| 
				
				رد: نبذة عن السيرة النبوية في حلقات ...  من كتاب اللؤلؤ المكنون ...  تابعوني
			 
 السيرة النبوية . .
 الحلقة 17 والأخيرة        . . وداع الحبيب ﷺ . .
 
 707- قال أبو سعيد الخدري : يا رسول الله ما أشدها عليك - أي الحمى - فقال ﷺ : "إنا كذلك يُضعَّف لنا البلاء ويُضعف لنا الأجر".
 
 708- وكان رسول الله ﷺ يُصلي بالناس ، فلما اشتد عليه المرض لم يستطع الخروج إلى المسجد ، فأمر أبا بكر الصديق أن يُصلي بالناس.
 
 709- أحس النبي ﷺ بِخِفَّة ، فخرج إلى المسجد مُتوكأ على الفضل بن العباس ، وصعد المنبر ، وخطب الناس.
 وهي آخر خطبة خطبها ﷺ.
 
 710- فذكر ﷺ في خطبته فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفضل الأنصار وأوصى بهم ، وفضل أسامة بن زيد وأنه أهْلٌ للإمارة.
 
 711- وقع في دلائل النبوة للبيهقي أن رسول الله ﷺ عرض نفسه للقصاص في خطبته ، وهي رواية لا تثبت، إسنادها ضعيف جداً.
 
 712- وحَذَّر النبي ﷺ أمته من أن يتخذوا قبره مسجداً ، وأخبرهم أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.
 
 713- قال رسول الله ﷺ : "اللهم لا تجعل قبري وثناً ، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم عيدا".رواه أحمد
 
 714- قال ابن القيم : هذا نَهْيٌ منه ﷺ لأمته أن يجعلوا قبره مجتمعاً كالأعياد التي يقصد الناس الاجتماع إليها للصلاة.
 
 715- ولم يزل النبي ﷺ حريصاً على أن يُصلي بالناس في المسجد مع ما به من شِدَّة الوجع حتى غلَبَهُ المرض ، وأعجزه عن الخروج.
 
 716- فعندها أمر النبي ﷺ أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يَؤُمَّ الناس في الصلاة ، كما روى ذلك الشيخان في صحيحيهما.
 
 717- قبل وفاته ﷺ بثلاثة أيام أوصى النبي ﷺ أصحابه بحُسن الظن بالله ، فقال ﷺ : "لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحْسن الظن بالله".
 
 718- قال الإمام النووي : في هذا الحديث تحذير من القُنُوط ، ومعنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه.
 
 719- وقبل وفاته ﷺ بيومين ، وَجَدَ النبي ﷺ من نفسه خِفَّة ، فخرج يُهادى بين رجلين ، ورجلاه تخُطَّان في الأرض من شدة المرض!
 بأبي هو وأمي ﷺ.
 
 720- وإذا بأبي بكر يُصلي بالناس فلما أحس أبو بكر به أراد الرجوع فأشار إليه النبي ﷺ أن مكانك ، وجلس ﷺ عن يسار أبي بكر.
 
 721- أما صلاة عمر رضي الله عنه بالناس ، وقول النبي ﷺ : "يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر". فهو حديث ضعيف رواه أحمد وغيره
 
 722- ولما كان يوم الأحد قبل وفاة النبي ﷺ بيوم اشتد به ﷺ المرض ، فوصلت الأخبار إلى جيش أسامة رضي الله عنه فرجع إلى المدينة.
 
 723- بات النبي ﷺ ليلة الإثنين دَنِفاً - يعني اشتد مرضه حتى أشرف على الموت - فلما طلع الفجر أصبح مُفيقاً.
 
 724- فكشف رسول الله ﷺ ستر حُجرته ، ونظر إلى الناس وهم صفوف في الصلاة خلف أبي بكر الصديق ، فتبسم لِمَا رأى من اجتماعهم!
 بأبي هو وأمي ﷺ.
 
 725- قال أنس : كأن وجهه ﷺ وَرَقَة ُمُصْحف - هو عبارة عن الجمال البارع - فهممنا أن نَفْتتن من الفرح برُؤية رسول الله ﷺ.
 
 726- ثم أخبرهم رسول الله ﷺ بأنه لم يَبْق من أمر النبوة إلا المبشرات ، وهي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن في منامه. رواه مسلم.
 
 727- فلما رأى الناس رسول الله ﷺ قد أصبح مُفيقا ظَنُّوا أنه قد بَرِئ من مرضه ، فانصرفوا إلى منازلهم وحوائجهم مستبشرين.
 
 728- واستأذن أبو بكر الصديق رسول الله ﷺ في الخروج إلى أهله في منطقة السُّنْح في عوالي المدينة ، فأذن له النبي ﷺ.
 
 729- فلما كان ضُحى يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ ، اشتد على رسول الله ﷺ مرضه وجعل الكرب الشديد يتغشاه.
 بأبي هو وأمي.
 
 730- فقالت فاطمة : واكَرْبَ أبتاه ، فقال ﷺ : " لا كَرْب على أبيك بعد اليوم ، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتاركٍ منه أحداً".
 
 731- وبينما رسول الله ﷺ يُعالج سكرات الموت ، وعائشة رضي الله عنها مُسندته صدرها ، وبين يديهﷺ إناء فيه ماء.
 
 732- فجعل النبي ﷺ يُدخل يَدَيه في الماء فيمسح بهما وجهه ، ويقول : "لا إله إلا الله إن للموت سكرات". !!!
 
 733- ثم نَصَبَ ﷺ يَده ، فجعل يقول : "في الرفيق الأعلى" . .
 . . فَقُبض . . !!
 . . ومالَتْ يده . . !!
 ﷺ بأبي هو وأمي.
 
 734- وفي رواية قالت عائشة : كنت مُسندته إلى صدري ، فدعا بطَسْت ، فلقد انْخَنَثَ - أي مال - في حِجْري ، فما شعرت أنه مات.
 
 735- وفي رواية الإمام أحمد قالت عائشة: فبينما رأسه ﷺ على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي ، فظننت أنه غُشي عليه.
 
 736- وفي رواية أخرى قالت عائشة: قُبض النبي ﷺ ورأسه بين سَحْري ونَحْري ، فلما خرجت نفسه لم أجد ريحاً قط أطيب منها.
 
 737- وكانت وفاته ﷺ بأبي هو وأمي ضُحى يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ ، وعمره 63.
 
 738- وشاع خبر وفاة النبي ﷺ في المدينة ، ونزل خبر وفاته ﷺ على الصحابة رضي الله عنهم كالصاعقة ، لشدة حُبِّهم له.
 
 739- ودخل الصحابة على النبي ﷺ في بيت عائشة ، ينظرون إليه وقالوا : كيف يموت وهو شهيد علينا ونحن شهداء على الناس.
 
 740- وجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودخل على النبي ﷺ فلما رآه قال : واغَشَيَاه ما أشَدَّ غشي رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
 741- ثم خرج عمر من عند النبي ﷺ سالاً سيفه ويتوعد الناس ويقول: والله لا أسمع أحداً يقول: مات رسول الله إلا ضربته بالسيف.
 
 742- وقال أيضا رضي الله عنه: إن رسول الله ﷺ ما مات ، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى ، والله ليرجعن رسول الله ﷺ ...
 
 743-كما رجع موسى، فليقطعنَّ أيدي رجال وأرجُلَهم زعموا أنه مات.
 وهكذا لم يتمالك عمر رضي الله عنه من هول مصيبة موت النبي ﷺ!!
 
 744- كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه غائبا لما مات رسول الله ﷺ ، كان قد استأذن النبي ﷺ في الذهاب لمنطقة السُّنْح.
 
 745- فانطلق أحد الصحابة إليه وأخبره خبر موت النبي ﷺ ، وأن الناس في حال لا يعلمه إلا الله سبحانه.
 
 746- فانطلق أبو بكر الصديق مُسرعاً على فرسه حتى دخل المسجد النبوي ، وإذا بالناس يَبكون ، وعُمر شاهراً سيفه يُكلم الناس.
 
 747- فلم يَلتفت أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى شيء من ذلك ، ودخل على النبي ﷺ وهو مُسجى على سريره ، وكشف عن وجهه الطاهر.
 
 748- وقال رضي الله عنه :
 إنا لله وإنا إليه راجعون ،
 ثم أكبَّ عليه فقبله وهو يبكي ويقول: طبت حيا وميتا يا رسول الله ... !!!
 
 749- والله لا يجمع الله موتتين ، أما الموتة التي كتبت عليك فقد ذُقتها ، ثم لن يُصيبك بعدها موتة أبدا. ثم غطى النبي ﷺ.
 
 750- ثم خرج رضي الله عنه للناس ، وهم ما بين منكر وحائر من هول المصيبة ، ورأى عمر وهو يُهدد ويتوعّد من يقول بموت النبي ﷺ.
 
 751- فقال أبو بكر رضي الله عنه: على رِسلك - يعني مهلك - يا عمر. فأبي عمر أن يسكت، فلما رآه لا ينصت أقبل أبوبكر على الناس.
 
 752- وبدأ أبو بكر رضي الله عنه يخطب في الناس ، فلما سمعوا كلامه أقبلوا عليه ، وتركوا عمر رضي الله عنه.
 
 753- فقال أبو بكر رضي الله عنه كلماته العظيمة:
 "أيها الناس، مَن كان يعبد محمداً فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ...
 
 754- قال الله تعالى : {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم...}.
 
 755- قال ابن عباس : والله لكأنَّ الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه!
 
 756- وأخذ البكاء والنشيج في المدينة على موت النبي ﷺ ، ولم تَمر بالأمة مُصيبة أعظم من موت النبي ﷺ.
 
 757- فلما بُويع أبو بكر الصديق بالخلافة ، وذلك يوم الثلاثاء ، أراد آل النبي ﷺ غَسْله ، واختلفوا في ذلك.
 
 758- فقالوا : والله ماندري كيف نَصنع ، أنُجرد رسول الله ﷺ كما نُجرد موتانا أم نَغْسِله وعليه ثيابه.
 
 759- فأصابهم كلهم النُّعاس فناموا جميعا ، وسُمِع صوتٌ يقول لهم : اغْسِلوا رسول الله ﷺ وعليه ثيابه.
 
 760- فلما استيقظوا ، أخبر بعضهم بعضاً بالذي سَمِعوا ، فقاموا إليه ، فَغَسَلوا رسول الله ﷺ وعليه ملابسه بأبي هو وأمي.
 
 761- وكان الذين تولُوا غَسْل النبي ﷺ:
 1/علي بن أبي طالب.
 2/العباس ، وأبناؤه الفضل وقثم.
 5/أسامة بن زيد.
 6/شُقران مولى النبي ﷺ.
 
 762- فكان العباس والفضل وقُثم يُقلِّبون النبي ﷺ، وأسامة وشُقران يَصُبَّان الماء ، وعلي بن أبي طالب يَغْسِل النبي ﷺ.
 
 763- فلما فرغوا من غَسْل رسول الله ﷺ كُفِّن بأبي هو وأمي في 3 أثواب بيض ، ثم وُضِع النبي ﷺ على سريره في بيت عائشة.
 
 764- ثم أُذِن للناس بالدخول على رسول الله ﷺ ليُصلُوا عليه ، ولا يَؤمهم أحد.
 وهذا أمر مُجمع عليه ولا خلاف فيه.
 
 765- فلما فَرغوا من الصلاة على النبي ﷺ أخذ الصحابة يتشاورون أين يدفنونه؟ فاختلفوا في ذلك.
 
 766- فأرسلوا إلى أبي بكر الصديق ، فقال : سمعت النبي ﷺ يقول :
 "ما قَبض الله نَبيّاً إلا في الموضع الذي يُحب أن يُدفن فيه".
 
 767- وحُفر قبر النبي ﷺ في الموضع الذي مات فيه ، وهو في بيت عائشة ، ودخل قبر النبي ﷺ العباس وعلي والفضل.
 
 768- ووضَع شُقران مولى النبي ﷺ في قبر النبي ﷺ قَطيفة - أي كساء - حمراء ، ثم أنزلوا رسول الله ﷺ في قبره بأبي هو وأمي.
 
 769- وكان آخر الناس عهدا بالنبي ﷺ هو قُثم بن العباس رضي الله عنه ، وتم دفن النبي ﷺ ليلة الأربعاء صلوات ربي وسلامه عليه.
 
 770- وحزن الصحابة حزناً شديداً على وفاة النبي ﷺ. قال أنس: ما رأيت يوماً قط أظلم من اليوم الذي تُوفي فيه النبي ﷺ.
 
 وفي الختام أسأل الله أن يرزقنا محبة نبينا محمد ﷺ واتباع سنته.
 
 وجزى الله خيرا من كتب ومن لخص ومن نشر.
 
 كانت رحلة ماتعة،
 وفيها ذكريات وأشجان.
 
 شكرا لكم .
 |