رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
[align=justify]أخواتي اخوتي
أرى من وجهة نظري أن سبل النجاة من سموم الطائفية هو العودة الى الجذور ونبع الرسالة وهو القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولكي نقترب أكثر سأطرح موضوعا ربما يساعد في توضيح بعض النقاط التي تخدم هذا الموضوع:
وسأبدأ بطرح موضوع كنت قد نشرته في مدونتي بتاريخ 3 تموز 2009 تحت عنوان الاختلاف لايعني الخلاف :
الاختلاف لا يعني الخلاف..
إخوتي في الله يؤسفني ماأرى هذه الأيام من جدل قائم على أساس من الفعل ورد الفعل، ويغيب عن أذهاننا أننا جميعا ندعوا إلى الله عز وجل، دين واحد ورسول واحد، الاختلاف في المذاهب لايعني الخلاف وهذا وارد عن أئمتنا الاربعة، ومن يرجع إلى تاريخهم ومجادلاتهم بهذا الخصوص يتبين له ان الاختلاف في المذاهب خدم الاسلام ولم يعمق التفرقة بل زاد اللحمة بين المسلمين..
لو تفكر الطرفان في منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وتأملوا كيف كان يدعو إلى الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف الأعرابي الذي جاء وسأله عن فرائض الله، فلما أخبره بها قال: "والله لا أزيد ولا أنقص" لم يعنفه على تركه للنوافل والسنن والتطوع، وإنما قال "أفلح إن صدق" فلا غلو إذ في الدعوة.
وهو في نفس الوقت لم يقر أصحابه حين حاولوا إطراءه مثلا بحجة عدم تفريقهم في الدين، وإنما قال "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم …"
ولما جاءه الأعرابي يستأذنه في الزنى، لم يأذن له بحجة أن هذا يرغبه في الإسلام، ولما جاءه أحد وفود العرب يستأذنه في ترك بعض الأحكام الشرعية،
لم يأذن لهم في ذلك بحجة السلم والمسالمة وكسبهم إلى الدين، كل هذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، فلم التفريط إذن؟!
ومن تأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم "افترقت اليهود على واحد وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" لو تأمل هذا الحديث لعلم أن قضية سكوت الداعية على انحرافات المسلمين العقدية والتعبدية بحجة توحيد كلمتهم أمر يرفضه الإسلام ولا يقبله أبدا، وإلا لما حكم النبي صلى الله عليه وسلم بالنار على الفرق المنحرفة المخالفة لنهجه.
والخلاصة: أن المنهج القويم في الدعوة إلى الله هو الاعتدال فلا إفراط ولا تفريط لا غلو ينفر الناس ويبعدهم عن الدين ولا تفريط يقر الناس على بدعهم وضلالهم.
الدعوة إلى الله طريقها وآدابها:
نظرا لأن الحاجة ما زالت في هذا الوقت لمثل هذا الموضوع ولمكانة الشيخ العلمية وخبرته الطويلة في مجال الدعوة إلى الله رأينا نشر الموضوع ليستفيد منه الدعاة إلى الله ويكون منارا لكل داعية يرجو الله والدار الآخرة ويحرص على دلالة الناس على الخير بأحسن طريق وألطفه.
يقول العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله: يقول الله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين".
علمنا الله تعالى في القرآن أن طريقة رسله في نشر الدين إنما هي الدعوة إليه، وعلمنا بسننه في شؤون الإنسان الاجتماعية أن هذه الطريقة هي الطريقة المثلى لنشر المذاهب والأديان لا يضل سالكها عن مقصده مهما عرف منارها وأعلامها، وراعى آدابها وأحكامها، وسدّد إلى الأغراض سهامها. فخاطب العقل بالبرهان، وحرك سواكن الوجدان، وأشرف على النفوس من شرفات التأثير، وبصرها بحسن العاقبة أو سوء المصير.
