رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
أواصل الإجابة عن أسئلة ....ابنتي هدى
- هل يمكن إن لم يكن من إزعاج إيراد قصيدة للسيد والدك رحمه الله؟
قصيدة من ديوان ( نسمات الصّفاء في ذِكرَى الأخِلاّء)
صَدَرَ في العام 1390 هـ لسيّدي الوالد الشاعر الإسلاميّ
محمد خير الدّين إسبير يرحمه الله
الإنسان في دَولةِ(1) الزَّمان
نظمْتُ هذه القصيدة في عنفوانِ شبابي في الحياة،
التى اكتَشَفْتُ فيها دخائلَ بعضِ النّفوسِ وتلوُّنَها :
****************************
شَمْسُ الحقيقَـةِ في الوَرَى تَتَرَقَّــبُ
والحـقُّ بَدْرٌ طالِـعٌ لايَغْـــــــــــــــــرُبُ
*
طوبَـى لِمَنْ يَمحوْ دَياجي جَهْلِــهِ
بِهِما ، وللمَجْـدِ المُشَـرِّفِ يَطْلــــــــُبُ
*
إنَّ الكـريمَ هوَ النَّجيبُ بِذاتِـــــهِ
أمّا الّلئيـمُ فإنّــهُ لايَنْجُـــــــــــــبُ
*
قَدْ قيــلَ لي : مالي أراكَ بِحَيْـرَةٍ؟
ماذا ترومُ مِنَ الزّمانِ وتَرْغَــــــــبُ
*
فأجَبْتُهُـمْ ؛والدَّمْعُ يَجْري حَسْــرَة
والقَلْبُ مِنْ جَمْرِ الأسَى يَتَلَهَّــــــبُ
*
عاشَرْتُ أبناءَ الزَّمـانِ، مُجَـرِّبـــــــــــــاً
حتّى الكُهولَــةَ، لاأزالُ أُجَــــــــــــرِّبُ
*
فوجَدْتُ بعْضَ السّالكينَ علَى الهُدَى
والعالِمِينَ لَهُمْ أمِيْـلُ وأُنْسَــــــــــبُ
*
مازِلْتُ أحْظَى في سَنا حَضَراتِهــــِمْ
وإليهِـمُ أنا لَمْ أزَلْ أتَقَــــــــــــــــــرَّبُ
*
كَـمْ في الوَرَى مَنْ يَدَّعي عِلْمــاً، وإنْ
نَّ الجَهْلَ فيهِ مُجَمَّــعٌ ومُرَكَّــــــــبُ
*
كَمْ في الوَرَى مَنْ يَدَّعي فَضْلاً ويــــا
عَجَباً، فإنَّ الفَضْــلَ مِنهُ يَهْــــــــــــرُبُ
*
كَمْ في الوَرَى مَنْ يَدَّعي عَدْلاً وإنـ ..
نَّ الظُّلــمَ والإجحافَ فيهِ مَذْهَـــــــبُ
*
كَمْ في الوَرَى مَنْ يَدَّعي صِدْقَ المَقـا...
لِ ، وإنّهُ في كُلِّ حالٍ يَكْـــــــــــــــذِبُ
*
كَمْ في الوَرَى مَنْ يَدَّعي حُسْنَ الوَفا
ولدَى الحقيقَـةِ خائـنٌ ومُذَبْـــــــــذَبُ
*
كَمْ في الوَرَى مَنْ يَدّعي الإحســــــــ
نَ لكنْ كَــمْ يُسىءُ ويَسْلُــــــــــــب
*
كَمْ مَنْ يُجاهِرُكَ المَحَبَّـةَ والصَّفــــــا
وبِسِرِّهِ ســوءُ الطَّوِيَّـــة يَلْعَــــــــب
*
كَمْ مَنْ بظاهِرِهِ يُريكَ بَشاشَــةً
وبِباطِنِ النَّفْسِ الخبيثةِ مُرْعِـــبُ
*
كَمْ مَنْ ترومُ لُيونَـةً في قَلْبِــهِ
والقَلْبُ كالصَّخْرِ الأصَمِّ وأصْلَبُ
*
كَمْ مَنْ يُرَفِّـعُ نَفْسَهُ مُتَطـــــاوِلاً
وإلى الحضيضِ مِنَ النَّذالَةِ أقـْرَبُ
*
كَمْ مَنْ لَهُ خَيْراً تُريدُ وتَرتَجـي
وإليكَ شَرُّ طِباعِـهِ ، يتأهَّــــــــــبُ
*
أيْنَ الصَّديقُ المُخْلِصُ النّـَدْبُ الّذي
بالدّيْنِ بالأخلاقِ فهوَ مُهَـــــــذَّبُ؟
*
ياصاحِ فاحْذَرْ مِنْ أُناسٍ مِثْلِهـِمْ
فاليومَ نادِرُهُ الخليلُ الطَّيِّـــــبُ!!
*
واسْمَعْ وكُنْ مُتأمِّلاً فيما أقــو ..
لُ تجاهَ قَوْمٍ بالنِّفاقِ تَجَلبَبــــــوا
*
( لاخَيـْرَ في وِدِّ امرِئٍ مُتَلَـوِّنٍ)
أطوارُهُ حَسَبَ الهَـوَى تَتَقَلَّــبُ
*
ياأنتِ يادنيا هَبيني مُخْلِصــاً
أحْظَى بصُحْبَتِـهِ، فَنِعْمَ المَطْلـَبُ
*
إنّي لَفي ألَمٍ ألَـمَّ بِسائــــــــري
والفِكْرُ مِنّي حائـرٌ مُتَعَجِّـبُ
*
ربُّ الوَفا بالعَهْدِ أضْحَى نـادِراً
غاياتُ أبناءِ الزّمانِ المـأرَبُ
*
وَجِّهْ سؤالَكَ للإلهِ ، فوَحـــــْدَهُ
رَحمانُ مَنْ يأوي إليهِ ويَطْلُبُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)دالَ يَدولُ : دارَ وانقَلَبَ مِنْ حالٍ إلى حال
***************
تحيتي
|