سيدتي الفاضلة ملاك النور الغاليةأبدا بوران شما
لقد باركت حوارنا بمرورك الكريم والذي أتمنى أن يتكرر دوما ..
وأغدقت من فيض أنوارك تشريفا لهذا المكان فأفرح قلوبنا ..
تقديري الكبير لروحك الطيبة ومقامك السامي ..
1. أين تقع قضية فلسطين على خريطة الشعر عندك , وما هو دوركم كشعراء
تحملون رسالة هادفة وسامية نحو الشعب الفلسطيني وما يعانيه من ويلات الحرب
والاحتلال والحصار الظالم ؟
فلسطين القضية الأولى لكل مؤمن بحقوق الإنسان في هذا العالم ..
وحقيقة القضية الفلسطينية ليست نتاج الإحتلال الصهيوني بقدر ما هي نتاج فساد الزعامات العربية وصفقاتهم فالتاريخ لا يخفى على أحد ..
فأنا أرى أن النضال لعودة الوطن لأهله يحتاج لجبهتين دوما جبهة إصلاح الفساد وإعادة المفاهيم لمحتوياتها في عيون من تعامى وعنها ..
والجبهة مع العدو الصهيوني .. وأنا مع المقاومة واستمرار المقاومة حتى النصر ومؤمن بهذا بالمطلق ..
أما في قصائدي فأنا أبتعد عن المباشرة .. وحتى لوكتبت قصيد لفلسطين قد لا أذكرها أو أمر بذكر رمز من رموزها الأبطال .. كالرنتيسي والشيخ أحمد ياسين ومحمد الدرّة .....
أيام الحصار الغاشم على غزة كتبت الكثير ولكن كنت أمزقه فما حصل أعتبره أكبر من القصيدة واللوحة كانت غزة قصيدة تكتب نفسها ولوحة ترسم نفسها وبأعمق وأدق طرائق التصوير .. فمهما كان وصفي وتجسيدي لما حدث سيكون قاصرا عن بلوغ الواقع الذي يحدث ..
ويقع الكثير على عاتق الأدب والشعر والفن حقيقة حيال قضيتنا الأم فلسطين .. توجيه العقول والتذكير الدائم وإعادة التأهيل للأجيال التي أوشكت تنسى في ظل القيادات التي لا تذكر سوى نفسها ومصالحها ..
الأدب يؤرخ ويؤسس ويبني ولكن المشكلة الأساس يا سيدي بالتلقي لا أحد يقرأ سوى قلّة من المهتمين فقط ..
نحن بحاجة لخلق جيل يقرأ ويرى ويشعر بحاجة لتنمية الذائقة من جديد بحاجة لإعادة تأثير الوقع في نفوس الناس حيال مشهد عنفد أو قصف أو ما شابه فلقد اعتادت العيون والآذان سماع الصراخ ورؤية الموت ..
نحن علينا الكثير الكثير الكثير من المهام ..
الطفلُ يولدُ باكياً
أولى المهام لنبضه قتلُ الأخوّة للبقاءْ
خمسونَ مليوناً سواهُ أبادهمْ
إذ كان أوّلَ واصل كهف الفناء
وكمضغةٍ في رحْمِكِ ارتكبَ الجريمةَ ناجياً
والشهقةَ الأولى تقرُّ مسارَه
أمّا رسولا نادماً
أسفاً يثورُ على الجريمةِ عاكفاً
للفنِّ والإبداعِ في شرعِ الحضارةِ والحضورْ
والآخرون تعيدُهم أطباعُهمْ
ساحُ الجريمةِ في ثنايا اللاّ شعورْ
النّاسُ نوعانِ الجهول أو الرحيمْ
وأنا عدوّي قاتلٌ خَبِرَ الجريمةِ والشرورْ
وأقامَ نُصبَ جبينهِ نُصُباً لأصنامِ
الجهالة والفجورْ
لمجرد أن يلقح الحيوان المنوي البويضة في الرحم يجب عليه قتل خمسين مليون أخ له ..
فالإنسان كائن قاتل بالفطرة إلا من رحم ربي وأرسل لهم أرواح من خير ورحمة
2. لو سمحت أطلب منك أن تنشر لنا بعضاً من أشعارك القديمة ومن جديدها أيضا .
كتبت قصيدة طفولية بعنوان أبطال الحجارة كنت في الخامسة عشرة من عمري وبعدها بثلاثة أشهر كتب العملاق الراحل الباقي نزار قباني قصيدته أطفال الحجارة .. حقيقة سأبحث عنها وأنشرها هنا كما هي دون أي تعديل ..
3. كيف يفلسف شاعرنا ومبدعنا عبد الكريم سمعون الحب ؟ ومن هي ملهمته ؟
أما أنا فكيف أفهم الحب؟
رغم أنني لستُ عالما ولا فيلسوفا ولا حكيما ولا منظرا أو مشرعا , أو مجتهدا في إستخراج بياناته, واستنباط دلائله وتشخيص أعراضه ,وإظهار معطياته لكنني إنطلاقا من ظاهرة التعاطي الوجداني مع القيمة الروحانية السامية المميزة للحب , أفهمه وأعرّفه بالحرمان والصعاب ..
بالتلوي في زنزانة الشوق .. بالنزيف فيقروح الوله.. بالتضور خلف إنبضاع الرؤيا .. بالعطاء والصبر والتضحية ..بالنبل والإيثار والصدق ...
بعدم الطمأنينة والركود والجمود والسعي الدائم للتأنق والتألق لإكفاء الشريك ، بالعطاء قبل الطلب والتلبية دون انتظار المقابل .
عندماتُستهلك القيمة الإنسانية السامية , أو تُداس وُتحطم وتُسخّف , لا بد أن تزول وتتلاشى , ولابد أن تؤول إلى هلاك أكيد ,وفقدان وإنعدام .
أن نخاف عليها و أن نستبسل دفاعا عنها , وأن نتعالى على صغائر الأموروحيثياتها,
وبذلك نكون قد مارسنا وسلكنا معناها الحقيقي بالسعي للدفاع عنها واللهاث خلف تحقيقها ,
ومن ثم ترقى أنفسنا إلى الحب... الرحمة... السعادة .
هذا مقطع من رسالة قديمة أرجو أن يفسر كيفية رؤيتي للحب ..
أما عن الملهمة .. فهي من تجعلني أكتب وهي اللّابد منها .. تنبهني لوجودها بطريقة تستفزني قد تكون عابرة للحظة وقد تكون أخت وقد تكون أم وقد تكون ملأت مكان الحبيبة الشاغر لدقائق أو لوقت أطول ..
قد تكون الطبيعة وقد يكون البحر وقد تكون الغابة ..
وأكثرهن بالتأكيد تأثيرا على تدفق مشاعري وشعري هى الشريكة الأنثى علما أنها لا موجودة في حياتي وأصبحت لا أؤمن بوجودها مطلقا ولكن ربما هناك عابرات تحرضن إحساسي وأكتب .
تقديري الكبير لروحك الطيبة سيدتي .. وأتمنى أن أكون قد أوفيت أسئلتك الكريمة حقها من الإجابة ,.