و الأديان والمذاهب لا تنتشر إلا بالدعوة، ولا تطوى إلا بتركها، وإن الشرط في انتشارها هو كون الدعوة صحيحة لا كونها هي صحيحة في نفسها،
ولا بد من بيان شروط الدعوة وآدابها خدمة لمن يوفقه الله تعالى من فضلاء المسلمين وعلمائهم وأهل الغيرة والحمية منهم، لإقامة هذا الركن الأعظم، والقيام بهذا الفرض الاجتماعي المحتم، والتصدي لإرشاد هؤلاء الملايين الذين يتشدقون بكلمة (الإسلام) ولا يعلمون مسماها، ويتمسكون بلفظها ولا يفقهون حقيقة معناها، فقد قام فيهم دعاة يهتفون باسم المهدية، ومرشدون يدعون سلوك الطريقة الصوفية، ولكن أحدا منهم لم يرع الدعوة حق رعايتها. ويقف من الطريق على جادتها، فطاشت سهامهم،وخسرت أيامهم وزادوا شمل الأمة تفريقا، وأديم الدين تمزيقا، على أن منهم من دعا إلى حق ولكن بغير حكمة، ولا مراعاة لما تقتضيه سياسة الأمة، وأمر بمعروف ولكن على غير المنهج المعروف، ونهى عن منكر ولكن على غير الوجه المألوف.
علمتنا الآية الكريمة التي افتتحنا بها هذه المقالة أن للدعوة طريقتين:
الحكمة والموعظة الحسنة.
فأما الحكمة فهي لخطاب العقل بالبرهان
وأما الموعظة فهي للتأثير في النفس بمخاطبة الوجدان،
فالأولى للخواص والثانية للعوام والمقصد واحد. ولا يحتاج إلى الطريقتين إلا من يدعو إلى حق موافق لمصلحة الناس الحقيقية، ولذلك قام أكثر الدعاة في العالم على الطريقة الثانية ووقفوا على منبر الخطابة ابتغاء إقناع النفوس بالمسلمات وجذبهم بزمام الوجدان حيث السلطان الأعلى للقياسات الخطابية والشعرية، لا للحج البرهانية، وإذا نجح هؤلاء في كل عصر مضى فلا يدوم نجاحهم في هذا العصر لأن العلم الحقيقي الرائجة سوقه فيه خصم لهم وهو الخصم الذي لا يغالب. القرت الذي لا يبارز ، والقرن الذي لا يناهز، والناطق الذي لا تدحض حجته، والسالك الذي لا تنطمس محجته.
ذكر الله الطريقتين ثم ذكر كيفية السلوك فيهما، والسير عليهما. وهي المجادلة بالتي هي أحسن. الهادية للتي هي أقوم.
ويشترط في هذه المجادلة بل وفي أصل الدعوة شروط:
( أحدها) العلم بلغة من يراد دعوتهم ومجادلتهم، ولهذا ترى دعاة النصرانية يتعلمون جميع اللغات وينقلون إليها كتبهم الدينية، وأما رجال الدين من المسلمين فيرون في تعلم اللغات إعراضا عن الدين الذي لا وظيفة لهم إلا القيام بحفظه ونصرته، ونشره وتعميم دعوته. وقد علمنا أن الداعي الذي في الهند عارف باللغات المنتشرة هنالك كالأوردية والفارسية والإنكليزية كما هو عارف بالعربية، والشاهد لهذا الشرط من الكتاب العزيز قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم. (
(ثانيهما) العلم بأخلاق الناس وعاداتهم. ومواقع أهوائهم ورغباتهم. ليخاطبهم بما يعقلون ويجادلهم بما يفهمون وأكثر المشتغلين عندنا بعلم الدين يرون البحث في الأخلاق والعادات من تضييع الأوقات والتنقيب عن شؤون الدهماء لا يليق بمقام العلماء.
