[هدير الجميلي]

الرسالة الواحدة والتسعون

حد.

على أحدنا التفكير..لكن هذه المرة ليس بصمت .. ؟

فكم جرنّا ورائه هذا الصمت المجحف حقوق عشقنا..

كم هزئ بنا.

فقد تفتقت السنوات التي حبسنا عشقنا داخلها ..نرتدي حبنا الأسير بسكون.

أيمكن أن نجد حل لكل شيء ........؟

أترانا سنجد لثورة حبات المطر سبب.. فلطالما عانقت فروع شعري مصافحة أوراق يداك ...

أترانا نجد حل لرجفة الأطراف التي تكبلتها قيودك .. ماتلبث فراق دفئ شفاهك...

أفترش عيناك ..بساط تهوي بي رموشه بعمق عشقك الثائر...

فلم تعد تسكت صرخاتي قصصك الخيالية التي شاخت على معابر الزمن الراحل .

صبراً فلم تكتمل طفولتي بعد ..فقد خبأتها بيد دميتي الصغيرة.

لم يلملم ربيعي زهوره المتناثرة في عباءة آفاقه البعيدة ..

أي زمن يجاري فينا آمالنا ليسرق عشقنا ..

كان علينا أن ننزع الوجوه التي تخبئ خلفها ألف قبلة مسروقة لتكسب الضمير ..

[هدير الجميلي]

الرسالة الثانية والتسعون

مجرد حزن ...

أرى حبات المطر تعلن فرحها كلما فكت أسرها السماء..

تغسل وجه الحياة ليشرق العالم..

يوزع بحقائب بابا نؤيل الثلج والهدايا..

تغتسل الشمس لتورق شعاعات طويلة تحمل الأمل لكل الذين يحبون الطمئنية..

تورق النجوم حبات لؤلؤ مرسوم على وجهها القمري عيناك ..

فكم تاه البرزخ بعالم مليء بك فقط...

أعانق أحزانك وكثيراً ما لملمتُ حروفي لأنثرها بفكرك فتكون مجرد حزن مرسوم بجدائل ذكرياتنا ..

كل الأيام التي نفضت أوراقها الحزينة على وجه الزمن الشاحب كانت تستكين لتحضن الفرحة التي لافظ آخر نفس لها.. نفثته العنة المنشودة على قبر عشقنا الذي كفنته يدا المنون .

لا تخف وأرجع الروح بي من جديد..

فكم عاديت كلمات العشق التي تطاولتها أقلام نزار قباني ليصرع بها البّاب المكمّون مشاعرهم الباردة

كم حركتها شهوة قلمه المجنون

وكم أباح تحت سطوة جلاده عشق العذارى ..

وكم أذل سلاطين بسياساتهم المدلسة تحت لسانه الحر..

لكني لست ك نزار ولن أكون مثله يوماً

أتراني أبالغ بعشقي لك ..حينما أكتبك طفل ثارت حجارتهُ غضباً ..لتقيم العدل .
هل يكفي أن أستحضرك لأفتح باب عبر الأزمنة التي لم يخلق فيها أحدٌ يشبهك ..

[هدير الجميلي]

الرسالة الثالثة والتسعون

كفى..

كفى نتلمس الأعذار لقسوة اللقاء...

حيث العيون تترقب سقوط عشقنا.. على أعتاب خيبة الأمل ..

حيث سكون الشفق يرخي رمشه على ذكرياتنا...

ينزاح الوهم رويداً رويدا من وهمي المجنون ..

تضيع لمستك بخلجات خطوط يدي..ترتعش مسقطة حقك ..

كلماتك تنزع همسها على عتبات أذني مودعة صداها النحيل..

أحلامي أصبحت خابية كالفجر الذي شاخ مبلل شمس الأصيل يتحسر على ما فات شبابه..

لأن مواعيدك تغفوا على دموع مالحة ترسو بذكرياتها المتواهية.

..

ما عاد ظلك يلوح لي عندما أسهوا..

.. أخطئ التصويب لوهلة لذاكرتي..؟

يلملم أشياع نفسه لينعكس من جديد ببريقه الجميل.

