![]() |
يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
[align=justify]
هل استطاعت القصة القصيرة جداً ، بعد أن مرّ ما مرّ من سنوات ، أن تفرض وجودها كفن قائم بحدّ ذاته ؟؟ أم أنها ما زالت بحاجة إلى الشعر أو القصة أو سواهما ، كحامل ومرجعية ؟؟ وهل يستطيع هذا الفن أن يقول ببنية وتعريف خاصين به ؟؟ .. أفترض بداية أنّ العام 1970 ((1)) كان الزمن الحاضن لانطلاق القصة القصيرة جداً . وهذا الافتراض يعني أول ما يعني ، أنّ هناك أعواماً كثيرة مرت على البداية ، لنكون أمام أرضية يستدعي امتدادها الطويل ، وجود ركائز ونصوص وتعريفات وآراء ، تعطي هذا الفن قدرته على الظهور والثبات والرسوخ .. لكن التحديق الطويل في الناتج ، يقول إن ذلك لم يحدث .. فما هي الأسباب ؟؟.. لن نبتعد كثيراً في بناء افتراضات أو ما يشبه الافتراضات . إذ من الواضح الجلي ، أنّ القصة القصيرة جداً ، كانت تسير بهدوء وروية وأناة ، دون أن تثير الجدل أو النقاش وحتى المعارضة . مما جعلها أقرب ما تكون إلى الوليد الذي آثر أن تمتدّ بعض سنوات عمره في الظل ، وما أن خرج هذا الوليد إلى النور والعلن بقوة ، بعد أن كبر واكتمل نضوجه ، حتى أخذ يثير الأسئلة والإشارات . وهي الأسئلة التي جاءت متأخرة بعض الشيء .. كما أنّ القصة القصيرة جداً لم تطرح نفسها كبديل للقصة القصيرة ، أو لأي نوع آخر .. مما جعلها بعيدة عن هجوم أصحاب هذا النوع أو ذاك .. ومن يدقق في الهجوم على قصيدة التفعيلة ، أو قصيدة النثر ، لا يستطيع إلا أن يجد السبب في أن كلّ واحدة كانت تطرح نفسها كبديل لسابقتها .. قصيدة التفعيلة ، أرادت أن تحل مكان القصيدة العمودية .. وقصيدة النثر بدل التفعيلة ، أو بدل العمودية والتفعيلة معا .. إلى جانب ذلك ، كانت القصة القصيرة جداً ، عند كلّ كاتب من كتابها ((2)) ، على هامش نوع آخر رئيسي بالنسبة لهذا الكاتب . فكاتب القصة القصيرة جداً ، شاعر ، أو قاص ، أو روائي ،في الأساس ..وتأتي القصة القصيرة جداً تابعة أو على هامش النوع الرئيسي. ولم نجد كاتباً يتفرغ للقصة القصيرة جداً ((3)) دون سواها ، لتكون محور كتابته . وإن كنّا نشير إلى أنّ الشاعر محمود علي السعيد قد أعطى هذا الفن جزءاً كبيراً من اهتمامه كتابة ونشراً ، فكانت القصة القصيرة جداً تسير عنده إلى جانب الشعر ، لا على هامشه .. لكن ماذا عن الأسئلة المطروحة ، وعن إجاباتها ؟؟.. علينا أن نشير بثقة تامة إلى استقلالية فن القصة القصيرة جداً بعيداً عن أي خلط أو محاولة لإدخاله في معطف الشعر أو القصة وسواهما. فالفن هنا ذو شخصية مستقلة متكاملة الملامح والأبعاد . وقد استطاع الزمن الذي مرّ ، أن يظهر هذه الاستقلالية ويعطيها هويتها وبصمتها . فكانت القصة القصيرة جداً ، جنسا أدبيا قائماً بذاته ، مستقلاً بملامحه ، غنياً بسيرورته .. والأهم ، أنّ هذا الجنس فرض وجوده بقوة، فما عاد بحاجة إلى نقاش في هذا المجال ، لأنّ أي سؤال حول شرعية الوجود ، لا يكون مع موجود أصيل حاضر بقوة . وتبقى مسألة التعريف والتوصيف والتحديد ، هي الأهم ، كون الداخلين في صلب هذه المسألة ، يدورون في أكثر الأحيان حول الظاهر ، ولا يتناولون الفن كفن .. وإذا كانت هناك قلة قد أعطت التعريف والتوصيف حقه ، فإنّ الأمر ما زال بحاجة إلى نقاش .. القصة القصيرة جداً .. والتعريف : أميل هنا إلى قول القاص حسين المناصرة معرفاً : " يمكن تعريف القصة القصيرة جداً على أساس أنها بضعة أسطر تشكل نصاً سردياً مكثفاً " .. وميلي إلى هذا التعريف ، نابع من كونه الأشمل والأكثر اختصاراً .. وأرى من جهتي ، أن : " القصة القصيرة جداً ، هي القصة التي تقدم الحدث والحبكة والشخصيات في سطور قليلة ". وظني أن التحديد واجب في مداخلة فن القصة القصيرة جداً ، إذ لا يقبل بأي حال أن يقال في الحجم ، إنه قد يصل إلى عدة صفحات. فمن غير المعقول ، أن نقول (( قصة )) و ((قصيرة جداً )) ثم نفتح المجال ، لتكون هذه القصة في صفحات ، وكأننا نعيدها مباشرة إلى التطابق التام مع القصة القصيرة . فهناك كما نعلم ، قصص قصيرة ، في صفحتين ، فكيف نفرّق بين هذه وتلك ؟؟. أليس الأجدى أن نحدد ونضبط ، بدل أن نترك الحبل على الغارب،وكأننا لا نعرف ماذا نفعل أو نقول أمام هذا الجنس أو النوع ، معلنين إمكانية وصف كلّ نص وإن طال، بأنه قصة قصيرة جداً ؟؟.. قد تكون القصة القصيرة جداً في سطر أو سطرين ، وتمتدّ لتكون في صفحة أو لنقل في مئتي كلمة على الأكثر .. وهذا لا يعني على الإطلاق أن نقيس أو نعدّ الكلمات . كما لا يعني القبول ، بتحويل التكثيف والاختصار ، إلى لعبة فنية ، لا تمتّ إلى القص بصلة ، فمهما اختصرنا، علينا أن نبقي على القص . إذ لا توجد قصة قصيرة جداً دون فن القص والحكاية . وإذا زادت الكلمات عن مئتي كلمة ، فهذا لا يعني أنّ القيامة قامت ، إذ بضع كلمات تغني الفن وتبنيه لن تخرج بالنص عن كينونة القصة القصيرة جداً .. لكن لا يجوز أن نتجاوز الصفحة الواحدة، لنقول بصفحتين أو صفحات .. ومن جهتي ، وتبقى المسألة شخصية ، أميل إلى أن تكون القصة القصيرة جداً في سطور قليلة قدر المستطاع ، مع المحافظة على روح القص .. بعد هذا التعريف أو التوصيف ، لابدّ أن يبرز سؤال عن سمات القصة القصيرة جداً .. والسؤال هنا يحاول أن يداخل الصفات العامة التي تمسّ البنية الفنية لهذه القصة .. فماذا نقول في هذا ؟؟ ((4)) قد أجد أنّ التركيز والتكثيف والإيجاز والصور السريعة والإيحاء والإدهاش ، والاختيار الذكي الثر للمقدمة والنهاية ، من أهم صفات القصة القصيرة جداً . وظني أنّ الوصف يجب أن يكون مختصراً أشدّ الاختصار ، وأنّ الشخصيات يجب أن تحضر بكثافة وقوة ، وأنّ الحدث يجب أن يكون متحركا غنيا نابضاً على الأغلب . وفي كلّ الأحوال ، على القصة القصيرة جداً أن تترك أثراً ودهشة ومغزى ورعشة إعجاب .. القصة القصيرة جداً فن حديث : أشير هنا إلى ضرورة الانتباه إلى كون القصة القصيرة جداً ، نوعا أو جنسا قائماً بذاته ، لا يعود كما يرى البعض إلى الحكمة أو المثل الشعبي أو الأقوال الشعبية وما شابه . إذ من غير المجدي أن نحاول إعادة كلّ شيء إلى التراث ، أو أن نقول بأنّ أدبنا قد عرف هذا الفنّ من قبل . إذ التعريف واضح ، ولا داعي بأي حال ، لتحميل التراث فوق ما يحتمل . والخلط حسب ظني ، نابع من غياب مفهوم القصة القصيرة جداً . إذ كيف نرى في المثل قصة قصيرة جداً ((5)) ، مع علمنا أنّ المثل بعيد عن القص بمعناه الفني الذي نعرفه الآن كلّ البعد .. ولا داعي لأنّ نلف وندور هنا ، لنقول إنّ المثل جاء بعد حادثة ، ثم نروي الحادثة أو قصة المثل ، لنثبت أننا نملك قصصاً قصيرة جداً في تراثنا . فلن تنقص قيمة التراث ، ولن يتأثر ، إذا كان لم يعرف فناً ، هو في الأصل فن حديث.. أعود إلى صلب البحث في كينونة القصة القصيرة جداً ، فأرى أنّ من حق البعض أن يسأل: أليس اشتراط كلمات قليلة لا تزيد عن الصفحة للقصة القصيرة جداً ، قد يقتل حرية الفنان في بناء حدث متماسك والوصول به إلى الأفضل ؟؟.. أقول ببساطة ، وما المانع أن يكتب الكاتب قصة قصيرة دون " جداً " ، إذا كان مصراً على الإطالة . فكاتب القصة القصيرة جداً يجب أن يلتزم بشرطها الأساس ، وهو التكثيف والإيجاز والتركيز . ويمكن أن أورد هنا قصة للقاص مروان المصري من مجموعته ((أحلام عامل المطبعة )) بعنوان (( تجربة )) تقول : (( فتح باب القفص ، فارتعش العصفور ، وخرج للتحري .. بعد بضع جولات ، جاع، فبحث عن قفصه )) .. وقصة من مجموعتي ((الخيمة)) بعنوان (( الفاعل )) تقول : (( اصطفّ الطلاب .. دخلوا بنظام .. جلسوا على مقاعدهم بهدوء .. قال المعلم : درسنا اليوم عن الفاعل .. من منكم يعرف الفاعل .. ؟ رفع أحد الطلاب إصبعه .. وقف .. تثاءب .. قال : الفاعل هو ذلك الذي لم يعد موجوداً بيننا .. ضحك الطلاب وبكى المعلم .. )) .. فالقصتان تحافظان على مشروعية كون هذا الفن مختصراً مختزلاً . إلى جانب ذلك ، يعبر كلّ نصّ عن معنى التطابق مع كون هذا الفن فناً حديثاً يبتعد عن أي مرجعية تراثية . وقد اخترت النصين ، رغم الاختلاف بينهما ، من حيث البناء والرمز والتكثيف وما إلى ذلك . لأرى إلى قدرة كاتب القصة القصيرة جداً على الحركة والتحرك في مساحة واسعة لا تلزمه بأي قيد ، كما يظن عند التوقف عند حرفية التعريف أو التوصيف . يلاحظ أنّ قصة تجربة توجز وتختصر إلى أبعد حد .. بينما تبني قصة (( الفاعل )) حدثاً وتطيل أكثر من الأولى .. لكن في القصتين ، هناك التزام بفنية القصة القصيرة جداً ، وقدرة على البناء المؤثر الذي يقول الكثير في كلمات قليلة . فالالتزام لم يحرم أياً من القصتين من قدرتهما على الوصول والإدهاش والمحافظة على البعد الجمالي . ولنا هنا أن نطيل في السرد إذا شئنا عندما نمدّ في هذه القصة أو تلك .. لكن هل سنضيف جديداً ؟؟ لا أظن .. لأن ما يجب أن يقال قد قيل ، ولا داعي لأي إضافة ، لأنّ كلّ إضافة تعني مقتلاً في البناء وجمالياته .. النص .. والبناء المحكم : وللتوغل أكثر في مفهوم القصة القصيرة جداً ، أذكر قصة (( السكين )) من مجموعتي التي حملت عنوان هذه القصة (( السكين )) والتي تقول : (( على صاحب هذه السكين أن يتقدم خطوتين . وتقدّم الجميع خطوتين .. صرخ الضابط خائفاً : قلت صاحب السكين فقط،ارجعوا إلى الخلف . ورجعوا إلى الخلف خطوتين . حاول أن يكون هادئاً بارداً كلوح ثلج. قال وهو يحرك يديه وقدمه ورأسه: ( من كانت معه هذه السكين البارحة فعليه أن يتقدم خطوتين ) . تقدم الجميع خطوتين . صاح حتى كاد حلقه يخرج من بين أسنانه : ( قلت صاحب السكين .. صاحب السكين يا أولاد الـ .. ) ثم عاد لوحاً من ثلج وقال : ( على صاحب هذه السكين أن يرفع يده) وارتفعت من كلّ واحد يد .. صاح بغضب : ( هل من المعقول أن تكونوا كلكم أصحاب هذه السكين .. هل من المعقول ) ؟.. ارتسمت على الشفاه ابتسامة عريضة . زعق كمن يعاني سكرات الموت : ( أنا لا أدغدغكم .. سأقتل صاحب السكين حتى وإن قتلتكم جميعاً .. والآن على صاحب السكين أن يتقدم خطوتين ) .. وتقدّموا خطوتين .. ثلاث خطوات .. أربع .. ولم يتوقفوا .. ظلوا يتقدمون .. صاح .. لم يتوقفوا .. أمر الجنود بإطلاق الرصاص وتراجع وهم يتقدمون .. ارتسمت تحت خطواتهم بقع من دم ، وهم يتقدمون .. زعق الضابط .. زعق الجنود .. زعق الرصاص .. وما زالوا