[فهيم رياض]

ماذا عسى الواحد أن يكتب عن الماضي ليروي قصص
الأجداد عن فلسطين وحطين والبحرين وبلاد بين النهرين
وعن العرب جميعا بين المائين ، والأمة حالها الآن أشقى
وأتعس مما حكاه لنا الأولون .
ماذا نكتب عن الماضي وقصص أجدادنا التي كانت تستهل
بعبارة " كان يا ما كان " وحاضرنا حالكة سماؤه
ومخضب بحره من الآلام و المآسي والنواكب وشتى نوائب
الدهر التي لو ألقيت على جبل لرغى وبرك كما يفعل الجمل
الأجرب ؟
أنحكي عن المشردين و سوريا مثلا بعدما كانت من بين
دول الطوق والملجأ إلى أن تحين ساعة العودة يعاني
شعبها الآن من نفس المأساة فأصبح مشردا في كثير
من الدول المجاورة والبعيدة ؟
أم نحكي عن التدمير والقصف والخسف ، ومدن عربية
أصبحت أطلالا لا يسكنها إلا الخفاش والبومة والغراب و
الأفعى الرقطاء بعد أن دمرتها الآلة الحربية المحلية
الممولة من خزينة الدولة ؟
أم نحكي عن الدم المسفوح ، ولم يعد تشتم في شوارع
مدننا إلا رائحته ولا يرى إلا لونه والسواد المفجع و
الزرقة المقززة ؟
أم نحكي عن المسجونين وهم الآن يشكلون النسبة
الغالبة من الشعب ؟
لكن برغم الألم وبرغم المأساة والخذلان وبرغم الظلم و
العمالة سنحكي..... و.....نحكي.... عن فلسطين ...و.....
نقاوم...
سنحكي يا أستاذة ونستهل حكايانا بـ " كان يا ما كان "
......فأنتظرينا.....
تحية تليق .

[ناهد شما]

الشكر لك أستاذ فهيم رياض لمساهمتك وأنتظرك أنت وجميع أهل نور الأدب ليتحفونا بقصص الأجداد
لأني واثقة أن الكثير من هؤلاء الأجداد قد أتحفوا أولادهم وأحفادهم بقصص عاشوها وتجارب مروا بها
دمت بخير