رد: آخـــــرُ أوراقي
هُناك بين الأزِقة الضيقة، والخطوات الخجولة، حلت ضفائِرها نسائم الفُرات، اقترب مِنها حاضِناً صِباها، تلاحقت الأنفاسُ، وسقى تشرين خطواتهما حتى سور الحدائق العتيق.. تشابكت الأيدي، بأمل الاستمرار..
عِندما دخل الطيران الحربي أجواء المدينة، بدأت حكايات الورد تتساقط من الشرفات تِباعاً، وخلف أسوار الأسطح الجرداء كانت القذائف تتهاوى صفراءً، رافقه انقطاعُ التيار الكهربائي عن المنازل الخائفة، وشحوبٌ علا الوجوه، كم كانت النفوسُ أبية، رفضت الاستسلام والمُغادرة...
عادت تلك الصبية للخلف سنواتٌ، كم المسافةُ رهيبة مابين تشرين وتشرين، ومابين وجوده وغيابه الذي صار واقِعاً، ترفضُ تصديقهُ فمازال صوت طائرته وصهيل حِصانه بأُذنيها! لم تأبه لِطائرات التحالف كانت على ثقة من نصر رِفاقه، وكانت على ثقة مِن صمود مدينتها!!
|