يتقدمون .. ويتقدمون .. )) .. هذا النص هو الأطول في مجموعتي (( السكين )) التي صدرت في العام 1987م وقد كتب الدكتور سمر روحي الفيصل عنها / صوت فلسطين ـ العدد 284 ـ أيلول 1991ـ / محللاً : (( هذه القصة قصة " موقف " يتسم بتناقض طرفيه . وقد بنى طلعت سقيرق قصته بناء درامياً ((6)) استناداً إلى هذين الطرفين المتناقضين . وليس التناقض بين الطرفين جديداً في القصة العربية، وإنما هو قديم فيها وفي الرواية والمسرح وإن لم يوجه النقاد عناية كافية له أثناء تحليلهم النصوص القصصية والروائية والمسرحية .. وأعتقد أن طلعت سقيرق عدل تعديلاً جذرياً في هذا البناء بحيث يتمكن من توظيفه في قصته القصيرة جداً . ولولا هذا التعديل لما كان قادراً على تقديم هذا النص الجميل الممتع . لنقل إذن إن هناك طرفين متناقضين في القصة ، الأول هو مجموعة رجال مقاومين قبض عليهم لأنّ أحدهم حمل سكيناً أو استعملها ، والثاني هو ضابط يمثل الحاكم الخائف من أن يحمل الناس سكاكين ، وقد أراد معرفة الشخص الذي كان يحمل السكين البارحة من بين الرجال الذين مثلوا أمامه . أما التعديل الذي أدخله طلعت سقيرق على البناء المعتمد على طرفين متناقضين ، فهو جعل الطرف الأول صامتاً لا يتكلم ، والطرف الثاني يتكلم وحده . وبذلك حجب عن النص الحوار الخارجي بين الطرفين المتناقضين ، لأن القصة القصيرة جداً لا تستطيع استيعاب الحوار الخارجي ، وهو عادة وسيلة القاص أو الروائي أو المسرحي إلى توضيح التناقض بين الطرفين ، ولم يكتف طلعت بذلك ، وإنما راح يجعل رد الفريق الأول إشارة وحركة فحسب ، مع ملاحظة شيء مهم جداً هو أن الإشارة ، كالحركة جماعية وليست فردية . فإذا طلب الضابط من صاحب السكين رفع يده رفع الرجال كلهم أيديهم ، وإذا طلب منه أن يتقدم خطوة تقدموا جميعاً . نتج عن هذا التعديل أمران هما أساس البناء الدرامي لقصة السكين . الأول هو تدرج الضابط من الانفعال بموقف الرجال إلى الغضب منه ، ثم إلى فقدان السيطرة على أعصابه وأمره الجنود بإطلاق الرصاص . والثاني تدرج موقف الرجال من الانصياع الجماعي إلى أوامر الضابط إلى الفعل الجماعي الذي يخرق حدود الأمر . ففي بداية النص ووسطه طلب الضابط من الرجل الذي حمل السكين البارحة أن يرفع يده أو يرجع خطوة إلى الوراء أو يتقدم خطوة إلى الأمام ، وكان الرجال يتقيدون بالأمر بشكل جماعي فيرفعون أيديهم أو يتقدمون أو يتراجعون خطوة ، لكنهم في نهاية النص خرقوا التقيد بالأمر واستمروا يتقدمون دون توقف . ويبدو بناء القصة هنا واضحاً، فكلما تدرج موقف الضابط سلباً تدرج موقف الرجال إيجاباً . هو يغضب وهم يزدادون تضامناً وجرأة ، حتى انتهى ((الموقف )) بانتصارهم على الرغم من أن الجنود أطلقوا عليهم الرصاص وسالت دماؤهم .. ذلك أن الضابط تراجع أمام تقدمهم ، وهذا هو الإيحاء الفني الكبير في النص .. إنه التضامن ، أو قل: الوحدة ، وحدة الموقف ليتحقق الهدف الواحد . ولو تذكرنا الآن ترميز القصة : الضابط = إسرائيل .. الرجال = الانتفاضة ، لاتسع الإيحاء وبدا النص أكثر عمقاً تبعاً لبنائه المتين المحكم . وربما استطعنا ، هنا ، تذكر التكثيف ، لكننا مضطرون قبل ذلك إلى ملاحظة شيء يؤدي إليه ، هو أن طلعت ذكر الضابط والجنود مرتين في النص . والمرتان متشابهتان : ذكر في الأولى الضابط وحده ثم الجنود وحدهم ، وفي الثاني جمع بين الضابط والجنود . وليس ذلك شيئاً عابراً ، وإنما هو شيء لغوي خدم النص . ذلك أنّ ذكر الضابط تم ، أول مرة ، في بداية النص ، ثم راحت الإشارة إليه تتم بضمير الغائب ، وقبل نهاية النص تم ذكر الجنود حين أمرهم الضابط بإطلاق الرصاص . أما جمع الضابط والجنود في جملتين متواليتين فقد تم في نهاية النص بشكل واحد ينم عن رعب هذين الطرفين ، هذا الشكل هو : ( زعق الضابط.. زعق الجنود ) . لقد تساويا في الرعب فما عاد بينهما سيد ومسود . وإذا ذكرنا التكثيف هنا سألنا أنفسنا عن إمكانية حذف كلمة الضابط أو كلمة الجنود مرة من النص اكتفاء بورودها مرة أخرى . من الواضح أننا لا نستطيع ذلك إذا رغبنا في المحافظة على تماسك النص وإيحائه ، مما يشير إلى أن التكثيف في النموذج الذي قدمه طلعت ليس شكلياً تابعاً لعدد الكلمات فحسب ، وإنما هو مضموني قبل ذلك ، نابع من الموقف الذي تريد القصة التعبير عنه ، وفي ذلك فليتنافس القاصون )) .. تحليل الدكتور الناقد سمر روحي الفيصل لنص (( السكين )) يقدّم الكثير من المحاور التي تفيد في فهم بنية القصة القصيرة جداً . وظني أنّ الدكتور سمر ، كان أول من درس القصة القصيرة جداً بتوسع في مقالات عدة . وجاء كتاب (( القصة القصيرة جداً )) للقاص أحمد جاسم الحسين في العام 1997 م في دمشق ، كأول كتاب في هذا المجال على حدّ علمي .. وطبيعي أنّ هناك دراسات كثيرة ، وآراء ، ونقاشات ، قد داخلت القصة القصيرة جداً ، وتحدثت عنها ، قبل المقالات والكتاب المذكورين . إذ لا يمكن وضع نقطة نهائية في هذا المجال .. تعدد في الآراء .. تنوع في ا لتحديد : يمكن أن نأخذ هنا عدداً من الآراء التي داخلت فن القصة القصيرة جداً ، لنرى إلى أي حد تطابقت أو اختلفت مع ما ذهبنا إليه .. وإذا كان التطابق يعني نوعاً من الوصول إلى مفهوم موحد ، فإن الاختلاف يصبّ في اتجاه إيجاد أرضية دائمة الحركة ، وقابلة لاستقبال الجديد ، في مفهوم القصة القصيرة جداً ..