أنت قلبي
أنت قلبي .. وإن طالت بيننا المسافات ..
فواصل البوح ما عادت تستهويك أو تستوقفك ..
في آخر محطة التقينا فيها كنت تسافر نحو الجنون أو الانتحار ..
وقفتَ رافعا ً ذراعيك في وجه الريح .. تتحدى طواحين الهواء ..
دون كيشوت ولى ..
لولا العناية الإلهية غيرت مسار الريح .. لكنت حصاد ذلك المساء .
عزيزي ..
لا تكثر من القراءة هذه الأيام .. القراءة الدسمة على معدة خاوية ..
وفكر مثقل بالهموم والأوهام ..
هي كالسّم البطيء .. تنتشر في الأفق ولكنها لا تنذر بساعة الوداع
هم سبقونا بالقراءة نعم ..
لكن الزمن تغيّر ..
الوقت تغيّر ..
خارطة الأشياء تغيّرت ..
انظر لنفسك .. ستجد أنك تضع علامات التشديد مكان علامات السكون ..
وعلامات السكون قبل علامات الاحتضار !
عفوا ً ..
هذه ليست وصايا .. بل نصائح ..
أنت قلبي .. وهذه مني مجرد باقة نصائح ..
سأفتح نوافذ قلبي .. وسأجلس كعجوز تسعينية على ذلك المقعد ..
وأنتظر الغائب الذي لا يعود ..
الغائب الذي يتقن فن الأعذار ..
الأعذار يا عزيزي تبرر الغياب ولكنّها .. لا تمحوه ..
وذاكرتي باتت صحراء مقفرة ..
لا صورة لك تنام على وسادتي وأروي لها أحلامي ..
لا صوت لك .. يحدثني ..ولو كذبا ً .. عن آمال .. أوهام .. أحلام ..
ما آخر كذبة لهذا العام ؟
أجبني .. ما هي أخر كذبة لك ؟
كل يوم أحصي لك كذبة جديدة .. أمزق الصحيفة من غضبي ..
"الكذب ملح الرجال " .. هذه كلمتك ..
أو ربما كانت مخرجا ً صغيرا ً لك حين تقع في مأزق ما ..
كأن أسألك على حين غرة .. أشقراء هي ؟
فتجيب كالملسوع بالنار ..
لا .. لا .. هي سوداء الشعر .. حنطية البشرة ..
أوقعتك في الكلام ..
أوقعتك في الكذب ..
تتذكر فجأة أنك وقعت بالفخ .. فتبرر كذبتك كالعادة .. " هم يقولون كذلك "
وأنت ماذا تقول ؟
أجبني ؟
"أنت سيدة النساء .. كانت زلة لسان .. زلة لسان .. "
لا تقف في وجه الريح ستحصدك ..
لا تقرأ قبل النوم فتخسر الأحلام
هذه ليست وصايا يا قلبي بل باقة نصائح .
أنت قلبي .. مهما طال الغياب .. مهما بعدت المسافات ..
مهما انتحلت من أعذار ..
أنت قلبي .