[ناهد شما]

عزيزي رشيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي في مجلس التعارف أحييكم جميعاً وآسفة لتأخيري
بمشاركتكم هذه الحميمية لظروف خاصة
لأبدأ مع العزيز رشيد

السؤال الأول : يقال أن المستحيلات ثلاثة من بينها الخل الوفي فهل تعتقد بحقيقة عدم وجود الخل الوفي وأن هذا ضرب من المستحيل ؟

السؤال الثاني : الكثير يرسم خواطر يأخذهم الجمال أينما كان قبل أن يجد طريقه من أنفسهم في سطور أخبرنا عن خاطرة أخذتك للحظات بكل حرف قرأته فيها ولأي عضو كان في منتدانا نور الأدب ؟

السؤال الثالث : أحياناً كثر الصمت يكون أبلغ من الكلام - هل هناك موقف من محطات حياتك أسلمت به للصمت على الرغم من ثورة شعور
بالإستياء يموج بنفسك رغبة بالتعبير بكل قوة وإصرارعن فرضية عدم الاحتمال ؟

السؤال الرابع : هل يمكن أن تتحول المحبة إلى خوف ؟ وهل يمكن أن تستمر في المحاولة مع الأشياء حتى تلين لمحبتك ؟ أم ستخاف ؟

السؤال الخامس : ما هي النصيحة التي تود أن تنصحنا بها في المنتدى كطريقة صحيحة كي نتعامل بها مع بعضنا دون أذية أحدنا للآخر ؟



لي عودة إن شاء الله

الأخ العزيز رشيدحسن .. حفظه الله
تحية طيبة أخي الكريم
قد أكون تأخرت عليك بمشاركتي ولكني كنت مستمتعاً بالمداخلات السابقة والقيمة للأخوة الذين سبقوني واسمح لي أن أوجه لك هذه الأسئلة المختلفة في عمقها الفكري.. والتي أرجو أن لاتتعبك في الإجابة عليها:
1- برأيك هل النقد على مستوى العالم العربي الآن يمكن أن ينير الطريق للمبدعين كما كان قديما..؟
وكيف..؟ وأقصد النقد البناء طبعاً.

2- بين الفينة والأخرى تظهر على السطح العديد من المصطلحات التي دخلت عنوةً على حياتنا الثقافية.. وتم تنسيبها ربما جوراً وظلماً إلى الفكر.. ومن هذه المصطلحات مايسمى (الزمنكة) والتي يقصد بها إعادة الأحداث إلى زمنها.. وكذلك مصطلح (المثاقفة)، أي العلاقة بثقافة الآخر.. كيف ترى مثل هذه المصطلحات، هل هي عنصر موضوعي لابد منه، ولماذا..؟ وإذا كانت كذلك، فكيف لنا أن نستوعبها ونوظفها عملياً في حياتنا الأدبية والفكرية..؟ ألم تصبح هذه المصطلحات أشكالية فكرية بحد ذاتها في العملية الثقافية..؟
3- أخيراً.. هل رشيد حسن من المقتنعين بفكرة صدام الحضارات ولماذا..؟

مع خالص تحياتي وتقديري وشكراً لك .

[رشيد الميموني]

أهلا وسهلا بأختي ناهد .. ولا عليك .. كلنا تأخرنا في وضع أسئلتنا على إخوتنا.. ومنهم من فاتتنا فرصة توجيه الأسئلة إليهم..فمرحبا بك.

السؤال الأول : يقال أن المستحيلات ثلاثة من بينها الخل الوفي فهل تعتقد بحقيقة عدم وجود الخل الوفي وأن هذا ضرب من المستحيل ؟
الدنيا فيها الطيب والخبيث .. الغث والسمين .. إذن مادام هناك الغدر والخياننة .. فلا بد أن يوجد الخل الوفي .. ولكن صعب جدا العثور على هذا الخل .. خصوصا فيهذا الزمن الذي طغت فيه الماديات وحدثشبه انهيار للقيم . ولكن مع ذلك .. لايجب أن نفقد الأمل.. كلما التزمنا بالوفاء سخرالله لنا من يبادلنا وفاء بوفاء .