((7)) ترى القاصة أميمة الناصر في النظر للقصة القصيرة جداً أنّ اللغة تجيء (( لتكونني ، لم تعد جامحة بغباء ، أو عنيفة بحمق ، أضحت هادئة ، تطرق أسئلتها الإنسانية والوجودية بهدوء ، هدوء من يعرف الجواب )) و (( بات السؤال خاطفاً ، وكذلك الجواب . اختزلت اللغة نفسها ، تساقط الكثير من الفائض وما بقي في النص تشبع بفضاءاته وألوانه ، هكذا أضحت قصصي )) .. وترى الأديبة كوليت خوري أنّ نصوص القصة القصيرة جداً ما هي إلا (( مقطوعات صغيرة .. قد نعتبرها شعراً .. وقد نظنها عبراً .. وفي أيامنا هذه .. قد نسميها قصصاً قصيرة .. قصيرة قصيرة .. )) بينما تقول الشاعرة والقاصة أنيسة عبود : ((القصة القصيرة جداً نتيجة حتمية لتطور القصة القصيرة ولتحول الحياة اليومية للفرد ، إنها كقصيدة النثر ، وليدة حالة ملحة تعبر عن زمن آت ، سريع مكثف ، لماح وجارح. إنها تشبه القصيدة الومضة . ولكن هذه القصة لم تؤكد وجودها كحالة مستقلة ..)).. وتقول القاصة حنان درويش : (( القصة القصيرة جداً تكثيف لأحداث ومواقف وأفعال .. إنها مرآة الومضة، وفيها يستطيع القاص أن يقول الكثير في كلمات قليلة )) وتقول القاصة ندى الدانا : (( القصة القصيرة جداً هي لقطات من الحياة أشبه بالتصوير الفوتوغرافي أو بالمشهد السينمائي . وتتميز بالتكثيف والتركيز واختزال معانٍ كثيرة في أسطر قليلة .. أحياناً تقترب من الحكمة ولا تكونها .. وأحياناً تقترب من الطلقة المصوبة ببراعة .. وبإمكانها التقاط تفاصيل كثيرة من الحياة هامة جداً ، رغم أنها تبدو هامشية .. )) .. وتقول القاصة حكيمة الحربي أن هذا الفن (( يحتاج إلى تركيز من الكاتب وتكثيف الصور والرموز الموحية والحدث )) وأنها تناولت في قصصها (( عمق الألم الإنساني والهم المجتمعي . وعالجتها بموضوعية بأسلوبي الذي عرف عني وهو المزاوجة بين الشعر والسرد بإطار لغوي وصور بيانية ناطقة ذات مدلول على المعنى المراد وبعبارات تنم عن خيال خصب )). في متابعة الآراء نجد أنّ القاص حسن حميد يقول : (( القصة القصيرة جداً حال إبداعية شبيهة بحال قصيدة النثر من حيث القبول بها أو عدم القبول كجنس أدبي له استقلاليته ونكهته، يضيف للقصة القصيرة كإبداع ، ولا يأخذ منها باعتباره عالة عليها أو متسلقاً على نجاحاتها)).. ويرى القاص اسكندر نعمة : (( أنّ القصة القصيرة جداً ، إما أن تظل قصة قصيرة عادية مكثفة ، أو أن تجنح نحو الخاطرة القصصية . وهي في كلتا الحالتين تبقى شكلاً من أشكال المحاولات التجريبية في إطار القصة القصيرة )) بينما يرى القاص حسين المناصرة أنه (( ما بين مصطلحي القصة القصيرة و ـ النص ـ ولدت القصة القصيرة جداً ، لتكثف ، وتوتر ، وتؤسطر .. وتبهر .. وتحاول أن تعلن أنها النص الأكثر اقتراباً من المتلقي في عالمه الممتلئ بالتقطيعات والتشوهات والتناقضات .. وقد قيل : خير الكلام ما قل ودل..)).. وفي هذا المجال يرى القاص عوض سعود عوض أن (( القصة القصيرة جداً هي ابنة القصة القصيرة أو هي أختها ، وهي شكل جديد لكتابة الحدث يعتمد على التكثيف الفني والدهشة )) ويقول القاص فهد العتيق : (( النص القصصي القصير جداً ، ليس نصاً قصصياً غير مكتمل ، إنه حالة جديدة فرضت نفسها وقدمت لوحات فنية جميلة تقدم نفسها بلغة شاعرية بسيطة ومكثفة وبطرائق تعبير جديدة ومختلفة ذات مضامين وافكار متشظية داخل هذا النص القصصي القصير جداً والموحي باحتمالات دلالات عديدة )) .. أما القاص جبير المليحان فيرى أنها (( كنفس عميق جداً ، ليست حكمة ، ولا لغزاً ، إنها شفافة وعميقة كالشعر وفاجعة مثله ، وبها لوعة وبكاء وحزن ، إنها ألم في القلب : أكبر من الوخز ، وأصغر من عملية جراحية .. )) ويقول القاص عارف العضيله : (( في الغالب لا يمكن أن تتجاوز القصة القصيرة جداً خمسة سطور .. هذا بالكثير .. ويمكن أن تكون سطراً واحداً فقط .. )) .. نلاحظ أنّ خارطة التعريف واسعة ، وإن كان هناك ما يشبه الاتفاق على القص والتكثيف ، دون الدخول في مفهوم الرمز والإيحاء والإشارة ، وما إلى ذلك . فالقصة القصيرة جداً تبقى في المفهوم الأعم ، قصة تلجأ إلى الاختصار والضغط والتركيز قدر المستطاع . القصة القصيرة جداً .. وكلمة أخيرة .. لا شيء يعطي القصة القصيرة جداً مشروعيتها ومصداقيتها قدر إخلاص كتابها لها ، وابتعادهم في كتابتها عن أي حشو أو تفصيل أو إسهاب في الكلام . فالقصة القصيرة جداً ، يجب أن تبدأ وتستمر نبضاً وتركيزاً ولمعاناً من العنوان حتى آخر كلمة . وإذا كان الإيجاز مطلباً لا يستغنى عنه ، فإنّ مناقضته في إعطاء القصة القصيرة جداً مشروعية الامتداد في أكثر من صفحة ، يعني مقتلاً لهذا النوع من الفن . إذ يفترض أن تكون القصة القصيرة جداً ، قصيرة جداً حقيقة ، كي تصل إلى التوافق مع التسمية والمصطلح على أقل تقدير .. وظني أنه لا داعي للأخذ والرد في إعطاء المشروعية أو سحبها لهذا أو ذاك من الكتاب في مجال القصة القصيرة جداً . فالأمزجة لا تكون حكماً في مشروعية الفن ، ولا تعطي جواز سفر . إنّ الحكم على القصة القصيرة جداً ، يجب أن يخضع لمعايير نقدية واضحة ومفهومة ، لا لمعايير مزاجية غائمة وغائبة تحت ستار من الغايات الشخصية ((8)). فالفن فن في كلّ الحالات . والقصة القصيرة جداً ، يمكن أن تعطي المشروعية لمن يفهمها ، وأن تحرم من لا يفهمها هذه المشروعية .. والزمن في النهاية ، هو الحكم .. فلماذا لا نبني هذا الفن الجميل ونعمل على دعمه ورفده ، بدل أن نتصارع عاملين على هدمه دون أن نشعر ؟؟.. هوامش ومرجعيات : 1) يبقى العام 1970 افتراضياً ، إذ قد تكون القصة القصيرة جداً قد بدأت قبله أو بعده بأعوام قليلة .. 