( ثالثها) الوقوف على ما عندهم من المذاهب والتقاليد الدينية والعلوم والفنون الدنيوية، ما يتعلق منها بالدعوة، ويصلح أن يكون شبهة، ومن جهل هذا القدر كان عاجزا عن إزالة الشبهات، وحل عقد المشكلات، ومن فاته هذا الشرط وما قبله لا يقدر أن يخاطب الناس على قدر العقول والأحلام. كما كان شأن سادة الدعاة إلى الله عليهم الصلاة والسلام. ولقد علم رؤساء الديانة النصرانية أن ما كان جهلهم بالعلوم الكونية ومعاداتهم لها. وتحكيمهم الدين فيها. مؤذن باضمحلالها ومفض إلى زوالها، فأخذوا بزمامها، وقادوها بخطامها. وقربوا بين عالمي الملك والملكوت، وقرنوا بين علمي الناسوت واللاهوت، وبهذا أمكنهم حفظ حرمة الدين وإعلاء كلمته بين العالمين. وديننا هو الذي ربط بين العالمين ولكنا نقطع الروابط، وجميع العلمين ولكننا نهدم الجوامع. ولهذا جهلنا وتعلموا، وسكتنا وتكلموا. وتأخرنا وتقدموا، ونقصنا وزادوا، واستعبدنا وسادوا.
(رابعها) إلقاء الدعوة بصوت ينبه العقول والفكر، وصيحة تستلفتها إلى البحث والنظر، وتشوق النفوس إلى غايتها، وتخيفها من مغبة مخالفتها. هذا الشرط قد نطق به المتكلمون ونص بعضهم على أن من لم تبلغه الدعوة على وجه يستلفت إلى النظر يكون معذورا إذا بقي على كفره. ولا يمكن تحديد هذا الشرط إلا ببيان ما يدعو إليه الداعون، ويرشد إليه المصلحون، ومن نظر في تاريخ الملل. وأخبار دعاة المذاهب والنحل. يعلم أنه لم ينشر مذهب ولا دين. إلا وكان هذا الشرط ركنه الركين. ومن شواهده في القرآن العزيز قوله تعالى : ( وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً).
(خامسها)) التلطف في القول. والرفق في المعاملة. وهذا أول ما يتبادر إلى الفهم من قوله تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن) والقرآن يبين هذا في مواطن كثيرة وآيات متعددة. اقرأ إن شئت قوله عز وجل ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين. قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون) فما بعد هذا التلطف فج يسار فيه، ولا وراء هذا الرفق غاية ينتهى إليها. والسر فيه أن النفوس جبلت على حب الكرامة. وتربت في الغالب على الرعونة، ونشأت على التقيد بالعادة. فمن رام الخروج بها عن عادتها، وصرفها عن غيها إلى رشادها. ولم يمزج مرارة الحق بحلاوة الرفق، ولم يصقل خشونة التكليف بصقال القول اللين اللطيف كان إلى الانقطاع أقرب منه إلى الوصول، ودعوته أجدر بالرفض من القبول. وإن أردت الدليل الصريح من القرآن. على تأييد هذا البيان. فاتل قوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) فهو ينبئك بأن لين القول محل رجا التذكر. والمعد للنفوس للخشية والتبصر. ومن هنا تفهم السر في حماية الأنبياء عليهم السلام من العاهات المنفرة، وجعلهم أكمل الناس آداباً وأخلاقاً.( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وقد اهتدى لهذا دعاة المذاهب الناجحة والأديان المنتشرة، حتى أن دعاة النصرانية في الصين يلبسون لباس البوذيين ويحملون أصنامهم أو يبيعونها منهم توسلا إلى عقيدة يلقونها، وتوصلا إلى كلمة يقولونها أو نفثة ينفثونها، غلوا بازاء غلو، وضعة في مقابلة كبر وعتو، فان الصينيين يغلون في الدين ويحتقرون من دونهم من العالمين وكأين من داع أفسد العنف دعوته وأسفل كلمته، أولئك الذين فرقوا الدين الواحد بالخلاف، وألقوا العداوة بين الإخوة بقلة الإنصاف.
