سلسلة 7
بوح أخير
كلمات لن ترى النور لأن النور لا يراها .
سألقيِ بهذه الحروف المتعبة في وجه هذا الزمان ، إن كُتبت لك خطى إلى هذه الحروف فاقرأها واتلوها على مسامعك كما كان بودي طول العمر أن أفعل .
رددها بصوت ٍ عال ٍ حرف بحرف ونَفس بنفس ، أريد أن أراها مرتسمة في بؤبؤ عينك ، أريد أن أراني فيها وأنت تقرأني ، كم رغبت بهذا ، وكم حلمت برنة الحروف تفر من حنجرتك لتلامس شغاف قلبي معلنة موعد الوصول !
لكن هي الريح كعادتها أقوى من كل القراءات ، عصفت بما كان فلم تُبق ِ منه شيئا ً ، وأظنها الآن متوارية خلف الباب وستعصف بكل بوحي وأنت .. ما زلت تتوكأ عتبة الأيام وتختبيء خلفها لتعد أنفاسي أما زالت منتظمة في غيابك ؟
كفاك عبثا ً، فانا لست هنا ، غادرت مع أول زوبعة ثارت في فنجان قهوتك ، رحلت لأني لا أقبل المناصفة ولا الاسترضاء ، أنا كحد السيف إما أن أكون أو لا أكون .
قلبي يحدثني بأنك عائد ، صدى همساتك ما زال يرن في جوف قلبي كأنها اللحظة .
هل ستعود ؟ ربما .. أنت وحدك في هذا العالم
من يسبر غور قلبي ويشفي جراحه وحدك من يداعب دقات فؤادي الناعسة ويستحلفها لترقص بين ذراعيه رقصة المساء حين يستلقي القمر قي شرفة ليلي وتتهامس نجومه خجلة في عيون الظلام .. ولكن يبقى السؤال هل ستعود ؟