عام بعد عام بعد عام
وصدى صوتكِ يا أمي يردد
هيئي ما أشتهيه قادمةَ إن شاء ربي
يومها مادت بنا ساعات شوقٍ
قلتُ فيها أنني أشتاقُ يا أمي كثيرا
وبأني أشتهي صدرا حنونا يحتويني
قلتُ والدمع بعيني ... عذبتني غربتي رحماك ربي
وبكيتِ .. وتنهدتِ وقلتِ : كل هذا يا ابنتي ؟ أدميتِ قلبي
يومها طال بنا وقتُ الحكايا
وتحدثنا عن الأوجاع ماأخفيتُ أمي
سجّل التاريخ شكوايَ لأمي
كانت الأقدار تدري أنها أولى الشكاوى والأخيرة
ومضى عام وعام بعد عام
وصدى صوتك يا أمي يردد
هيئي ما أشتهيه قادمة إن شاء ربي ...
طالت الساعات حتى
غردت أهاتي شوقا .. ألما ..حزنا دفينا
ورجعتُ آخر الليل أغني
كم فرحتِ حينما غنيتُ يا أمي كثيرا
أطربتكِ نغمة الموال ياأمي ..
فرِِحتُ وشَعرتُ حينما هام فؤادي ..
أنني أرتاد حضنا
أنني أشتاق عطرا ..
حرمونى منه أياما شهورا
فلكم أشتاق يا أمي لمِسكٍ .. عطره كان عبيرا
ثم مّر اليوم واليومان دهر
هل ستأتي طرقة البابِ بشيرا؟
ثم جاءتْ
رنّ فيها هاتفٌ هرولت ظناً
أنها بشرى قُدومٍ بعد صبرٍ وانتظارات طويلة
لم تدار حزنها أختى وقالت :
أمي في المشفى تعالي
أسرعي أنتِ الأخيرة
كلهم زاروها ..هيا .. عاندي ظرفاً عسيرا
وتنهدتُ بصمتٍ .. صرخة المستضعف يشكو البصيرا
كيف يارباه والليل مريرٌ
كيف يا رباه و الدرب غدا دربا طويلا
وبقيتُ طيلة الساعات أبكي .. غربتي .. حضرا وأسرًا
لم يكن باليد حيلة
ومع الفجر تنفست أمالاً
وتوضأت وصليتُ كثيرا
ودعوت خالقي ألقاها أمي
تفتح الباب كما المرة الأخيرة
وركبنا.. وقتها الساعات طالت
ووصلنا ووجدنا يومها جمعا غفيرا
وتساءلتُ لماذا الجمع هذا ؟ ..
يملأ الساحات والحيَ الكبيرا
كنت يا أمي أمنىِ النفس أني
عند باب البيت ألقاكِ بحضنٍ
كنت ياأمي أعزي النفس أني
سوف ألقاكِ ولو حضنًا أخيرا
رَبَّي ظهري كسرته .. دهشتي
صمتي.. ونعشُ
وصرختُ عُدتُ يا أمي كسيرة ...
فتحية عبد الرحمن الجزائري06/06/2012
همسة : ما أخرني عن السفر يومها هو حضر التجول الذي كانت تفرضه الأوضاع الأمنية أواخر التسعينات بسبب الإرهاب
حفظ الله أوطاننا من كل الفتن ماظهر منها وما بطن ...آمين
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]مشاعر حب وألم و ارتباط خالدٍ سكبتها أستاذة هنا فتحية.
هي الأم القلب الكبير الذي يحتضن فيحسن منح الأمل والدفء وهي الحب الصـادق وحافظة ملامح أبنائها وسماتهم...
عزاؤك أنها باقية في تقاسيم أيامك كلها وأن الرحـيل قدر.
دمت بكل الخير ودام لك الفرح وامتداد الرضا.[/align][/cell][/table1][/align]
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
رد: آه يا أمي ...
كم هو مؤلم عندما لا نفعل الشيء الذي نريده قبل الفراق ،
فكيف يكون الألم لو كان الفراق هو الحياة الأخرى !
نبقى نرسم تلك اللحظة التي حلمنا بها في مخيلتنا حتى
نظن أننا قد عشناها سابقاً ...
لن يمحي الموت من أخذهم ممن نحب ،
فالقلب و الروح يبقيان باتصال دائم ...
بوح رقيق ومليء بالمشاعر
سلمت يمينك "أ. فتحية" لهذه الكلمات الرائعة
ودي ووردي
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: آه يا أمي ...
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحية عبد الرحمن
آه يا أمي ...
عام بعد عام بعد عام
وصدى صوتكِ يا أمي يردد
هيئي ما أشتهيه قادمةَ إن شاء ربي
يومها مادت بنا ساعات شوقٍ
قلتُ فيها أنني أشتاقُ يا أمي كثيرا
وبأني أشتهي صدرا حنونا يحتويني
قلتُ والدمع بعيني ... عذبتني غربتي رحماك ربي
وبكيتِ .. وتنهدتِ وقلتِ : كل هذا يا ابنتي ؟ أدميتِ قلبي
يومها طال بنا وقتُ الحكايا
وتحدثنا عن الأوجاع ماأخفيتُ أمي
سجّل التاريخ شكوايَ لأمي
كانت الأقدار تدري أنها أولى الشكاوى والأخيرة
ومضى عام وعام بعد عام
وصدى صوتك يا أمي يردد
هيئي ما أشتهيه قادمة إن شاء ربي ...
طالت الساعات حتى
غردت أهاتي شوقا .. ألما ..حزنا دفينا
ورجعتُ آخر الليل أغني
كم فرحتِ حينما غنيتُ يا أمي كثيرا
أطربتكِ نغمة الموال ياأمي ..
فرِِحتُ وشَعرتُ حينما هام فؤادي ..
أنني أرتاد حضنا
أنني أشتاق عطرا ..
حرمونى منه أياما شهورا
فلكم أشتاق يا أمي لمِسكٍ .. عطره كان عبيرا
ثم مّر اليوم واليومان دهر
هل ستأتي طرقة البابِ بشيرا؟
ثم جاءتْ
رنّ فيها هاتفٌ هرولت ظناً
أنها بشرى قُدومٍ بعد صبرٍ وانتظارات طويلة
لم تدار حزنها أختى وقالت :
أمي في المشفى تعالي
أسرعي أنتِ الأخيرة
كلهم زاروها ..هيا .. عاندي ظرفاً عسيرا
وتنهدتُ بصمتٍ .. صرخة المستضعف يشكو البصيرا
كيف يارباه والليل مريرٌ
كيف يا رباه و الدرب غدا دربا طويلا
وبقيتُ طيلة الساعات أبكي .. غربتي .. حضرا وأسرًا
لم يكن باليد حيلة
ومع الفجر تنفست أمالاً
وتوضأت وصليتُ كثيرا
ودعوت خالقي ألقاها أمي
تفتح الباب كما المرة الأخيرة
وركبنا.. وقتها الساعات طالت
ووصلنا ووجدنا يومها جمعا غفيرا
وتساءلتُ لماذا الجمع هذا ؟ ..
يملأ الساحات والحيَ الكبيرا
كنت يا أمي أمنىِ النفس أني
عند باب البيت ألقاكِ بحضنٍ
كنت ياأمي أعزي النفس أني
سوف ألقاكِ ولو حضنًا أخيرا
رَبَّي ظهري كسرته .. دهشتي
صمتي.. ونعشُ
وصرختُ عُدتُ يا أمي كسيرة ...
فتحية عبد الرحمن الجزائري06/06/2012
همسة : ما أخرني عن السفر يومها هو حضر التجول الذي كانت تفرضه الأوضاع الأمنية أواخر التسعينات بسبب الإرهاب
حفظ الله أوطاننا من كل الفتن ماظهر منها وما بطن ...آمين
نَفَس حزين وشهقة مؤلمة .. مؤثّرة جدا هي الذكرى..كم كنتِ صادقة الحس والنبض..شكرا جزيلا...
رنّ فيها هاتفٌ هرولت ظناً
أنها بشرى قُدومٍ بعد صبرٍ وانتظارات طويلة
لم تدار حزنها أختى وقالت :
أمي في المشفى تعالي
أسرعي أنتِ الأخيرة
نص حزين سافر الجمال سيدتي رغم المرارة المنداحة من حرقة روحك ، رحم الله أمك وأمهات المسلمين جميعا أيهذي الفاضلة ، ما أمر الذكرى ولكن الموت قدر لامفر منه ...
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]مشاعر حب وألم و ارتباط خالدٍ سكبتها أستاذة هنا فتحية.
هي الأم القلب الكبير الذي يحتضن فيحسن منح الأمل والدفء وهي الحب الصـادق وحافظة ملامح أبنائها وسماتهم...
عزاؤك أنها باقية في تقاسيم أيامك كلها وأن الرحـيل قدر.
دمت بكل الخير ودام لك الفرح وامتداد الرضا.[/align][/cell][/table1][/align]
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة البشر
كم هو مؤلم عندما لا نفعل الشيء الذي نريده قبل الفراق ،
فكيف يكون الألم لو كان الفراق هو الحياة الأخرى !
نبقى نرسم تلك اللحظة التي حلمنا بها في مخيلتنا حتى
نظن أننا قد عشناها سابقاً ...
لن يمحي الموت من أخذهم ممن نحب ،
فالقلب و الروح يبقيان باتصال دائم ...
بوح رقيق ومليء بالمشاعر
سلمت يمينك "أ. فتحية" لهذه الكلمات الرائعة
ودي ووردي
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل سلطاني
رنّ فيها هاتفٌ هرولت ظناً
أنها بشرى قُدومٍ بعد صبرٍ وانتظارات طويلة
لم تدار حزنها أختى وقالت :
أمي في المشفى تعالي
أسرعي أنتِ الأخيرة
نص حزين سافر الجمال سيدتي رغم المرارة المنداحة من حرقة روحك ، رحم الله أمك وأمهات المسلمين جميعا أيهذي الفاضلة ، ما أمر الذكرى ولكن الموت قدر لامفر منه ...
تحياتي شاعرتنا المبدعة فتحية عبدالرحمن
ظلّ هذا النص حبيس الدرج فترة من زمن كلما قررت تصحيحه شلت يداي
أبدا لا تصف الكلمات إحساسي .. ليس بالفقد فالموت قضاء لا بد منه
هي فترة عصيبة مررنا بها تركت في قلب كل جزائري غصة وألف ألف وجع
مرٌّ هوالحرمان من الماء وأنت تراه على بعد أميال تمد اليه يدك تلامسه سرابا لكنك لا تثلج به صدرك
هكذا كانت والدي أيامها أسمع صوتها وأعز النفس أني غذا سأراها حتى كان القضاء
أبعد الله عندكم الأحزان أخوتى