رد: مقاطع وفقرات أترجمها من كتاب التطهير العرقي في فلسطين للبرفسور إيلان بابي Ilan P
التطهير العرقي للقدس :القدس مدينة الأشباح
لم تسلم القدس من التطهير العرقي و الاقتلاع ليحولها الصهاينة من مدينة كل العصور لمدينة الأشباح كما وصفها الكاتب سليم تماري.
هجمت الفرق اليهودية على أحياء غرب القدس بالنيران و الرصاص لاحتلالها وقتل وطرد سكانها من
بيوتهم( بيوت ذات هندسة معمارية أخاذة كان يسكنها الأغنياء الفلسطينيون بعضها لايزال شاهدا على جمال الأحياء الفلسطينية وبعضها كان ضحية حمى العقار وطمع المقاولين فبيعت ليهود أمريكيين ليحولوها إلى فيلات يقضون فيها آخر أيامهم).
القوات البريطانية كانت لاتزال متواجدة بالمدينة لكنها تنحت جانبا و تركت التطهير العرقي يأخذ مجراه ماعدا في حي الشيخ جراح حيث كانت تسكن عائلات: الحسيني و النشاشيبي و الخالدي.كانت التعليمات في أبريل 1948واضحة:'إحتلوا الأحياء ودمروا كل البيوت ' فبدأ التطهير العرقي في 24أبريل وأوقف مؤقتا من طرف البريطانيين ليستأنف مجددا.
التلغرامات التي كان الدكتور حسين الخالدي ،المقيم آنذاك في حي الشيخ جراح، يبعثها للمفتي و التي رصدتها المخابرات الصهيونية لاتزال في الأرشيف 'الإسرائيلي ' يصف الخالدي في إحداها كيف أنقذ تهم القوات البريطانية بعد أن فَجَّر الهاجانا 20بيتا (ويثبت ذلك كيف أسهم عدم التدخل البريطاني في تيسير مهمة الصهاينة و جنى على مصير آلاف الفلسطينيين).
وفي أخرى ،في بداية شهر يناير ،يخبر الحاج أمين بالقاهرة كيف أن جموعا غاضبة تحتج كل يوم أمام بيته وتطالب بالمساعدة و بمن يدافع عنها وأن دكاترة أخبروه بأن المستشفيات ملآى بالجرحى وأنهم يتخطون الجثث . عاش الناس الهلع و الفوضى دون سلطة أو قيادة لكن الأفظع كان ماحدث بأيام بعد إيقاف الاعتداء على حي الشيخ جراح هوجم غرب القدس و شمالها بنفس نوع مدافع الهاون التي هوجمت بها حيفا.لم تصمد إلا شعفاط وصمد القطمون حتى آخر أيام أبريل.
يتذكر إسحاق ليفي رئيس استخبارات الهاجانا في القدس آنذاك فيقول :'بينما كان التطهير العرقي جاريا في قطمون بدأت عمليات النهب و السرقة، تشارك الجنود و المواطنون في ذلك. كانوا يقتحمون البيوت و يأخذون الأثاث و الملابس و الآلات الكهربائية و المواد الغذائية'.توقف التطهير العرقي في منتصف شهر ماي بعد تدخل الجيش الأردني لكن ثمان أحياء في القدس الغربية وتسعا و ثلاثين 39 قرية في منطقة القدس الكبرى كانت قد طهرت عرقيا و تم ترحيل ماتبقى من سكانها إلى الجزء الشرقي من القدس.
إختفت كل القرى لكن آرًا من أجمل بيوت القدس الفلسطينية لازال موجودا لحد الآن ، بيوت سكنتها عائلات يهودية مباشرة بعد إخلائها ليبقى أفرادها شهودا صامتين على ماجرى لأهالي البيوت الأصليين.
|