[محمد الصالح الجزائري]

وأنا تمنّيتُ لو عُرضت بهذا الشكل :
[frame="1 90"]

سأنزع قلبي لمن ناموا في العراء .. لمن التحفوا الجرائد ...
سأنزع قلبي لكل العراة في زمهرير الشتاء وقيظ الصيف..
لمن يمشون حفاة على قطع زجاج الحياة المكسورة...
سأنزع قلبي لكل أم رفعت أمومتها بوجه كل من أراد ليّها ..
لكل أب مازال أباً رغم جور الزمان .. لكل ابن مازال يعلم ما البِرّ...
سأنزع قلبي لكل من لفحه هواء العهر وظل نقيّاً ..
لكل من اغتصبته الحياة البائسة وبقي يعتقد أن الفرج قريب...
سأنزع قلبي لكل من يشرب الماء العكر ..
لمن يأكل كسرات الخبز الجافة .. وللذين لم يجدوا حتى الخبز الجاف!!
سأنزع قلبي لكل دمعة سالت ولم نرها ..
لكل قلب أماتته غصة دون أن نشعر به ..
لمن يفتح عيونه كل يوم في الظلام ، و لمن مازال يحمل إنسانيته ،
رغم كل الذين تجردوا منها!
سأنزع قلبي وأجعله أشلاء أوزعها عليهم ، لتنير قلوبهم بضوء خافت ،
قد يقودهم نحو الشمس ..
أمنحهم أشلاء قلبي ، فتتلقى عنهم طعنات الغدر والنسيان...
سأخرج روحي فأجعلها أرواحاً تطوف عليهم ،
لتظللهم من حر رمضاء الذل والانكسار ،
وتعيدهم ما استطاعت إلى طريق الحياة !
سأنشر مفاهيم سعادتي بين أناس لم يدركوا أن السعادة موجودة ..
سأنثر حب قلبي على قلوب طعنتها الخيانة،
فلم تحب بعدها أخاً ولا صديقاً ولا حبيباً!!
سأقتل نفسي لأمنح جسدي لأرواح هامت في سراديب الحياة المظلمة ،
وسأمنح عمري لأطفال لم يكبروا ، هرمنا ومازالوا أطفالاً! !
سأفتح ذراعيّ لأحضنهم وأعطيهم شيئاً مما منحتني إياه الحياة ..
عشرون عاماً ونيف اكتـفيت بها .. لا أريد المزيد لنفسي من اليوم ؛ سأعيش لهم !

فاطمة البشر

[/frame]