رد: حوار الأديبة القاصّة والكاتبة الصحفية الأستاذة هدى نور الدين الخطيب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
بخالص المودة والاحترام والامتنان أشكر الأستاذ الأديب الغالي , عبدالحفيظ بخيت , لاستضافته قامة أدبية عالية الجودة , عربية أصيلة بامتياز , ومثقفة واعية , بل موسوعة بمفردات ومصطلحات متعددة , وثقافات عربية وأجنبية وإنسانية , :
أديبتنا الرائعة الدكتورة الغالية هدى نور الدين الخطيب بما تكتنزة من علم ومعرفة لا يحملها إلا من يمتلك عقلاً واسعاً وموهبة كبيرة , هذه الأديبة الحيفاوية ( ابنة حيفاي ) وابنة وطني الغالي , فهي قريبة مني قرب الروح للروح وكقرب الكفرين لحيفا ,
أشترك معها بروح الوطن ومكنون الهجرة وكآبة الاغتراب وألم البعد عن الأهل وعن حيفا والقدس .
أشكرك أخي الأستاذ عبدالحفيظ , وأطال الله عمرك لخدمة هذا الجيل , وكم أنا متأسف لحضوري المتأخر , وخشية من عدم الإزعاج من كثرة الأسئلة أحببت الاختصار بسؤالي الوحيد وهو :
#_ أين ولدت والدتك وأين دفنت , رحمها الله , وهل تمتلك ذاكرتك شيئاً مما كتبته أو حدثته , وكذلك والدك رحمه الله , وأسكنه فسيح جناته . وإليك هذه القصيدة مهداة إلى أمك الحنون . تحياتي .
@@@@@@@@@
للشاعر غالب الغول
أمّاه إنك عزتي ووقاري ........ بل أنت روحي حيث كان مساري
وكساكِ ربّي الطهر منقوشاً على ...... كفيك رسم القدس والأسوارِ
ما كنت يا أمّاه إلا قصّة ............. تروي حكاية ما جنت أسفاري
ظلمٌ وتشريد ودمعة لاجئ ................ طافت فيافي عالم الأمصارِ
ولقد فقدنا ما يتوق تراثنا ...................... الثوبُ والمنديل والزنّارِ
وفقدتُ همسك مثل دفئك بلسماً ........ كانت تسامرني وتؤنس داري
كم كنتِ تشتاقين تقبيل الورى .............. كالبنتِ والأبناء والشطّارِ
أمّاه هاتي ما لديك من الرضا ....... ليضيء ليلي مثل ضوء نهاري
هل كان غيرك شافياً لمصائبي ....... أم كان غيرك من يشدّ إزاري
من كان يحمي غصن جسمي من لظى .. حرّ النهار وقرّة الإعصارِ
مدّي يديك لكي أقبِّل عِطرها ........ من عسجد الكفين كان فخاري
ما كنت يا أماه إلا نغمةً ................... تشدو إليَّ بأحسن الأشعارِ
أين الطريق لنبع عطفك قد سجا ......... لأكون عندك أول الأطيارِ
هل أنت في سفر يطول إلى المدى ... أم أنت بين الرمس والأزهارِ
يا ربّ إن ترني بشاشة وجهها ..... أرجو بفضلك أن تكون جواري
أنا بضعة منها وإنّ حنانها .................. يلجُ الفؤاد برقَّةِ الأنوار
أبكيك يا أمّاه حسرة عاشقٍ ............ فقد الحبيب وتاه في الأقطارِ
يا ربِّ أكرمْ دارها ومقرَّها ............. واجعلْ ثراها باهر الأنوار
يا بسمة في القلب يا أمل اللقا ...........في الخلد أنت بجنة الأبرار
|