لا أدري كيف أشكرك على ما تفضلت بنشره وهو من عيون الشعر الذي يصيب المتلقى بالخشوع أمام الكلمة الواعية بوجودها و المعنى المحلق بأسمى المشاعر و أرقى الصور الشعرية الشاعرة و هذا ليس غريبا على شعراء الجزائر الشقيق فحسهم مرهف ربما لمعاناتهم التي صهرت الكلمة في المعنى و جعلتها وحدة متكاملة تأخذك إلى عالمها الرحب أين ينتفي الزمان و المكان..... هكذا وجدتني في شعر نورس المغناوي هذا الشاعر الذي يصيبنا بإشباع ذوقي يتخطى بنا حدود الإبداع
أستاذدي الفاضل أيها الصحفي الشاعر لك مني أجمل شكر و تقدير لسعادة ملكتني أمام حرف و كلمة شاعرة
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]صدقني يابغداد يابن أبي بغداد حاولت أن أقتبس مقطعا جميلا ليعلو تعليقي لكنني فشلت لأن كل ماكتبت هنا مميز فعلا ويتجاوز الجمال ببضع بوصات.
ومع أني لا أحب تشجيع الغرور إلا أنني أسمح لك أن تنتشي غرورا لبعض الوقت بما أبدعت هنا.
أستاذ بغداد فعلا كنت موفقا ومحلقا فيما كتبت .
لك تحيتي وبعض الأزهار الهولندية التي لاتنبت في تلمسان أو مغنية (ابتسامة).
دمت بخير ودام نشاطك في نور الأدب وتحليقك في سماء الشعر.[/align][/cell][/table1][/align]
الأسبوع 11:
الأحد 11 مارس 2012 على الساعة 11.54 بمغنيّة
غباوة وقت
الوقتُ نهرٌ غبيٌّ في تدفّقِهِ
ينسى خريرَ اشتياقي خلفَ أزرقِهِ
يهتزُّ بين ضفافِ الأمنياتِ ولا
ينسابُ مجداً إلى شلالِ منطقِهِ
يُغري بماءِ الهوى أشجارَ ذاكرةٍ
حتى يُبرعمَ نسياناً بأعمقِهِ
يُغفي على صخرةِ الأحقادِ مبتسماً
كيما يُرقرقَ حبّاً كفُّ رونقهِ
عذبُ الحكايةِ في ملحِ الفراقِ لهُ
آهاتُ عشقٍ تشظّى من تمزُّقِهِ
قدْ سابقَ النبضَ فانهدّتْ ملامحهُ
و ارتدَّ يرنو إلى عُمْرٍ و مُحرِقِهِ.
الإثنين 12 مارس 2012 على الساعة 12.34 بمغنيّة
أبواب جنّة تحترق
فتحتُ في كلماتِ الجرحِ أبوابا
لعلّني أجِدُ الألفاظَ سيّابا
فما وجدتُ حروفاً تشتهي وطناً
و لا أبا الطيّبِ المشنوقِ إعرابا
وجدتُ دمعَ نزارٍ يرتمي درراً
و يستفزُّ ببحرِ البوحِ أغرابا
وجدتُ لحناً عميقَ التّيهِ يتبعُني
يظنّني فوقَ دربِ الضاد زريابا
وجدتُ ظلّ القوافي ساكباً وجعي
تُطيلهُ زفرةُ الأضواءِ أحقابا
قفزتُ معنىً و أغلقتُ الكلامَ فلا
رأيتُ حرفينِ إلا ذبتُ مرتابا.
الثلاثاء 13 مارس 2012 على الساعة 13.12 بمغنيّة
قاتلٌ مهجور
كنْ قاتلَ الحزنِ في غاباتِ أيّامي
يا قاتلاً دمعتي..آهي و آلامي
إنّي أرى وجعي الورديّ يُنبتني
فيكِ اشتعالاً شهيَّ النّور كالشّامِ
فاقذِفْ جوابكَ يُحرقْ شوكَ أسئلتي
أوْ أوقدِ الحبَّ أحطِبْ كلّ أعوامي
جفّتْ أنوثةُ أعماقي فكنْ دمها
كيما تعودَ إلى حمراءِ أحلامي
و ازرعْ فحولتَكَ البيضاءَ في لُغتي
أنْمُ القصيدةَ من يائي إلى لامي
أنتَ المدى قاتلاً أصداءَ شهوتِهِ
كنْ قاتلاً بالصّدى معزوفَ أوهامي.
