رد: أعطِنا من وقتك ولو دقيقة واحدة : كل يوم سؤال ؟
لم يكن الشتم ولا السب يوما سبيلا إلى توضيح الرؤى وبسط الأفكار , وإنما هي حجة من يضيق صدره بالحق وتأنف نفسه من سماع أجراس الحقيقة , فتراه يدفع عنه بما يبوء له السمع وتنفر منه الآذان , لافتقاره إلى أدوات النقد , ولفصر نظره وولغه في يم الأنانية المفرطة .
غير أن هناك حدودا فاصلة بين النقد والتطاول الذي يصل حد القذف والتجريح في ذات الشخص لا في رأيه .وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالمجال السياسي . وهنا لامندوحة لنا من التوضيح :
المسؤول هنا ليس هو بالذات من يجادلك في حالة النقد , وليس هو بالذات من يشكرك في حالة المدح , بل المسؤول عبارة عن مؤسسة قائمة الذات , لها سدنتها الذين يهبون للذود عنها في استماتة كبيرة , وفي أيديهم سيف الحلاج المشهور فوق رأسك . لذلك يأتيك طوفان من الرضا والرضوان من السدنة والأعوان , إن أنت مدحت وأجزلت في الذكر , وينزل بك وابل من الثبور وعظائم الأمور إن أنت رفعت أصبعك الخنصر في وجه معالي المسؤول . وعلى قدر مزاجيتهم يكون مصيرك ومصير مدونتك . ولعل أنعم النعم التي من الله تعالى علينا بها في نور الأدب أننا نكتب ونعلن رأينا دون مواربة وبلا مراء . فعسى أن نحفظ الود عند الإصطفاف , ونرعى العهد ساعة الإختلاف , ونجتمع على محبة نور الأدب في السراء والضراء .
شكرا جزيلا للفاضلة ناهد شما على إبداعها المتميز .
|