رد: حُلِم الأمس.. وليلةُ السَبْت
الأستاذ القدير.. خيري حمدان...
في البداية أشكر مرورك الرائع ، و قراءتك المتأنية ونقدك
مما جعلني أقرأ نفسي وقصتي وأعود بذاتي إلى الخلف ،وأهبط معكم ها هنا.... ولو أن القارئ كثيراً ما يحمل سره ..كما الكاتب....
لقد كان المسجد شيئ طيب بل يدل على إجابيات مازالت مدفونة في (سعيد) وأنا لا أعني التميز بالإبداع فقط..، و لا أقصد أن التقاليد أجمل من الإبداع وإلا كيف نكتب هنا كأسرة واحدة في.. نور الأدب ...ووطن واحد ..ونتألم معا .. إذا كما قلت الإبداع والتميز لا مكان له ..خاصة إن خرج من أعماق المغترب لوطنه النازف .. قألشوق يولد خاصة من مشاعر مكبوته ،...
إن (سعيد) في غربته يكتفي بكل شيء زائف حتى حبيبته وهي
(صورة هيام في جيبه) .. وإن كانت في كل مكان
وأن تلك الصورة تكفيه بل هي تُغْنيه عن هيام الروح، لذا كان عشقه مجنون لأنه سيموت خارج وطنه ولن يرى( هيام )حبيبته ولن يسعى لذلك ... وأنه يحلم بصورة الأمس فقط وهي تكفيه ، بينما (هيام) بروحها والتي أتت للغربة وحاولت أن تبحث عنه وتعود به ولكنها عندما وجدته ...اكتشفت أنه يعيش حياة زائفة راغدة ،
حتى صورتها التي بحملها صامته كذلك اللغة لغة الإشارة صامته ..و لم تسمع كذلك (صوت سعيد.).
(وهو يلوح لها بصمت ) وعندما تحدثت (هيام) للنادل تُصْدَمْ بأنه يتكلم العربية بروح وملامح أجنبية
هيام ( تحاول أن تعود بحبها لوطنها.... أو لروح روحها) ... فسعيد .. بمنظهره وملبسه الأنيق .. وصورتها الساكنة أو الورقية ... والمدينة والعمائر الشاهقة ...ولغة الإشارة ..زيف..زيف. إذا هو لا يحمل روحها
أنا لا أقارن عمائرنا بجمال عمائرهم كشكل ، لا.. ليس ذلك ما أقصد ، إن النخلة هي الوطن كما هي شجرة الزيتون .. والحرمين ..والأقصى ، وليس مسجد فرنسا الذي بناه سعيد هو الهدف والأساس والمستقر وإن كان شيء طيب ، إن ذلك الاخضرار في المدينة جميل الشكل لكن لا روح فيه فهو لا يموت لأنه ليس بطبيعي بلاستيكي...بل لو تلحظ أني أشرت للغة أيضا ، وأن ذاك الرجل ملامحه دقيقة وهو يستخدم اللغة العربية وهو في وطنه هنا تتسائل (هيام ) هل هذا الفرنسي ينطق باللغة العربية ...وهل سعيد سيكون مصيره كما النادل ... سواء كانت تربة النادل من تربة عربية بأصل فرنسي .. أوعربي من تربة فرنسية تلك (الحيرة ) التي تعيشها لها دور بعودتها ...
هيام لم تلتقي بملامح وطنها بينما تلك الطلاسم والذكريات والحيرة والبقاء والوجود والاغتراب .... قبل أن تودعه.. وكلمتها قي النهاية ..وتأكيدها أنه سيعود بروحه و ليس بجسده المزيف ، قد يعشق الإنسان حرف ..أو كلمة.. أوقصيدة.. أو بناية.. أومسجد ولكن لا ينتمي له ، فمسجد فرنسا لا ينتمي له.. لأنه ليس في أرضه ، هو عربي ينتمي للأقصى أو الحرمين.. تتسائل هيام أليس وطنه الأولى به .؟ أو مسقط رأسه...... إذا وجوده وحبه غير متوازن ,,وهيام تنتمي للوطن ولروحه ..
إذا هي تعيش بروحه ووطنها وهو يعيش بصورتها ووطن مزيف السؤال الذي أدعه للقارئ هو هل تجد أن سعيد عاشق مجنون يضحي .. أو ...ومتى وهل سيعود؟ ....بينما تلك المعاني ..والطلاسم.. والذكريات.. نثرتها من أجل أن يركب القارئ القصة كما هو يشعر بها ... وهنا يقشعر جسدي من الجمال البصري المصطنع كالبلاستيكي والملامح الدقيقة لذا أبحث عن الجمال الروحي... ..
كما أن المقهى الذي التقت فيه هيام .. مع سعيد ...والنادل الفرنسي
ذكرتني يا سيدي.. بموضوع كتبته عن (اللغة والهجرة) ، و أن اللغة العربية عند البعض هي لغتهم الثانية للأسف وأن القراءة لديهم أكثرها كتب ومصطلحات أجنبية ،وأن الجسد عربي بينما الروح مهاجرة وكأنه لا جواز له ، سواء جوازه عربي فرنسي ...أو فرنسي عربي ، ويهجر لغته الأصلية العربية فتكون اللغة الثانية التي ينطقها ، وبعد مرور وتعاقب السنين يفقد الكثير أوطانهم ويتمنون لو يموتوا على أرضهم وفي أوطانهم ، ولن يشعر المغترب أو المهاجر بذلك إلا بعد تعاقب السنين ...وأنا لا أعمم ...ربما لوعاد لن يستجيب لمسقط رأسه ،وربما تكون هيام صورة أخرى في مخيلته إذا أنت من سيكشف أين المكان والزمان وعن المصطلحات التي نثرتها ....!
شكري وتقديري لأدبك وقصصك الرئعة
لك مني أجمل صباح ..وأحلى الأمسبات..وأجمل الأمنيات ..ونخيل رياضي
ولي فكر .. وقصص ...وحروف ........خيري حمدان
|