كم مرة تثاءبتُ على جدار الصدى،
كان الصمتُ يشقّ أنات الصدى،
كان شهيقي يعلو كموجٍ محزون ..
لا مناص للزفير،
لا حرقةً بحجم انتظاري يطفئها صخبُ الشتاء،
لا مطر، لا عطر ..
صمتٌ، صمتٌ يدقّ أجراس العويل،
فاجعتي أنّك لازلت تنهض خلف أسوار صمتي،
محتفيا ، متقلّبا كخريفنا الأول..
لا زلتَ تتعمّد الحلول ما بيني و بين قداسة انتمائي،
فأجدني .. أغيّرني لأوطنّني فيك ..
أيّها المتقلّب، كفاك تمرّدا،
فالخريف قد حان أوانه و لي سترةٌ منه..
تحجبني عنك لبضع دقاتٍ من الهبوب،
قد ركض الخريفُ باكرا، شاحبا .. حافيا
يجتثّ منّي اعترافا سطريا .. يسكبه فوق الطرقات،
يبادرك حين تمرّ بقصيدة و نصف احتراق ..
يمرّر فوق بدلتك، تكهنات السّماء لذلك اليوم الماطر،
على جبيني تطاردك حبّات المطر..
الرّملُ القادمُ من صحرائي ..
يغمركَ بعواصفه، يشتّتُ فيك لحظات الضياع ..
كلّ انتظاري أن أجدك قد عدتَ،
تصفعني بساعات الرّحيل و الرجوع ..
تقدّسَ العذاب و تقدّست قراراتك،
يتصدّعُ دمعي .. تنشقُّ الرّوح،
يطاردني صمتُ الرّصيف حين يغريك
أتوجّسُ خيفةً من ذلك الغياب،
يطلعُ فجري .. أبحثُ عنك بين أضوائه الكثيرة..
أقصدُ التمهّل، خطاكَ مترنّحا من البعيد،
كما تاريخ اجتياحكَ الأول ..
كم كنتُ صامتةً، مقابل صخب عشقي ..
كم كنتُ فاردةً فوق الرّياح عواصفك الشقراء ..
كم تمدّنتُ " عشقا " .. و كم صرتُ جاهلة بأمور الشّعر ..
القصيدة الوحيدة المكتوبة صمتاً،
ما أقواك و أنت تملكني صامتاً .. كحرف دمار،
أبحث عنّي، في جراحي الكثيرة،
و لا أكاد أجد شيئا منّي ..
" غيرك "..
***
أكيد أخي العزيز ..
هو ما أتمناه و الأكثر ..
كلّ السعادة لقلبك و روحك ..