رد: حوار مفتوح مع الأستاذة بوران شمّا
أختي الحبيبة ناهد حفظك الله
الله يخليلي ياك يانهود الغالية .
التضحية , بحد ذاتها, فيها من القيم والمبادئ الكبرى مايجعلها تحمل أسمى المعاني وأنبل المشاعر . التضحية من أجل الوطن , من أجل الأسرة , من أجل العمل , الأصدقاء , الحب , كلها , ربما يسعى الإنسان لكي يضحي أو ربما تجبرك الظروف لكي تضحي , فلا فرق بين الاثنين المهم أنك تقدم هذه التضحية وأنت راض, وما هذه التضحية إلا لعزيز أو غالي .
قال الله تعالي في كتابه العزيز:" بسم الله الرحمن الرحيم : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم بأن لهم الجنة . صدق الله العظيم" فالتضحية صفة لصيقة بحياة كل مؤمن .
ولتحقيق الطموحات لابد من تخطي العقبات .
كان كل طموحي أن تكون أسرتي سعيدة , من أجل ذلك حاولت تقديم الغالي والرخيص, وكما تعلمين أنني لم أقصر أثناء مرض والدتي من تقديم يد العون والمساعدة , رغم مشاغلي الكبيرة في الدراسة والعمل , وبعد وفاة الوالدة –رحمها الله وأسكنها فسيح جناته – وقفت إلى جانب والدي ماديا ومعنويا وكنت له الابنة الوفية والصديقة وعوضته عن حرمانه من زوجته بالوقوف معه اجتماعيا ومعنويا , ومع أخواتي وإخواني وقفت إلى جانبهم ودعمتهم وقدمت لهم ما يحتاجونه في حياتهم المادية والمعنوية حتى وصل كل منهم إلى بر الأمان واختط كل منهم طريقه , فكم كنت سعيدة بذلك .
أما حبي لعملي فماقدمته من تضحيات أثناء ذلك شرحته في إجاباتي السابقة للزملاء , فهو ليس كأي عمل أو وظيفة , هو الموسوعة الفلسطينية وإصدارها كان الحلم والأمل .
أما فلسطين الحبيبة فهي عشقي الأبدي وأتمنى لو أستطيع أن أقدم روحي ونفسي فداء لها , ياليتني أستطيع .
وبعد كل ذلك تسأليني ماهو شعورك بعد كل هذه التضحيات ؟؟
ماقدمته كنت أسعى له لتحقيق السعادة لأسرتي والنجاح بعملي , وتحقيق حلمي بتحرير فلسطين الحبيبة , فهذا كله سبب لي السعادة الأبدية ولو عدت مرة أخرى إلى الوراء لقدمت المزيد والمزيد .
دمت وسلمت شقيقتي الحبيبة.
|