(سادسها) تلبس القائم بالدعوة بما يدعو إليه بأن يكون موقنا أو مقتنعا به إن كان اعتقادا، ومتخلقاً به أن كان خلقاً، وعاملا به إن كان من الأعمال. فمن لم يكن موقناً ولا مقتنعا فقلما يقدر على إقناع غيره لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ومن حث على التحلي بفضيلة وهو عاطل منها أو أمر بالتزكي من رذيلة هو متلوث بها، لا يقابل قوله إلا بالرد، ولا يعامل إلا بالإعراض والصد. وينشده لسان الحال، إذا سكت لسان المقال:
يا أيها الرجـل المعلـم غيره ***** هلا لنفسـك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي العنا ***** كيما يصــح به وأنت سقيم
ونراك تجـذب للرشاد نفوســـنا ***** أبدا وأنت من الرشاد عديم
فابـدأ بنفسـك فانهـها عن غيـها ***** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهـناك ينفـع ما تقـول ويقتـدى ***** بالقول منـك وينفـع التعليم
وما كان من الدعوة متعلقاً بالأخلاق و الأعمال فهو تربية، والتربية النافعة إنما تكون بالفعل لأنها مبنية على القدوة وحسن الأسوة، لا بمجرد القول. ألم يبلغك حديث الحلق في الحديبية وكيف لم يمتثل الصحابة عليهم الرضوان أمر النبي صلى الله عليه وسلم به حتى حلق هو فاقتدوا بفعله أجمعين ومن هاتفهم السر في عصمة الأنبياء عليهم السلام.
(سابعها) الصبر وسعة الصدر، فمن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، ومن ضاق صدره مل والملل آفة العمل، وقد جعلنا هذين الشرطين واحداً لتلازمهما وجودا وعدماً، وحسبك من دليل اشتراطهما في الكتاب قوله تعالى: (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم) وقوله عز وجل( فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به) وقوله تبارك اسمه (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً) ولا يختص الصبر بعدم استعجال الفائدة قبل وقتها بل الصبر على الإيذاء الذي يبتلى به الدعاة دائماً آكد وألزم،وفضله أكبر وأعظم، وهو الذي جعله الله تعالى دليل الإيمان والمميز لأهله عن المنافقين ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله). ولم يعر دعاة النصرانية من هذه المزية السامية والمنقبة الشريفة فان الجرائد والبرقيات تحدثنا آناً بعد آن بما يقاسون من الإهانة والإيذاء والمشقة والبلاء لا سيما في أحشاء أفريقيا والصين، ولكن علماءنا يشترطون أن يكافؤوا على الدعوة بالتعظيم، والأجر العاجل الكريم، وأن يكفل لهم كافل بأنهم يقابلون بالقبول، وحصول المأمول، حتى أن منهم من كتب ذلك في جريدة، وصرح بأنه مبني على أصول العقيدة. ومما يحسن ذكره ههنا ما بلغني من كيفية امتحان الدعاة وإليك حديث امتحان منها، درس بعض المستعدين للدعوة علم اللاهوت والعلوم الاجتماعية والتهذيبية والرياضية والطبيعية واخذ الشهادات بها، ثم طلب امتحان الدعوة من إحدى الجمعيات الدينية فأحالته الجمعية على رجل في بلد غير الذي هو فيه، فلما جاءه استأذن عليه معرفاً بقصده، فأجابه خادمه أن انتظره ساعة في هذا المكان من بيته، فمرت الساعة واليوم وخرج الرجل من البيت وعاد إليه ولم يقابله، فلما كان اليوم الثاني دخل عليه بعد الظهر وأكلا، وبعد الأكل كتب له الشهادة من غير أن يسأله عن شيء وإنما كتب حكايته معه، وقال: إنه أكل معي من غير انفعال ولا تأثر، ولم أر على وجهه شيئاً من ملامح الامتعاض لسوء المعاملة التي عاملته بها فليقبل.
