رد: رسالة إلى صديقة
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/177.gif');border:4px inset deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]صباح الياسمين ياميساء،
عدت يوم أمس من بروكسيل فوجدت رسالتك بانتظاري، قرأتها فوجدتك فيها كعادتك المرأة التي لا تكتفي بنفسها وفرحها بل تظل تتطلع لعيون من تحب .
تذكرت أمي أدمنت قراءة وجوه أبنائها: هذا نادم على اختياره و هذا ليس راضيا و هذا لا تشع الفرحة من عيونه.. و ليس ماتفعل دربا من الوسواس بل ممارسة تعتمد على قلبها المعطاء كبوصلة فلا يضل ولا تخطئ قراءتها.
أتساءل أحيانا هل أمومة الأم العربية تزيد عن غيرها في شيء ؟ مابهن الأمهات في بلاد الدنيا الأخرى يعاملن الأبناء حين يبلغون الرشد ككائنات مسؤولة منفصلة وتظل نظيراتهن عندنا يقدمن أمومتهن على ذواتهن ؟ هل هي ثقافتنا أم بدائية غرائز ترفض الحداثة؟
صدقيني إن قلت لك أنني لم أكن أنوي الخوض في هذا أبدا و أن أول ماكنت أود أن أسألك عنه هو استعمالك للياسمينة كرمز يمكن أن نسقطه على عدة مفاهيم ؛ كنت أرغب بتوضيح أكبر ربما يغنيني عن فك الرمز. أنت ترين أن الآخرين مستعجلون وأنانيون في حبهم ،كأن مشاعرهم مشاعر من الدرجة الأولى و مشاعر الآخرين تأتي في مرتبة أخرى و قد يفسدون بهذا أشياء كثيرة ويضيعون على أنفسهم و غيرهم فرص الرضا و السعادة ، وبقدر ما أتفق معك بقدر ماأرى أن من ينتقد ماحوله كثيرا يتعب خاصة أنه لن يستطيع تغيير الكثير ، لكل تجاربه و قناعاته و النصائح لا تجدي نفعا أحيانا على المرء أن يخوض التجربة بنفسه كي يدرك و أن يسقط كي يحذر وأن تبكيه صفعة غيره كي يتعلم أن يحمي خده و أن يستعمل يده لحمل وردة لالإيلام غيره كما تألم.
يحكى أن جنكيز خان كان له صقر دربه و صادقه و بقدر ما أخلص الصقر للقائد بقدر ماوثق به هذا الأخير و كان يحمله على كتفه ويتركه يرصد له ماخفي في الأعالى ومالاتصل إليه عيون الآدمي وتراه عيون الصقر.
في يوم كان جنكيز خان يتجول في الغابة، أمضى وقتا طويلا وظمئ ظمأً شديدا ، مشى مسافة طويلة حتى تبين له ماء متدفق من نبع في أعالي صخرة.
أخرج جنكيز خان كوبه من جرابه ملأه للمرة الأولى فدفع الصقر الكوب وأفرغه ، تضايق القائد الحازم وملأ الكوب مرة أخرى و عطشه يغلبه لكن الصقر أعاد الكَرَّة .
أقسم جنكيز خان أن يقطع عنق صاحبه إن عاود فعلته وأخذ ملأ الكوب مجددا وقتا لكن لم يتركه الصقر هذه المرة أن يمتلئ حتى للنصف وقَلَبَه و كان مصيره أن سكبت دماؤه كما سكب هو ماء لم يطفئ الظمأ .
مضى القائد المنغولي باحثا عن النبع ليرتوي ، تسلق الصخرة ووجد مصدر الماء فعلا لكنه وجد به ثعبانا مسموما ميتا , واحدا من أكثر ثعابين المنطقة سما.
تأكد الخان أنه لو شرب من الماء لكان في عداد الموتى .
أمر ساعة عودته أن يصنع تمثال ذهبي للصقر و أن ينقش على أحد جناحيه [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]'إن فعل صديق شيئا لا يعجبك فإنه يظل صديقك '[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
وعلى الجناح الآخر :[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]'كلما تفعله عن غضب محكوم عليه بالفشل [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]'.
الإنسان يا صديقتي يُصدق ويؤمن في النهاية بتجاربه الخاصة ومنها يستخلص دروسه وعبره حتى لو دفع الثمن غاليا و ضحى بما لايقبل التعويض.
يوم بهي أتمناه لك، فواح كالياسمين جميل كالصداقة.
Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
|