[بغداد سايح]

و: وَرْدُ المحبّةِ نبضُ القلبِ ساقِيهِ
كالدمعِ حينَ سقَتْ خدًّا مآقيهِ..
س: سِحْرُ البهاءِ لهُ ألقى بمُبصِرِهِ
في جُبِّ دهشتِهِ، كمْ حارَ راقِيهِ!!
ا: الحُبُّ داخلهُ قنديلُ بسْملةٍ
بالنّورِ أغزَرِهِ الدُّنيا تُلاقِيهِ
م: مَا أطيَبَ الحُلْمَ ماءً سارَ مُبتهِجًا!!
إنَّ المسرّاتِ في روحٍ سواقيهِ
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

ما جئْتُ أغرسُ في العقولِ أحَاجِيَا
بلْ جئتُها خضِلَ المواعظِ راجِيا
تُوبُوا إلى الصّمدِ اتّقاءَ عَذابهِ
مَنْ ذاقَ مغفرةً تسرّبَ ناجِيا
لولا مشاعلُ توْبةٍ لطَغى الأسى
ولأصبحتْ كلُّ الحياةِ ديَاجيَا
لرأيْتني مُرَّ اللّسانِ أذيقُهُ
أعراضَ خلقِكَ يا إلهي هاجِيا
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

يُرخي برحْمتِهِ إلى مَنْ زاروا
يُلقي المحبّةَ.. تخجلُ الأوزارُ!!
ربٌّ أضاءَ من الصدورِ غصونها
فالقلبُ في شجَرِ الدعاءِ هزَارُ
لولا مودّتُهُ الفسيحةُ ما سرَى
حُلْمٌ تجبَّرَ ليلُهُ الجزّارُ
حَسْبي أغازلُ بالركوعِ صلاتَهُ
بيضاءَ ما أنا يا سجودُ نِزارُ...
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

لي قصّةٌ حلوةُ المعنى لِمَنْ يعْلَمْ
يحكي تفاصيلَها الورديّةَ الغيْلَمْ:
أرانبُ الحقلِ لمْ تسبِقْ سلاحفَهُ
لأنّها مِنْ غُرورِ العصْرِ لمْ تسْلَمْ
يعيشُ أوهامَهُ المغرورُ معتقِدًا
بأنَّ حُلْمًا إلى أهدافهِ سُلَّمْ
إذا أرادَ غُرورٌ قتْلَ صاحبِهِ
أراهُ نُورًا فلمّا نالَهُ أظْلَمْ
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

وجمَعتُ قلبي في هواكَ ليُنْثَرا
طُرُقًا تسُلُّ الراحلينَ منَ الثّرى
فسمِعتُ فيهمْ زقْزقاتِ محبّتي
ورأيتُ نبْضي قدْ تهاطلَ كوْثرا
ما في بني واسينَ نبْعُ نُبوّةٍ
إلّا وأبْكى بي خُطايَ فثرْثرا
كمْ سِرْتُ مُشْتعِلًا بحُبِّكَ.. قيلَ لي:
بالعِشقِ أكبَرِهِ الفؤادُ تعثّرا!
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

لمْ يُطلْ هذا الصيفُ عنّا الغِيابا
عادَ أقْسى.. جرَّ الذهابَ الإيابا!!
جاءَ ناريَّ الدرْبِ مُرَّ المعاني
باعثًا في جوفِ الخريفِ ارْتيابا
حيّرَ الأجسادَ المُذاقَةِ حَرًّا
فارتدَتْ ماءً بعدَ ماءٍ ثِيابا!!
فانْهزمْ يا صيْفَ الذهولِ قليلًا
إنّنا انسَبْنا في الخمولِ انسِيابا..
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

إذا ذبُلَ الأحبّةُ يا سُمُوُّ
تساقطتِ السماءُ وتاهَ جوُّ
وضيّعتِ السفائنُ مُشتهاها
وأسْكتَ شُعلةَ الحدقاتِ نَوُّ
فما رجَعَ الرِّضَا إنْ لمْ يعُودوا
وما قوِيَ الهُدى إنْ لمْ يُقَوُّوا
وفي الأعداءِ لمْ أرَ مثلَ بيْنٍ
فأحْبابي فراقُهُمُ العدُوُّ!!

[بغداد سايح]

منَ الفشلِ افترشتُ هناكَ همّي
وأرّقني الزمانُ كأيِّ سُمِّ!!
أنا الطفْلُ الذي حرموهُ لهْوًا
أضَعْتُ خُطايَ في الحُزْنِ الأشَمِّ
أليْسَ لديَّ مِنْ كُتُبي ارتياحٌ؟
دعُونِي راكِضًا في حِضنِ أمّي
فلستُ بتاركٍ عقلي لحَشْوٍ
ولستُ لتُرّهاتٍ بالمُتِمِّ..
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

إذا أُصيبَ بداءٍ بيننا البلَدُ
وتاهَ في مرَضٍ مُسْتشْكلٍ ولَدُ
فأيُّ مَنطقةٍ وُسْطى لأعقلِنا؟
وأيُّ مُصطبِرٍ يمشي بهِ الجلَدُ؟
وأيُّ ذاكرةٍ خضراءَ تسْكُننا؟
لقدْ تجذّرَ في النسْيانِ مَنْ صلَدوا
ونامَ قلبٌ عنِ الأمجادِ أروعِها
وماتَ قومٌ إلى خيْباتِهمْ خلَدوا!!
#النورس_المغناوي

[بغداد سايح]

إذا مرَّ ليلٌ بالصباحِ وَشَعْوَذا
ففي النبضِ نورٌ بالرحيمِ تعوَّذا
وليسَ ظَلامُ النفسِ بعدَ ضياعِها
سِوى قلقٍ.. ذاكَ استزادَ رؤًى وَذَا..
كأنَّ حُرُوبًا في النفوسِ امتدادُها
تقولُ: ألا ليتَ الفؤادَ تخوَّذا
تخوضُ بنا الدُّنيا معاركَ بُؤسِها
وما وجدتْ إلا التسامُحَ مِلْوَذا
#النورس_المغناوي