السؤال الثاني : الكثير يرسم خواطر يأخذهم الجمال أينما كان قبل أن يجد طريقه من أنفسهم في سطور أخبرنا عن خاطرة أخذتك للحظات بكل حرف قرأته فيها ولأي عضو كان في منتدانا نور الأدب ؟
بالفعل .. استمتعت بقراءة الخواطر وأخذتني جلها للحظات بكل حرف قرأته فيها .. ربما ليس من الضروري ذكرمن كتبها .. لكني أخص بالذكر أختي العزيزيتين ميساء وسلوى .. أما عنوان الخاطرة فصعب جدا .. لأن خواطركلتيهما تحمل من الروعة الشيء الكثير . وأقتصر على سبيلالمثاللا الحصر على خاطرتي "املأني حبا " لميساء ، و"في شباك العشق " لسلوى .

السؤال الثالث : أحياناً كثر الصمت يكون أبلغ من الكلام - هل هناك موقف من محطات حياتك أسلمت به للصمت على الرغم من ثورة شعور
بالإستياء يموج بنفسك رغبة بالتعبير بكل قوة وإصرارعن فرضية عدم الاحتمال ؟
نعم .. يكون الصمت في معظم الأوقات حكمة .. ولهذا نرى كثيرا من المتعبدين يلتزمون بصوم أيام .. ليست هناك محطات محددة في حياتي أسلمت فيها للصمت على الرغم من ثورة شعور بالاستياء أو بالغضب .. لكن هذا قد يحدث يوميا .. أواجه مواقف صعبة خاصة في العمل .. أدلي في بعض الأحيان برأيي .. وأستمع إلى الآراء الأخرى .. لكنني أحس بأن ما يطرح في بعض الأحيان من آراء يكون مجرد استفزاز وتطاول. ولهذا أفضل الصمت مقتنعا في قرارة نفسي أن كثرة الجدال العقيم لا يؤدي إلى نتيجة. قد يحدث في إحدى المصالح الإدارية أن ألاحظ بعض الممارسات اللامسؤولة وأبدي رأيي بكلأدب .. لكن المعني لا يروقه ذلك فيمعن في تصرفه .. لذلك ألتزم الصمت ، لأني أعلم علم اليقين أن البعض لا يروم سوى الشجار و اللغط .

[رشيد الميموني]

السؤال الرابع : هل يمكن أن تتحول المحبة إلى خوف ؟ وهل يمكن أن تستمر في المحاولة مع الأشياء حتى تلين لمحبتك ؟ أم ستخاف ؟
المحبة أو الحب عاطفة من أنبل العواطف والأحاسيس التي منحنا إياها الخالق جل و تعالى .. وأعتقد أن هذه المحبة هي سلاح للقضاء على عدة أشياء قد تؤذي ومنها الخوف .. إذن لا يمكن للمحبة أن تتحول إلى خوف مادامت تحاربه .. أنظري مثلا إلى محبتنا لله تعالى .. نحس بها ونحن نهرع إلى الصلاة لتطمئن قلوبنا ونحن بين يدي الله ، فيزول الخوف من أفئدتنا و تعم الطمأنينة أنفسنا .

السؤال الخامس : ما هي النصيحة التي تود أن تنصحنا بها في المنتدى كطريقة صحيحة كي نتعامل بها مع بعضنا دون أذية أحدنا للآخر ؟
في الحقيقة أختي .. أنا بنفسي محتاج لمن ينصحني .. ولست في مقام يعلو مقام إخوتي وأخواتي الكرام في منتدانا العزيز .. إنما قد تكون لي آراء و اقتراحات أتبادلها معكم خدمة للمنتدى وتصحيحا لمساره إذا كان هناك ما يؤثرعلى مسيرته النبيلة ألا وهي خدمة الأدب وإشعاع نوره حتى يكون بحق نور الأدب .
ولا أظن رأيي سيختلف عن آراء أحبائي فيما يخص الطريقة التي يجب اتباعها ومنها التواصل المكثف بين الأعضاء وبين المشرفين والتشجيع المستمر للأعضاء الجدد وخاصة البراعم و نبذ كل الخلافات التي تؤثرسلبا على المنتدى ، والالتزام بمنطق الحكمة وسعة الصدر .. وأنا أعتبر إخواني وأخواتي أعضاء المنتدى إخوة . وعلى هذه الأخوة أتمنى أن ينطلق المنتدى بعد التجربة التي مر بها و أن تتوالى الاقتراحات التي تضيف شيئا جديدا إلى المنتدى حتى لا يبقى متقوقعا ويدورفي نفس الدوامة .
أملي أن أكون أجبت موفيا حق الأسئلة .

