نسرُ النسور
نسرُ النسور .. نسرُ العروبة .. نسرُ الرفاق ..
نسرُ الخريف ..
نسرُ أيلول ..
نسرُ تشرين .. لا يهم ..
المهم .. نسرُ قلبي أنا ..
أينك ؟
طال الغياب يا نسرُ ..
السماء صافية لا أثر لخربشاتك على صفحاتها ..
والبحر هادىء لم تستفزه قواربك بعد فتضطرب أمواجه ..
وجدائل المطر تختبيء في صدر السماء تنتظر أن تدغدغ أناملك غيمتها أو تشد ضفائرها أو تهمس بأذنها..
أنا بانتظارِك .
هناك في الأفق الأحمر تركتَ لك بصمة ..
كلمة أحدُّ من السيف على رقاب الظلم ..
وكلمة أعذب من الشهد حين يراق على الزبد ..
وتركتَ عود ثقاب يضيءُ النجوم فتشتعل المساءات في أحلك الليالي ..
ونسيتَ أنني منذ الصغر أهوى مراقبة النسور والصقور وكل ما يطير ويحلق ويرفرف ..
ثم يحط رحاله هنا على شرفة نافذتي ..
حتى تأذن له كليوباترا بالكلام ..
ونسيتَ أن الأفق أحمر أم أسود لا يعنيني طالما أنك نَسري ..
فارحل كما تشاء وأنى تشاء وكيفما طاب لك وبك الترحال ..
أصلُ إليك .. أنا أصلُ إليك .. حلقتَ أم لم تحلق.. أنا أصلُ إليك ..
لكنّي أمنحك هدنة ..
كي تعيد ترتيب أوراقك المبعثرة في كل الآفاق .. كي تعيد ترتيب أفكارك .. ترتيب جنونك ..
ترتيب محاولاتك للإنتحار ..
ولا تأتيني بعد اليوم تحمل إليَّ فوضاك على كفك ..
أفقك الأحمر لا يعنيني ..
في أفقي أنا .. الأبيض فقط هو كل الألوان .. الأبيض هو سيد الألوان .
أعد ترتيب الأشياء ..
ياسمينة وفلّة وذرّة ملح ..
وأوراق بيضاء كقلبي تنتظرك أن تخربش عليها ..
خربش عليها كما تشاء ولكن لتكن مقروءا ً ..
بت أكره تفكيك الأشياء ..