رد: فاطمة البشر ،،حكاية فلسطينية
أهلاً غاليتي أ. هدى بك وبمرورك اللطيف ..
فلسطينية أنت.. ماذا يعني لك أن تكوني فلسطينية وهل كنت تفضلين أن تكوني من أي قطر عربي آخر لا يعاني ما يعانيه الشعب الفلسطيني؟؟
أن أكون فلسطينية يعني أن أكون رجلا في زمن عز فيه الرجال ، أن أكون امرأة يشد بها الرجال ظهورهم ، أن أكون فلسطينية يعني أن أخرج إلى موقع سقوط القنبلة أضحك من سخفها ، أن أبقى في فلسطين رغم كل الهموم والضغوطات التي تمارس علي ....
لست عنصرية ، لكني بخصوص كوني فلسطينية فأنا قمة في العنصرية ، ولا أفضل أن اكون من اي قطر عربي آخر .. مع احترامي لكل الجنسيات العربية ، لكن كوني فلسطينية يمنحي ثقة وكبرياء لا أظن كنت سأحصل عليهما لو كنت غير فلسطينية .. ما يزعجني هو أن مسقط رأسي ليس فلسطين ، وهذا بالفعل يزعجني كثيراً ...
لكونك طالبة جامعية وعلى تماس مع هموم الشباب الفلسطيني في الوطن المحتل، كيف تقدرين درجة الوعي عند الشباب بقضية الوطن والإحتلال والاغتصاب اليومي لأراضي وهدم بيوت .. بمعنى آخر هل الشباب الفلسطيني على درجة كافية من الوعي والانخراط بالهم الفلسطيني؟؟؟
لا أستطيع الجزم بالقول أن الشباب الفلسطيني واعي بمسألة الاغتصاب اليومي ، الكل يعلم أن الكيان الصهيوني يحاول بكل الوسائل للاستيلاء على الأرض وضم كل ما يمكن ضمه تحت لوائها ، لكنهم ليسوا على وعي بخطورة الأمر ومدى تأثيره على الهوية الفلسطينية ، وأن بهذه الانتهاكات اليومية للأرض قد نستيقظ يوماً على أرض لا تمت للأصول الفلسطينية بصلة.. عندما تدعو بعض الجهات الشباب للنزول إلى الميدان للتصدي لبعض الانتهاكات هنا وهناك لا أحد يتوانى عن ذلك من الشباب أو الصبايا ، الكل ينزل ويتصدى ويرشق الحجارة ، لكن هذه الأمور ليست دائمة وبالتالي يمكن للاحتلال تجاوزها بكل سهولة .
الشباب يفكر أننا نزلنا إلى الميدان وقمنا ببعض المناوشات مع الجنود وهذا يكفي ، هذا لا يكفي رغم أنه شيء جميل ، لأننا إن توقفنا فالكيان لا يتوقف عن محاولاته لزرع أصول مزيفة له عبر التاريخ في أرضنا . كما حدث مع الأسير سامر العيساوي نزل الشباب إلى محيط سجن عوفر للتناوش مع الاحتلال قليلا ولم تعاد الكرة ..
نحتاج خطة توعية ممنهجة تقوم بها الهيئات والمنظمات المتخصة لرفع درجة الوعي لدى الفلسطينيين وخصوصا فئة الشباب.
قلت أنك تفرقين بين اليهودي والصهيوني، وكلنا كمثقفين ندرك الفرق جيدا ولا نحبذ هذا الخلط عند العامة، ولكن برأيك هل اليهودي الذي يقيم في فلسطيننا وفي بيت قُتل أو شرد أهله - ويحمل الجنسية الإسرائلية - التي تزور فلسطين وترسخ الاغتصاب والاحتلال ولا شك لكونه جزء من مجتمع معسكر خدم كما جميعهم في جيش العدو، يمكنه أن يكون غير صهيوني وضد الاحتلال ومتعاطف فعلاً مع قضية الشعب الفلسطيني ، أم أن هذا فقط بشكل جزئي ؟؟
سأقرب لك الصورة - عرفت هنا يهودا ضد الصهيونية - ولأنهم كذلك فهم لا يقبلون الهجرة إلى فلسطين وحمل هوية الاحتلال والاغتصاب - هذا ما أفهمه - ما رأيك؟
بالنسبة للجنسية الاسرائيلية ؛ نحن بالتأكيد لا ننسى عرب 48 الذين أجبروا على حمل جنسية الكيان والعيش في كنفه بسبب صمودهم في أرضهم ، فكون الشخص يحمل الجنسية الاسرائيلية لا يعني أنه صهيوني أو يؤيد الكيان . و بالنسبة لليهود الذين يرسخون فكرة الصهيونية ويؤيدون ممارستها فبالتأكيد أنا لا أقصدهم بقولي .
أما بالنسبة لأن معاداة الصهيونية لا تكون إلا بشكل جزئي فهذا صحيح. لأننا نتعامل مع الجنود على الحواجز أثناء التنقل من منطقة لأخرى وبعضهم يوقفون بعض السيارات المارة فقط للتحدث من الملل ، بعضهم يخبرنا أنه لا يحب التواجد على الحاجز وأنه ضد ما تفعله الدولة لكنه مجبر على القيام بذلك ، وفي أحد المرات حصل هذا الأمر مع أمي وهي ذاهبة إلى عملها حيث أخذ الجندي بالبكاء وهو يتحدث لأنه لا يريد التواجد هنا لكن لا مجال لرفض أوامر الدولة ولا يمكنه السفر للخارج لأنه في خدمة عسكرية . أما بالنسبة للحاخامات المعارضة فهي معارضة بشكل كلي ، لأن الحاخامات لا تنزل إلى الميدان أي لا تخدم عسكريا ، رغم أنه حديثاً سمعنا أقاويل أن الكيان يعزم على تجنيد المتدينين اليهود في صفوف جيشه ، ولا أعرف مدى صحة هذا الأمر أو صحة تطبيقه .
|