[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل هل لك جلسة يومية مع كتاب الله ؟؟

ماهي المدة التي يختم فيها الأستاذ رشيد حسن كتاب الله تلاوة و تدبرا ؟
هل يحث الأستاذ رشيد حسن بنتيه * أصلحهما الله وحفظهما بعينه التي لا تنام * على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة و على أذكار الصباح والمساء ؟
وهل يوقظهما لصلاة الفجر ؟
و هل ينصحهما بالحجاب كفريضة من الله عز وجل ؟
ما رأيك في من يتهمون الملتزمين بشرع الله بالإرهاب ؟
توصلت بثلاث تذاكر لحج بيت الله الحرام من تصطحب معك * تقبل الله * ؟

حفظك الله وأسرتك وسدد خطاكم وفقكم لما يحب ويرضا .

[/frame]

[رشيد الميموني]

أهلا و سهلا بك أخي تيسير .. ومرحبا بأسئلتك .
- برأيك هل النقد على مستوى العالم العربي الآن يمكن أن ينير الطريق للمبدعين كما كان قديما..؟
وكيف..؟ وأقصد النقد البناء طبعاً.
لا أخفيك ياأخي أني متشائم من من عملية النقد في وقتنا الحاضر .. إنه يخضع لحسابات ضيقة .. ليس هناك حماس لنقد الإبداعات .. وبالتالي يعتري الساحة الأدبية فتور نقدي .. الحسابت الضيقة تتجلى في عدم تجرد معظم النقاد من انتماءاتهم العقدية والحزبية .. هناك بعض التعالي عن الاهتمام بإبداعات الجيل الصاعد .. و هنا يجب ألا نغفل عامل الإمكانيات .. وأخص بالذكر دورالنشرومساهمتها ودعم الجهات المسؤولة عن الثقافة . وهذ طبعا لا يشجع بتاتا ولا ينيرالطريق أمام المبدعين .. ولانعجب إن تراكمت الإبداعات وغلب الكم على الكيف ،لا تمييز بين الغث والسمين .. ثم إن هناك عاملا لا يقل أهمية عما سبق ،ألا وهو عامل القراءة .. وهذا موضوع بتطلب بحد ذاته ملفا كاملا .

2- بين الفينة والأخرى تظهر على السطح العديد من المصطلحات التي دخلت عنوةً على حياتنا الثقافية.. وتم تنسيبها ربما جوراً وظلماً إلى الفكر.. ومن هذه المصطلحات مايسمى (الزمنكة) والتي يقصد بها إعادة الأحداث إلى زمنها.. وكذلك مصطلح (المثاقفة)، أي العلاقة بثقافة الآخر.. كيف ترى مثل هذه المصطلحات، هل هي عنصر موضوعي لابد منه، ولماذا..؟ وإذا كانت كذلك، فكيف لنا أن نستوعبها ونوظفها عملياً في حياتنا الأدبية والفكرية..؟ ألم تصبح هذه المصطلحات أشكالية فكرية بحد ذاتها في العملية الثقافية..؟
أعتقد أن كل لغة تخضع عبر مراحل تاريخية لتأثيرات خارجية أو داخلية .. ومنها المصطلحات التي تتسرب إليها بفعل الممارسة اليومية .. ونحن نعرف أن لغتنا العربية استوعبت كما كبيرا من الكلمات التي وردت من الوسط المحيط بها .. وهذا في حد ذاته إثراء لها .. لأنها بذلك تبرهن عن دينامية و استعداد لمسايرة كل العصور .
غير أن هذه المصطلحات ، وإن كانت عنصرا موضوعيا لا بد منه يجب أن يخضع لعملية مراقبة صارمة .. أي أننا لا يجب أن نسمح بتسرب أي كان من المصطلحات لمجرد أن ذاك الأديب أو ذاك الناقد استعملها وتلقفتها وسائل الإعلام ( والأمثلة كثيرة على استحداث مصطلحات مثل : دمقرطة و فبركة وأمركة .. وغيرها ). يجب أن يناط الأمر بمجلس لغوي يراقب بكل صرامة ما يقترح من مصطلحات حتى يتم استيعابها و توظيفها عمليا في حياتنا الأدبية والفكرية . وحتى تكون هذه المصطلحات عنصرا موضوعيا ، علينا أن نبتعد قدرالإمكان من الأسلوب الصحفي الذي يميز معظم الكتابات الأدبية بحجة تبسيط اللغة الثقافية وجعلها في المتناول . والشطرالأخيرمن سؤالك أخي هو في حد ذاته جواب .. إذ أن هذه المصطلحات ، وبفعل غياب رقابة صارمة لتسربها ، صارت إشكالية فكرية بحد ذاتها في العملية الثقافية .
لا أدعي ،أخي العزيز ، أني األممت بالموضوع كله .. ربما ليس لي باع طويل في تحليل المشهد الثقافي ونقده .. لكني أرجو أن أكون بسطت وجهة نظر متواضعة لكن واضحة .
في انتظار الجواب على السؤال الأخير ،تقبل مني كل مودتي و تقديري

[رشيد الميموني]

3- أخيراً.. هل رشيد حسن من المقتنعين بفكرة صدام الحضارات ولماذا..؟
أعتقد يا أخي أنه وقع لبس وخلط في المفاهيم .. لأن الحضارات التي نتكلم عنها إنما هي في الواقع حضارات متسلسلة كل حضارة أخذت من سابقتها و استفادت منها .. وأعتقد أن الحضارة العربية الإسلامية هي نتاج وبلورة لكل ما سبق من الحضارات .. أي أن بزوغ الدين الإسلامي الحنيف و إلمامه بكل نواحي حياة الإنسان كانت هي الحضارة الأبقى والأصلح ، طبعا مع مايقع فيها من تجديد حسب العصر .. أما الصدام فيقع مع الحضارة التي جاء بمنطق قانون الغاب .. منطق القوة و الجبروت والطغيان .. هنا يقع الصدام .. ولهذا فإنني حين أسمع عن انعقاد مؤتمرات للديانات الثلاث فإني أعتبر أن مصطلح حوار الحضارات أقرب للصحة مع تحفظي على تعدد هذه الحضارات .. لماذا ؟ لأن الآخر، رغم قبوله بالجلوس إلى طاولة الحوار،لا يعترف بأن الحضارة هي واحدة ، وأن ما وصلت إليه الدول الغربية من تقدم في مجال التكنولوجيا إنما هو من إفرازات و تأثير الحضارة العربية الإسلامية ..
أية حضارة هذه التي لا تعترف إلا بما هو مادي وتنظر إلى الإنسان و أخلاقياته بعين الازدراء ؟ .. كم من حضارات كان يمكن لها أن تنصهر في مقومات الحضارة الاسلامية نظرا لتشابهها في مجال القيم .. تم القضاء عليها بوحشية .. وما نراه اليوم من نداءات لإصلاح المجتمعات و تحريرها من عبودية الدين ما هو إلا استمرار لتلك الهجمة التي طالت مجتمعات لها مقوماتها الحضارية والثقافية .. لا تقل لي إن الإنسان هناك في الغرب له قيمة .. هذا هراء .. الإنسان هناك ، رجلا كان أو امرأة خاضع لمنطق العصا والجزرة .. املأ بطنك ولا تتعد حدودك .. هل المرأة حرة في المجتمع الغربي ؟.. هذه مهزلة .. انظر إلى الإشهار .. وجسد المرأة يقدم كسلعة ..
المقال قد يطول ويتشعب ،لكني ألخص فكرتي كما بدأتها .. التصادم حاصل بين حضارة الخير المتمثلة في دعاة الحوار و العدالة الإنسانية و احترام الحقوق ، وبين حضارة الشر ودعاة الهيمنة والاستغلال .
شكرا أخي وأرجو أن أكون وفقت بعض الشيء في الإجابة عن أسئلتك .
حفظك الله ورعاك وأدامك لي أخا .

[رشيد الميموني]