(ثامنها) الأمل بالنجاح والرجاء بالفلاح، مهما عظمت المصاعب وانتابت النوائب فان اليأس أدوأ الأدواء، الذي لا ينجع مع وجوده دواء، وناهيك أن القرآن جمعه مع الكفر في قرن. وجعله مع الضلال كفن. والآيات في هذا طوافة في الأذهان فائضة على كل لسان، واذكر من تلبس دعاة النصرانية بهذا الشرط ما كنت قرأته في جريدة لهم قالت ما مثاله: أن أول بعثة أرسلت إلى الصين بعد الاستعداد بتعلم اللغة الصينية وطبع الكتاب المقدس بها مكثت بضع سنين ( وأظنها حددتها بثمان) لم يجب دعوتها أحد فاستأذنت من الجمعية الكبرى بمغادرة الصين لليأس من تنصر أحد من أهله، فأجابتهم الجمعية بأنكم لم ترسلوا لتنصير الناس أو إلزامهم بالنصرانية فترجعوا لعدم حصول المقصود، وإنما وظيفتكم الدعوة إلى آخر الحياة سواء أجابكم الناس أم لم يجيبوكم فثبتوا حتى صار الناس يدخلون في دينهم بالتدريج، وإنما هدى هؤلاء للقيام بهذا الشرط كغيره الصدق في خدمة دينهم والحرص على نشره، وقد فقدنا نحن هذا من عهد بعيد فصرنا نقرأ القرآن ( الذي لم يغادر شرطاً من شروط الدعوة إلا بينه) للتبرك وشفاء الأمراض الجسدية أو للطرب في الأفراح، وهم الذين قاموا بالعمل به،
هل تفكرت يا أخي المسلم بقوله تعالى ( فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) وقوله ( وما أنت عليهم بوكيل) وقوله ( نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) وهل أطلت الفكرة يا أخي فيمن قام بحقوق هذه الآيات وأمثالها ولم تكتف عند قراءتها وسماعها بقول (الله الله) سبحان من هذا كلامه كما تلقيت عن عامة الناس؟؟؟. هذا ما تيسر إيراده من آداب وطرق الدعوة إلى الله نسأل الله جل وعلا أن ينفع بها .
رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]أستاذ مازن نحن نتعامل في نور الأدب منذ سنوات وأظن أنني لست بحاجة للدفاع عن نفسي وتوضيح ابتعادي عن أي تعصب و أنت قد عشت في هولندا وتعلم كم من الجنسيات تتعايش في المدن الهولندية الكبيرة في منتهى السلام.
ماقلته عن التشيع والسلفية في أوروپا لم يكن من باب الدخول في دروب السياسة أو التوغل في الطائفية السياسية وشيطنة هذا على حساب ذاك لكنها مظاهر من الواقع لم أستطع التخلف عن الإدلاء بها كنوع من توضيح وجهة النظر الأخرى.
إن مايحدث في أوروپا ،وحتى غيرها من القارات، من استقطاب وشحذ وتوجيه يحتاج فعلا للتوقف عنده. فأبناء الجيل الثاني والثالث في المهجر الذين قد يميلون للتعرف على دينهم قد يجدون أنفسهم أحيانا يتعرفون على شريعة ومبادئ بعيدة عن الاعتدال الذي ذكرت وللأسف فإن ذلك الإلمام باللغة الذي يساعد على النهل من مصادر عدة والتنقيب والمراجعة لا يكون متاحاً.
الأمثلة كثيرة جدا أقلها حادثة تولوز وتقارب نتانياهو وفرانسوا هولاند يوم أمس وصورة المسلم القاتل الإرهابي التي يتم الترويج لها وحادثة مقتل الإمام في بروكسيل التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية...
كون بعض الدول تشجع هذا التوجه أو ذاك لمصلحتها أو كون الظروف السياسية أو غيرها خلقت منظمات تعمل على استقطاب يضر أكثر مما ينفع أمور كما ذكرتَ أنت في مسألة الدعوة يمكن تداركها بالتوجيه الصحيح وهناك من يحتاجون لهذا التوجيه الصحيح.
أذكر أن إحدى الطالبات حدثتني ذات يوم تقول أنها تريد أن تعرف أكثر عن تفاصيل دينية أنها تجد أشياء متضاربة أحيانا وأن حتى دراسة الإسلام كمعتقد في إطار الثيولوجيا على يد أشخاص غير مسلمين لاتحسه مقنعا...
إنني لاأحب سرد تفاصيل لامنتهية عن حكايات واقعية لكن الأكيد أن البحث عن الاختلاف من أجل الخلاف والنبذ واقع يجب معالجته.
أعود للقول أن للمنظمات الإسلامية التي يجب أن تكون عالمية، قويمة، محايدة دورها في خلق التقارب، في التوجيه الصحيح وفي تدارك مايحدث من استقطابات مضرة أو دعوة لا تقوم على أسس صحيحة.
