أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: أدباء من الجزائر...
[gdwl]
مالك حداد.. شعرية القص ورمزية النص.
[/gdwl][gdwl] مالك حداد (1927 ـ 1978) شاعر وكاتب وروائي جزائري أصله من منطقة القبائل. ولد بمدينة عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] عاصمة الشرق الجزائري وفيها تعلم. ثم سافر إلى عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] ونال الإجازة في الحقوق ولما عاد أصدر مجلة " التقدم" وشارك في عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]. تميز إنتاجه بنفحة فلسفية. له : ( المأساة في خطر) و( الإحساس الأخير) و ديوان ( أنصتي وأنا أناديك ) و (رصيف الأزهار لا يجيب ) و (سأهبك غزالة ) وكلها عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]. [/gdwl]
يعدُّ خطابُ الهويّة في أدب مالك، أقوى هدف اشتغل لأجله ومحْوَرَ كل أعماله حوله، لعلمه بأن فلسفة بناء الذات التي رباه والده عليها، والتي رفعَت من شأن فرنسا ثقافيا قبل أن تمتدّ إلى الصروح الحضارية، هي نفسها قوّة تدمير الوجه العنيف في الثقافة التنويرية التي تخفي الكثير من التعالي ومن العنصرية في السلوك البرّاني. وهي النقطة التي يستدلُّ بها عبر عبارات قوية جدا جاءت على لسان مصطفى كاتب في « الأصفار تدور حول نفسها»: « تمكنّا من مقاومة «بيجو»، ولم نستطع أن نفعل ذلك مع «موليير». كانت لغة السّلاح التي أشهرها الجزائريون، هي لغة التعبير عن تفاقم اليأس ليس إلاّ.انتفَت حينها كل صنوف الصّبر. تراكمتْ جثَثُ المطالَبَة بالمساواة خارج كلِّ أنواع الاحتمال. صار كلُّ شيء يتأرجح بين الشاعر والعسكري: أي بين الحياة والموت. صار الشاعر عسكريا في انتمائه إلى حلم التحرير والمِراس السياسي عبر نصوصه، رغم إدراكه لفداحة الموقف، وصار العسكريُّ عسكريا متشددا بلا شِعْر؛ هذا ما سوف يطفح كالبثور على حضارة القتل التي مارسها الاستعمار، في «الشقاء»:». وحين يمضي جُنديٌّ للقتال، فليس من حقه أن يُغنّي. ولتحترم الأزهارَ، ولا تضَعْها على فوّهة بندقيّتكَ». حينها، سيؤكد مالك والبندقية في حبره، بأن الحبّ يظلّ هو المرافق الأبدي للكاتب أينما كان، ويطالبه،إن هو تخلى عن الحبّ،بأن يتخلى معه أيضا عن الكتابة:» أنتَ تكتُبْ لأنّك تحبّ. إذا لم تكن كذلك فضع القلم..». هذه هي قمّة الصّراع الحضاري التي لا يريد المستعمر أن تتقن «الأندجينا» استعمال مفاتيحها. لذلك، سوف يدخل مالك حداد العملَ السّياسي السريّ، مما سيدفع بالبوليس السياسي إلى ملاحقته، كي تحطّ الفجيعة إلى الأبد في قلب «حمامة» والدته فجر ذلك اليوم، ساعة مرور بائع اللّبن ببيته في أعالي «الفوبور لاميه». سيغادر حينها أيضا صفوف دراسةَ الحقوق في إيكس أون بروفانس، كي يتسكع بألمه مع كاتب ياسين ومحمد أسياخم في حقول «لا كمارغ»، التي سترافقه رقصاتها حتى هضاب الجزائر وتلالها المشتعلة غضبا. فينتصر الكاتب فيه كمحامٍ، ويخيب المحامي فيه إلى الأبد. من سيكتب حينها أجمل من مالك حدّاد عن غضب الحقول، عن الزُّرُع وعن النباتات البريّة، عن الدّلب وعن الزّعتر وعن العشرينيين الذين لا يرون في العاصمة إلاّ مقاهيها ومحافلها التي لا تنام في العيون المتطرّفة الزرقاء ومن والاهم من الموبوئين؟، من سيكتب أجمل من مالك حدَّاد عن فيلا سيزيني التي شهِدَت آخر أيام الرجل الشُّجاع الذي أمرَ شعبه بأن يُبعد الثورة، حتى بعد استقلال بلاده أبدا عن الصالونات إلى شوارع الفقراء؟، من سيكتب عن أمطار الدّم التي هطلت على أعالي «النمامشة» التي لم يحسن العسكر المستعمر أبدا نطقها صحيحة، فحوّلوا غضبهم إلى حمّامات الاستنطاق التي تفنّنوا في استيلاد الاعتراف فيها من المسلوبين؟. من سيكتب مثل مالك حدّاد عن أجمل امرأة تغازلها اللّغة ذاتها فتضوّعها باسم «جميلة»، وتعِدُها بطفل التعذيب الذي لا يموت؟...من ذا سيكتب عن أشياءَ كثيرة تنام في صفحات هذا الديوان المتعب؟ من سيكتب مثل مالك حدّاد حينها عن فسحات الحرية التي أدرك بأنها لا تعدّ بالمسافات، بقدر ما تعدّ ببُعد الأحاسيس، كما كتب في»الأصفار» التي «تدور حول نفسها» بين جنسين بشريين يفرقهما الإحساس المقيت بالتعالي؟
مقطع من مقدمة الكاتب شرف الدين شكري للترجمة مجموعة من أشعار مالك حداد ـ في إصداره (عام جديد بلون الكرز) جانفي 2014