الأربعاء 14 مارس 2012 على الساعة 13.14 بتلمسان
انسكاب أخير
لكلِّ بوحٍ إذا ما سالَ تِحنانُ
فلا تُغرَّ بماءِ الشِّعرِ أوزانُ
هو القصيدُ كما روّضتُهُ وجعٌ
يُمزّقُ البحرَ إذْ تدعوهُ شطآنُ
فكمْ تكسّرَ موجُ الجرحِ في لغتي
و بُعثرتْ كلماتي و هْيَ أوطانُ
لأنّ قلباً على كفِّ الأسى حجرٌ
يرى الهديرَ زجاجاً فيهِ أزدانُ
فما تطايرَ ليلٌ من خطوطِ يدي
و منْ دمِ الحرفِ إلا و هْوَ غربانُ
لذا انسكبتُ صباحاً فوقَ قافيتي
لعلّها تسكبُ الدنيا تلِمسانُ.
الخميس 15 مارس 2012 على الساعة 12.57 بمغنيّة
انتقام التفّاح
وجهٌ على يدهِ الخرساء يرتسِمُ
مذ صافحَ البوحَ و الأفكارُ تلتطِمُ
حتّى تدفّقَ من خطِّ الوداعِ غدٌ
كالماءِ يُبكي مسافاتٍ و يبتسِمُ
تحكي الأصابعُ عن ألوان لمستها
و الشوقُ أبيضُ في الورديِّ يحتشِمُ
إنْ أكتبِ الحبَّ فالأرواحُ قارئةٌ
أحداقها و سكوتاً فيّ يضطرِمُ
ماذا ستُنبتُ أوراقي إذا ارتعشتْ
و اهتزَّ نهدُ المعاني حيثُ أنعدِمُ؟
لا تشتهي كلماتي من أظافرها
إلا خدوشاً بها التفّاحُ ينتقِمُ.
الجمعة 16 مارس 2012 على الساعة 19.32 بمغنيّة
آمال
تشرْنقتْ في اخضرارِ الصمْتِ آمالُ
تُعلِّمُ العُشبَ إصغاءً لمنْ سالوا
فأخرَجتها عطورُ البوحِ من دمِها
فراشةً تنتشي و الوقتُ يُغتالُ
لذا أوتْها زهورُ العمْرِ ضاحكةً
تُحدّثُ الشوقَ عنْ أكمامها الحالُ.
السبت 17 مارس 2012 على الساعة 21.14 بالعاصمة
بوصلة الحبّ
أضاعني في طريقِ البوحِ وجداني
فبوصلَ الحبّ قلبي نحو أحزاني.
الأسبوع 12:
الأحد 18 مارس 2012 على الساعة 23.23 بالعاصمة
كلام منكسر
مدينةٌ تأكل الفوضى ملامحُها
و يهجرُ الصمتُ أغناها وكادحُها
تظلُّ ترمي إلى الأحزانِ ساكنَها
و تستفزُّ مآسيها مُصافحَها
كأنّما عتّقتْ خبثاً شوارعُها
فعربدتْ فتنةٌ تسلو فضائحَها
ضجيجُها يشنقُ الدنيا و يسجنني
و لستُ في عتباتِ الموتِ مادحَها
أنا الذي أبصرتْ فيهِ ارتعاشَتها
و صيّرتني كلاماً سار فاتحَها
فلا مشاعرَ إلا أغلقتْ فمَها
أتيتُها مشرعَ الأشواق سائحَها.
الإثنين 19 مارس 2012 على الساعة 13.43 بالمديّة
صعود ربيعيّ
إنْ يُعطكَ الطينُ قلباً نابضَ الأدبِ
ذُبْ في طريقِ الهوى حرفيْنِ وانسكِبِ
أو يأتِكَ الشِّعرُ جرحاً من دفاترِهِ
قُمْ دافئَ القولِ عذبَ الوشوشاتِ أبي
إنّي صعدتُ نزولاً نحو قافيتي
حتّى أطاولَ بوحاً وارفَ العجبِ
هنَّ النساءُ حروفي يا غزيرَ رؤىً
يقتُلنَ فيَّ جميلَ الصبْرِ بالهُدُبِ
بِيضُ الملاحمِ لا سودُ الملامحِ في
إشراقهنَّ مغيبُ الحزنِ و الكذِبِ
هذي المِدِيّةُ كنْ فصلاً لرونقِها
أنتَ الربيعُ فأنبتْ أمنياتِ صبي.
الثلاثاء 20 مارس 2012 على الساعة 23.35 بالمديّة
مشارق الصمت
يُشتّتُ الشوقُ أفكاري وأجمعُها
لتكتُبَ الحبَّ في عينيَّ أدمُعُها
أنا الحزينُ انْسكاباً من منابِعِها
أتيتُ تنهلُني الدنيا و أذرُعُها
و بي من العشقِ أصواتٌ تُرقرقُني
فلا يسيلُ غدي إلا و يتبعُها
يكادُ يُبصرُها قلبي على ورقي
بنفسجيّةَ نبضٍ حينَ أسمعُها
فما نما الشكّ إلا موسقتْ دمَهُ
هو البطيءُ جراحاً و هْيَ أسرَعُها
لذا ستُطعنُ ألفاظي.. ستُكسرُ في
مشارقِ الصمتِ خلفَ البوحِ أضلُعُها.
الأربعاء 21 مارس 2012 على الساعة 22.48 بالمديّة
حلُمٌ قتيل
صمتٌ على عتباتِ القولِ يحترقُ
حتّى فتحتُ كلامي و هْوَ يندلِقُ
إنّي دخلتُ نداءَ الحزنِ مبتسماً
و الشوقُ فيّ إلى الأعماقِ ينزلِقُ
أبصرتُ أرضاً يسوسُ الشوكُ نرجسها
و الماءُ منفتحٌ فيها و منغلقُ
غربانها ولجتْ أمواهَ أمنيةٍ
فاسْودَّ صبحٌ حثيثُ البؤسِ منطلِقُ
تُغفي الشرورُ على أحداقها وجَعاً
حيثُ الوفاءُ شعورٌ هاربٌ نزِقُ
كمْ أذبلَ النفطُ معناها فلا حلُمٌ
إلا و يقتُلهُ خلفَ الصدى الأفُقُ.
الخميس 22 مارس 2012 على الساعة 21.57 بالمدية
دافئة الأعراق
ها ينسجُ البوحُ أشعاراً بأعصابي
حتى تُزركشها أحلامُ أهدابي
ماذا ستلبسُ أفكاري سوى وجعٍ
خاطتْهُ منْ سحُبِ الأحزانِ أسبابي؟
ضمّ القصيدُ فمي و الكبرياءُ دمي
لي ضمّتانِ و حالاً كان إعرابي
يا أيّها الحبّ مزِّقْ ثوب قافيتي
فالصبرُ و الوقتُ و الأشواقُ أثوابي
إنّي أخيطُ حياتي من قُماشِ أسىً
كي ترتديني المعاني و هْي أوْلى بي
لمْ تمْشِ دافئةُ الأعراقِ عاريةً
إلاّ و قُدّتْ من الأدبارِ أنسابي.
الجمعة 23 مارس 2012 على الساعة 13.45 بالمدية
سمراء
قصائدي في امتدادِ الحسنِ خضراءُ
كأنّما بالهوى يعشوشِبُ الماءُ
فيا ربيعَ الرؤى أوقدْ مُخيّلتي
تسلْ جمالاً من الأحداقِ سمراءُ
لعلّها تُطفئُ الحزنَ ابتِسامتُها
و يستفيقُ غرامٌ و هْوَ أنداءُ.
السبت 24 مارس 2012 على الساعة 06.14 بالمديّة
نداء شرقيّ
يمشي السرورُ يُنادي فيكَ داوودا
هذي دموعُكَ فاستنطقْ لها جودا.