2) كثيرون كتبوا القصة القصيرة جداً نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : محمود علي السعيد ، سليمان سعد الدين ، محمد توفيق السهلي ، سها جلال جودت ، محمد أكرم مباركة ، محمد توفيق الصواف ، شفيق محمد السهلي ، ندى الدانا ، حنان درويش ، طلعت سقيرق ، أحمد جاسم الحسين ، مروان المصري ، حسن حميد ، جمال جنيد ، وليد معماري ، زكريا تامر ، صلاح مفلح أسعد ، أميمة الناصر ، نور عمران ، دلال حاتم ، محمد قرانيا ، محمود شقير ، عبد الله أبو هيف ، محمود موعد ، حسين المناصرة ، حكيمة الحربي ، اسكندر نعمة، عماد نداف، محمد منصور ، عوض سعود عوض ، جبير المليحان ، فهد العتيق ، عارف العضيله ، نبيل جديد ، نضال الصالح ،عدنان كنفاني، نجيب كيالي ، ضياء قصبجي ، محمد ابراهيم الحاج صالح ، يوسف حطيني.. وهذا جزء من كلّ ، مما يعني أنّ القصة القصيرة جداً قد توافر لها عدد كبير من الكتاب .. 3) هناك مصطلحات كثيرة استعملت لتسمية هذا الفن مثل : النكتة القصصية ، القصة الومضة ، القصة الكبسولة ، القصة المكثفة ، القصة الحديثة ، القصة الجديدة . لكن ((القصة القصيرة جداً )) تبقى هي الأكثر حضوراً وإقناعاً كتسمية ومصطلح .. 4) كثيرون كتبوا عن القصة القصيرة جداً منهم : د. سمر روحي الفيصل ، طلعت سقيرق، حسين المناصرة ، محمود علي السعيد ، اسكندر نعمة ، ندى الدانا ، حسن حميد ، وسواهم .. لكن كتاب القاص الناقد أحمد جاسم الحسين (( القصة القصيرة جداً )) 1997 يعتبر الكتاب الأول في هذا المجال .. 5) في اعتقادي يميل أصحاب القول بأنّ القصة القصيرة جداً تعود إلى المثل أو الحكمة ، إلى نسف ركائز هذا الفن وتغييبها . إذ أنّ اختلاط المفاهيم ، يضيع القصة القصيرة جداً ويدخلها في متاهات لا نهاية لها .. 6) قليلاً ما تستطيع القصة القصيرة جداً أن تبني بناء درامياً في قدرة الاعتماد على الصراع بين طرفين نقيضين .. واختيار الدكتور سمر روحي الفيصل لهذه القصة اعتمد على ما تحمله من معطيات هذا البناء .. 7) أكثر هذه الآراء جاءت في شهادات عن القصة القصيرة جداً سيضمها كتابي ((القصة القصيرة جداً / نماذج وآراء )) والذي سيصدر قريباً .. وعلي أن أشير هنا إلى أنني لا أتفق مع بعض التعريفات ، لكن لكل رأيه ونظرته .. 8) طبعاً لا أقصد الإساءة لأحد ، لكن من باب أولى أن نتجه إلى نقد القصة القصيرة جداً، لا إلى التجريح والتشكيك والمماحكات ومحاولة التقليل من قيمة هذا الكاتب أو ذاك جراء مواقف شخصية لا علاقة لها بهذا الفن أو بالأدب بشكل عام .. *نشرت في مجلة المعرفة الصادرة عن وزارة الثقافة العدد 431آب 1999.. [/align] |
يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
[align=justify]
في الثلاثين من شهر آذار 1976 تفجرت انتفاضة فلسطينية عارمة تعود أحداثها لعام 1976 بعد أن قامت سلطات العدو الصهيوني العنصري المحتل بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانية تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع "تطوير الجليل" والذي كان في جوهره الأساسي هو "تهويد الجليل" وكان السبب المباشر لأحداث يوم الأرض هو قيام سلطات العدو الصهيوني بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل في فلسطين التي احتلت عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل علماً بأن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48-72 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل ، عِلماً بأن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48 – 72 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 . وعلى أثر هذا المخطط العنصري قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1/2/1976 م عقد اجتماع لها في الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية وفي تم إعلان الإضراب العام الشامل في 30 آذار (مارس) احتجاجاً على سياسية المصادر وكالعادة كان الرد الإسرائيلي عسكري دموي إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية والبلدات العربية وأخذت باطلاق النار عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي 30 آذار انطلقت الجماهير في تظاهرات عارمة فسقط خمسة شهداء آخرين وعشرات الجرحى شهداء يوم الأرض: عرابة: الشهيد خير ياسين بانتظاركم...