![]() |
امضاء على الشاهد
إمضاء ٌعلى الشَّاهد (إلى ستة قرون بين المعري وغاليلو) بالقـَـبوِ حِـــبـْرٌ يـَدمَغ ُُالسَّنواتِ في أعـناقِها ويُعـَـدِّنُ المَشروبَ للشُّعراءِ في ضِـيَع ٍتــَدقُّ رَغـيفـَها والمِلحُ مِنْ صَوتِ المَطارقِ والأنينْ صَهَرتْ سنابـِلـَها طَحـينَ خـَناجـِر ٍ آذانـُها ثــَمِلـَتْ بـِقـَرقـَعـةِ العَـجـينْ ! وروائحُ الكِـبريتِ مِنْ تــَنـّـورِها فاحَـتْ سِـياطـًا تـَخـْفـِرُ الشـُّباكَ في عُـلـَبِ الهَـواءِ بـِقـَـبـوِها والحَـيِّزِ المَحْـشورِ في إِنـْشوطةٍ تـَهوى الوَتــينْ رَغـمَ انخِـفاضِ السَّـقـْـف ِ.. فالحَـبْلُ المـُدلـَّى عاجـِزٌ أن يَصْهَـرَ العَـينَ الــّـتي شـُـنـِقــَتْ غـَدًا قـَبـْلَ الكَـفافِ وأخْـتـُها تـَبـكي.. تــُؤبــِّنُ نـَفـسَها تـَخشى العَـمى وكأنــَّها شـُنـِقـَتْ بأمسٍ مَرَّتـيـنْ ! ********* بـِطـُقوسِ مِقـْصَلةٍ تـَحَجَّـرَ حـَدُّها ألـقَـت ْعَـصا الـتـَّرْحالِ في أنـْفي.. تـَجُـرُّ وراءَها نيرانَ بوتـقةٍ لـِتـَعْـديـنِ الـقـُـبورْ منـبـوذة ٌبالـكـَـونِ جاءَتْ قـَـبوَنا وبـِصَدرِها طَعَـناتُ أقـلامٍ وأشعارٍ وإمضاء ُالـــَّذينَ تـَفَـتــّشوا أو أُحْـرِقـوا وتأبـَّـنـوا والأرضُ ساخِـرة ٌ تـَدورْ ! فالـقـَـبْوُ مازالتْ نـَوافِـذُهُ.. تـُزاوِرُ شَمْسَ مَنْ صَهَـلوا يَـظـُـنُّ بـِخـُرْمِهِ قـُطـُبَ الـرَّحى ! وبـِهامِشٍ لِـمـَدارهِ تــَرحـوْ الـبُـدورْ وتـَغـيبُ في أدراجـِهِ بـَينَ الـرَّمادِ وخـَـلفَ حِـيطان ِالـبُخـورْ ********* سَـقـَطـَتْ على عَـيْنيْ بَـقـيـَّة ُ شاهـد ٍ ورفاتُ إمْضاءٍ أضاءَ لِـقـادِمي ماضي السِّنـينْ فـَـتـَمرَّدتْ روحيْ..وقـَام قــَرينـُها كيْ يَخْـلعَ الأقـْـماط َوالأكـفانَ في لـَحْـد ٍ ... ويـَتْـلوَ نــَظْـمَه ُ لكـنـَّهُمْ زَرعـوا رُخامًا للـضَّريحِ وألـقـَمونيَ حِفـْنـَة ًً حَـتـَّى هُـنا حَـشروا بـِحَـلـْقِيَ عُـنـْوة ً جـِـبْسًا وصَلصالاً.. مَخا فـَةَ أنْ ألاقيْ اللهَ .. أخْـبـِرُهُ الـيَـقـيـنْ وبـِأنـَّّهمْ في ضَيعَـتيْ لايأكـلونَ سِـوى عِظامٍ شابَها خـَزَفٌ وأوْراقٌ وطينْ ! ************* فـمَحاجِـرُ الباكـينَ صارتْ مَعْـدِنـًا ذ َرفـَتْ نـُحاسًا عِـندَما أبـَّـنـْتُ نـَـفـْسيَ قارئـًا لِـطوالـِعِ الماضي الذي سأعـيشـُهُ بـِتـَناسُخِ الـتــَّـقـويمِ حِـينـًا بَعـدَ حـينْ وبَقـيَّة ُالـيُـنـْبوعِ في عـَيْـنيْ الــَّـتي شـُنـِقــَتْ.. تـَرى أقـدارَها مَـكتوبَة ًفـَوقَ الجَّـبـيـنْ وحُـروفـُها حَُـشِرَتْ بـِخـَـط ِّالكفِّ تـَنجـيْمًا يُـزَحْـلـِقـُها لِـبـُرْجـيَ عُـنـْوَة ً وغــَـديْ كأمْسيَ عالقٌ وبـِطالـَعي أسرارُ ( فِـنـْجانٍ) تـُروُّضُني عَـلى إسْمٍ وعُـنـْوانٍ وديـنْ ! ******* مَاذا... إذا كـَذَبَ المُـقـَد َّسُ مـازِحًا؟ وَروى(المَعَـرّيَ) شَــكــَّـهُ لِلمَـيـِّـتـينَ بـِصدقـِهِ ثـِقــَة ًعلى أمَلِ الـنـُّـشورْ؟ وبأنَّ بَـوْتـَـقـة َالطـَّحـينِ مَلاعِـبٌ ( لِلـنـَّردِ) يـَلهـو ساخِـرًا باللاعـبيـنَ... وبالحُـضورْ ؟ وتـَدحـرَجـتْ بمَـرارةٍ كـُرة ُالأسى لِحَـناجـِـرِ الفـُـقـراءِ كـَـم ْ أكلـوا العَـفا فَ ودَحـْرَجـوا! أفـواهَ أطـفالٍ بـِـقِـدْرٍ مِـنْ حَـصى ! لِـتـَغـيبَ شَمسٌ أبْطأتْ نـَـذروا الـنــُّـذورْ وتـَـنامَ أشـداقُ الجِـياعِ فـَرُبُّما لـَـيـلٌ يـَموتُ جَـنـينـُهُ قـَبلَ الشـُّروقِ وقـَبلَ أنـَّاتِ الفـُطورْ فالصُّبحُ مِـثـلُ شِـفارِها لا يأكلُ الخـَزَفَ المُوشـَّى.. إنــَّما صَمْتُ الحَـزانى العـابـريـنْ ولسُمِّ مِخْـيـاط ٍعبورَ الصَّائمـيـنْ ليُـقـدَّسوا بطواهم ذاكَ العُـبورْ خَـرَقـوا شُـقـوقَ البَوتـَـقـهْ سالوا حُـروفـًا لـَيـِّـنـهْ إِمْضا ؤهُـمْ ثــَقـَـبَ الرُّخام َ بـِحِـبْـرِهِ وأضافَ سِـفـرًا في سُطورِ المِـقـْصَلهْ غَـطىَّ الشَّواهِـد َصارخـًا يا ضيعَـتيْ.... هَـــلْ تـَـقـرَئيـنَ بـِلحْـظـَةٍ تِلكَ السُّطورْ ؟؟ ******** حسن ابراهيم سمعون 1996 |
رد: امضاء على الشاهد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا أيها المبدع الفاضل " حسن إبراهيم سمعون " ... جميلة هذه المقصلة وما أكثرها مقاصل التاريخ ... وهي تحاول أن تخمد صوت الحر... صوت الإنسان في المطلق ... كم حاولت .. وحاولت ...ولكن ... فالنور الحق لا تستطيع الظلمات حجبه ... لأنه ببساطة صوت للضمير في مطلقه الوجودي ... فلسفة رائعة وجودية ... تسعى للحقيقة والخلاص .. تسعى للملاذ الحلم الإستشرافي ... بعيدة أفياؤك .. بعيدة بعيدة لغة فلذتك صارخة متمردة رمزية الغور والعمق والمنحى ...تتجه صوب المطلق .. صوب الروح ... صور هذه الفلذة مراكب من شعور تسبر غور التاريخ ومحاكم التفتيش في أي زمان ومكان ...وما أكثرها في عصرنا ... إكسير مخيالك الخصب المبدع يحول اللغة القاموسية إلى لغة حية ..متفجرة نابضة ..تحيل القارئ المتلقي إلى ما يجب أن تكون عليه اللغة الشعرية المحتذاة ... زخم هذه الفلذة شعوري فكري ... فيه موازنة بين الخيال المبدع الشعوري والفكر القارئ المستنير .. ومن هنا كانت هذه الفلسفة السمعونية المتميزة ...في راهننا الغثائي المزمن ...دمت بكل ألق شاعري الحبيب تقبل تحيات أخيك |
رد: امضاء على الشاهد
الأخ عادل, تحية من القلب , وكأني قديم العهد معك , ومع مفرداتك التي توحي بشفافية هذا ( العادل)
لا أدري لماذا أنشددت إليك ,وأحسست بصدى لصوتي يرتجع من ذاك المغرب العظيم ، أخي عادل , أنا من جيل كان ينشد بطفولته : قسما ً بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات نحن خضناها حياتا ًأو ممات وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فاشهدوا .. فاشهدوا.. فاشهدوا وكنت أتبرع ( بخرجيتي) العشرة قروش , لنصرة أهلنا في الجزائر وكنا نسميها ( معونة الشتاء ) , كتبت هذه الفقرة , لأبرر سبب حزني على أجيال قد لاتعرف عاصمة سوريا أو الجزائر , أخي عادل الإنسان , أدعوك لزيارة سوريا بلدك الثاني , ولك كل الشكر لتواضعك ومرورك بنصوصي وتجشمك عناء كتابة التعليقات الجميلة واللطيفة التي أثلجت قلبي المريض , ودمتم , مع محبتي وفائق احترامي حسن ابراهيم سمعون / أبو ابراهيم |
رد: امضاء على الشاهد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي المبدع الفاضل " أبو إبراهيم " أصدقك القول أيها الحبيب لأنني أحببتك في الله دونما ميعاد أو معرفة سابقة .. من خلال صدقك المبدع في قصائدك التي ذرعت أفياءها بقلبي لماذا ؟ .. أيها الحبيب .. لأني وجدت فيها امتداد قلبي .. وروحي .. هناك في شامنا العظيم عبر التاريخ .. ووجدت فيها أيضا تلك الفلسفة الكونية العميقة القارئة المفقودة في راهننا الإبداعي إلا لدى قلة قليلة وأظنك منضو تحتها أيها الفاضل ... أنا لا أنجذب بسهولة ولا أنقاد للحدث الإبداعي إلا إذا كان شفافا صادقا تتوفر فيه المعادلة الإبداعية وتتحقق والحمد لله تعالى فقد وجدتها في ما قرأت لك سيدي المحترم .. أخي الحبيب .. أنا فخور جدا وسعيد جدا لأنني عرفت نبيلا مبدعا في قامتك أيها الكنعاني الآرامي العتيق وأتشرف سيدي الفاضل بصداقتك أيها النوراني الطيب .. مشكور على ماقدمته لشعبنا في مسيرته النضالية .. عجز اللسان عن الشكر أيها الحبيب تعليقاتي يا أخي تخرج أنى أجد الصدق ولا أتجشم فيها العناء والعنت بل اللذة والمتعة أيها العزيز .. أما زيارتي لبلدي الثاني ..فهي رهن للقدر مبدعي الفاضل تقبل تحيات أخيك |
رد: امضاء على الشاهد
الأديب اللطيف الأستاذ عادل ,
أخجلتني , وطوقت عنقي بكلماتك , فبالله عليك رفقا ً بأخيك , فأنا لا أرقى إلى هذا المعجم الثرُّ الذي تغرف منه, فكل كلمة منك تنحت وساما ً على صدري, شكرا ً أخي عادل |
رد: امضاء على الشاهد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لا تخجل أبا إبراهيم فأنت أهل لكل كلمة قيلت ولم تقل ... مبدع في قامتك يتشرف به الكون والإنسان .. لأنه يحمل ذلك البعد .. ذلك المجهول تقبل تحياتي وعفوا سيدي إذا أثقلت بالرد ... |
رد: امضاء على الشاهد
أحسنت وأبدعت وأمتعت...
دمت متميّزا... مودتي وتقديري |
رد: امضاء على الشاهد
الأستاذ محمد علي الهاني تحية من أرض سوريا لكم
أشكر مرورك على الإمضاء , وتكرمكم بتلك العبارات اللطيفة , محبتي لك , ولشاعرك الإنسان المتمرد , ودمتم . حسن ابراهم سمعون / سوريا |
رد: امضاء على الشاهد
الأستاذ يوسف يوسف , تحية وسلام وبعد
شكراً لاتصالك ,ورسالتك ,ومتايعتك , وقراءتك ,ويشرفني أن أرد تحيتك عبر صفحات المنتدى شكرا ً أخي يوسف حسن ابراهيم سمعون / سوريا |
رد: امضاء على الشاهد
على الشاهد
الأستاذ يوسف يوسف , تحية وسلام وبعد شكراً لاتصالك ,ورسالتك ,ومتايعتك , وقراءتك ,ويشرفني أن أرد تحيتك عبر صفحات المنتدى شكرا ً أخي يوسف حسن ابراهيم سمعون / سوريا </i> |
الساعة الآن 49 : 02 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية