(إلى ستة قرون بين المعري وغاليلو)
يـَدمَغ ُُالسَّنواتِ في أعـناقِها
ويُعـَـدِّنُ المَشروبَ للشُّعراءِ في
ضِـيَع ٍتــَدقُّ رَغـيفـَها
والمِلحُ مِنْ صَوتِ المَطارقِ والأنينْ
صَهَرتْ سنابـِلـَها طَحـينَ خـَناجـِر ٍ
آذانـُها ثــَمِلـَتْ بـِقـَرقـَعـةِ العَـجـينْ !
وروائحُ الكِـبريتِ مِنْ تــَنـّـورِها
فاحَـتْ سِـياطـًا تـَخـْفـِرُ الشـُّباكَ في
عُـلـَبِ الهَـواءِ بـِقـَـبـوِها
والحَـيِّزِ المَحْـشورِ في
إِنـْشوطةٍ تـَهوى الوَتــينْ
رَغـمَ انخِـفاضِ السَّـقـْـف ِ..
فالحَـبْلُ المـُدلـَّى عاجـِزٌ
أن يَصْهَـرَ العَـينَ الــّـتي شـُـنـِقــَتْ غـَدًا
قـَبـْلَ الكَـفافِ وأخْـتـُها تـَبـكي..
تــُؤبــِّنُ نـَفـسَها تـَخشى العَـمى
شـُنـِقـَتْ بأمسٍ مَرَّتـيـنْ !
بـِطـُقوسِ مِقـْصَلةٍ تـَحَجَّـرَ حـَدُّها
ألـقَـت ْعَـصا الـتـَّرْحالِ في أنـْفي..
نيرانَ بوتـقةٍ لـِتـَعْـديـنِ الـقـُـبورْ
منـبـوذة ٌبالـكـَـونِ جاءَتْ قـَـبوَنا
طَعَـناتُ أقـلامٍ وأشعارٍ
وإمضاء ُالـــَّذينَ تـَفَـتــّشوا
أو أُحْـرِقـوا وتأبـَّـنـوا
والأرضُ ساخِـرة ٌ تـَدورْ !
فالـقـَـبْوُ مازالتْ نـَوافِـذُهُ..
تـُزاوِرُ شَمْسَ مَنْ صَهَـلوا
يَـظـُـنُّ بـِخـُرْمِهِ قـُطـُبَ الـرَّحى !
وبـِهامِشٍ لِـمـَدارهِ تــَرحـوْ الـبُـدورْ
وتـَغـيبُ في أدراجـِهِ بـَينَ الـرَّمادِ
وخـَـلفَ حِـيطان ِالـبُخـورْ
سَـقـَطـَتْ على عَـيْنيْ بَـقـيـَّة ُ شاهـد ٍ
ورفاتُ إمْضاءٍ أضاءَ لِـقـادِمي
فـَـتـَمرَّدتْ روحيْ..وقـَام قــَرينـُها
كيْ يَخْـلعَ الأقـْـماط َوالأكـفانَ في
لـَحْـد ٍ ... ويـَتْـلوَ نــَظْـمَه ُ
زَرعـوا رُخامًا للـضَّريحِ وألـقـَمونيَ حِفـْنـَة ًً
حَـشروا بـِحَـلـْقِيَ عُـنـْوة ً
مَخا فـَةَ أنْ ألاقيْ اللهَ ..
وبـِأنـَّّهمْ في ضَيعَـتيْ
لايأكـلونَ سِـوى عِظامٍ شابَها
فـمَحاجِـرُ الباكـينَ صارتْ مَعْـدِنـًا
ذ َرفـَتْ نـُحاسًا عِـندَما
أبـَّـنـْتُ نـَـفـْسيَ قارئـًا
لِـطوالـِعِ الماضي الذي سأعـيشـُهُ
بـِتـَناسُخِ الـتــَّـقـويمِ حِـينـًا بَعـدَ حـينْ
وبَقـيَّة ُالـيُـنـْبوعِ في عـَيْـنيْ الــَّـتي
تـَرى أقـدارَها مَـكتوبَة ًفـَوقَ الجَّـبـيـنْ
وحُـروفـُها حَُـشِرَتْ بـِخـَـط ِّالكفِّ تـَنجـيْمًا
يُـزَحْـلـِقـُها لِـبـُرْجـيَ عُـنـْوَة ً
أسرارُ ( فِـنـْجانٍ) تـُروُّضُني عَـلى
إسْمٍ وعُـنـْوانٍ وديـنْ !
مَاذا... إذا كـَذَبَ المُـقـَد َّسُ مـازِحًا؟
وَروى(المَعَـرّيَ) شَــكــَّـهُ
لِلمَـيـِّـتـينَ بـِصدقـِهِ ثـِقــَة ًعلى أمَلِ الـنـُّـشورْ؟
وبأنَّ بَـوْتـَـقـة َالطـَّحـينِ مَلاعِـبٌ
( لِلـنـَّردِ) يـَلهـو ساخِـرًا
باللاعـبيـنَ... وبالحُـضورْ ؟
وتـَدحـرَجـتْ بمَـرارةٍ كـُرة ُالأسى
لِحَـناجـِـرِ الفـُـقـراءِ كـَـم ْ
أكلـوا العَـفا فَ ودَحـْرَجـوا!
أفـواهَ أطـفالٍ بـِـقِـدْرٍ مِـنْ حَـصى !
لِـتـَغـيبَ شَمسٌ أبْطأتْ نـَـذروا الـنــُّـذورْ
وتـَـنامَ أشـداقُ الجِـياعِ فـَرُبُّما
لـَـيـلٌ يـَموتُ جَـنـينـُهُ
قـَبلَ الشـُّروقِ وقـَبلَ أنـَّاتِ الفـُطورْ
فالصُّبحُ مِـثـلُ شِـفارِها
لا يأكلُ الخـَزَفَ المُوشـَّى..
إنــَّما صَمْتُ الحَـزانى العـابـريـنْ
ولسُمِّ مِخْـيـاط ٍعبورَ الصَّائمـيـنْ
ليُـقـدَّسوا بطواهم ذاكَ العُـبورْ
خَـرَقـوا شُـقـوقَ البَوتـَـقـهْ
سالوا حُـروفـًا لـَيـِّـنـهْ
ثــَقـَـبَ الرُّخام َ بـِحِـبْـرِهِ
وأضافَ سِـفـرًا في سُطورِ المِـقـْصَلهْ
غَـطىَّ الشَّواهِـد َصارخـًا
يا ضيعَـتيْ.... هَـــلْ تـَـقـرَئيـنَ بـِلحْـظـَةٍ