رد: بصمات ورايات عربية / الصعود إلى القمة
[align=justify]سلمني أخي الغالي علاء الراية في وقت يكون دخولي فيه إلى المنتدى يخضع لـ"نزوات النت" هنا في هذا المنطقة التي أقضي فيها إجازتي (ابتسامة).. وقد اغتنمت هذه الفرصة لأدلي بدلوي باختصار ..
في كل كتابات الراحل العزيز طلعت نجد ذاك الإلحاح على تقبل الآخر وعدم فرض الرأي الشخصي على الآخرين .. ونجد أيضا ذاك الشبث بالديموقراطية الحقيقية التي تجعطي الأولوية لإبداء الرأي بكل حرية ومن ثم انتقاد هذا الراي ومعارضته أو الاتفاق معه بطريقة حضارية .
ومن هذا المنطلق ، أقول إن المشكل الذي يعاني منه عالمنا العربي والاسلامي - ولا يمكن البتة التفريق بينهما لأن ذلك خطأ جسيم جر علينا كوارث جمة - أقول إن هذا المشكل أول ما يبدأ ، في الأسرة التي هي صورة مصغرة للمجتمع وبالتالي لهذا العالم الكبير الذي كان من المفروض أن يكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر .
فحين يحكم الوالدان قبضتهما على شؤون الأسرة بكل حكمة ورزانة وبكل وعي ومسؤولية لما فيه خير الأبناء ، يكونان قد أعطيا مثالا لكل الأسر حتى تتم تربيتهم على الطريقة الصحيحة التي تخولهم خدمة مجتمعهم و أمتهم ..
من الأسرة ننتقل إلى المعاملات مع الجار واتباع تعاليم الدين الاسلامي باحترامه مساعدته وتجنب إذايته .. ثم الاهتمام بالآخرين ومعاملتهم كل حسب موقعه في المجتمع العربي و الاسلامي .. عملا بقول الرسول عليه السلام :"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مات يحب لنفسه ."، إضافة إلى احترام خصوصية أهل الذمة ومعاملتهم بما وصى به الدين الاسلامي من رعاية و تكفل بالحقوق شرط التزامهم بالقوانين الجاري بها العمل .
حين تصير االأمور بهذه الكيفية التي خطها لنا الدستور الاسلامي ، يكون من الصعب إشعال نار الفتن لأن الجميع عرف حقوقه وواجباته و التزم بها .
نأتي الان إلى نقطة هامة وهي النظام السياسي الذي تختاره الشعوب الاسلامية لنفسها فنلاحظ التناقض الصارخ لدى الفئات التي "تغربت" ورأت ان كل ما يأتي من هذا الغرب صالح ، فيريدون تطبيق ديموقراطية دخيلة على بلدانهم متنكرين لهوية الشعوب ، دون الالتفات إلى الخصوصية الثقافية لهذه الشعوب .. ويقيمون الدنيا و يقعدونها فقط لأن اتجاها اسلاميا ظهر على الساحة .. ويبدا نفير الوعد والوعيد وتداول كلمة " الشريعة" بطريقة تجعلنا ، أو على الأصح تجعل الجاهل بتعالبمها لا يعرف عنها سوى أنها تنادي بقطع يد السارق ورجم الزاني دون الاتفات إلى تعاليمها السمحة التي تملأ صفحات القرآن الكريم منادية بتحرير الانسان من الخرافات و من نزواته ومن شهواته الحيوانية .. وهنا يظهر التناقض .. فإذا كانت الشعوب قد اختارت هذا الاتجاه الاسلامي نظاما سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا وثقافيا لها ، فإنه كان الأولى بهذه الفئات المستغربة و المستشرقة أن تخضع لحكم الشعوب ..
الحقيقة هي أن الهدف من وراء حملاتهم حماية مصالحهم التي يهددها الاسلام الذي يحارب الفساد و الاحتكالا والظلم المتمثل في الربا والاتجار بالأعراض .
لقد سقت في عجالة هذا المثل كي أشرح جانبا مما يعانيه عالمنا العربي و الاسلامي من تناقض ,, وإذا عرفنا الداء سهل الدواء .
أرجو أن اكون وفقت في توضيح وجهة نظري ..[/align]
أسلم الراية للأخت سارة أحمد
|