تحياتي للمشاركين في هذا الملف وعلى رأسهم الأستاذة هدى التي فتحته للنقاش بحسن نية.[/align][/cell][/table1][/align]
رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
الأخت الغالية نصيرة تختوخ
تحياتي وتقديري
أقدر عاليا مشاركاتك حول موضوع الطائفية
وليس سرا ان اقول لك ان ذلك موثق منذ يومين برسالة داخلية
ارسلتها للأخت الغالية الاستاذة هدى حول هذه النقطة،
لايمكننا الابتعاد عن الواقع وتشريحة بقصد التقييم والاصلاح للوصول الى تصور للعلاج الشافي.
بوركت جهودك المخلصة
مع فائق الاحترام والتقدير
رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
أستاذنا الغالي : مازن شما
حسب فهمي المتواضع , فالسيدة هدى نور الدين الخطيب فتحت نقاشا حول الطائقية بمفهومها الشامل وبأوجهها المختلفة , لذلك كان لزاما أن نلامس الموضوع من زواياه المتعددة , ولأنه موضوع شائك , فلا بد أن نتحلى بسعة الصدر الكافية لسماع الرأي والرأي الآخر , أما إذا كان الأمر يتعلق بالطائفية الدينية وحدها , فقد أوفيتموها في مداخلتكم الكريمة ماهي به جديرة من حسن المتابعة وبالغ الإهتمام , وبذلك وجب التوضيح , ولكم سيدي خالص المودة والتقدير .
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)
رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
الفضليات والأفاضل , السلام عليكم جميعًا ....
أشكركم على المشاعر الطيبة ,, ووالله العظيم أنا لم أعتذر عن متابعة الملف بشكل عاطفي, أو مزاجي أو حالة انفعالية ,,أو نكاية بأحد معاذ الله .. فلم يسء لي أحد ...شخصيًا أو فيم أوردته من كتابات ..
فأنا كما فهمت من طرح الأستاذة هدى , بأن يكون الملف لدراسة الظاهرة , وكيف نشئت , وآثارها السلبية بالعالم عمومًا , وببلادنا خصوصًا , وكيفية تشخيصها , وعلاجها ...
وبدأت على هذا الأساس , وكنت أعمل لأكثر من ساعتين لأنجز ما أقدم من مداخلات ,وأبحث في المراجع المتوفرة عندي , وماورد على النت حول الموضوع, عسانا نقدم عملا ًيليق بالنور .وتشكيل دراسة جادة , في طرح أهم ملف يهدد أمن بلادنا وحياتنا في العصر الحديث , ونعري دور الغرب المتصهين بتحريك هذا المرض ..
ولست معترضًا للآراء التي قدمت كآراء , فهذا حق الجميع لكن كان اعتذاري ربما بأن ما قدم ليس بالمكان , والزمان الصحيحين ,ومن الممكن فتح ملف آخر لهكذا نقاشات ..خصوصًا وأنها لاتخدم الموضوع .. لأنها قائمة , وتندرج بتوصيف المشكلة الطائفية القائمة..فهي متوالية لا تنتهي , فهذا يرد , وذاك يرد ,, والمطلوب هو كيفية العلاج , والتخلص من الظاهرة بإزالة المسببات ....
مع تأكيدي على أهمية الآراء الواردة واحترامي لها ولأصحابها
وربما خشيت أن يتحول إلى سجال أحرص أن لا أكون طرفًا فيه . خاصة وأن الجسم السوري (لبيس اليومين دول )
أكرر بأنني لست منفعلا , ولا أقصد أحدًا بعينه شخصيًا لكن مأخذي
على المشاركات ,, مع احترامي وتقديري للأستاذ فهيم , وللأستاذة نصيرة , والأخت شيماء ولكل من شارك بالملف وأنا أقل الناس .. فكان الاعتذار أسهل عليّ من توجيه لفت نظر...
أضف إلى ذلك قلة التفاعل والمشاركات بموضوع ذي أهمية كهذا
فشعرت بشيء من الحرج ...
وللأمانة العلمية .. كنت قد سحبت عدة ملفات عن النت ذات صلة بالموضوع , وعدة مراجع ورقية من مكتبتي كنت سأقدم بها ثبتًا بنهاية البحث على الطريقة المألوفة بالكتب والأبحاث .. لكن للضرورة وجب إليها الإشارة الآن لمن يريد متابعة البحث , أو التوسع فيه , أو الاطلاع ....
مركز التنوع للدراسات
المجموعة المؤسسة
م/ أحمد القرعاني – الأردن
م/ عبد العزيز حمدالدليمي – قطر
أ/ ياسر الغرباوي – مصر
المستشارون
د/ جاسم محمد سلطان- قطر
د / حسن بن حسن – تونس
د/ محمد بن مختار الشنقيطي- مورتنايا
أ/ عصام تليميه- مصر
مجلة الآداب.. والطائفية في الوطن العربي
دمشق: العدد الأخير من مجلة الآداب لعام 2006
مركز إنماء للبحوث , والدراسات
طائفية المجتمع , والدولة
مؤتمر الخرطوم حول الطائفية
محاضرة د. صبري محمد خليل
الموسوعة العربية العالمية
الأستاذة هدى, الأستاذة شيماء , الأستاذ الصالح , الأستاذ مازن ..
أشكركم على دعوتي للعودة عن اعتذاري .. وليس أمامي إلا الامتثال , ولا يعقل أن أخالف رغبتكم ...
سنتابع بإذن الله بالوقت المناسب
حسن إبراهيم سمعون
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: تعريف الطائفية وسبل النجاة من سمومها / ندوة مفتوحة للنقاش
[align=justify]
شكراً لكم جميعاً وليكن الهدف السامي أمام أعيننا هو الرسالة السامية لمثقفي نور الأدب بالتصدي للأمراض الإجتماعية التي تتسبب في تفكك مجتمعاتنا وتفريق شملنا وإثارة العداوة والبغضاء فيما بيننا...
بذرة التعصب موجودة في داخل كل نفس لأنها متصلة بغريزة البقاء
أنا وكل ما يتصل بهذه الأنا من الأقرب إلى الأبعد وما قد يتم به برمجتي وحقني...
أما الهدف - عند المثقف الواعي الإنساني - أن نوصّف المرض ونسعى لعلاجه ما أمكن والكلمة مسئولية، ولهذا نحن هنا ولدينا مشروع ورسالة هادفة...
الدين عقيدة إيمانية تقترب أو تبتعد من معنى مفهوم العبادة لواجب الوجود وهو وحده سبحانه له الحق أن يقاضينا، والطائفية وسيلة سياسية ( المعنى اللغوي للسياسة ) تستغل الدين لأهداف مختلفة مستغلة العاطفة الدينية عند البشر، وقد قام الاستعمار باحتكار المسيحية ( المسيحية السياسية الاستعمارية ) لفرض سيطرته على الشعوب التي يستعمرها
وجاءت الصهيونية بذات المشروع مستغلة الدين اليهودي كأداة حربة لاحتلال فلسطين إلخ...
الإنسان بإنسانيته في داخل كل منا ما لم يزهق روحاً ويقتل نفساً محرمة، فلنمسح مرايا أرواحنا وننمي إنسانية الإنسان فينا ونتصدى بمحبة وإيجابية لكل بقعة ظلام تفقدنا ولو جزءً بسيطاً من إنسانيتنا
أنا أستحق أن أكون إنسانة ولأني إنسانة لن أسمح لأحد أن يشحن في أروقة نفسي الكراهية التي تظلم روحي وتنمي طاقة الشر في كياني..
أنا أبحث عن الإنسان في داخلي وداخل كل منا
هنالك دائماً حرج وصعوبة في تناول موضوع الطائفية
تجاهله وهو واقع يؤدي إلى تفاقمه وتناوله كما نعرف محفوف بالمخاطر أيضاً لأنه يمكن إن لم ننتبه أن يغدو بمثابة الدعوة إليه وتأجيج نيرانه، ومن هنا يكون دورنا أن نتناوله لكن بحذر ودقة شديدين ولهدف واحد نضعه نصب أعيننا: " التصدي للطائفية "