مرحبا أختي وفاء .. أنا رهن الإشارة دائما ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل هل لك جلسة يومية مع كتاب الله ؟؟
أجل أختي الكريمة .. لا يمريوم دون أن ألتجئ فيه إلى كتاب الله تعالى .. وذلك في أوقات متفرقة من اليوم ..
ماهي المدة التي يختم فيها الأستاذ رشيد حسن كتاب الله تلاوة و تدبرا
المدة التي أختم فيها كتاب الله هي شهر.. يعني أقرأ حزبين في كل يوم وأختم عند نهاية كل شهر عربي . إلا أني أخرج عن هذه القاعدة في شهررمضان المعظم فأقرأ أربعة أحزاب في اليوم وأختم كل خمسة عشريوما .. وقد دأبت على ختم القرآن بانتظام منذ وفاة جدتي رحمها الله لعشرسنين خلت فعاهدت نفسي أن أقرأ القرآن هدية لروحها الطاهرة ..
هل يحث الأستاذ رشيد حسن بنتيه * أصلحهما الله وحفظهما بعينه التي لا تنام * على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة و على أذكار الصباح والمساء ؟
لقد كان لبرنامج شاهدناه على إحدى الفضائيات اثرا كبيرا علينا حين ذكرأفضال سورة الكهف .. ويرجع الفضل في حث ابنتي على قراءة السورة إلى والدتهما كل جمعة . أما الأذكار، فإني أجد متعة في الجلوس معهما نتذاكرحول المعجزات و إعجاز القرآن الكريم وما فيه من إشارات تبهر علماء العصر الحديث ، سواء كانت فلكية أو طبية أوغيرها .
وهل يوقظهما لصلاة الفجر ؟
في بعض الأحيان افاجأ بهما وقد سبقتاني في الاستيقاظ والوضوء للصلاة .. لكني في أغلب الأحيان أتركهما تستيقظان بعد ذلك إذا كان موعد الذهاب إلى المدرسة ووقت الفجر متقاربين .. وأنا أحاول أن يكون استيقاظهما عن قناعة ودون ضغوط حتى تبقى الأمور مستمرة فيما بعد و يكون الجد في العبادة عن قناعة .. طبعا مع التنبيه و العتاب تارة .. والتحذير تارة أخرى .
و هل ينصحهما بالحجاب كفريضة من الله عز وجل ؟
هذا أمرلا نقاش فيه .. وقد أصبت حين ذكرت النصيحة بدل الأمر .. لأني أتبع نفس الشيء في العبادة بالنسبة للحجاب .. وقد حدث أن كانت إحدى ابنتي وهي لا زالت في سن الثامنة تسألني عن الحجاب فأجيبها أنه فرض و أعدد لها مزاياه .. وحين جاء الوقت الذي كان يجب فيه أن ترتدي الحجاب ، ارتدته دون أي مشكل بعد أن قلت لها أنني لا أريد أن ترتديه رهبة مني أو عن غيراقتناع .. وإلا جاء يوم ونبذته .. وبالفعل ، صارت الآن ملتزمة به والحمد لله دون أن تبدي أي تضايق منه .. أما ابنتي الصغرى فهي سائرة على خطى أختها مع اختلاف بسيط ، هو أنها تدرس في مدرسة خاصة تولي المسائل الدينية أهمية خاصة ، وترتدي أحيانا الحجاب عن طواعية خصوصا عند الاحتفال بليلة القدر أو غيرها من المناسبات الدينية .

[رشيد الميموني]

ما رأيك في من يتهمون الملتزمين بشرع الله بالإرهاب ؟
هذه من المآسي التي نعيشها في هذا الزمان الذي بدأت نبوءة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تتحقق بكون الإسلام بدأ غريبا وسيصيرغريبا .. وهذه التهمة كما تعرفين أختي صارت عملة رائجة . وقد انفضح أمر المروجين لها عند القاصي و الداني .. حتى أولئك الذين غرر بهم من الغربيين أدركوا الآن زيف ما يدعيه أعداء الدين و الغاية من إلصاق هذه التهمة الباطلة بالمتمسكين بدين الله تعالى .
توصلت بثلاث تذاكر لحج بيت الله الحرام من تصطحب معك * تقبل الله * ؟
آه يا أختي ، بسؤالك هذا هبت على نسمات عليلة من البيت الحرام و نخيل المدينة المنورة .. طبعا أول شخص سيحظى بالتذكرة الأولى هي والدتي حفظها الله وأمد في عمرها حتى تتحقق أمنيتها في زيارة البيت الحرام .. ثم زوجتي المتلهفة دوما لذلك .. والتذكرة الأخيرة لي طبعا .. أرجو الله تعالى أن يرزقنا وجميع المسلمين نعمة زيارة بيته الحرام حاجين معتمرين .. آمين .
حفظك الله وأسرتك وسدد خطاكم وفقكم لما يحب ويرضى .
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمييييييييييييييين
شكرا لك أختي على هذه النفحات الدينية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل بالنسبة لقراءة القرآن على روح جدتك الطاهرة فقد عثرت لك على هذه الفتوى لعل الله ينفع بها كل من حضر مجلسنا أو زاره :

