04 / 10 / 2008, 00 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [197]
|
كاتب نور أدبي مضيئ
|
رد: فنجان قهوة ... ومساحة من البوح
أحبائي في أسرة نور الأدب
اشتقت لكم كثيراً ،
ميساء الغالية اشتقت لفنجان قهوة من ايديك الحلويين خاصة بعد ما خلص رمضان فينا نشرب فنجان القهوة صبحية او عصرية أو سهرية مع ضو القمر
احبتي كيف كان العيد معكم؟
هل كان مثل العام الماضي أم تغير؟
للعيد ذكريات جميلة في ذاكرتي، في كل عيد أسترجع أيام طفولتي وكيف كنا ننتظره على أحر من الجمر، كان للعيد طعم ونكهة لازالت تدغدغ حواسي.
أذكر بإنه في منتصف شهر رمضان كانت الأسر تبدأ في التحضير لعمل حلويات العيد، ويصبح البيت كخلية النحل، وكثيراً ما كانت الجارات يتفقن على جدول زمني فهذا اليوم عند فلانة واليوم الأخر عند فلانة وهكذا الى ان يتم عمل الحلويات لكل المجموعة التى تسكن نفس المكان.
كان دورنا كأطفال يقتصر على المساعدة وكثير من الأحيان على المشاكسات البريئة كأن نقوم بإختطاف قطعة من العجين لتشكليها كما نرغب،
اما عملية خبز الحلويات فكانت خارج البيت، اذ ان مجموعة من الجيران يقومون بحجز المخبز لساعات معينة ويقوم صبي المخبز بإحضار عربته لأخذ صاجات الحلويات، كان يحلو لنا ان نجلس على اطراف العربة بجانب صاجات الحلويات ونغني اهازيج نتغزل فيها بكعكنا . ومن العادات الجميلة ان كل اسرة تقوم بإرسال بعض من حلوياتها للجيران.
اما ليلة العيد فكانت ليلة مميزة ، كل فرد من افراد العائلة يقوم بمهمة ما
كانت والدتي اطال الله بعمرها تقضي طول اليوم قبل العيد في عملية تنسيق البيت وترتيبه لإستقبال الضيوف، ثم تقوم بتحضير أطباق الضيافة من كعك وحلويات وشوكولا والقهوة العربية الى جانب الترمس (نوع من البقوليات للتسلية) والحمص المسلوق.
أما أنا وأخوتي كنا نقضي الليل نرتب ملابسنا الجديدة ، ولأنني كنت ابنة وحيدة مع اخوين ذكرين، كنت احظى باهتمام اكثر من والدتي فكانت تحضر لي ملابس لكل يوم من ايام العيد.
في الصباح كنا نصحو في ساعة مبكرة وكان والدي رحمه الله يحرص على ان يقدم لنا العيدية قبل ذهابه للمسجد ، ثم يصطحب أخوتي معه لصلاة العيد، كان المسجد في أخر الشارع وكنا نسمع تكبيرات صلاة العيد التى كانت تهز القلب والوجدان.
بعد الصلاة تبدأ زيارات المعايدة فكان والدي يأتي الى البيت ومعه مجموعة من اصدقائه والجيران ، يشربون القهوة ويتذوقون الحلويات ومن ثم يقومون بزيارة الجيران الأخرين.
اذكر بأن وجبة الغذاء اول ايأم العيد كانت عبارة عن وجبة من خبز الشراك والرز واللحم المسلوق واسمها " الفت" ، كانت العائلة تجتمع على الغذاء وكثيراً ما كنا نستضيف الأصدقاء المقربين ليشاركونا الغذاء.
كان هناك نوع من الحميمية والتواصل الإنساني الجميل الذي صرنا نفتقده الأن.
الأن الأمور تغيرت، بدأ الناس يتباعدون ويستخدمون التليفون كوسيلة للتهاني بالعيد، وزاد التباعد حتى اصبحت وسيلة التهنئة عبارة عن رسالة هاتفية (sms) ، واتسائل ياترى مالذي سيجد علينا بعد حين؟
احبتي اسمحوا لي ان اقدم لكم بعض حلويات العيد
هذا كعك بالتمر ، كنا بنسميه كعك أساور لأنه مفتوح من الوسط وكنا ونحن صغار نلبسه كأسورة وهو كعك فلسطيني محشو بالتمر
وهاي تشكيلة من البيتيفور والغريبة والمعمول
ميساء ياغالية انا عملت اللي علي وجبت الحلويات ، هلا دورك الحقينا بالقهوة بسرعة
صحتين على قلوبكم وكل عيد وانتم جميعاً بألف خير
محبتي وكل الود،
سلوى حماد
|
|
|
|