20 / 10 / 2015, 59 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [27]
|
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
|
رد: دراسة سيميو نفسية في قصيدة ( غدا تعرفين ) للشاعر طلعت سقيرق / بقلم الشاعر ياسين ع
مقدمة
- لو تمعنا قليلا في تاريخ الشعر العربي لوجدنا صورة المرأة حاضرة منذ القديم أي منذ الشعر القديم إلى يومنا هذا ، لكن تتفاوت صورة المرأة في حضورها الأنثوي من عصر إلى آخر و تختلف التعابير تبعا للتحولات الحضارية التي طرأت على المجتمع العربي و من ثمة فنمط التفكير تأثر بهذه التحولات لتستمر أنوثة المرأة حاضرة مطبوعة في كثير من قصائد الشعراء ، فمنهم من استمر في مغازلة الجسد و منهم من راح يرشف من بحرها الأنثوي روح القصيدة و استقراء ذاتها بعيدا عن الجسد . و بين هذا و ذاك تبقى المرأة هاجس الشاعر و ملاذ بوحه الشعري لحظة الإبداع و انصهار ذاته في شرايين القصيدة .
- لقد تقدم الكثير من النقاد بدراسات حول الصورة الأنثويّة للمرأة في المعلّقات الشعرية و مدى حضور المرأة في الشعر العربي و القصيدة العربية ، كما تناولوا تنوع اهتمامات الشعراء في مادة الغزل فمن الشعراء – على سبيل الذكر لا الحصر - من كان الواصف المتصوف ، و منهم من كان المحب المتعفف ، ومنهم من كان العابث بالأنوثة ، و منهم من كان المتمتع بالجنس في رسمه لجغرافية الجسد و منهم من كان يتهجم على إنسانية المرأة و أنوثتها ، متجاهلا كينونتها و إحساسها و رسالتها الإنسانية النبيلة ، ومستفزا بقبح أفكاره و إباحية لغته و مجون تعبيره المجتمع الأنثوي .
- كما تعرض النقاد لأهم العوامل البارزة في حركية الإبداع داخل فضاء الغزل و هذا قصد التأسيس لمعطيات أبحاثهم المتعلقة بحضور المرأة في القصيدة العربية عبر العصور و الأزمنة ، آخذين بعين الاعتبار الصراع الأنثوي الداخلي بين المرأة و ذاتها المحاصرة بقصائد الشعراء على اختلاف مقاصدهم لها و الصراع الأنثوي الذي حاولت فيه المرأة أن تحرر ذاتها من كيمياء القصيدة الغزلية الماجنة المفروضة عليها من طرف المجتمع الذكوري ، هذه القصيدة المستفزة شهدت ديبلوماسية شعرية جديدة في صورتها الفنية المنطبعة بشيء من الانفتاح العربي على العالم الأوربي الحديث تبعا للتحولات الإجتماعية و السياسية و الاقتصادية ، كما أثر هذا التمدن في جانبه السلبي على نفسية الكثير من الشعراء الذين يبحثون دائما في تجاربهم عن الجديد في حركية الإبداع ضمن ثنائية ( القصيدة و الأنثى ).
-----------
يتبع إن شاء الله
---------
بقلم الشاعر
ياسين عرعار
|
|
|
|