صلاة الغائب وطعام العزاء وقراءة القرآن للميت

سؤال:
إذا مات فرد في العائلة خارج البلد فماذا يجب على العائلة أن تفعل هنا ؟ 1-هل يجب أن نصلي صلاة الجنازة ؟ وهذا يعني أنه ستكون هناك صلاتي جنازة واحدة خارج البلد والأخرى هنا. 2- هل يجوز لنا أن نقرأ القرآن سويا ونرجو أن أجر القراءة سيصل للفقيد ؟ 3- هل يجب أن نعمل قراءة قرآن خاصة وندعو الناس للطعام بعد 3 أيام وبعد 40 يوم ؟ هذا التصرف يعمله الكثير في بلدنا وقيل لي أن روح الفقيد تزور البيت لمدة 40 يوم لتحصل على الأجر. عندما كنت في بلدنا كنت أفعل هذا ولكن قيل لي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته لم يفعلوا هذا أبدا. أنا أريد أن أفعل الشيء الصحيح فأرجو أن تعطيني دليلاً من القرآن والسنة . أيضا هل هذا التصرف صحيح أم خطأ ؟ أرجو أن تخبرني بالتصرف الصحيح في مثل هذه الحالة.

الجواب:

الحمد لله
أولا : إذا مات للإنسان قريب أو صديق عزيز عليه في بلد أخرى ، فإنه يمكنه أن يسافر للصلاة عليه إذا تيسر له ذلك ولا بأس بهذا السفر لأنه سفر لمصلحة شرعية ، وإن لم يكن معروفا من عمل المسلمين فيما مضى ، لأنه كان لا يمكنهم ذلك بخلاف اليوم فقد تيسرالسفر بالوسائل الحديثة السريعة .
وأما الصلاة على الميت الغائب فقد اختلف العلماء فيها اختلافا كثيرا . لأنه لم يُحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك إلا صلاته على النجاشي . ولم ينقل أن المسلمين خارج المدينة صلوا على النبي عليه الصلاة والسلام لما مات مع عظيم محبتهم له .
وكذلك الخلفاء الراشدون لم ينقل أن المسلمين صلوا على أحد منهم حين مات . ولم تكن الصلاة على الميت الغائب معروفة من عمل المسلمين مع قيام المقتضي لذلك ، وهو حرص المسلمين على نفع إخوانهم ، خصوصا من له منزلة في قلوب عموم المسلمين أو له قرابة أو مودة توجب صلته والإحسان إليه بالصلاة عليه . ولذلك اختار العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة النبي عليه الصلاة والسلام على النجاشي خاصة به ، إذ لم يكن في أرضه من يصلي عليه في البلد الذي مات فيها ، وهذا في نظري قول قوي لما تقدم من التوجيه ، ومن العلماء من خصًّ الصلاة على الغائب بالأعيان من الأمة كالعلماء المشهورين ، والولاة العادلين وهذا قول قريب من الذي قبله .
وعلى هذا القول لا مانع من الصلاة على الميت حاضرا وغائبا .
ثانيا :
وأما الاجتماع لقراءة القرآن وإهداء ثوابها للميت فهي بدعة ، ولو لم تكن بأجرة . فإن كانت بأجرة فهي حرام لأنها عملٌ لغير الله وما كان كذلك فلا ثواب فيه ، وأما أن يقرأ الإنسان القرآن ويهدي ثواب القراءة لقريب أو صديق من غير اجتماع ولا أجرة ففي ذلك قولان لأهل العلم أحدهما : أنه جائز وأنه يصل ثواب القراءة للميت .
والقول الثاني : أنه لايشرع إهداء ثواب القراءة لعدم الدليل على مشروعية ذلك .
ثالثا :
وأما أن يعمل أهل الميت قراءة قرآن خاصة ، ويدعو الناس للطعام بعد ثلاثة أيام ، وبعد أربعين يوم فبدعة . وكل بدعة ضلالة ، وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " . فهذا العمل المذكور محدث في الدين فهو مردود ومن يفعله مأزور غير مأجور ، وأما دعوى أن روح الميت تزور البيت بعد أربعين يوما لتحصل على الأجر فكذب ، ولا أصل له ، وقد صدق من قال لك : أن النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته لم يفعلوا شيئا من ذلك ، وقد أحسنت أيها الأخ الكريم بسؤالك عما أشكل عليك ، وحرصك على معرفة سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ، والعمل بها ، وهذا هو الحق اللائق بالمسلم أن يكون همه أن يعرف الحق ليتبعه ، ويعرف الباطل ليتجنبه .
نسأل الله أن يثبتنا وإياك على الصراط المستقيم . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

الشيخ عبد الرحمن البراك .


رحم الله جدتك وأسكنها فسيح جناته و جمعك بها بجوار الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه .