 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد |
 |
|
|
|
|
|
|
كانت ريم تتابع حديثه، وترأف لحاله، وتحاول مع ذلك نصحه وتوجيهه لما يمكن ام يغفله أي إنسان مهما كبر سنه وزادت ثقافته وهو في قمة غضبه، مع أنها تدرك جيدا أن الشخص حتى إذا سامح فقد يظل منكسرا ولا يستطيع أن يعود لسابق عهده، استطاب هو الكلام وأخذه الحديث إلى كلمة ذكرتها له ريم قبل أيام خطأ ورغم اعتذارها إلا أنه ظل يذكرها، أيعقل أن تكون قد أساءت إليه هي أيضا، فأخذت نصيبها من غضبه، وهل مع اعترافها بالخطإ الذي لولاه ما انتبهت إليه حيث كانت تكتب بسرعة وتضغط على أزرار الهاتف كأنها تحفظها وبدل أن تكتب " زوجك" كتبت: " زوجيك" ولم تنتبه لولا أن عليا رد عليها:
_ ولكني لا أملك غير زوج واحدة ريمي.
_ وهل قلت أنا إنك تملك أكثر من واحدة؟
_ انظري إلى كلامك الأخير
أكيد أدرك أن الأمر كان خطأ لم تنتبه إليه، لكن المؤكد هنا أن ريم أصبح وجهها كحبة فراولة وهي تشعر أن حرارتها تزيد ارتفاعا، ظلت تعتذر إلى أن أقفلت النت غير قادرة على مواصلة الحديث بعد أن أصبحت بلون أحمر الشفاه الذي قدم ابنها يسألها وهو يحمله بين يديه لمن هذا؟ فتقول ومازال الخجل باديا عليها رغم إغلاقها لكل وسائل التواصل:
_ هو لأختك.. لخالتك... لا أدري.. أين كان؟ .. أين وجدته؟ .. هاته..
علي الآن يعود ليعيد موضوع الزوجين مخبرا
ريم أنه لم يغضب لكنه كان متفاجئا إذ كان يريد إخبارها بشيء وكان مترددا، فعزم الآن على إخبارها أن سبب تفاجئه هو أنه رأى بحلمه أن ريم زوجه الثانية.. حاولت ألا تغلق ريم النت هذه المرة،وأن تحافظ على هدوئها وعدم تسرعها، لكن حديثا بسيطا بعد ذلك ولم تتحمل قالت:
_ إلى اللقاء.
ودون أن تنتظر منه ردا.. أغلقت النت..
في التواصل الموالي، طال الحديث بينهما لكن نهايته كانت مؤلمة، فقد أخبرها أنه يخشى أن تقطع علاقتها به بعدما ألفها، لذلك فهو يفكر في طريقة يلم بها رحيله ويهاجر إلى مكان آخر، لم تدر ريم كيف تسللت دمعتين على الخدين، حاولت إخفاءهما الذي لا يجلس بعيدا جدا عن مكان جلوسها، ماذا ستقول له إن رأى دمعها: ( أبكي لأن صديقي يستعد ليودع صداقتنا.. )؟ أخفت دموعها المتحجرة غي عينيها.. تحدث معها إبراهيم يسألها عن إزاره لأنه سينام.. فقامت تصرخ في أرجاء البيت باحثة عنه، وزاد صراخها إذ وجدته عند الزوج وهو غير مبال كجماد ليس هنا.. حاولت أن تهدئ من حالها ولكنها في لحظة غضب كتبت كلمة وداع لصديقها..
أرسل إليها معتذرا ومخبرا إياها أنه لم يكن ينو الرحيل الليلة إن هي إلا فكرة راودته خشية أن يسبب لها مشاكل في علاقتها الأسرية..
لكنها مع ذلك لم تحتمل، ودون أن تدري أخبرته بأنه تسبب لها في جرح وهي لا تستطيع كتم دموعها أكثر لذلك ستكتفي بآخر وداع في تلك اللحظة.
_ وداعا.
حاولت تهدئة نفسها كي لا يلاحظ صغيرها حزنها، فاتكأت بجانبه واستسلم هو للنوم بعد أن قرأ مع أمه بعض الآيات القرآنية.. واستسلمت هي بعده لبكاء صامت لم تعرف كيف نامت معه.
(يتبع)
|
|
 |
|
 |
|
صباح الغد، قامت كعادتها إلى روتينها المألوف الذي لم يكن قد غير منه شيئا إلا عليا الراحل.. كانت تتذكر تواصلاتهما ورسائل الصباح والمساء مرفقة بالورود والبحار والشمس تشرق أو تغيب، وهي سعيدة بتلك المناظر تشعرها كأنها هناك..
ما كان على ريم إلا أن تعود لرتابتها التي ألفتها ولم تألفها، وبما أنها ما تزال بين الفينة والأخرى تفتح صفحة الفايسبوك تلك التي من خلالها تعرفت على علي، فتحتها هذه المرة، وقرأت بعض ما جد فيها وأحست بدموعها ترغب في الانسياب من جديد وهي تغالبها ... ووجدت أناملها بعد ذلك تضغط على أزرار هاتفها تكتب:
يا خاطرتي لا تبكي..
فدموعي التي انهمرت ليلا تكفي
يا خاطرتي دعي الكلمات تنساب لوما
أو اتركيها تغلي بداخلي شوقا
على نار أشعلها الأسى
وأوقدها الجفاء لظى
يا خاطرتي لا تحسبي أن جمال الكلمات حليا
فالحلي مكر وخداع وتزييف
ارحلي خاطرتي وخذي الدموع معك
ارحلي عني دموعي وخذي خاطرتي معك
أو ابقي.. ابقي منسابة كما ينساب الماء من الصنبور عند فتحه... فقد فتحت الجروح..
ولتمتزج يا دمعي بدمي
كان علي كالمنتظر لكلمة منها،وكالذي قرأ الخاطرة أثناء الكتابة لا بعدها يرد مباشرة عليها:
أبعد الله عنك الحزن والأسى..
كلمات معبرة ومؤثرة
ثم انتقل بعد ذلك لينقل قصيدة من قصائده ينهى فيها حبيبته عن البكاء..
هي الأخرى قرأت قصيدته بمجرد تسجيلها، فضغطت على زر الإعجاب بها، دون أن تبدي رأيها فيها كالعادة لأنها لم تكن تجد الكلمات المعبرة، فالكلمات صارت تأتيها حيب حالتها هي، لذلك حضرتها بعضها كعتاب ولوم له، لكنها لم تأذن لأناملها بنقلها، أرادت أن تقول له:
أنت سبب دمعاتي وحزني لكنها تراجعت عن ذلك، فكيف لها أن تخبره؟! ومع ذلك فلولا أنه أدرك الأمر ما نقل قصيدته الأخيرة التي حصدت في ثلاث دقائق العشرات من الإعجابات وعدد من التعليقات.. أكثر مما حصدته خاطرة ريم.
وإذ تنشغل هي ببعض أمور البيت مساء تنتبه إلى أن رسالة واردة لديها.. تفتح، هي من علي، ألم يقرر الرحيل هذا؟ لماذا عاد؟ وبرسائله قد جاء؟
كالعادة التي تروقها ... صور ورد وبحر ، وجبل يقول مساء الخير.....
_ هل تقبلين اعتذاري، أنا آسف..
لم ترد وكأنها تتأكد من رؤيتها للصور والكلمات.. زارتها الدموع من جديد، فلم تدر بأي الكلمات تجيب..
_هل تقبلين أن نعود أصدقاء كما كنا؟ ألفت الحديث إليك واعتدته.. ممكن؟
_ مرحبا..
لم تزد عليها حرفا، فهي لم تعرف ماذا ستقول بعدما دار بينهما من حوار وداع أمس وهو يقول لها أخشى أن أسبب لك مشاكل بأسرتك لهذا أفكر بقرار الانصراف عن عالمك.. لم يعود الآن؟ لم يعد يخشى ذلك؟.. ولا كلمة.. لا ترد... ظلت تتأمل كلماته الجديدة، وقصيدته، وتسترجع حوار أمس... ثم وضعت الهاتف جانبا، بينما هو لم يمل من عدم ردها
ف....