سخنين: الشهيد خضر خلايلة سخنين: الشهيدة خديجة شواهنة سخنين الشهيد رجا أبو ربا كفر كنّا:الشهيد محسن طه عين شمس واستشهد في الطيبة: الشهيد رأفت الزهيري **** أما حكاية الأرض الفلسطينية فهي بعمر بداية التجمعات البشرية على سطح الأرض .في فلسطين كان التجمعات البشرية الأولى وكان أجدادنا وأرض فلسطين ما زالت وستبقى تربتها تحمل جيناتنا وموروثاتنا مهما توالى عليها من استعمار الأغراب. المشروع الصهيوني في دولة يهودية كان يبحث عن أي أرض بدأ يبحث عن أي مكان في دول العالم الثالث وكاد أن يبدأ في رواندا وغيرها ، ولم يحدث في فلسطين إلا لنجاح المؤامرة باستعمار هذه البقعة الغالية. كذبوا الكذبة حتى صدقوها عن تاريخ وجغرافيا.. عن يهود موسى الذين جعلوهم ينجبون أبناء من أجناس أخرى وبمواصفات وراثية أخرى واضحة جلية لكل من يرى.. بمناسبة ذكرى يوم الأرض الخالد أدعوكم هنا لنكتب كمجموعة في قسم القصة القصيرة جداً حكاية الأرض منذ بدايتها امتداداً ليوم الأرض في 1976 واستمرارها إلى يومنا وحتى نعيد الأرض السليبة، التي تئن وتشتاق عودة أبنائها إليها ودحر الأغراب عنها.. يمكن أن نمر مرور سريع من خلال القص بالبداية كمقدمة ضرورية وصولاً إلى المشروع الصهيوني فالنكبة والنكسة ونتوقف عند مجريات الأحداث عام 1976 ما زلت لا أعرف كيف سيكون التجاوب، ولكن دعونا نجرب كتابة مجموعة من القصة القصيرة جداً تلخص الحكاية بقدر المستطاع [/align] |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
الأرض الفلسطينية - ق. ق. ج. - يكتبها أدباء نور الأدب
[align=justify] منذ بداية نشأة التجمعات البشرية، كانت وطني وكان لجدي أول تجمع فيها وكان أول من سكنها، وحين مات تحول جسده لسماد يغذي تربتها فاخضرت الأرض ونبت العشب فجمع أبناءه المياه وبذروا الأرض ومن سماد أجسادهم نبتت الأشجار وامتدت جذورها في عمق التربة التي تشكلت جيلاً فجيل من عرقهم ودمائهم وحملت صفاتهم الوراثية وجيناتهم في رحمها، فكانت وطنهم وكانوا فلذة كبدها. [/align] |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
كانت ولادتي في بيت العائلة بعكا .. على ساحل البحر الابيض المتوسط .. مدينة ذكرها التاريخ بعز وفخار، على أسوارها تحطمت الحملة الاستعمارية الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت وعاد خائبا مدحورا. في عكا رأت عيناي النور، تنفست هواءها النقي، لامس جسدي ترابها الطاهر وأنا أحبو عليه وروت عروقي خيراتها وكُتبت شهادة ميلادي بأحرف عربية تحت أسم حكومة فلسطين وكان هذا شرف ولادتي ومازال الدم يسري في عروق الابناء والى الاحفاد حتى يتحقق حلم العودة |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
[align=justify]
رائع.. [/align]الأخ الغالي أستاذ مازن شكراً لسرعة استجابتك، وستظل فخر لنا وأسوار عكا تعود حامية الحمى بإذن الله ننتظر المزيد من المساهمات، وهذا الملف بالتأكيد ليس حكراً على الفلسطينيين، كلنا أبناء أمة واحد وفلسطين لنا جميعاً |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
تجارب حبي لاتعد ولا تحصى .. لكني أحتفظ بذكرى واحدة ربما هي الوحيدة التي لم أنسها ..
حبي لفلسطين .. علمني هذا الحب أول ما علمني .. أبجدية العشق الأزلي .. ومحا المسافات بيني وبين محبوبتي . |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
كانت لنا ملاحم ولجيشنا العراقي الابي على أرض فلسطين اختلط بها الدم العراقي بالدم الفلسطيني...فكفرو في جيش الاحتلال وقتلوا منه المئات بل الالاف من جنود الصهاينه لذلك سميت(بكفر قاسم)...كانت المعركه يقودها الزعيم عبد الكريم قاسم لذلك سميت بهذا الاسم أو ربما اشره لاسم المنطقه التي دارت فيها المعركه... تحياتي وتقديري أستاذه هدى على الخوض في هذا الموضوع الرائع سلمان الراجحي |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
كانت لنا ملاحم ولجيشنا العراقي الابي على أرض فلسطين اختلط بها الدم العراقي بالدم الفلسطيني...فكفرو في جيش الاحتلال وقتلوا منه المئات بل الالاف من جنود الصهاينه لذلك سميت(بكفر قاسم)...كانت المعركه يقودها الزعيم عبد الكريم قاسم لذلك سميت بهذا الاسم أو ربما اشاره لاسم المنطقه التي دارت فيها المعركه... تحياتي وتقديري أستاذه هدى على الخوض في هذا الموضوع الرائع سلمان الراجحي |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
[frame="14 95"]
ذهب ليسترد حقه من مغتصبي أرضه ،،بيارته وليمونه ،،غرفته الصغيرة ،،عائلته التي ماتت بكاملها سنين من التشرد ،،مُخيمات ،وحلم كبير بأن يعود ،،ليقتص من أعدائه !! في ذكرى يوم الأرض اختار أن يتحد بها ،،اختار نصا لينهي به حياته كما يريد فكان أن أنشد قصيدة للشهادة ،،بدأت بحزام ناسف لتنتهي باتحاده بأرض الأجداد والآباء مازالت القصيدة تتكرر ،،بقافيه جديدة ،وطرق عديدة للاتحاد بأرض الزيتون هي قصيدة تخص من يذهب لاسترداد ما سُلب منه .. لن نترك الأرض تئن خطا الغاصب ،،ووحشية الحروف العبرية تعبث بها ،،سنعود قصائد ،وسنعود أسرابا تغني للشهادة ،،سنعود لنقتص من وحوش الغابة لتبقي أنت فلسطين القصيدة الخالدة إلى يوم الدين [/frame] |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
تبـــــــــــــــدو الكتابة صعبة بمدة وجيزة عن وجع امتد أكثر من نصف قرن ،،وتصير أصعب عندما تكون الكتابة
عن أرض تتسع رقعة التشرد فيها ،ويزداد عدد لاجئيها ونازحيها ،،فلسطين هنا ليست تلك الرقعة الجغرافية جنوب بلاد الشام ،هي بلاد الشام كاملة(سورية والاردن ولبنان وفلسطين) يوم الأرض لا يخص فلسطين وحدها ،،بل يخصنا جميعا .. وقصتها طويلة جـــــــــــــــــــداٌ تحيتي وتقديري |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
من رحمها خرجوا شهداء ومناضلين ؛ لكن عادوا إليها قبل النصر . خرجنا من رحمها نمشي خطاهم ونتتبع النصر ... |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
المفتاح
نظر إليّ صديقي و قد هاله حالي، فسألني : ما بك ؟ طأطأت رأسي من فرط الهموم والحسرات ثم أجبته قائلا : همني وشغل بالي أنني قد سعيت لتحصيل مئة ألف وبعدها لتحصيل ألف، لكن خمسمئة غلبتني وما وجدت إلى تحصيلها سبيلا . رد الصديق مواسيا : لا تشغل بالك ، فهي قليل ولا تكثرت مادمت قد نلت الكثير . أطرقت رأسي ثم تمتمت له بكلمات وعيت منها: لعلّ هذا القليل هو المفتاح لسابقيه ثم ما منعنا منه إلاّ أشخاص مثلنا ولدتهم أمهاتهم مثلما ولدتنا أمهاتنا، و كانوا حين ساد أجدادنا مصدر فيئنا وخمسنا وكثير من مغانمنا . |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
إلى تلك الشجرة التي أشارت إليها الأستاذة هدى :
.... شجرة جذرها ينسغ من رفاة جدي كنعان , وفرعها بالسماء ,, آويت إلى ظلها في حر هاجرة تلفح الوجوه بسبعة عقود ... وألقيت رأسي على حجر كان يومًا جاروشة تعزف الدقيق , بملحمة رغيف فلسطيني , ملحه صار كازًا .. فجأة رأيت نفسي بمجلس يقال له جامعة الدول العربية , علا صراخ,,, وهتاف لأول مرة أسمعه فكله لفلسطين , ونداء عاجل لاستنفار الجيوش العربية والطاقات العربية , وغدًا ستكون ساعة الصفر , فسيزحف الجميع صوب الأقصى ولن يتوقفوا حتى تحريره,, وعلا التكبير والتهليل ,, قلت بنفسي إن غدًا لقريب ,,, والحمد لله سنزور الأقصى بعد غد .. شعرت بحرارة حارقة تشوي وجهي ,,, انتبهت لأجد نفسي تحت الشمس الحارقة , وقد غادرني ظل الشجرة , ورأيت ورقة رزنامة بيدي مؤرخة بأول نيسان حسن إبراهيم سمعون |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
في فقدان الأرض ما يدمّر جوهر الحياة ومنهجها، عاداتها وتقاليدها، وكل ما يشكّل الفرد القرويّ الفلسطينيّ، انعكس الفقدان بانحسار مساحات شاسعة من الأراضي الزراعيّة، وفرض على الفلاح العمل بالإيجار لدى الدولة والمشغّل اليهودي بأجور متدنية وبمهن محددة ، الأمر الذي أضاف على اغتراب العلاقة بين الأرض والإنسان. وفي يوم الأرض الخالد : قامت الانتفاضة الكبرى ، وفقدت الحكومة الاسرائيلية صوابها .. واخذ الطلاب يجوبون الشوارع ويطلقون الاناشيد الوطنية .... وتركوا بيوتهم ونزلوا الى الشوارع يعلنون رفضهم .. والموظفون والعمال تركو بيوتهم وانضموا الى المظاهرات... وعلى راس الجميع : اصحاب الاراضي المسروقة.. هم ونساؤهم واطفالهم. وبقدر الاحتجاج كان الضرب ... وفي (سخنين) كان اول من استشهد (خضر بن حمد الخلاليلة) !وبعدها سقط (رافت الزهيري) ! وبعدها سقط (رجا ابو ريا) ..ثم (خديجة شواهنة) .. ثم اعتقلت السلطات اليهودية الباقي لمحاكمتهم .. في خلال ساعات لم يكن ثلاثة ارباع سكان القرى في بيوتهم .. كانوا اما جرحى او معتقلين او قتلى . وكان ذاك هو يوم الارض.... وكل سنة في 30/3 نحيي الذكرى لانتفاضة الارض وشهداء الارض... |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
لا حول ولا قوة إلا بالله... رحم الله الشهداء فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون... ينزف القلب أسى وحزنا وألما وما أمر النكسات التي عاشها العرب في تاريخهم الطويل.. وصدق القائل: يمينا ببيت القدس والصخرة التي تطل رؤوس الزائرين من الأفق فإما حياة والكرامة رمزها او الوصمة الشنعا إلى نفخة الصعق شكرا لك أيتها الأديبة الفاضلة سيدة النور والأدب صديقي العزيز على القلب والأديب حسن هي فعلا كما قلتم: ... شجرة جذرها ينسغ من رفاة جدي كنعان , وفرعها بالسماء ,, شجرة طيبة وفرعها ثابت في السماء توتي أكلها كل حين ورحم الله الشهداء أيها الأصيل القريب من الوجدان.. |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
