[align=justify]
الأخ العزيز دكتور منذر مرجعنا في الشؤون الدينية تحياتي
لا شك وخصوصاً بيني وبينك أن الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية
قبل أن أدخل لاحقاً فيما تفضلت به فيما أشار إليه الدكتور أحمد الكبيسي ، وحين عدت للبحث عنه بعد انقطاع طال لم أكن أعرف شيئاً عن تناوله قضية معاوية بن أبي سفيان – وفوجئت – ولكن للحق فالمفاجأة كانت سارة بالنسبة لي، فأنت أصبحت تعرف أني لا أحب معاوية ولا والده ولا والدته ولا أخيه غير الشرعي زياد ولا ابنه المنكِّل بأهل البيت ولا حفيده ممزق القرآن المثبت بشعره الذي نعرفه جميعاً.
دعني أروي لك حكايتي أولاً
أنا لا أخلط الأمور ببعضها ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) أحب الكثير من الأمويين، وأعتبر أن من تلا منهم خصوصاً بعد جيلين أو ثلاثة انفصلوا عن حقد جدهم المضمر لآل هاشم، وأعشق وأجل مثل كل المسلمين عمر بن عبد العزيز ، الذي أعاد تقدير أهل البيت ومنع لعن سيدنا عليّ كرم الله وجههه ورضي عنه في المساجد والذي كان معاوية سنه، واعتبر عمر الخليفة الخامس وأحب الكثير من الأبطال والصالحيين فيهم والفاتحين من الأمويين..
والله الذي لا إله إلا هو أني لم أستطع يوماً أن أقبل معاوية أو أحبه أو أتصالح نفسياً معه ومع هذا الدهاء في شخصيته، ومنذ أول مرة في المدرسة وكنت لم أزل طفلة صغيرة ومنذ أن قرأت ما حصل وحكاية قميص عثمان ( رضي الله عنه ) أعلنت لمدرسة الدين كراهيتي لهذا الرجل والتي حينها أخذت تحكي عن بعض مزاياه ونشره الإسلام، لكن عقلي لم يقتنع بكل هذا التجميل وبقيت على قناعتي والشعور الذي وصلني واستقر في نفسي وروحي تجاهه ، وعلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " استفت قلبك ولو أفتاك الناس وأفتوك "
أنا لا أستطيع أن أحب من يكره أمي أو أبي حتى لو لم يخاصمهما أو يعاديهما أو يتهمهما بهتاناً أو يحاربهما ، ومن هذا المنطلق وكمسلمة أنتمي للطائفة السنية وعلى مذهب أبي حنيفة النعمان، فالرسول صلى الله عليه وسلم الأعز والأغلى حقاً من الأم والأب وأهل بيته أهم من أهل بيتي وأولى بالنسبة لي أن أحب من أحبهم وأبغض من أبغضهم وأساء لهم.
مقارنة بسيطة في مسير التاريخ ، فلو لم يدخل معاوية على الخط ويفعل ما فعل كيف كان لشؤون الإسلام وتاريخه أن يسير؟
الحقيقة أن التاريخ يكتبه المنتصر، ومعاوية انتصر على آل هاشم وثأر لأخيه وجده إلخ..
ولأنه كان حاكماً ونحن بطبيعتنا مجتمع أبوي ما زلنا نحمل شيئاً من تراث أجدادنا القدماء في تقديس الحاكم، ولأن الكثير من الأمويين صححوا المسار بعده ونشروا الإسلام ما زلنا لا نريد أن نرى معاوية كما هو مغتصب للسطلة ومحول منهاج الخلافة وحصره بالأمويين، وبرأيي هناك خط فاصل لا ننتبه له أحياناً فنحن سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا سنة معاوية.
للحديث بقية لو سمحت لي فأنا أتمنى النقاش فيه ، هذا فقط رأيي على عجالة الآن ولي عودة لأكمل
تفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي[/align]