عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 06 / 2020, 00 : 05 PM   رقم المشاركة : [36]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الحب في زمن كوفيد19

قضت ريم يومها هذا بين استرجاع شيء من ذكرياتها، وبين الأشغال الشاقة في البيت، _فهي حين لا تجد من يعينها ولو بالكلام الطيب تعتبر أن رص مخدات الفراش شغل شاق، أن غسل صحنين وكأسين وملعقتين شغل شاق، أن تحضير وجبة أكل واحدة شغل شاق.._ وبين الحديث مع علي عبر رسائل الميسانجر..
فهيم وشهم هذا السيد، يتحدث بلباقة، يستأذن بالذهاب ، بل إنه أيضا لا ينس وقت الصلاة، فها أذان المغرب قد حان حينه بمدينة الداخلة وهي بفاس لم تصلي المغرب رغم أن وقته قد مر عليه نصف ساعة أو أكثر، لكن علي يقول:
_ أستسمحك للحظات، سأصلي وأعود.. إن لم يكن لديك شيء مهم فانتظريني..
تفاجأت ريم لذلك وسرت به أيضا:
_ آه حسنا، لك ذلك، طبعا الصلاة أولا.. تقبل الله،سأصلي أيضا
_ تقبل الله منا جميعا
_ آمين..
يعود علي بعد الصلاة وتعود هي، فيطول الحديث بينهما، يطلب منها أن تبعث له صورة ليتمكن من التعرف عليها لكثر، ريم رفضت ذلك ..
_ لا يمكن أن أبعث لك صورتي،أمازح أنت؟
_ بل جاد أنا...
_ حسنا أنا لا أبعث صوري لغريب ولكن بإمكانك أن تراني عبر الصور التي أضعها بالفايسبوك أحيانا..
_ وهل أنا غريب يا ريمي؟.. الفايسبوك أغرب مني، أنا وأنت صرنا صديقين..
_ آسفة سيدي، مع ذلك لن أرسلها، إن أردت رؤيتي فأمامك الفايسبوك..
_ بالفايسبوك صور كثيرة، أغلبها أجد فيها أكثر من شخص..
_ إذن ابحث عني بينهم
_ وكيف لي أن أميزك من بين من أنت معهم؟
_ إن لم تستطع ذلك فعلى الأقل ستكون قد رأيتني ولم تعرفني
_ وإن عرفتك؟!
تسكت ريم وتغلق حسابها من جديد..
حل الليل، قد نام إبراهيم، وهي عليها أن تجلس من جديد بجانب زوجها لمتابعة فيلم، ترى بعض لقطاته كالعادة وتروي نهايتين أو ثلاثة على الأكثر محتمل حصولها.. ثم تتابع أكثر فتركد لزوجها نهاية واحدة ، وكدائما يسألها مازحا عند نهاية الفيلم، أأنت كاتب السيناريو أم المخرج أم أنك عرافة؟ وتسكت أيضا لأن هذه الأسئلة قد ترددت عليها كثيرا كنه كلما شاهدا فيلما وكثيرا ما كانت تجيبه بأنها تستطيع معرفة النهاية من خلال بداية الفيلم، وكم تفرح ريم وتشعر بأنها يجب أن تكتسب قدرة أقوى وأكبر إن خيب الفيلم توقعاتها أو إن نجحت في توقعاتها ولكن قبل نهاية الفيلم بقليل..
شعرت ريم برغبة في النوم الساعة تجاوزت المنتصف ليلا، لكن عبد الرحيم يهل مساؤه في هذه اللحظة،ذهبت لغرفتها وتركته أمام التلفاز وقد علا صوته، وهي تتأفف على أصوات القنوات المزعجة ليلا...
خولة السعيد متصل الآن   رد مع اقتباس