رد: حوارنا المفتوح مع الأستاذ هشام طالب الشاعر الباحث في العلوم الكونية وتاريخ الحضار
[size="5"]
سيدتي الفاضلة الأديبة الأخت الغالية هدى نور الدين الخطيب
تحية احترام لك وتقدير لجهدك الاستثنائي
قال لي صديق "إن من أسعد لحظات الفكر انطلاق الفكرة " والجملة هذه هي بصدق تعبر
عن إحساس من يقدّرون " جمال اللحظة " حينما ينطلق الفكر خلف ومضة كان يحتاجها
فأتت ، وكانت من قبل تعوقها معوقات التردد ومعوقات صراع يدور بين الفكر وإطلاق فكرته
من جهة وبين من "يأدلجون " الكلمات ويضعونها في موضع الشبهات لاعتقادهم انها تخرج
عن المألوف وعلى العادات ! ولكن حينما يحظى القارئ بكاتب له مثل وزنك يحرص على اعمال
الفكر وتلاقح الأفكار يصل إلى قمة السعادة ويضاعف الجهد لنص أجود وأفضل ..
وها أنت سيدتي أتيتنا بعالم جليل نكتشف فينا الفكرة ونتوقع بين ساعة وساعة منه الفكرة أحوج
ما نحتاج في هذا المِرجل الذي نعيش على حوافه ، قد لا نتطابق وهذا طبيعي ولكننا غير متناقضين
ولا حتى مع الذي قاله أستاذي الحبيب نبيل عودة إذ لو استمر الحوار كما بدا في قراءته السريعة
كنت سأنحاز إلى رأيه الكريم ، فنحن لسنا في صدد حوار ديني ولا البحث في الغيبيات والذهاب
مذهب التكهنات نلوي ذراع المنطق لتغليب الفكرة بل اننا وجدنا أن الحديث هو شمولي يتناول الدين
من منطلقات علمية ( شخصيا ليس لي باع فيها ولا أميل إلى ربط الدين بالعلم ) ويتناول علم الفضاء
والمجرات وتاريخ الحضارات وعلوم الأثار وغير ذلك من مواضيع توصل عالمنا الجليل إلى البحث
في معرفتها نتيجة ارث لعالم متنور اطلع عليه جيلنا ( يعني من صاروا بالعقد السابع والثامن مثلي )
شكرا لك وله ألف شكر وتحية ..
استاذي المبدع العالم الجليل (( هشام طالب ))أسعد الله اوقاتكم بكل الخير ..
الشكر لك سيدي الفاضل على ردك الكريم وقد كنت أحتاج إلى مثل هذا الشرح الوافي والشافي ما سألتك فيه ..
ولأني كما معظم الأساتذة هنا استمتع بهذا الحوار الشامل من هذا المنطلق أود طرح سؤال على عالمنا الجليل
ولكن قبلا أود أيضا توضيح ماذا أقصد " بالإرث التنويري " محور سؤالي :
- في الربع الأخير من القرن الثامن عشر " راود " المفكرون العرب مشروعات أدبية بدأت
تتلمس طريقها نحو المعرفة والحداثة في الهلال الممتد بين مصر وبلاد الشام فقامت عدة مشروعات
أخص بالذكر منها حصرا " دائرة المعارف " حيث باشر في تحقيق هذا المشروع " المعلم بطرس البستاني "
ونشر 6 مجلدات ما بين 1876 حتى وفاته 1883 فأكمل ابنه " المعلم سليم البستاني نشر المجلد
السابع والثامن حتى وافته المنية باكرا ثم تولى إخوته نجيب ونسيب البستاني بالتعاون مع نسيبهما
سلمان البستاني نشر المجلدات التاسع والعاشر والحادي عشر وتوقف المشروع في العام 1925
إلى أن قام فؤاد افرام البستاني بتجديد المشروع وإعادة صياغته من الأصل حيث أعاد النظر فيما
نشر على ضوء ما اكتشف من علوم وقام " بمؤازرة لجنة من الاختصاصيين في مختلف أنحاء العالم "
بنشر المجلد الأول في العام 1956 .وظل يعمل حتى نشر إحدى عشر مجلدا كان آخرها في العام 1974
وبسبب الحرب توقف المشروع ولكن ما أُنجز كان شيئا عظيما إذ أن " دائرة المعارف» كما قال هو
عنها : " انها تعتبر أثراً يكتبه الاختصاصيون لغير الاختصاصيين، وهي بالإضافة الى صفتها العلمية،
كتاب ثقافة عامة، وتبسيط عام، تغني القارئ عن مكتبة كاملة. "
تلك المعارف والتي توجت بنهضة فكرية في النصف الأول من القرن العشرين قد أنتجت مبدعين
في مختلف فنون الشعر والأدب والفلسفة وانتجت قامات علمية كبيرة أنت واحد منها .
سؤالي عام أيها الفاضل :
لماذا لم يهيأ " جيلنا " الجيل الذي تلاه بالعلم والمعرفة والأدب كما ورث جيلنا ممن سبقوه
حيث أُنتج المفكرون والعلماء والمعارف وكنت واحدا من هؤلاء الذين استناروا فنهلت
من علومهم وتتلمذت على أفكارهم ثم أبدعت من خلال الكم المعرفي الذي حصدت ؛ ف
ألا توافق أيها الفاضل أن الخط البياني صار عكسيا فانتشرت ثقافة – إن اعتبرناها ثقافة –
أخذتنا من النور نحو الظلمة حتى وصل أبناءنا إلى مرحلة تقطيع الرؤوس وقتل العلماء
وتفجير الأضرحة ولم يسلم حتى رأس المعري من هذا الجهل العميم ؟
وسؤالي الخاص : هل فكرتم أيها الفاضل في عمل يحتاج إلى الجرأة والموضوعية لنقد التراث
والعمل على تنقيته وتصحيح المفاهيم ، اولم يحن هذا الأوان بعد ؟
أقول هذا وأنت على اطلاع أن ما ساد في الوطن العربي ومنذ ما يزيد على الأربعون عاما موجة
تأليف كتب مقتبسة من كتب تجتر ما ورد في كتب التراث " قال عالم جليل هو سماحة الشيخ
الشهيد صبحي الصالح في كتابه " مباحث في علوم القرآن " بأنها تحتاج إلى تحقيق فقتلوه ؛
وعمل لأجلها الشيخ الشهيد محمد سعيد البوطي في العديد من مؤلفاته ومحاضراته وأيضا قتلوه
ما العمل إذن وكيف نحمي الأجيال القادمة ؟
شكرا لك لسعة صدرك وصبرك والتحية لك الاحترام والتقدير
[/SIZE]
|