عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 11 / 2010, 18 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

لقاء عبر نوافذ العالم

لقاء عبر نوافذ العالم
قلت له و نحن جالسان تحت برج إيفل
- أين ستسافر بعد غد ؟
قال لي في حنان متخفٍ خلف جذارية من القسوة عكسها ذلك البرج العاشق
- أين سأسافر ! لم أختر وجهتي بعد
فأنا اليوم هنا و كنت البارحة هناك و غدا يوم جديد .... و ستكون قصيدتي بعنوان جديد
قلت و أنا ساهمة بل و متشردة النظرات
- أي امرأة ستتجول بين كلماتك غدا ؟
تغيرت قسمات وجهه فجأة و أشرقت ملامحه بابتسامة باهتة و قال :
- يا سيدتي لن يبقى الشعر إن محت الظلال أجساد النساء
و لن يستمر قلمي عاشقا لعبير الأوراق
و لن أستلهم الشعر من عيون الأحباء
لن تستنطقني عيني امرأة
و لن تتحداني كلمات أخرى لشعراء تغنوا بأجمل النساء
بقيت شاردة أعاتب ظله الذي تصور في خبث عبر ثرى ليل موحش
كنت أعلم أنه ينظر إلي . فقررت أن أتفادى نظراته السهمية القاتلة التي أدمت قلبي يوما
كنت أحبه في صمت
و بالمقابل كنت أحسه بحبني ..... أحيانا ..... عندما يتخلى عن صفته كشاعر . كزير نساء
عندما ينصاع لحديث امرأة تجالسه باشتياق متدفق ....
عندما يصوره فنجان قهوتي و هو يختلس النظر ....
عندما تفضحه نظراته العفوية و هو غارق في حواري
عندما يبرد شاي الصباح
عندما تتجرد السماء من نور الشمس عند المغيب
يكون قد مر النهار و هو صامت
أتراه يمطرني شعرا ؟
لأكون قنديلا لديوانه الجديد
حروفا يخطف بها قلوب العاشقات من الحمقاوات
أتراه يتدفأ بعواطفي ؟
حتى يمر شتاءي و يأتي شتاء جديد .
قلت في صوت قد فضح انزعاجي :
- حدثني إذا عن الفارق بين الأمس و اليوم و الغد !.....
تسمر ..... رفع رأسه إلى مدى بعيد . يعانق أضواء ذلك البرج المشؤوم
و ابتسم ببرود قاتل دون أن ينطق
شعرت و كأن نيران العالم شبّت بداخلي
بل و قد تحول الألم إلى حمم بمفعول مزدوج حار لدرجة الذوبان .... و بارد لدرجة التجمد و هو الفارق بين أعماقي و ظاهري
قال :
- وكيف تريدين أن يكون وداعنا ؟ ......
قلت :
- كآخر مرة منذ 3 سنوات .
بنفس التفاصيل
بنفس الأجواء
بنفس برودة الطقس
و بنفس برودة المشاعر
كانت عزة نفسه قاهرة و بالمقابل كنت امرأة
تحمل عواصف من الكبرياء
كان رجلا وسيما
كنت أحبه .....
قلت :
- ألم تستطع امرأة أن تغلب الوحدة بداخلك ؟ .....
قال متجهما :
- سأقرر يوما ........ حين تجافين العزوبية .
قلت و باستخفاف :
- لم يولد رجل بعد ليحوِّل و جهة أسفاري .
قال :
- إذا سنلتقي بعد سنين تحت تمثال آخر ... ليشهد جدالنا العقيم .
قالها و في صوته نبرة حزن غريبة
أبصرت حينها رجلا آخر ... عبر تقاسيم وجهه المعتم الكئيب
اكتشفت سر الرجل الذي استهواني دائما
و كأن لحظات الفراق هي من تتحدث
ابتسم بصعوبة و قال :
- وداعا يا صديقتي ...... إلى موعد آخر .... في بلد آخر ..... تحت راية أخرى
لم أنطق و كأن لساني قد شل فجأة .
قالها و اختفى في الظلام ........ ليتركني حبيسة الألم
غريقة في بحر من الدموع
تزامن ذلك مع تساقط أمطار غزيرة امتزجت مع عبراتي المتهاطلة
لتشكل تعبيرا رائعا عن فلسفة حب مستحيل .....

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس