخاف الأماكن المرتفعة و قصاصات المصاعد غير مأمونة المرايا .. حتى شهقات الحنين المزَّيف لها مراياها الفاضحة .. حتى مرآة نفسي في زمني الجديد كانت مخادعة قد تظهرني في قمة الأناقة و التبجّح، لتواري خلف ربطة عنقي المتزاحمة العهود النسائية رداءة النوعية .. تلك الملابس الفاخرة و العطور التي تنطق شعرا ، تشغلني عن أبخرة الاحتراق التي تتصاعد شيئا فشيئا من روحي المعذّبة ... و كأنّي أغسل عفني الداخلي بمسك تاريخي أو عطر مستورد كامل الرجولة الغربية .. رجولتي الشرقية تركتها تتنازع أصولها تحت أشجار الزيتون العتيقة و تنحر فروعها بشفرة حلاقة مختفية خلف قماش عذب المشاعر .. تلك الشفرة التي حازت ثقتي يوم قررت أن أقطع بها قائمة من الشرايين الجافة محاولة لانتحار مجازي ..
[/align]
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: أجزاء من رواية ( تصاميم أنثى )
[quote=حياة شهد;138906]
* الجزء الثالث *
امتد خطر البوعزيزي التونسي ليحطّ بجناحين هدّتهما شيفرات العروبة ... و عدسات الكاميرا الخفيّة على أراض عربية أخرى بفارق توقيت جدّ مهم، لُغْزُه قابع بين عقارب ساعة سويسرية ضخمة تُمرّر كفّيها في توقيت متفّق عليه على خصلات ملساء، لا أشواك تغطّي حدودها في محاولة للرّدع .. و درجات صراخ منبه حزين ....
ثورات سخط و مظاهرات و احتجاجات شهدتها مصر على امتداد أيام و ليال ..
لا زال النظام متشبثا بقشّة، تزعزعها أحيانا كثيرة بركات يوم الجمعة ... فكانت الصلاة تقام و ترفع الأيادي و تتناسق الأفئدة في دعاء موحد ... جمعة الرحيل ..
و لم يرحل النظام و واصل يوم الجمعة مسيرته نحو رحيل حقيقي ... أول حمى تفتّك بعدد أكبر من المتظاهرين و الرافضين لأصالة مبتدعة ... الجثث في تصاعد مخيف و قطرات الدّم تحوّلت إلى برك متشابهة اللّون، كلّها تتّفق في كونها دماء عربية .. امتزجت على لحن واحد، في وقت كانت شعارات تهتف بالوحدة العربية و التضامن من أجل القضاء على العدو المشترك .. تلك الشعارات الخرساء التي فقدت صوتها و أصيبت ببحّة شديدة قبل أن يُقْعِدها الألم و تفقد لغتها و حركات لسانها ..
موقف محزن ...
خطابات سياسية و مقالات صحفية و قنوات تفضح أحيانا و تضخّم من هول الصدمة و الفاجعة في أحيان كثيرة ... كل الأقطار العربية تنزف ... الجرح يتعفّن يوما عن يوم ... الحمى تواصل امتدادها الشرعي الموّثق بقذيفة علم وطني .. يحوي الملايين من البصمات المشرّدة بشوارعه الملتوية و زقاقه الغامضة ..
ناقوس الخطر هذه المرة عربي و أجراس الإنذار تخطئ في برمجة ألحانها فتستعين في كل مرة بنشيد وطني من أوطاننا العربية تدّوي به في نشرات الأخبار كفاتحة خير و سبق صحفي و انفراد بعدسات هاتف خلوي كان مختفيا في أدراج مخادعة .. و كأنّه تنذّر بوقوع كارثة .. من وحي اللّحظة ولد كي ينقل الآهات على المباشر و يرصد حركة الدماء انطلاقا من الشحن و حتى التفريغ .. مؤشرات عروبة جاهزة كي يصل صداها للغرب و كي تصيب عدوى الفاجعة أقطارا لا زالت في صحة جيدة لحدود الساعة ..
عفن مشاعري لا يزال في حالاته المتقدمة . أشدّ ما آلمني كوني لم أستطع أن أتقبّل أن يسقط القناع عن أسطورة عشقي في ملهى ليلي ... أن تتعرّى سفينتي من أشرعتها على مرأى من رياح عاتية ... دخيلة .. أجنبية عني .. براية قطاع طرق ..
كنت في أيام الجامعة أرستقراطيا في الحب ... لطالما ذوّبت صقيع قلوب الكثيرات ... ما كنت لأرضى بامرأة تخلَّت عن ردائها الجليدي بسهولة و صعدت حمم مشاعري بانقياد تام .. . لتعترف أمام قدّاس غروري أنها فشلت في دحض جنون تملّكها باسمي .. و انسابت ( كقطعة حلوى في فم طفل فلسطيني تاه عند حدود شفتيه ذوق السكر من كثرة التذّوق السقيم لأرغفة ملوّثة فاقدة وسامتها و انحلالها اللّذيذ .. بمرور صائفة حزينة منكّل بها و أطياف موتى و دماء متسكّعة هنا و هناك .. حتى قطعة الرّغيف تلك فقدت أنوثتها على وقع القصف العشوائي للذخيرة و حتى يموت الأطفال المتبقين من غارة جوية مقصودة جياعا .. الموت على عزف بطن جائع له سحره الخاص و رقصاته المتباطئة كأنّها حفلة تأبين مُقامة على شرف مشروع موت يَحْضُره الميّت مستقبلا ( بعباءة فلسطينية .. عربية )، و كأنّ الموت يُقاس على كل ما هو فلسطيني .. )، انسابت في بحر متلاطم الأمواج تصارعه بوداعة شديدة فيجرفها عكس التيار و تمهيدا لغزوة منفى ..
كنت أرفض أن تحبني امرأة و تُدلي بعواصف حبّها عند أول مفترق صيف ... لا أغفر أية زلّة و كأنّني أبحث عن سبب لأواري علاقاتي القديمة تراب النسيان ... و أرحل نحو سفينة أخرى بشراع جديد ... في عزّ شتائها . متجلِّدة تماما، حتى أستعمل حيل صيفي لأغيِّر تفاصيل الفصول و تعاقبها و أرسو بسفينتي في ميناء أحلامها الوردية لأعتّمه و أنصرف .. و لن يكون الذنب ذنبي بل لفانوسها العتيق المهدّد عند كل انتكاسة سماء بالشرود فتفقد توازنها على إثر ذلك و تغرق ..
تلك الأيام كنت أحب جهارا و في مواقع مكشوفة للعيان ... و كأنّ المواقع التي تشهد الصواعق تختلف من حيث درجة استيعابها للمواقف ... ما كنت أخشى أنثى انكشفت على ضوء الشمس تحت سقف مكشوف بقدر ما اختلجني خوف رهيب خفي من أنثى الظلام تحت سقف اختلطت فيه أبخرة ساحرات فاتنات و سجائر باهظة الثمن و عطور باريسية و إنجليزية و قد تكون عربية بقيد أجنبي ....
و شالات ..
آه من ذلك الشال الحقير الذي استوقفها عند حدود قدميّ ..
دون أن تحاول تتبّع آثاري .... لأوّل مرة تنحني امرأة أمامي دون أن تصعقها شحنة الرجولة التي أملك ... دون أن يدحرجها دخان عطري الفاخر بين الوعي و اللاّوعي ... دون أن تنسكب مطرا أمام رعونة رعودي .. دون أن تسلِّم برقها المسالم لرقصة رعدية ..
دون أن يأمرها تطفّلها الانثوي بأن ترفع بصرها و تسجن بقيد عينيّ ..
امتطيت يوما نفس الحذاء محاولة مني للرّسو بمينائها من جديد .. حتى أفكّ لغز تسلّط تلك اللّيلة المشؤومة ... حتى أستطيع أن أهزم الأسئلة المتناحرة في جوفي .. و أعزل رسمها عن تصاميمي حتى لا تصاب بعدوى الانفلات ..
قصة تلك اللّيلة هي الوحيدة التي جاءت بتفاصيل سياسية تماما .. بنكهة عربية خالصة .. لأنّها تزامنت مع أحداث وطن عربي ..
أي غانية أو راقصة .. ؟؟
أي أنثى تلك التي فجّرت جنونه ؟؟ أتُراها نفس الأنثى بملامح سياسية .... ؟ لكأنّما اسْتَعَرْتُ واقعا سياسيا لأضفي عليه طابع قصيدة حب ..
رقصات التغيير التي جابت ذاكرتي تلك اللّيلة كانت يتيمة تماما ... و أنا لن أستطيع أن أكفل بؤس المعاني .. ليلة قحط و جفاف، حتى ملامحها اختفت تحت شعرها المنسدل ... حتى انحناءات جسدها تفقّدها ذلك الشال اللّعين .. حتى دخان سيجارة يُحتمل أنّها دخنّتها، تفرّق منعا لتجمّعات مغرضة ..
ذات يوم كنت أجوب الشوارع أبحث عن ظلّي الذي اختفى فجأة بين ظلال الهياكل المجمّدة ..... استوقفتني قطعة قماش تناثرت فوق جسد دمية فأردتها قتيلة لفتنتها .. قطعة تبرّأت من كل تصميم و تنصّلت من حدود قد تجبرها على امتطاء جسد غير مرغوب بمقاسات محدّدة .. كل شيء في الحياة يرغب في اختيار مصيره و أصدقائه و رفقائه لولا سلطة القدر .. لذلك تُرِكت حرّة تختار من النّساء ما تليق بمقامها المرموق و مهما كانت نتيجة الاختيار .. فهي تكفي لأن تسدّ حاجة المساحات الضيّقة و الواسعة، الطويلة و القصيرة، يكفي أن يُفصَّل جسد على مقاس رغباتها حتى تستجيب له و ما تبَّقى مجرّد قاذورات تُرمى على قارعة طريق تلتقطه شبيهات النساء .. تلك القطعة فقط ما يمكنني أن أقتنيه للذّكرى ... أي مقاس لجسد أنثى قد يليق بها، يرضي غرورها و يتلّبس هواجسي .. ؟؟ تلك القطعة المتمرّدة المكسوة بغرور أنثوي مسبق .. لا يمكنها أن تعبرني دون أن تمرّر سطحها الحريري على وجهي لتصفعني به .. حتى تلقّنني فنون التكهّن بأسرار الخيوط المتشابكة التي ترمز لامرأة معينة .. !!
[/quote
[align=justify]الغالية حياة .. ما إن أعود من العمل وأنهي كل الواجبات من تحاضير وغيرها حتى أهرع إلى هنا لأتفقد الأحبة و أتواصل معهم ، ثم أدخل إلى متصفحك لأتابع بكل شغف هذه السلسلة الممتعة من روايتك .
اليوم كنت على موعد مع جلسة ثالثة من جلسات تتبع هذه المسيرة الروائية الرائعة .. بدأت أحس منذ الجزء الثاني أن الرواية بدأت تأخذ منعطفا جديدا يعايش الأحداث بتواز مع ما يعتلج في الصدر من أحاسيس تجاه هذه الأنثى التي ترسبت قسرا في نفس بطل النص / الكاتبة ..
أختي العزيزة حياة .. أود قبل أن أنهي هذا التعليق أن أشكرك بدوري على ما تقولينه في حقي .. ,اوجه من خلال هذا المنبر تحية حب لأخي محمد الصالح على عواطفه النبيلة تجاه شخصي الضعيف .. وأعتقد أن متصفحك هذا يسر لنا تواصلا غير مباشر إضافة إلى استمتاعنا بأجزاء القصة ..
تحية متجددة لك و لإبداعك حياة .[/align]