[هدير الجميلي]

الرسالة الرابعة والتسعون


محاولة



حبيبي ...
اعترفُ لك محاولاتي فاشلة بنسيانك ..
وجدتك تنسكب من كل محاولاتي راجعاً بذكرياتك بي إلي ..
أي خطوات مشلولة تستمر بالتخطي فوقك..
تنزف ذاكرتي لتغرق كياني بأوراقك المبعثرة ..
ما عاد للقلم والورقة مكان بصندوق مذكراتي..
فقد نسجتك ورقة وحكتك قلم يكتبانك ويكرراني ...
كل شيء أصبح مقلوب حتى أسمائنا متشائمة ..
حاولت أن اكسر الصمت اقضم شفاهه علنّي أُسمُعك عبر أثيره أنّاتي..
كل الدروب قصيرة أبحث في قصاصاتها الطويلة عن معبر ..
أنفذ لمخيلتي لأنقذ ما تبقى من ذكراك ..
جسداً يلوح لي ظله عبر ثقوب النسيان ..
ألهذا الحد يوصلنا الفشل بالقيا لليأس والتهيؤات المنكوبة الوطن .
ماذا تريد أن أفعل أعلق أحلامي الطائشة أم أؤجل موعد اقتراب خيوط البياض لتنسج الليل الطويل.
عبثاً أيادينا تم___________د دون عناق .
عبثاً تصبح الشفاه مخضبة بالبلل لتلفظ ندى الصباح ..
هاق_______________د حل موسم القحط .. فالرسائل مبللة بالدموع تنتظرك لتكتحل عينها.
ألن تعو________د فموسهم الهجرة رحل.

[هدير الجميلي]

الرسالة الخامسة والتسعون


وقفة



تستوقفني طرقك المسكونة بالقصص ..
ما أجمل رائحتها القديمة ...فأنت تعلم لا تاستهويني قصص الحاضر.
أتخطى إشاراتها المليئة بالعيون تترصد ذراعي خوفاً من أن اقطف من جراحك ..
شتائل من الأحزان تسكنك بين مسافة وأخرى أرى نزفك يدمي المارة .
أتراني بدأت افقد وعيي بك ..أيخدعني الصيف بتموزه الغاضب..
فما معنى لكل الذي يحدث..؟
سرابك يرصدني يمثل لي وجهك لأركض عبره لاهثة أستجدي حقيقة مرة لكل صوره الكاذبة ..كيف وهو مجرد سراب .
فما الفرق بين صحراء يغشاها موسم المطر ..وأخرى يغشاها سموم الصيف ..كلها سوف تثمر ..بالطيب والخبيث.
علك تفهمني فأنا سواء طالت وقفتي أم لا حتماً سينالنا نصيب من ذاك الطيب والخبيث.
الغضب يملأني ما عدت أفكر بالجلوس لأقلب صفحات الذكرى الملعونة ..هناك تعويذة تعج بغضبها ..فالقدر نُسخ بحبر الفراق وخُط على لوح ما وراء الكون .
فلن يحصل اللقاء..

[هدير الجميلي]

الرسالة السادسة والتسعون



شعاع...

حبيبي..

تفتقت غشاوة عيني
تشق كبد النوم العميق
لتقولانك صباحات تشرق عصافيرها أنغاماً مبهجة.
لتقولانك زهور.. حل الندى على شفاهها ضيفاً
أجزم لنفسي بأن شيءٌ ما..؟ منك سيدخل .
يخترق نوافذ النسيان ..يكسر زجاج القدر ..
يؤذي الماضي ..
يهرول بحاضره ألي..
تبقى عيناي محدقتان..
علّهما يرميان حجر طائش من ثورتك..
فالغريب ..ان الخوف شد رحاله بعيداً عنك.
تغرقاني اللحظات لأفقد أخر أحلامي..
أعلق مرساة الأمل بمرفأ عائم..
حط مرساته على سماء.. معتمة..
تحجب شمسها الباكرُ.. هلعاً..!

مغلقة كل النوافذ.

[هدير الجميلي]

الرسالة السابعة والتسعون


ملل ..
حبيبي...............

أحيكك اليوم أطياف تسبح في أعماق النعاس ..
تسدل عطرك على شفاه النوم ..يتسربل لأعماقي يمتص وجع الحزن الذي يسكنني...
أحارب اليقظة ..استل منها لحظات تجمعني بك.. برواز يحتض صمت صورة ...
لم تكن الساعات تشعر بالملل ..؟فأنت جعلتها تراقص الأيام بفرح..
مازالت الأحلام تتكسر أجنحتها تواسي دموعي المنكسرة شظاياها المبعدةُ عنك.
مازالت أطراف الملل تلتصق بحواشي الذكرى المؤلمة ..تنكت رفاتها الأخير على وسادتي..
ملّ القلم من خط ذكراك .. بزوايا رماد ورقة تحرق انتظارها فيك. ِ

[هدير الجميلي]

الرسالة السابعة والتسعون


ملل ..
حبيبي...............

أحيكك اليوم أطياف تسبح في أعماق النعاس ..
تسدل عطرك على شفاه النوم ..يتسربل لأعماقي يمتص وجع الحزن الذي يسكنني...
أحارب اليقظة ..استل منها لحظات تجمعني بك.. برواز يحتض صمت صورة ...
لم تكن الساعات تشعر بالملل ..؟فأنت جعلتها تراقص الأيام بفرح..
مازالت الأحلام تتكسر أجنحتها تواسي دموعي المنكسرة شظاياها المبعدةُ عنك.
مازالت أطراف الملل تلتصق بحواشي الذكرى المؤلمة ..تنكت رفاتها الأخير على وسادتي..
ملّ القلم من خط ذكراك .. بزوايا رماد ورقة تحرق انتظارها فيك. ِ

[هدير الجميلي]

الرسالة الثامنة والتسعون


ومضة احتجاج


للحظات التي توقد سرادق العشاق ..احتجاج..
نغلف أفكارنا المشبوهة بزيف العفة ...
نعم اعترف باني احتاجك أكثر من السابق ..
لطالما حلمت ان تتوسدني ذراعك لأخيط حروف شوقي من قُبّل السكون..
أغرز لهفتي لك بلوعة الانتظار المر ..
أصيّر الليل قصص معتقة بذكرياتنا ..
تحلو لي هسهسة الشيطانية...
أمحو على عتبات الغفران إباحة مواجعي..
اضرب وحل الشوق باستغفاري..
أصطاد عيناك على شواهد الوجوه التي أهملها بصري ..
كنت اقترب منك ..افترش خطواتك عبر المسافات طويلة الأعناق ..تعلقت بها ليتها أوصلتني لك سريعاً .
أتعانق السماء قلب الأرض..؟ أتبحث عن ماضيها فيها.. ألها انّاتُ ناي آلمه وجع الفراق ...؟
أشحتُ بيدي أطياف الشوق ولهفة الانتظار.. التي تركت مراياها طافية بذاكرتي.

[هدير الجميلي]

الرسالة التاسعة والتسعون

هاجس ..
أتوجس طيفك علنّي استحضره..ل ينحر ظله على أوراقي..
أخطهُ جسداً ينفث الحبر الروح فيه..
يقفز قلبي إلى أفقك البعيد يجر نبضك لي ..يستنطقه..
أكضم يقيني ..
فيقف شكي شامخ القامة ..
يهرول عبر أنفاسي يكبلني..ليخطف رباطة جأشي...
أبتلعُ ظل الذكرى بجنبي..
شفتاي لا تلمحان ثغرك ..
ينام اسمك مرتجفاً ..
أتوسد ندا الصباح على شفتك
الملم شظايا خمرك في أنفاسي
يعتلي صهوتي صوتك مرتعداً ..
يرتدي هديري البعيد......... بصمت
يطرد شبح الهاجس ..
يفر لأحضاني متعب الخطى..
هاجرت عيناه..و ظل حلمهُ متردد ..