كان الماء يندفع بقوة، يجرف صندوقا محكم الإغلاق تتهادى ألواحه بين الصخور والأحراش، قادما من الينبوع؛ من مصنع قديم قابع على رأس الجبل، يقال: أنه كان معقلا للجن والعفاريت، بناه والي المدينة ليعاقب المارقين منهم والمعارضين لحكمه والدراويش, ظل مهجورا إلى أن أصبح يعرف بمصنع" شمعون القراب"، الرجل الذي عرف عنه الجود والإحسان، يعين الفقراء والمحتاجين والضعفاء، يهدي الهدايا والصدقات أيام السبت وأيام المحن والنكبات، لا يزده الثراء إلا تواضعا؛ سكان الحي حزنوا لرحيله، ولا غرو إن كان الصندوق يحمل بركات المصنع وصاحبه، لما أخرجه من الماء تذكر الحكاية.. ........كان الراوي العجوز"عبد السلام الحلايقي" يرويها بلحن الربابة الحزين:" حكاية صياد فقير، قنوع بما يجود عليه البحر به، راض بنعمه عليه حين يقول: ".. ليس للنعم أعدى من نفس العبد؛ فهو من عدوه ظهير نفسه.... رمى شباكه في الأعماق فأخرج صندوقا ظن فيه الحلي والذهب، فتحه و خرج منه العجب، عفريت مارد جبار جعله حاكما على المدينة، وأخذته العزة بالإثم والكبرياء بالقوة؛ طغى وتجبر، سلط سيفا على الرقاب وأعناق العباد وكان مصيره الهلاك.." فماذا يحوي هذا الصندوق يا ترى؟ أهي ألواح ثوراة ؟ أو قربانا لسكان الحي ذكرى" شمعون القراب" بعد رحيله..؟ سوف يطرق باب منزله القديم في" زنقة الفقراء"، بيت آبائه وأجداده من كانوا هنا ولم يرحلوا، سوف يخبرهم أن من يهجر أرضه لا أرض له، من يمكر بوطنه تمكره الأوطان... ليس الحب يا سيدي أن تكون مستحوذا على القلوب والعقول، إنما الحب شوق أبدي راسخ كنهر الخلود، نور لا تغشاه الظلمة، إحساس يتدفق يروي النفوس ويحيي الأمل إيمانا بما نحب، لا ينزع غصبا وقهرا، لايشترى بكنوز الأرض.. إنما يسترد بدماء زكية طاهرة عطرة.. الحب يا سيدي كلمة عزيزة غالية، من أجلها حطمت الأقفاص لترفرف الأجنحة عاليا في سماء الحرية... لعل في الصندوق أغصان زيتون من أرض سوس؛ كان سيهديها لإخوانه هناك في حي المغاربة قبل الرحيل، بدل أمطار الصيف الحارقة... وعناقيد الغضب لقتل الأطفال والأحلام وذبح البشر والحمام، واغتيال الحب والإنسان والسلام .. لكن لم يجد في الصندوق سوى أوراق مهترئة خربة وقنينة صفراء فاقعة.. تأبط الأوراق وتجرع ما في القنينة، تهاوت الأرض تحت أقدامه فضل السبيل، حركت فيه نشوة عارمة أيقظت رغبات كانت دفينة.. سجينة سجينة، كسرت أغلال الحياء؛ حرضته على الغناء فأنشد: تبدلت الأشياء والأشكال والبشر..الناس صخور وحجر..عم الظلام في العيون لا بدر ولا قمر.. نزع سرواله أمسك بلحيته .. وسط الحي، يضحك في هستيريا ويوزع أوراق الصندوق، يعد غيران النمل وسط ساحة الحي.. يحتسي ثمالة القنينة.. مرددا في وجوه المارة " تورا..بورا.. بورا..اللي شافني تعمر بلادو قبورا.."ووزع أوراق الصندوق... بدت نفسه كظل حزين بعيدة عنه فسألته: - لماذا ابتعدت عني يا صاحبي والظلام لم يحن بعد.. ألم تر أعمدة النور موقدة؟ - وما شأنك أنت؟ - هجر وطنه ..و تناسى الصندوق ميراثه.."تورا..بورا.. بورا..اللي شافني تعمر بلادو قبورا".. اتجه صوب عمود النور، دس أنفه بين شقوقه الخشبية، أمسك لحيته الشقراء رافعا إحدى قدميه على حافة العمود:" بورا.. بورا.. اللي شافني تعمر بلادو قبورا.." اجتمع القوم على البوهالي وتعالى اللغط والصراخ تهاوى الضرب على رأسه وجسمه النحيف، وهو يضحك التذاذية .. ليجد نفسه مرتميا بجانب سور المحكمة العتيق، مستلقيا على فراشه البالي يئن من ألم الكدمات، لم يكن يعلم أن لعنة الصندوق لن تبرح الوادي والساحل والجبل فأهل الحي أوسعوه ضربا.. رجموه بالحجارة دون محاكمة.... |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
[align=justify]
السيدات والسادة الأفاضل http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=672تحياتي وشكري لكم جميعاً على اهتمامكم ومشاركاتكم. لقد نسخت إلى الملف أعلاه لشاعرنا وناقدنا وأديبنا الموسوعي الغالي الأستاذ طلعت سقيرق تعريف بفن القصة القصيرة جداً وتقنياتها .. طبعاً بعض المشاركات كانت ممتازة كقصة قصيرة جداً وبعضها كان أطول وأقرب للقصة القصيرة والبعض الآخر أقرب للخاطرة إلخ.. وهنا الملف الأصلي الذي كان فتحه الأستاذ طلعت بعنوان: " القصة القصيرة جداً مقدمة وإشارات: واسمحوا لي أيضاً أن أهديكم مجموعة من القصص القصيرة جداً التي كنتُ شخصياً كتبتها في ملف واحد: [/align]شكوى وحرمان- قصص قصيرة جدا- هدى الخطيب http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=13301 كل الشكر والتقدير لكم جميعاً |
رد: يوم الأرض الفلسطينية - ق.ق.ج. - يكتب حكايتها الجميع نرجو الدخول والمشاركة
نكبات أمة / قصص قصيرة جدا
جاء مهرولا يمسك بلفافات التوراة المزورة.. يعلن متحديا لمن يمسك بمفتاح بيته ولفافات ملكيته للأرض ويحفظها برموش العيون ويضعها بين خلجات القلوب .. جاء مزورا للتاريخ.. فصمت المتخاذلون واصفرت قلوبهم .. وزاغت عيونهم نحو المحتفلين تأخذ لها مكانا على استحياء لتنال شرعية وجودها قسرا في مسبحة .. كانت في طريقها للانفراط !! ** تداعى المنكوبون في يوم نكبتهم من داخل بيوتهم البائسة المنتظرة..كانت قلوبهم هناك.. متعلقة بالأرض الطيبة التى اقتلعهم منها شيطان على شكل بشر.. بينما هم على درجة من الحزن والرجاء والتحدي .. باغتهم أشرار من الجوار .. فحفروا فى القلوب نكبتهم الثانية !! ** اتهمته بالوقوف جدارا في صف الأعداء ضد الثوار والمجاهدين.. كان اتهاما قاسيا لم يحتمله.. فتجمد حزنا في مكانه أمام جدار خشبي في سيرك صاخب متأجج.. يستقبل خناجر من رامي بارع التصويب .. اعتاد أن يُرسل خناجره على أطراف الرجل فيتلقى تصفيق الحضور.. لكن في هذه المرة انتهت خناجره كلها في قلب الرجل.. وما زال هناك في مكانه واقفا بشموخ !! |
الساعة الآن 11 : 04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية