عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 07 / 2013, 54 : 01 AM   رقم المشاركة : [17]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي / سيرته وروابط محاضراته

اعتدنا أن نقرأ فرية الأخبار المغرضة القائلةأنَّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ظل يُسَبُّ و يُشتم على المنابر العامة في عهد بني أميةمن خلافة معاوية التي ابتدأت سنة 41 هـ ،وظلت تتردد على منابر بني أمية (على مرأى ومسمع من الصحابة وجيل التابعين الأول، الذين هم خير القرون) حتى أتى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حوالي سنة 99 هـ واستطاع أن يلغي هذا الشتم الذي استمر قرابة ستين عاماً ! (مع العلم أن عمر بن عبد العزيز لم يحكم سوى سنتين ونصف).
وهذه الدعوى اتُخذت سبباً موجباً لشتم معاوية والتعريض فيه بأقبح الصفات،بل للقدح فيه إلى حد التكفير .كما تعرضتْ كثير من الروايات التاريخية لهذه الحادثة، ولم يدقق من ساقها من صحة أسانيد أخبارها، ونقلوها كما هي من بعضهم البعض دون تدبر.
والحقيقة ،أنَّ جنداً من كلا الطرفين،في حرب (صفين)، شتم سيدنا علي وسيدنا معاوية، فتولدت هذه الكذبة ونشرها المغرضون وأمعنوا فيها تأليفاً، فتناقلتها كتب دون تمحيص أوإثبات .
فالتلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة، فكان هؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وهؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم. قال الأعمش: حدثناهم بغضب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاتخذوه ديناً (سير أعلام النبلاء 2/394).
فما شجر بين علي ومعاوية قد تم تضخيمه ونشره، واحتج الشيعة بكتبهم أن هذا السب لعلي كرم الله وجهه مذكور في صحاح الحديث، يريدون حديث مسلم في صحيحه ( باب فضائل علي ) ،من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟
فلايفهم من الحديث أن معاوية أمر سعداً بسب علي، لكن يظهر من الحديث أن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب علي، فأجابه سعد عن السبب ، فلم يغضب معاوية منه أو عاقبه أو تجبر عليه ، بل سكوته عنه هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالماً متجبراً يجبر الناس على سب علي، لما سكت عن سعد و لعاقبه و لأجبره على سبه. قال النووي: قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول : هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالا له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جوابٌ آخر. ولعل سعداً كان في طائفة يسبون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال. وقالوا: ويحتمل تأويلا آخر، أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ.
وقد وصف ضرار الصدائي في حديثه عليَّ رضي الله عنه وأثنى عليه بحضور معاوية، فبكى معاوية.قال القرطبي: "وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل علي رضي الله عنه ومنزلته، وعظيم حقه، ومكانته، وعلى ذلك يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبه، لما كان معاوية موصوفاً به من العقل والدين والحلم وكرم الأخلاق. وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح، وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ وهذا ليس بتصريح بالسب، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج مِنْ عنده مِنْ ذلك، أو من نقيضه، كما قد ظهر من جوابه.ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن،وعرف الحق لمستحقه ."
ونذكِّر ان الطبري قال في مقدمة تاريخه :فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة،ولامعنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنَّا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا.
والحادثة التي ذكرها الطبري ويحتجون بها، وإسنادها تالف وفي رجالها كلام :
أنَّ علياًّ كان إذا صلى الغداة يقنت فيقول:اللهم العن معاوية وعمراً وأبا الأعور السلمي وحبيباً وعبدالرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد. فبلغ ذلك معاوية، فكان إذا قنت لعن علياً وابن عباس والأشتر وحسناً وحسيناً ! قال ابن كثير: ولا يصح هذا .
وتداول هذه الحكاية بعض المؤرخين، وتفننت من بعدهم الفرق الضالة في حبك هذه الأكذوبة والزيادة عليها ونشرها دون أن ينكرها أحد ! إلى أن جاء عمر بن عبدالعزيز فأبطلها !
(انظر: مروج الذهب للمسعودي 3/41-42،وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/778-790، 5/752، 754، 759. والكامل للمبرد (نقلا عن شرح نهج البلاغة 1/778، ولم أجده في المطبوع من الكامل)، والرد على الإمامية للجاحظ (نقلا عن شرح نهج البلاغة 1/778 وما بعدها) والأحداث للمدائني، والعقد الفريد لابن عبد ربه ،والنصائح الكافية لابن عقيل، ص 96-98).
وأتى من بعدهم الكتاب المعاصرون فأثبتوها في كتبهم دون تمحيص.
(انظر :حسن إبراهيم حسن في تاريخه 1/323، والعقاد في كتابه عن معاوية ص14،والمودودي في " الخلافة والملك " ص 112-113، والتليدي في "فضائل الصحابة" ص159-160،والحجوي في " الفكر السامي " ص 54، وعبدالله النفيسي في كتابه " عندما يحكم الإسلام " ص 111 ، وحسن المالكي في كتابه "نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي" ص20 وما بعدها، وحسن السقاف في تعليقه على "دفع شبه التشبيه" لابن الجوزي ص 236، والتيجاني في كتاب "ثم اهتديت ص 106-107، 121، 169).
قال الشيخ الألوسي في كتابه صب العذاب على من سب الأصحاب : وما يذكره المؤرخون من أن معاوية رضي الله تعالى عنه كان يقع في الأمير كرم الله تعالى وجهه بعد وفاته ويُظهر ما يظهر في حقه ، ويتكلم بما يتكلم في شأنه، مما لا ينبغي أن يعول عليه أو يلتفت إليه ؛ لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع. وقال الخضري: هذا باطل لا أصل له عنه.
كما نعلم أن معاوية انفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن له، فاجتمعت عليه الكلمة والقلوب ودانت له الأمصار بالملك، فأي نفع له في سب علي؟ بل الحكمة وحسن السياسة تقتضي عدم ذلك، لما فيه من تهدئة النفوس، وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفى على معاوية الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير.
الأستاذة الأديبة سيدة النور هدى الخطيب:
لستُ (مرجعاً) دينياً أبداً، إنما هي طريقة (استدلال) ارتضيتها لنفسي بعد معاناة طويلة في كتب التراث. والخير كله لك، ويبقى صدق الحوار ( فالغاية وجه المعرفة ليس غير) .


توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس