رد: بيروت تفقد روحها وطابعها مع جريمة هدم التراث لإقامة الأبراج الحديثة
[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
عن الفرنسية
عانت بيروت الأمرين خلال الحرب الأهلية ودمّر قسم كبير من بيوتها التقليدية. وها هي مهدّدة اليوم بخسارة آخر منازلها التراثية بسبب عدوّ جديد: سماسرة العقارات.
في شوارع العاصمة اللبنانية، يندثر كلّ يوم جزء من التراث العمراني للمدينة. فالبيوت القديمة تهدم لبناء مرآب للسيارات أو بنايات فخمة جديدة.
في العام 1995، جمّد وزير الثقافة ميشال إده عمليات الهدم بحق 1016 منزلا قديمًا في بيروت استنادًا إلى توصيات جمعية حماية المواقع والمنازل القديمة في لبنان . لكن هذا القرار الوزاري أعطى مفعولاً عكسيًا إذ سارع العديد من المالكين إلى هدم منازلهم القديمة خشية أن يشملها قرار التجميد وباعوا أرض منازلهم إلى سماسرة عفاريين لقاء مبالغ طائلة.
وبعد سنتين على قرار التجميد، أجريت دراستان من جانب هيئات حكومية، تمّ على إثرهما تخفيض عدد المنازل المحمية بشكل حاد. وهكذا، لم يعد سوى 520 منزلاً محميًا في العام 1997. رقم هبط بعد سنة إلى أقل من النصف. ففي العام 1998، تم إدراج مجرد 209 مبانِ أثرية على قائمة المباني المحمية من أصل 1016 كان ممنوعاً في الأصل هدمها.
في العام 2007، تقدّمت الحكومة بمشروع قانون لحماية المنازل القديمة لكن لم يجرِ بعد التصويت على هذا المشروع في البرلمان. وفي الأول من تموز / يوليو الماضي، أطلقت عدة فعاليات من المجتمع المدني حملة إعلامية واسعة بغية تطبيق قوانين تحمي التراث المعماري في لبنان كما لتوعية اللبنانيين بشأن المخاطر المحدقة بهذا الإرث الهندسي الذي يذهب أدراج الريح.
"تراث بيروت المعماري عقارات برسم البيع"
مها عواضة في الثامنة والعشرين من العمر، تعيش في بيروت وتحدّثنا عن عمليات الهدم في منطقتها.
تتحسر قلوب العابرين في شوارع بيروت لدى رؤيتهم عمليات تدمير المباني التراثية التي تقوم بها الجرافات في أحياء متعددة من العاصمة.
على بعد مسافة قصيرة من منزلي تقع محلة زقاق البلاط التي مررت، قبل أيّام، بأحد شوارعها بالصدفة وأدهشني ما رأيت من فن هندسي تقليدي. فقد تبين لي بعد الاطلاع على تاريخ هذه المنطقة أنها كانت مرتعاً للعائلات البيروتية الثرية التي بنت القصور والمباني الفخمة كما استقرّت فيها المدارس والإرساليات بدءًا من العام 1840 م. وفضلاً عن الطبقة المخملية، سكنت زقاق البلاط شخصيات أدبية وسياسية وفنية بارزة بينها السيدة فيروز والشاعر بشارة الخوري الملقّب بالأخطل الصغير.
في الدراسة التي أجريت عام 1995، تم رصد 94 مبنى للحماية في "زقاق البلاط". لكن في دراسة العام 1998، هبط هذا الرقم إلى النصف وتحديداً إلى 40 مبنى، جرى حتى الآن هدم أربعة منها.
اليوم، معظم البيوت التراثية والقصور في المنطقة مهملة ومهجورة بسبب عدم فرز الحصص بين ورثتها وهي بالتالي تنتظر الهدم. فندرة الأراضي الصالحة للبناء جعلت تراث بيروت المعماري عقارات برسم البيع... يشتريها بأبهظ الأثمان أشخاص غالباً ما يكونون من غير اللبنانيين، أما البيوت التي تم ترميمها فهي قليلة وقد تحول قسم منها إلى مراكز ثقافية أو مدارس".
[/align][/cell][/table1][/align]
|